مورينهو: لست متواضعا.. وسعيد بذلك

«المتميز» يرى أن نجاحه نابع من أمانته وصراحته

TT

في وقت متأخر من بعد ظهر أحد أيام الثلاثاء، رن جرس هاتفي النقال. وكان على الطرف الآخر صديق برتغالي قال لي: «لقد وافق مورينهو على مقابلتك إذا كنت لا تزال مهتما بمقابلته، وإذا تمكنت من القدوم، فسوف يراك صباح غد في مركز التدريب، أمامه وقت قليل جدا لكي يقضيه معك». ومن الواضح أنني لم أتردد لثانية، وحجزت آخر رحلة طيران متجهة إلى مدريد وقضيت ليلة في فندق محلي، ولكنني كنت بعيدا عن مركز التدريب. وبعد خمس ساعات، أوصلتني سيارة أجرة إلى وسط المدينة في منتصف الليل تقريبا، وكان الحي لا يزال صاخبا.

وأثناء سقوط الرذاذ الجميل في صباح اليوم التالي، كان ميخيل، سائقي الودود الذي تعرفت عليه قبل يوم في انتظاري وهو يبتسم. وكان هذا السائق الذي يشجع ريال مدريد مغرما بشدة بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان، ويحلم باصطحابه في رحلة يوما ما. وقال السائق متحدثا عن زيدان: «أتمنى لو كان لدي فقط قميص في صندوق السيارة لكي يضع توقيعه عليه ويهديه لي. وإذا رأيته، أرجوك أخبره عني».

ولم يكن ميخيل مغرما بجوزيه مورينهو، مدرب ريال مدريد. وأضاف بقوله: «أنا أرى أنه يتحدث كثيرا. ولكنني أعترف بأنه قدم بالفعل عملا جيدا جدا لأن الفريق يفوز ويؤدي أداء جيدا. لقد حول الفريق، وأنا أعتقد بأن مارسيلو (فييرا) هو رمز التغيير. ومن قبل، كان هذا اللاعب يهاجم فقط. والآن، جعله مورينهو لاعبا عظيما. ويتعين على مورينهو فقط أن يقوم بالمثل مع (كريم) بنزيمة!» وقد وصلنا بسرعة إلى استاد ريال مدريد في ضاحية فالديبيباس، وسمح لنا الحارس بالدخول بعد الاتصال بأوسكار ريبوت، المسؤول الصحافي في النادي. وكان ريبوت قد أخبرنا بأننا سوف نحصل على فرصة لمقابلة مورينهو والتحدث معه مباشرة لمدة تتراوح ما بين «20 إلى 25 دقيقة» وقال لي: «لا تنس أن إجاباته طويلة». ووصل مورينهو سريعا وهو يرتدي سترة التدريب. وحرك المدرب البرتغالي كرسيه بالقرب مني وسألني عما إذا كان قريبا بشكل كاف مني لكي أحصل على تسجيل جيد. وكان ردي هو: «لا يهم، لأنني سوف أختلق كل شيء». وبعد أن أبدى مورينهو اندهاشه من هذه المزحة، قطب وجهه وبدأت المقابلة. وطلب مني أن تكون المحادثة باللغة الإسبانية معللا ذلك «بأنها سوف تجعل العملية أسهل».

وعندما أشار ريبوت إلى أننا يتعين علينا اختصار الحوار قبل أن ينتهي وقتنا المحدد، أشار مورينهو له بأدب قائلا: «لا، لا، دعنا نستمر». واستمر حوارنا لفترة أطول، وكان يستحق بالتأكيد هذا الوقت.

