حجب صور بينيتيز من موقع الإنتر ينذر بقرب رحيله.. وماتيرازي ينتقده بشدة

المدرب تراجع عن تصريحاته العنيفة.. وموراتي يجهز لإقالته ورفع دعوى قضائية ضده

TT

إن موراتي رئيس الإنتر لا يتحدث عن بينيتيز مدرب الفريق، والموقع الرسمي للنادي قام بحجبه من صفحاته. فعند زيارة موقع نادي الإنتر لا يجد المتصفحون صور رافا بينيتيز ضمن صور الاحتفال بالفوز ببطولة كأس العالم للأندية. ومن أجل رؤية بينيتيز على الموقع لا بد من العودة إلى شريط صور مباراة الإنتر ومازيمبي الذي لم يظهر فيه المدرب سوى مرتين فقط من 37 صورة. وقام موقع النادي أيضا بتجاهل المقابلة التي أجراها المدرب بينيتيز مع قناة «راديو أوندا تشيرو»، التي حظيت باهتمام كل القنوات الإعلامية. هل كان ذلك من قبيل المصادفة؟ ربما، لكن الاهتمام الذي اعتاد موقع نادي الإنتر أن يمنحه للاعبي الفريق ومدربه يجعل الأمر أقرب إلى اختيار متعمد من جانب النادي بتجاهل بينيتيز.

الصور و«الإهداء»: وبمناسبة الحديث عن الاختيارات المتعمدة والمواقع فإن ماركو ماتيرازي قد تعمد دون شك توجيه انتقادات جديدة غير مباشرة للمدرب بينيتيز على موقع على شبكة الإنترنت، بعد أن قال في السابق في أبوظبي: «إن ما يفعله بينيتيز لا يخصنا». ووصف ماتيرازي قائد فريق الإنتر الفوز بكأس العالم للأندية بأنه «جميل مثل الفوز بكأس العالم في برلين عام 2006»، وظهرت صور ماتيرازي وهو يحمل كأس العالم للأندية والميدالية الذهبية على الصفحة الرئيسية لموقع النادي وموقعه الخاص الذي كتب فيه ماتيرازي بعد التتويج باللقب: «عندما قمت بالتقاط تلك الصور مع اللاعبين ذهب عني حتى الغضب الذي شعرت به لعدم مشاركتي ولو لدقائق قليلة. هذه هي كرة القدم، لا يمكننا أن نقرر نحن كل شيء فيها. لكن مصيري كان محددا بالفعل بأن أصبح بطلا للعالم مع إيطاليا والآن مع فريق الإنتر، ولن تستطيع اختيارات أي مدرب أن تنتزع مني هذا اللقب المزدوج الذي يملأ قلبي شعورا بالفخر».

في المقابل، يتحدث الإسباني بينيتيز مدرب الإنتر حاليا عن موراتي رئيس النادي بلهجة طيبة ويعرب عن دهشته لشائعات الإقالة، بينما لا يتحدث موراتي عن بينيتيز مطلقا، بل يفكر في تاريخ الإقالة ويفكر أيضا في إقامة دعوي قضائية لتعويض الضرر الذي لحق بصورته من تصريحات مدرب الفريق عقب الفوز بكأس العالم للأندية يوم السبت الماضي في أبوظبي الإماراتية.

عبارات تستحق الدراسة: لقد وصلت الأمور بين بينيتيز والإنتر إلى أقصى درجات التدهور، ويقال إن محامي النادي يعكفون حاليا على دراسة تصريحات بينيتيز بينما بدأ المدرب يخفف من لهجته في الحديث عن النادي خلال حوار لقناة «أوندا تشيرو» الإسبانية، حيث صرح قائلا: «لم أتعرض للإقالة، بل إنني أشعر بدهشة شديدة لأنني تلقيت الكثير من الاتصالات الهاتفية من أشخاص يسألونني هل تمت إقالتي. هناك أشياء غير حقيقية تتردد منذ شهور طويلة. إنني الآن أقضي إجازتي في ليفربول وأشعر بسعادة كبيرة لفوزي بمونديال الأندية وبثقة في إمكانية العودة وأنا جاهز للعمل». لكن عودة بينيتيز للعمل مع الإنتر تبدو محل شك، لأن العبارات التي صدرت عن وعود لم تتحقق وهروب بعض اللاعبين ورغبة بعض مسؤولي الإنتر في الإطاحة ببينيتيز قد تكون عوامل تدفع موراتي رئيس النادي للاستغناء عن خدمات المدرب الإسباني.

