غالياني يعرض دفع ثلث الشرط الجزائي للريال تمهيدا لانتقال كاسانو

الميلان يفقد خدمات بيرلو شهرا للإصابة.. وأليغري يبحث عن توازن جديد

TT

أبدى نادي ميلان الإيطالي وكاسانو لاعب سمبدوريا الموقوف عن أي نشاط مع فريقه حتى 31 يناير (كانون الثاني) المقبل استعدادهما للمساهمة في دفع جزء من قيمة الشرط الجزائي المستحق لنادي ريال مدريد الإسباني حال رحيل المهاجم الفذ من سمبدوريا إلى أي فريق آخر، والذي يبلغ 5 ملايين يورو. والآن جاء الدور على إدارة سمبدوريا لتقول كلمتها، فهل سيقوم غاروني بدوره؟ الخطوة التي قام بها الميلان واللاعب المنحدر من باري ذات مغزى وساعدت على إعادة فتح باب المفاوضات بعد التوقف المفاجئ يوم السبت الماضي. ما هو جميل يأتي الآن، والساعات المقبلة قد تكون مهمة جدا وحاسمة.

بعد أن أوصد فلورنتينو بيريز رئيس نادي الريال الأبواب أمام تخفيض قيمة الشرط الجزائي، قال نادي سمبدوريا، يوم السبت الفائت، إنه يتعين على الميلان دفع الالتزامات المستحقة لنادي العاصمة الإسبانية، على أساس التزام أخذه غالياني على نفسه يوم الخميس الماضي. لكن نادي الميلان أكد أن غالياني وعد فقط بأن يطلب تخفيضا من بيريز، لا أكثر.

عموما، ليقدم دليلا على حسن نياته اقترح غالياني حلا ثلاثيا (ميلان - سمبدوريا - كاسانو). ويتعين على المحامي بيبي بوتزو، وكيل اللاعب، القيام بدور الوسيط في هذه القصة، وتنطلق المفاوضات من مبدأ أن سمبدوريا هو الذي يتعين عليه رسميا دفع الأموال للريال، نظرا للمادة التي تم التوقيع عليها مع رئيس النادي الملكي حينها، خوان رومان كالديرون، والتي تنص على انه في حال تغيير كاسانو فريقه على نادي سمبدوريا دفع الـ5 ملايين يورو تلك في غضون 15 يوما.

لهذا السبب أيضا، من المفترض أن لا تطول فترة التفاوض، والجميع يتفق على أن كاسانو لا يمكنه بعد ارتداء قميص سمبدوريا، فقد قطع اللاعب علاقاته بسبعة من زملائه في الفريق على الأقل. فريق سمبدوريا نفسه لا يمكنه شد الحبل أكثر من اللازم وأن يأمل أنه يتعين على الآخرين فقط تحمل نفقات الصفقة، وهو الحال بالنسبة لكاسانو الذي أظهر رغبته في التخلي عن جزء من راتبه شريطة الوصول إلى نهاية سعيدة في الموقف الحالي.

كانت المحكمة الرياضية قد قررت خفض راتب المهاجم إلى النصف، بأن ينزل من 3 إلى 1.5 مليون يورو خالصة الضرائب في الموسم الواحد، وعلى العكس لو تمت صفقة انتقاله إلى الميلان فقد اتفق وكيل أعماله على راتب قيمته 3 ملايين يورو حتى عام 2014. وهنا لا بد أن يتنازل الرئيس غاروني عن شيء ما، وهو تحرك ذكي من جانب الميلان أيضا. صحيح أن سيلفيو برلسكوني يريده، لكن بعد الوقائع الأخيرة قد ينبغي على المهاجم السعي لعقد مع حوافز قوية، وهي بالطبع مرتبطة أكثر بسلوكه الطيب وأدائه المعروف عنه.