* هل تدرب ريال مدريد بنفس الطريقة التي كنت تدرب بها بورتو وإنترميلان أو تشيلسي؟

- إجمالا، نعم. أنا نفس المدرب هنا مثلما كنت في أي مكان آخر. وما دام لديك ملعب وكرة و11 لاعبا، يمكنك أن تؤدي عملك في أي مكان. وأنا أقول ذلك مازحا كشخص يحب بحماس كرة القدم والتدريب، رغم أن المرء يجب ألا ينسى مطلقا الصفات الأساسية المتأصلة في التدريب، وخصوصا الصفات التي تؤثر على القيادة. وبعد ذلك، يجب أن تتكيف مع الثقافة والخصوصيات والسلوكيات الخاصة للأشخاص. باختصار، يجب أن تتكيف مع أي شيء يشكل هوية ناد أو دولة.

* ما هي العوامل الأساسية التي تنظر إليها بعين الاعتبار؟

- في ريال مدريد، إذا استثنيت (إيكر) كاسياس و(ريكارد) كارفاليهو، سوف ترى أن كل اللاعبين شبان. وهذا الوضع على النقيض تماما مما كان موجودا في نادي إنترميلان، حيث كان يوجد عدد كبير من اللاعبين في سن الثلاثين. وإعداد فريق للفوز بالدوري الممتاز في إيطاليا وبناء فريق لاكتساح الدوري الممتاز في إنجلترا شيئان مختلفان. وهذه المنافسات لا تتعلق بالصفات الأساسية للعبة - ولكن يجب أن تقيم هذه الصفات بشكل مثالي للوصول إلى هدفك. ولأنني عملت بالفعل في أربع دول وقدت فرقا للفوز بالبطولات، فإنني أمتلك ميزة الخبرة إذا كان ريال مدريد ناديا لا يشبه الفرق الأخرى التي عملت معها.

* كيف نمت خبراتك منذ أن تركت بورتو؟

- كل شيء تراكمه خلال حياتك المهنية يمثل تجربة ثرية هائلة. وفي نهاية كل تدريب، كنت أجري تحليلا مفصلا عن الحصص التدريبية، وكنت دائما أحاول تحسينها. وفلسفتي وأفكاري لا تزال هي نفس الفلسفة والأفكار التي بدأت بها، ولكن محتويات حصصي التدريبية، والتي هي نتاج لتراكم خبراتي قد تطورت وفقا للهدف الذي أريد أن أحققه. وعلى سبيل المثال، يتدرب كارفاليهو، الذي عمل معي في عام 2004 بنادي بورتو، وبعد ذلك في تشيلسي والذي يعمل معي مجددا - بطريقة مميزة. وكل لاعب يمثل عالما من القرارات والأفكار المختلفة. وبمجرد انتهاء إحدى المباريات، وعندما أعود إلى المنزل، أتذكر هذه المباراة، وأفكر فيما فعلته وفي التعليمات التي قدمتها وأحاول أن أرى ما يمكنني تصحيحه. وعندما فزنا ببطولة دوري أبطال أوروبا مع فريق بورتو عام 2004، كنت أخوض هذا التحدي للمرة الأولى. وقد وصل سجلي التدريبي في مباريات الكؤوس والبطولات الأوروبية إلى 75 مباراة. وكمية هذه التصرفات إذا فسرتها بشكل إيجابي سوف تجعلك أقوى. وأنا دائما ما أكافح لكي أصبح في وضعية أفضل.

* هل هذا يعني أنك عندما كنت تدرب بورتو، أنك لم تكن مستعدا لقيادة فريق مثل ريال مدريد أو إنترميلان؟