تكلفة الإقالة: وإذا قرر موراتي إقالة المدرب فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: كم ستكلف هذه الإقالة نادي الإنتر؟ إذا تم الاستغناء عن خدمات بينيتيز اليوم فإن ذلك سيكلف النادي 8 ملايين يورو بالإضافة إلى المكافآت. فالعقد الموقع بين الطرفين (لمدة عامين مقابل 4 ملايين يورو بالإضافة إلى المكافآت) ينص على إمكانية عدم التجديد للمدرب فقط دون دفع أي أموال في الفترة بين نهاية بطولة الدوري هذا الموسم وبداية الموسم القادم. فهذه هي الفترة الوحيدة التي يمكن فيها للنادي عدم تجديد الثقة بالمدرب دون دفع قيمة الموسم الثاني من العقد. وفي حالة إنهاء العقد من طرف واحد خلال الموسم، ينص العقد على ضرورة دفع الإنتر لراتب المدرب خلال الموسم الحالي والموسم القادم أيضا، وهو ما يعني حصول بينيتيز على 8 ملايين يورو غير خالصة الضرائب بالإضافة إلى المكافآت (مكافآت الحصول على كأس السوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية). وقد حاول موراتي المراوغة أول من أمس الاثنين عندما صرح قائلا: «اطمئنوا، لن أتحدث، فأنا لا أرغب في إثارة الجدل». لكنه يشعر بغضب عارم.

التصريحات: وكان بينيتيز قد حاول التخفيف من حدة تصريحاته التي أطلقها عقب الفوز بكأس العالم للأندية: «لقد كان رئيس النادي، الذي تحدثت معه على أية حال قبل المباراة النهائية، مرتبطا بطائرة خاصة ليلة المباراة النهائية، وبالتالي كانت الفرصة الوحيدة المتاحة للحديث عن الوضع بشكل علني بعد مباراة النهائي. وإذا كنت قلت أشياء معينة فإن ذلك يعود إلى رغبتي في الاستمرار في الفوز مع الفريق، ومن أجل تحقيق ذلك يحتاج الأمر إلى شراء بعض اللاعبين. فقد أثرت الإصابات بشدة على موسم الفريق، وشهر يناير (كانون الثاني) أصبح قريبا».

برشلونة الإيطالي: وأضاف بينيتيز: «لم أكن أرغب في تضييق الخناق على رئيس النادي، وكنت قد تحدثت معه في السابق عن مشروعي الخاص بإضافة مجموعة من اللاعبين للفريق على الفور، وبعد ذلك ضم لاعبين شباب في المستقبل، وتقليل سقف الرواتب خلال عامين. وكان هذا المشروع يروق كثيرا لرئيس النادي الذي تربطني به علاقة احترام. وقد قال لي أثناء الموسم إن اللاعبين ولاعبي الفريق السابقين كانوا يخبرونه أنهم يشاهدون أفضل أداء لفريق الإنتر خلال الأعوام العشرين الماضية، وأن فريق الإنتر كان هو فريق برشلونة الإيطالي».

أتمنى البقاء: وفي النهاية اعترف بينيتيز أن هناك بعض الشكوك التي تساوره حول بقائه مع الإنتر: «إن الفريق يتميز بتنافسية كبيرة بين لاعبيه، لكن الاحتفاظ بتركيز اللاعبين دائما ليس بالأمر السهل. ولهذا من المهم ضم لاعبين جدد من أجل الإبقاء على التنافس الداخلي بين اللاعبين. إنني أذكر حوارا لي مع زانيتي قلنا فيه إننا نستطيع الفوز بألقاب أخرى. وما زلت مقتنعا أن بإمكاننا المنافسة على الألقاب الثلاثة، وأتمنى أن أكون مع الفريق في هذه المنافسة. يجب على رئيس النادي أن يختار النهج الذي يسير عليه، وأنا لست مالكا لمستقبلي، لكنني سأعمل بأقصى طاقتي ما دمت بقيت مع فريق الإنتر من أجل الفوز بألقاب أخرى. الجماهير؟ لا يسعني ألا أن أشكرهم على دفء المشاعر الذي أظهروه تجاهي».