لاتسيو ونابولي يستغلان خسارة الميلان ويقلصان فارق الصدارة إلى 3 نقاط

تغلبا على أودينيزي وليتشي.. وكافاني قال إنه احتفل بهدفه القاتل كالمجنون

TT

نجح فريق لاتسيو في استغلال خسارة الميلان المتصدر، وفاز على أودينيزي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليقلص الفارق إلى 3 نقاط، وذلك في المباراة التي جمعتهما، أول من أمس على الأولمبي بروما، في إطار منافسات الجولة الـ17 من الدوري الإيطالي. افتتح هيرنانيز أهداف لاتسيو بعد دقيقتين فقط من بداية المباراة، ثم تعادل سانشيز لأودينيزي في الدقيقة 5 من الشوط الثاني، لكن بيافا تقدم لأصحاب الأرض مرة أخرى بعدها بدقيقتين، وفي الدقيقة 16 سجل دينيس لاعب أودينيزي هدفا في مرمى فريقه بطريق الخطأ، وفي الدقيقة 43 سجل زاباتي الهدف الثاني لأودينيزي لتنتهي المباراة 3/2 لمصلحة فريق لاتسيو. ويرتفع رصيد لاتسيو إلى 33 نقطة، وبقي رصيد الميلان عند 36 بعد خسارته أمام روما في عقر داره، بينما تجمد رصيد أودينيزي عند 23 نقطة يحتل بها المركز التاسع.

مثلما حدث مع الإنتر، فاز بمونديال العالم للأندية وبدأ إجازات عيد الميلاد على وقع تصريحات المدرب رافائيل بينيتيز التي قال فيها إنه يحتاج لمساندة النادي، وانتقد إدارة النادي، هنا أيضا فاز لاتسيو وأنهى العام في المركز الثاني، وهو الأفضل له خلال 20 عاما، لكن المدرب إيدي رييا استهدف الجماهير واللاعبين.

بينيتيز ورييا يعرفان بعضهما بعضا ويقدران بعضهما، وربما أكثر منذ يوم أول من أمس. جاء غضب المدير الفني لفريق لاتسيو بعد أسبوع من الهمهمة الزائدة، وشرارة واحدة كافية لإشعال الحريق، الذي تفجر في الدقيقة 23 من الشوط الثاني، حيث قرر المدرب تبديل زاراتي ونزول كوزاك، إلا أن الجماهير الحاضرة في الاستاد لم توافق، وبدأت في إطلاق الصافرات انتقادا لاختياره.

هز اللاعب الأرجنتيني رأسه قليلا ودار حول الملعب لتحية الجماهير ونال تصفيقا ثم اتجه للجلوس على مقعد البدلاء. بعدها بـ18 دقيقة، خمد الحريق، فقد سجل لاتسيو هدف الفوز 3/2، ولتخمنوا من تسبب فيه؟ إنه كوزاك. انفجر رييا من الغضب على مقعد البدلاء، بعدها بقليل تعرض للطرد (المرة الخامسة مع لاتسيو).

وبخلاف الحريق الذي خمد، بدت النار في تصريحاته، وقال: «ليس ممكنا من أجل كل تغيير أن يكون هناك شيء يمكن قوله. لدي فريق متاح، ولا بد من القبول بالتغييرات، وفي حالة زاراتي كنت في حاجة لقوة بدنية أكبر وماروتو لم يكن يمنحنا لا اختراقا ولا قوة».

تذمر المدرب رييا بعد الفوز لا يكمن فقط في صافرات الملعب، فالمدير الفني - بحسب قوله - «سريع الغضب»، ولا يعلم لماذا يتم انتقاد مدرب حمل لاتسيو إلى المركز الثاني، وبعد الخسارة أمام اليوفي في اللحظات الأخيرة انطلقت الانتقادات، ثم كلمات ثقيلة عن ليديسما طيلة الأسبوع قبل المباراة. ويوم أول من أمس كان هناك أيضا ألفارو غونزالز الذي تم الدفع به في الوقت بدل الضائع، واللاعب الأوروغواياني كان ليفضل عدم المشاركة، ومع صافرة النهاية انفجر الغضب في مقعد البدلاء.

ويقول رييا: «بدأت أرى وجها غير راض، لكنني أتقاضى أموالا من أجل الاختيار والمواصلة من أجل فريقي. هناك من يريد النزول ومن يريد مساحة أكبر، فلنتحدث بوضوح إذا كنت في حالة جيدة فبها ونعمت، وإلا فإن بإمكاني العودة إلى منزلي. ما دام هذا الفريق سيظل واحدا وسيتقبل قراراتي فكل شيء سيسير على ما يرام، لكنني لا أريد أن تتكرر أخطاء العام الماضي».

من جانب آخر، تعد هذه الخسارة ثقيلة جدا على معنويات أودينيزي، فهي الرابعة على التوالي خارج ملعبه، والسادسة طوال الموسم، وهي أرقام سيفعل فرانشيسكو غويدولين حسنا أن يحللها جيدا بعد فترة الإجازات، ويعلق على المباراة قائلا: «المباراة حسمت عن طريق الأحداث، لكن فريق أودينيزي قوي، وقد أظهرنا ذلك هنا في روما أيضا».