- لا، إنها فقط مسألة وقت. وفيما يتعلق بالجاهزية، ربما لم أكن جاهزا. وأنا دائما ما أقول ذلك بالنسبة للأشياء التي مضت بالطريقة التي سارت عليها، وكان يجب أن تجهزني كل خطوة اتخذتها للخطوة التالية. والفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا مع فريق بورتو منحني الوضعية التي سمحت لي بالانتقال إلى إنجلترا. وهنا، حصلت على خبرة رائعة إضافية. وبعد ذلك، في إيطاليا (مع إنترميلان)، شاهدت مباريات تكتيكية من الطراز الأول في ظل صعوبة المنافسة. وهذه هي كل الطرق التي اتخذتها لكي أعد نفسي لتدريب نادي ريال مدريد. وهنا، حسبما رأيت منذ شهور قليلة، هناك ضغط إعلامي رهيب تمكنت من مقاومته بفضل معرفتي. وإذا كان هذا النوع من الضغوط يحدث لمدرب فاز بكل شيء ويمتلك سجلا حافلا مع 10 سنوات من النجاح المتواصل، فإنني يمكن أن أتخيل كيف كان الأمر سيصبح صعبا بشكل هائل بالنسبة لمدرب يأتي إلى ريال مدريد لكي يبحث عن لقبه الأول.

* ما هي التجربة الكروية الذي تربط نفسك بها في الغالب؟

- لقد وصلت إلى المكانة الحالية بفضل «الفرق المختلفة التي دربتها». لكن مع ثراء كل تجربة تدريبية خضتها، ليس بإمكاني أن أخبرك بأنني فضلت تجربة على الأخرى. وعلى الجانب الآخر، لم أحتفظ مطلقا بسرية الحقيقة القائلة إنه من وجهة النظر الاجتماعية، وفيما يتعلق بعملي، كانت فرصة العمل والنجاح في إنجلترا أسعد تجربة بالنسبة لي. وموطني الطبيعي هو كرة القدم الإنجليزية. وهذا هو المكان الذي أرغب في إنهاء حياتي التدريبية فيه، ولكنني لا يمكنني إلا أن أكون سعيدا في ريال مدريد بالنظر إلى خصائص هذا الفريق، والحب الذي يلهمه وأهمية التحديات التي تنتظرني.

* بالنسبة لك، الميزة الأساسية للمدرب هي أمانته، أليس بمقدور مدرب غير أمين الفوز بالبطولات؟

- يمكنه أن يفعل ذلك، ولكن ليس كل موسم.

* هل أنت على دراية ببعض الأمثلة؟

- لا، لأنني لا أعرف كيف يعمل زملائي. وعندما أتحدث عن الأمانة، أعني ما يتعلق بنادي المدرب ولاعبيه. وأنا أعتبر أنه شرط أساسي، بالفعل. ويمكن لأي فرد أن يفوز ببطولة مرة واحدة - وهذا شيء يحدث طوال الوقت في كرة القدم. ولكن ليس بإمكان كل مدرب أن يفعل ذلك وأن يستمر في تحقيق الفوز باستمرار. وأمانة المدرب ضرورية لضمان نجاح لاعبيه. وهذا هو الشيء الأول الذي ينتظرونه من مدربهم.

* اللاعبون يحبونك، ولكن هل كان لديك على الإطلاق لاعب يكرهك؟

- نعم، نعم.

* وماذا فعلت؟

- أخبرته فورا بأنني لا أريده في فريقي. وهذا هو الشيء الأول الذي أفعله عندما أصل إلى أي ناد. ويفضل بعض المدربين الاختباء وراء مدير رياضي أو رئيس أو نائب رئيس. وأنا لا أفعل ذلك. ومنذ البداية، أقابل اللاعب وأخبره بأنني لا أريده ضمن فريقي لأسباب مختلفة ومحددة جدا. وهذا لا يتعلق على الإطلاق بقلة الاحترام. إنه على النقيض تماما. ويحدث في كثير من الأحيان ألا يتوافق اللاعبون مع خططي بعدما أكون قد حللت المباريات وحللت قدراتهم، وأنا أخبرهم برأيي مباشرة وبصراحة. وبعدها قد يرحل اللاعب أو لا يرحل.

* هل تغير رأيك أحيانا؟

- نعم، في فريق إنترميلان، عندما وصلت إلى النادي أخبرت أحد اللاعبين بأنه سوف يكون من الأفضل بالنسبة له إذا انتقل إلى فريق آخر.