من ناحية أخرى، كانت محصلة الإصابات في الميلان طيبة، صحيح أن جبهة الهجوم مدمرة، لكن باقي الفريق كان سليما، وربما لم تقترب منه الرياح التي قلبت خطط أندية أخرى كبيرة رأسا على عقب. لكن بعدها، وفي غضون أسابيع قليلة، جاء كل شيء: تياغو وفلاميني، غاتوزو (لكنه تعافى سريعا) وزامبروتا، والآن بيرلو الذي تعرض لتمزق في عضلة الفخذ اليمنى خلال مباراة الميلان مع روما، السبت الماضي، وسيغيب عن الملاعب على إثرها لمدة شهر. ولحسن حظ أليغري أن هناك فترة التوقف بمناسبة أعياد الميلاد، لكن أندريا بيرلو لن يكون متاحا عند استئناف البطولة أمام كالياري ولا حتى في المباراة التالية لها أمام أودينيزي في سان سيرو. ومن الصعوبة بمكان أيضا أن يشارك في لقاء ليتشي، يوم 16 يناير المقبل، أو في أول مباراة للميلان في كأس إيطاليا هذا الموسم. كان المدير الفني للفريق قد توصل لتوه لتوازن بين وسط الملعب والهجوم، لكن الأمور ستختلف تماما في غياب بيرلو.

كان أليغري قد صرح قبل مباراة ميلان - روما قائلا: «أمبروزيني رائع في قلب الوسط أمام الدفاع، وأندريا في حالة جيدة جدا بعد انتقاله إلى الجهة اليسرى، فهو يشعر بحرية أكثر بعيدا عن الرقابة اللصيقة، ويجد مساحات أكبر لبدء الهجمة». وتابع: «كما أن الاثنين بارعان في تبادل المراكز خلال المباراة، وبالنسبة لنا تعد هذه ميزة كبيرة». غير أنه لا بد الآن من البدء من جديد، فلا فلاميني ولا سيدروف لديهما تلك الإمكانات كي يحلا محل بيرلو في اليسار، ومن دون بيرلو، وهو اللاعب الذي يظهر دائما أكثر مرونة، ستتغير التوازنات مجددا. وقد علق أليغري في نهاية مباراة ميلان - روما بشأن ذلك، وقال: «أندريا مهم جدا بالنسبة لنا في مركزه الجديد، وليس سهلا تغييره بعد بداية المباراة».

وخضع أندريا بيرلو، بصحبة الدكتور ماوريتسيو جيفي، لأشعة رنين مغناطيسي، أظهرت وجود تمزق في العضلة الغشائية بالركبة اليمنى، ومن المتوقع بحسب التشخيص أن يغيب عن الملاعب نحو أربعة أسابيع. بيرلو سيكون موجودا مع الفريق في دبي، من أجل البدء في الإعداد الشتوي، الذي يسهله وجود طقس أكثر حرارة. بهذا البيان، أنهى الميلان عامه الحالي من المنافسة، فتصدره للترتيب ما زال مستمرا، كما أن فريق كييفو قدم لفريق أليغري خدمة بوقف قطار اليوفي، لكن ما زال هناك الشعور بالمرارة للخسارة من روما وإصابة بيرلو. العزاء الوحيد هو إمكانية العمل من دون مؤرقات قبل العودة إلى السباق أمام كالياري حيث سيلعب الميلان من دون تميمة الحظ إبراهيموفيتش.

يوم 6 يناير بعيد جدا كي نتصور تغييرات أليغري التي ستطرأ على الفريق، فمن المفترض أن يحضر باتو كي يجعل غياب إبراهيموفيتش محتملا بشكل جزئي، وفي ما يتعلق بباقي الفريق، فأمل الميلان هو أن أسبوع دبي يكون ذا فائدة كبيرة مثلما فعل مع ميلان أنشيلوتي من قبل. من يؤمنون بالتفاؤل والتشاؤم في الميلان اختاروا نفس الفندق إلا أنهم غيروا ملعب التدريب، وستتم استضافتهم من النادي الذي يلعب له فابيو كانافارو، أهلي دبي الإماراتي. مع لاعبين عدة، في نهاية عام 2008، كان المعسكر الخارجي ذا تأثير إيجابي لأسبوع من التدريبات في مجمع رياضي وصحي، لكن العام حينها بدأ بتعادل مع فريق روما على الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية. ومن يدري إذا كان أليغري، دون بيرلو وإبراهيموفيتش، سيرضى بنقطة وحيدة في المدينة التي لا يزال يشعر بأنها وطنه تقريبا؟