إنه عزاء بسيط يمكنه أن يواسي به نفسه بعدما أهدى زميله رييا في ركوب الدراجات ثلاث نقاط، ويتابع: «لا يمكنني أن أقوم سوى بتهنئة اللاعبين. لكن كم من الفرص أهدرنا؟ وهذه ليست أول مرة يحدث فيها ذلك، فقد صرنا أكثر نضجا، ولم نكن نستحق الخسارة، والتعادل أيضا كان سيضرنا. إنها لقمة مريرة سننجح في هضمها فقط بمرور الوقت».

إلى ذلك، كرر نابولي نفس ما فعله لاتسيو، وقلص فارق الصدارة إلى ثلاث نقاط أيضا، بعدما فاز على ليتشي بهدف نظيف سجله كافاني في الدقيقة 48 من الشوط الثاني، ليرتفع رصيده إلى 33 نقطة خلف الميلان المتصدر.

إن ذهب نابولي مركز جميعا هناك، في ذلك اللاعب الذي لديه متر و85 سنتيمترا من العضلات والموهبة. إنه الشيء ذاته الذي وضع إيدنسون كافاني في خدمة أنصار نابولي، الجماهير العاشقة والحالمين الكبار، وهدفه الذي سجله قبل ثوان من نهاية اللقاء، عصر يوم أول من أمس، ترك أثرين؛ أولهما يتعلق بالترتيب واحتلال نابولي للمركز الثاني الذي يتقاسمه مع لاتسيو الآن، والآخر ذو طبيعة تتعلق بشخصية الفريق، فحينما يكون هناك المدرب ماتزاري لا ينبغي أبدا وضع حد للإنجاز.

الفوز في الوقت بدل الضائع صار أمرا ثابتا تقريبا بالنسبة لنابولي ماتزاري، وليس بعيدا منا أن شيئا مماثلا حدث منذ أربعة أيام، أمام ستيوا بوخارست الروماني في الجولة الأخيرة لمجموعة الدوري الأوروبي، فهدف كافاني جاء قبل ثوان معدودة من نهاية أربع دقائق هي وقت بدل ضائع احتسبها حكم المباراة.

أكثر من أي شيء آخر، يثبت المهاجم الأوروغواياني أنه لا يمكن تعويضه في فريق نابولي هذا، فمنذ بداية الموسم إلى الآن سجل 17 هدفا ما بين الدوري المحلي (10) والدوري الأوروبي (7، بما في ذلك الدور التمهيدي)، وهو الأداء الذي يدفعه إلى قمة ترتيب الهدافين، ويتقاسم الصدارة مع دي ناتالي مهاجم أودينيزي، ويقول عن ذلك: «احتفلت كالمجنون بعد الهدف في مرمى ليتشي، فقد كان مذهلا. الآن، لنستمتع بالمركز الثاني والإجازات المستحقة». ويتابع كافاني: «كانت مباراة غاية في الصعوبة، فقد أغلق الخصم كل المساحات. على الرغم من ذلك أعتقد أن الفوز كان مستحقا؛ فقد أهدرنا تسديدات كثيرة في المرمى، وقدمنا لأنفسنا هدية جميلة بمناسبة أعياد الميلاد».

لكن فريق ليتشي احتج لأن كورفيا كان ساقطا على الأرض، ويعلق المهاجم الفذ قائلا: «حدث ذلك مرتين أو ثلاثا خلال المباراة، والحكم لم يوقف المباراة ولم يجعلنا نخرج الكرة من الملعب». ثم تلقى كافاني تهاني الرئيس دي لاورنتيس، الذي قال: «أفضل كافاني على إبراهيموفيتش فهو أكثر شبابا».

من جهة أخرى، يوضح ترتيب فرق الدوري أمرا لا جدال فيه، وهو أن فريق نابولي هو المنافس للميلان، بالطبع مع لاتسيو. ويلاحظ كافاني الذي سيقضي أعياد الميلاد في أوروغواي: «أجل، أنا مؤمن بذلك وإن كان ينبغي أن لا نتخلى عن ذلك التواضع الذي سمح لنا بالوصول إلى إجازات أعياد الميلاد وفي جعبتنا 33 نقطة. إنها لحظة لا تصدق، تلك الأهداف في اللحظات الأخيرة تؤكد مدى حسم الفريق ككل. لا أحد منا يتوانى قبل صافرة النهاية، وهذا يسمح لنا بمباغتة الخصم تحديدا في اللحظة التي يبدأ فيها بالارتياح لنتيجة إيجابية».

وقال المدرب ماتزاري عقب المباراة: «أشكر اللاعبين الذين يظهرون أن لديهم روحا، بخلاف من يشاركون. أظهرنا دليل قوتنا بتجاوزنا اختبارات صعبة، سواء في أوروبا أو الدوري المحلي». ويتابع: «لنبق هادئين حتى نهاية الإجازات الشتوية، لأننا بعدها سنواجه الإنتر واليوفي واحدا تلو الآخر خلال أربعة أيام. وبعد هاتين المباراتين سأقول لكم إذا كان هذا الفريق جديرا بالفوز بالدوري أم لا».