* من كان هذا اللاعب؟

- (نيكولاس) بورديسو. في الموسم الأول «لي في إنترميلان»، أخبرته بأنه لن تكون لديه فرصة للعب. وأردته أن يسعى للانتقال إلى ناد آخر من أجل الاستثمار في لاعبين آخرين. ولكن في النهاية، اندمج بورديسو في خططي بشكل أفضل من أي لاعب آخر دربته في حياتي المهنية. وكان بورديسو قد قال لي: «سوف أثبت لك قدرتي على اللعب». وقتها قلت له: «حسنا، دعنا نفعلها معا. أنا لا أريدك اليوم، ولكن ربما تتغير الأمور قريبا». والآن، يعلم بورديسو مقدار حبي له. وهو يعلم أيضا كم سأكون سعيدا إذا ما أتيحت لي الفرصة للعمل معه مجددا، لأنه شخص ولاعب رائع.

* ألم يحدث نفس الشيء مع فييرا في ريال مدريد؟

- لقد كان الأمر مختلفا قليلا. أنا لم أرغب في رحيله مطلقا لأنني كنت أشعر بأنه يمتلك صفات رائعة لاستراتيجيتنا الهجومية. وقد كنت أرغب فقط في الحصول على لاعب وسط بإمكانه أن يمنحني ضمانات إضافية في الدفاع. وبعد ثلاثة أشهر، تحول مارسيلو إلى لاعب متزن، وقد كنت سعيدا جدا لأننا لم نستقدم لاعبا آخر لكي يحتل مكانه. وأنا أقول لك كل هذا لكي أخبرك بأن أي شخص يمكن أن يرتكب أخطاء وأن يغير تفكيره بينما يبقى أمينا مع نفسه ولاعبيه.

* كيف تقنع لاعبا بالتغيير؟ على سبيل المثال، مطالبة مارسيلو بالتوسع في دوره كمدافع وإقناع (صامويل) إيتو باللعب كمدافع في عام 2009 لنادي إنترميلان؟

- هاتان حالتان خاصتان. وبالنسبة لمارسيلو، أردت أن أجعله لاعبا أكثر اتزانا. وقلت له: «لكي تنجح، لا بد أولا أن تعزز من مواطن القوة في أدائك. وبعد ذلك، إما أن تخفي نقاط ضعفك أو أن تحسن من ميزات الأداء التي تفتقدها». ولا أعرف ما إذا كان محظوظا - أو غير محظوظ - بعدم اللعب في كأس العالم، و«قد كان بمقدوره البدء في التدريب مبكرا». وعندما عاد كل فرد إلى الفريق، كان قد تدرب بالفعل لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وهو لاعب ذكي ومتفتح، يمتلك رغبة هائلة في التعلم، وقد أصبح مدافعا رائعا - وما زال يتحسن بمرور الوقت.

* وماذا عن إيتو؟

- صامويل إيتو قصة مختلفة. في البداية، قبل مقابلته، كنت أعرف أنه واحد من أفضل اللاعبين في العالم. وكانت فكرتي هي بناء فريق إنترميلان كفريق له شقان مختلفان: فريق يفوز بالدوري الإيطالي وفريق يحاول الفوز بدوري أبطال أوروبا. وفيما يتعلق بالفوز بلقب الدوري الإيطالي، فكرت في اللعب بطريقة 4 - 4 - 2 مع سقوط إيتو و(دييغو) ميليتو إلى دائرة وسط الملعب، رغم أن قلب الهجوم هو مركزهما الطبيعي. وبالنسبة لدوري أبطال أوروبا، لم أكن أعتقد أن هذه الطريقة فعالة، واعتقدت بأنني كان يجب أن أطبق طريقة 4 - 3 - 3. وقلت لإيتو، الذي أعتقد أنه لعب دورا أساسيا: «يجب أن تلعب على الجناح، الأيمن أو الأيسر، وسوف أضعك بجوار المدافع الذي يهاجم بشكل محدود». لذا، وضعت (غوران) بانديف أمام (برانيسلاف) إيفانوفيتش، الذي كان يهاجم مثل المجنون في مباراة تشيلسي - ونفس الشيء حدث أمام داني ألفيش، مدافع برشلونة، الذي كان يتحرك كثيرا في الملعب. وفعلت ذلك كثيرا من أجل العثور على نقطة التوازن الأساسية في الفريق. ووضع صامويل نفسه تحت تصرف الفريق. وضحى بنفسه ودوره كمهاجم خلال مرحلة التصفيات؛ وعلى الرغم من أنه سجل هدفا واحدا فقط، إلا أنه كان هدفا حاسما في مرمى تشيلسي. وهذه هي طريقة تفكيري، وأنا أحاول أن أجعل اللاعبين يفهمون أن الفريق يأتي في المقام الأول بالنسبة لي.

* قلت: «لكي تفوز بالدوري الإيطالي» و«تحاول الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا». لماذا كنت واثقا لهذه الدرجة؟

- لأنه بالنسبة لبطولة الدوري الإيطالي، كنت أعلم بأننا نمتلك أفضل فريق في البطولة. وعندما يكون لديك أفضل فريق، يجب أن تقول: «سوف أفوز». وفي هذه الحالة، لا يكون هناك احتمال آخر. وعلى الجانب الآخر، في بطولة دوري أبطال أوروبا، لم يكن إنترميلان خلال موسم 2009 – 2010 أفضل الفرق مقارنة بفرق ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد وتشيلسي - وهي فرق كان بإمكانها الفوز بالبطولة. وفي البداية، يمكن أن تقول فقط: «سوف نحاول الفوز». وخطوة بخطوة، غيرنا من كلامنا عبر الإعلان بأننا «سوف نفوز» وقد فزنا.

* عندما بدأت حياتك المهنية كمدرب، هل تخيلت أنك سوف تصبح الأفضل بعد 10 سنوات؟

- لا، لا.

* بصفتك شخصية طموحة، ألم تكن تأمل في ذلك، أو تحلم بالوصول إلى هذه المكانة؟

- بالتأكيد، لم أكن آمل أن أتسبب في حدوث هذا القدر من الجدل، حتى وإن كنت أعرف أن بمقدوري ذلك. ولكن الإدارة الفنية هي مكاني الطبيعي، وعندما عدت إلى البرتغال، فهمت إمكاناتي وإمكانات الآخرين. وشعرت بالقوة بعد العمل على مستوى آخر مع (بوبي) روبسون و(لويس) فان غال في برشلونة. وبعد العودة إلى بورتو، عرفت أن كل شيء سوف يحدث بسرعة. وعندما قررت الرحيل، بعد عامين، توقعت أن طريقي سوف يصبح أكثر صعوبة، وعلى الرغم من أنني قد نجحت بسرعة، وأنا فخور بهذا النجاح، فإنني لم أكن متأكدا من حدوث هذا النجاح.

* هل انتابك نوع من الشك في نفسك أو عملك أو قناعاتك من قبل؟

- لا، على الإطلاق. وأنا دائما أخبر نفسي وأصدقائي والأشخاص الذين يعملون معي بأنهم يجب أن يتحسنوا كل يوم، وأنه لا يمكن للفرد أن يستمر على الوضع الذي كان عليه منذ ثلاث أو أربع سنوات. ولا بد للاعب أن يسعى دائما لتنمية قدراته ومهاراته، ولكن لم ينتبني الشك بخلاف ذلك.

* ولكن الشك يسمح لك بتنمية قدراتك! - لا أتفق معك. أنا أملك فهما عميقا لقدراتي، وأحب التفكير بالطريقة التي أفكر بها، كما أحب أن يفكر الناس من حولي تماما بنفس الطريقة، وأن يعتقدوا بأننا أقوياء وأن لدينا قدرات، وأننا الأفضل، وأنه ليس بمقدور أي فرد أن يهزمنا. إنها فلسفتي. ويقول الناس إن هذا موقف متغطرس، ولكنني أعتقد أنه موقف محترم لأنك عندما تفكر بهذه الطريقة وعندما تقول إنك ترغب في أن تكون قويا، فإنك تعلم ذلك، ولا تنس أن الآخرين أقوياء أيضا.

* عندما تخسر، هل تتأثر بعمق؟

- في الانتصار أو الهزيمة، عندما أنتهي من المباراة، أبدأ فورا في التفكير في مباراتي التالية. وتبدو هذه بالنسبة لي أفضل طريقة لفرد يرغب بالبقاء في عالم كرة القدم لفترة طويلة. وأنا لا أحب الأشياء السهلة، ولا أرغب في تحقيق الفوز باستمرار لمدة أربع أو خمس سنوات - أو 10 سنوات كما في حالتي - ثم أقول وداعا وأعود للجلوس في المنزل وأمضي وقتي في انتقاد الآخرين. وهذا أمر يخالف شخصيتي. وأنا أريد الاستمرار لفترة أطول لأنني أحب كرة القدم، وأحب بشكل أكبر الاستمرار على القمة.

* كل شيء تلمسه يتحول إلى ذهب، هل لديك استراتيجية خاصة؟

- العمل.

* كل زملائك يقولون نفس الشيء. من الواضح أن العمل وحده ليس كافيا؟

- حسنا، سوف أقول العمل الجيد. ويعتقد الناس في كثير من الأحيان أن كمية العمل هي ما تصنع الفارق. وأنا أختلف معهم، حيث لا تزيد مدة تدريباتي عن ساعة ونصف على الإطلاق. ولكن كل حصة تدريبية ربما تساوي أكثر من 90 دقيقة إذا تم التعامل مع التمارين على محمل الجد. وبالنسبة لي، هذه هي الطريقة الوحيدة لتقديم أفضل التمارين التي تسمح للاعبين بتنمية مهاراتهم كأفراد وتسمح للفريق بالتطور.

* هل تتحدث معهم كثيرا؟

- اجتماعاتي مع اللاعبين لا تتجاوز على الإطلاق 10 دقائق، وأعقد ثلاثة اجتماعات مع اللاعبين أسبوعيا.

* هل يمكن أن توضح؟

- اجتماع واحد في الليلة التي تسبق المباراة، وآخر في صباح يوم المباراة والاجتماع الأخير بعد الظهر. والاجتماعات الثلاثة هي نتيجة عمل سبعة أفراد طوال الأسبوع. وأنا أنظم وأبني الاستراتيجية. وبعد ذلك، يشرف جوزيه دو مورايس، مساعدي المكلف بإجراء دراسات مسموعة ومرئية عن المباريات، على خمسة متعاونين واختصاصيين آخرين يعملون في هذا المجال باستخدام برامج الفوتوشوب وباور بوينت.. إلخ. وهم يعدون منتجا مدته 30 دقيقة يشاهده اللاعبون استعدادا للمباراة. ولكن هذا العرض يستغرق أسبوعا في إعداده. ولهذا السبب أقول إن جودة المعلومات هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي. ويعمل بعض الناس بطرق أخرى، حيث يجتمعون مع اللاعبين لمدة ساعتين لمشاهدة شريط فيديو. ونحن نلخص «كل شيء يحتاج اللاعب إلى معرفته» في ثلاث جلسات مدة كل واحدة منها 10 دقائق. ونحن نفعل ذلك بدقة وحب وإخلاص كامل لكي يتعلم اللاعبون ويتذوقوا هذه اللحظات.

* ما الذي يجعلك أسعد إنسان على وجه الأرض؟

- أشعر بالسعادة عندما أفوز. ولكن ما يملأني بالسعادة هو، على سبيل المثال، عندما أعرف أن كل لاعبي بورتو الذين أنهوا حياتهم المهنية أو الذين يستعدون للقيام بذلك يحتفظون بشريط دي في دي للمباراة النهائية التي خضناها أمام موناكو عام 2004 في دوري أبطال أوروبا (والتي فاز فيها بورتو بنتيجة 3 - 0). وهذه الصور تمثل علامة لإنجازاتهم، وهم يشاهدونها بحب شديد.

* هل تميز النجاح الذي حققته في عام 2004 عن النجاح الذي حققته خلال الموسم الماضي مع إنترميلان؟

- من حسن الحظ أن بطولتي دوري أبطال أوروبا التي فزت بهما كانتا غير متوقعتين. وكان بورتو فريقا شابا، حيث كان يضم لاعبين صغارا غير دوليين، لم يسبق لهم الفوز بأي بطولة. ومعهم، كانت هناك صورة الوصول إلى القمة التي وجهتهم. وكان فريق إنترميلان على النقيض تماما - حيث كان يضم العديد من اللاعبين ذوي الخبرة من كبار السن. وهناك، كان لدي لاعبون لم يكن بمقدورهم قط الفوز بالبطولة إذا لم يتمكنوا من الفوز بها خلال هذه المرة! «حسنا، اكتب هذا بالقلم الرصاص لأنهم قد يتمكنون من الفوز خلال هذا الموسم أو الموسم المقبل». ولكن إذا نظرت إلى (خافيير) زانيتي، البالغ من العمر 37 عاما، و(ماركو) ماتيراتسي، 37 عاما، و(إيفان) كوردوبا، 34 عاما، و(فرانشيسكو) تولدو، 38 عاما، وصامويل إيتو، 29 عاما - فسوف تدرك أنها ربما كانت فرصتهم الأخيرة للفوز بهذه البطولة. وأنا فخور بأنهم حققوا هذا الحلم.

* هل إسعاد لاعبيك أهم شيء يمكن أن تفعله؟

- لقد تمكنت من إثبات ذلك في شهر أغسطس (آب) خلال الاجتماع التقليدي لمدربي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يجري قبل بداية الموسم. وخلال هذه المناسبة، يقدم المدربون ثناء محدودا للمدربين الذين فازوا للتو ببطولة دوري أبطال أوروبا، ويعرضون صورا ولقطات فيديو. ومن قبل، كانت مهمة قائد الفريق هي الذهاب لاستلام الكأس على منصة التتويج. وبفضل (رئيس اليويفا ميشال) بلاتيني، وهو لاعب سابق، تم تعديل الاحتفال وأصبح أفضل الآن. وعندما عرضوا صور فريق الإنتر وهم يتسلمون الكأس على منصة التتويج، قال السير أليكس (فيرغسون): «توقفوا، انظروا إلى الصورة». إنها الصورة التي كان كل لاعبي الإنتر فيها - كلهم – يقفون؛ يصرخون والدموع تتساقط من عيونهم. وقد لخصت هذه الصورة كل شيء. وبالنسبة لي، كان شعور الفرح - ليس فقط فرحي الشخصي، ولكن فرح اللاعبين بشكل خاص - لا يقدر بثمن.

* هل تعتقد أن المباراة التي خاضها الإنتر على ملعب كامب نو خلال الجولة الثانية من الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا كانت جيدة من حيث العرض والأداء؟

- نعم، لقد كان العرض رائعا.

* حتى من وجهة النظر الجمالية؟

- إنه ليس خطأنا، ليس خطأنا.

* لكنك كنت قد قررت أن تلعب المباراة بطريقة الدفاع المحكم في الخلف! - لا، أردت أن أفوز بالمواجهة. وأنت ترى كيف كنت قد قررت الفوز بها! وقد قدمنا عرضا رائعا في ميلانو. وفي الجولة الأولى، فزنا بنتيجة 3 - 1 (أمام برشلونة)، وكان بإمكاننا تسجيل أربعة أهداف. وقد ذهبنا إلى كامب نو ونحن نتمتع بهذه الميزة. وهناك، كان هدفنا هو تحقيق الفوز، ولكن بعد الدقيقة الخامسة عشرة من المباراة، طرد منا لاعب وأصبحنا نلعب بعشرة لاعبين. وفي هذه النقطة، إما أن تهرج وتخسر بنتيجة أربعة أو خمسة أهداف، أو تتصرف مثل بطل وتتأهل. وقد كنا نعلم أننا إذا تأهلنا للمباراة النهائية، فسوف تصبح البطولة من نصيبنا. وكانت المباراة عرضا خططيا رائعا، وأنا أقول لك ذلك!.

* هل أنت سعيد في ريال مدريد؟

- بالنسبة لي، ليس هناك فارق بين الحياة في ميلانو أو مدريد أو لندن. ولا تحب أسرتي الخروج للنزهة معي، ولكنهم يحبون القيام بجولات هادئة بأنفسهم.

* أنت تعمل بجدية كبيرة. هل شعرت بالرغبة في الاسترخاء أثناء العمل من قبل؟

- لا، ليس بهذه الصورة، فأنا لست محبا لحضور الحفلات. والشيء الوحيد الذي أحبه هو الوجود مع أحبائي، ومشاهدة ابني وهو يتدرب وابنتي وهي تسبح. وأنا أشعر بالسعادة عندما أكون موجودا معهم. ولا أهتم بأي شيء إلى حد كبير.

* ألا تخرج لتناول وجبة جيدة مع أصدقائك؟

- لا، أحيانا أستضيفهم في المنزل. والليلة، سوف يأتي اثنان من مساعدي لزيارتي برفقة زوجتيهما. وسوف نأكل ونشاهد مباراة البرتغال - إسبانيا.

* ولكن هذا عمل! - لا، حتى وإن كان هناك سبعة من لاعبي الفريق موجودين في الملعب، فإن هذا يمثل فرصة لنا لقضاء وقت جيد.

* أنت وسيم وذكي ومتألق وغني - لديك كل شيء تحت تصرفك، فهل تعاني من أي نقائص؟

- كمدرب، أعاني من نقيصة كبيرة، وهي أنني أعيش وأعمل في عالم لا يمكنك أن تقول رأيك فيه، ولا يمكن أن تقول الحقيقة مطلقا، عالم لا يمكن أن تكون فيه منافقا أو دبلوماسيا أو متملقا وهذا هو الخلل الأكبر في حياتي. وأسوأ شيء هو أنك إذا قارنت نفسك بالمنافقين، فإنك تخسر دائما.

* كيف تفسر حقيقة أنك مثير للجدل إلى حد كبير؟

- إنها مذهلة، حيث إن أسرتي وأصدقائي يعشقونني.

* واللاعبون أيضا! - ولكن اللاعبين أصدقائي.

* والصحافيون! - لا، الصحافيون لا.

* هل تندم على أي من تصرفاتك؟

- بالطبع. حدث ذلك مؤخرا مع أحد الحكام. وكان قراره بطردي عادلا. وقد اعترفت بذلك.

* الأشخاص الذين يصفونك بأنك «قليل الأدب» والذين يصفونك بأنك «وغد»، هل هم مخطئون؟

- لقد قررت عدم القيام بأي دعايات مجانية إضافية.

* وماذا لو قلت لك إنك تفتقر إلى التواضع؟

- الحمد لله.

* عذرا، ماذا قلت؟

- نعم، أنا قلت «الحمد لله». التواضع صفة لا تساعد في أي شيء.

* فرانس فوتبول بالمشاركة مع نيويورك تايمز سينكيت