إقالة الإسباني بينيتيز رسميا من تدريب الإنتر.. وليوناردو مرشح لخلافته

جماهير الميلان تتهم المدرب البرازيلي بالخيانة لتكرار ما فعله الأسطورة جوزيبي مياتزا

TT

أقال نادي إنترميلان الإيطالي بطل أوروبا والعالم مدربه الإسباني بينيتيز من منصبه بحسب ما أكد النادي الشمالي العريق رسميا أمس الخميس. وقال النادي على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت: «توصل إنترميلان ومدربه بينيتيز إلى اتفاق ودي يقضي بفسخ العقد الذي يربط بينهما».

وأضاف البيان: «يشكر نادي إنتر ميلان المدرب بينيتيز على الألقاب التي حققها بإشرافه وتحديدا كأس السوبر الإيطالية، وبطولة العالم للأندية».

في المقابل أشارت وكالة «أنسا» الإيطالية إلى أن النجم البرازيلي السابق ليوناردو سيتولى الإشراف على تدريب الفريق خلفا لبينيتيز في الأيام القليلة المقبلة.

وكان مدير أعمال بينيتيز مانويل غارسيا كويلون أعلن في وقت سابق أمس لشبكة «سكاي سبورت إيطاليا» أنه يتفاوض مع إنترميلان لفسخ العقد بين الطرفين. وتشير المعلومات إلى أنه سيتعين على إنترميلان دفع تعويضات مقدارها 8 ملايين دولار للمدرب الإسباني.

وكان بينيتيز (50 عاما) انتقد إنتر ميلان في المؤتمر الصحافي عقب تتويج الأخير باللقب العالمي في أبوظبي الأسبوع الماضي على حساب مازيمبي الكونغولي 3/0. وصرح بينيتيز، الذي تسلم منصبه في يونيو (حزيران) قادما من ليفربول الإنجليزي، بأنه قد يترك النادي إذا لم يتلقَّ الدعم المالي في يناير (كانون الثاني) المقبل لتعزيز فريقه الذي لا يقدم أداء جيدا ويحتل راهنا المركز السابع في ترتيب الدوري الإيطالي، وتأهل إلى الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا وصيفا لمجموعة تصدرها توتنهام الإنجليزي الطري العود على الساحة القارية.

وقال بينيتيز الذي حل بدلا عن البرتغالي جوزيه مورينهو الذي قاد إنتر الموسم الماضي إلى ثلاثية تاريخية وانتقل إلى تدريب ريال مدريد الإسباني: «قال موراتي إنه سيتعاقد مع ثلاثة لاعبين هذا العام، ولم يحصل أي شيء حتى الآن. العام الماضي أنفق 80 مليون يورو لضم خمسة لاعبين من الطراز الأول، لكن هذا العام مع المدرب الجديد لم ينفق أي مبلغ. أريد دعما 100%».

وأضاف بينيتيز: «أعتقد أنه لدي 3 خيارات الآن، الأول هو تلقي الدعم بنسبة 100% للمدرب وضم 4 أو 5 لاعبين لبناء فريق أقوى، والثاني الاستمرار على هذه الحال دون أي برنامج أو خطة عمل، والثالث هو التحدث مع وكيل أعمالي والتوصل إلى اتفاق». لقد اختار موراتي الخيار الثالث.

ليوناردو: إن 13 عاما فترة طويلة، وهي تكفي ليولد شخص ويكبر وينهي دراسته في المرحلة الإعدادية. ولهذا السبب تشعر مدينة ميلانو بمشاعر متناقضة وغير واضحة المعالم، لأن البرازيلي ليوناردو بعد 13 عاما متواصلة قضاها مع فريق الميلان قد يصبح الآن مدربا لفريق الإنتر. لقد لعب إبراهيموفيتش وسيدورف في السابق ثلاثة مواسم مع الإنتر بينما لعب بيرلو موسما واحدا فقط. إن 13 عاما فترة طويلة تجعل ليوناردو بالنسبة للميلان أشبه بجوزيبي مياتسا أسطورة فريق الإنتر الذي لعب معه 13 عاما. ولعل التشابه بين الأرقام يبدو واضحا للغاية: ليوناردو مع الميلان 1997 - 2010، ومياتسا مع الإنتر 1927 - 1940. لكن الحقيقة أنه ليس هناك أي وجه للمقارنة بين الحالتين، فقد سطر مياتسا أسطورته كلاعب كرة مع فريق الإنتر (الفوز بكأس العالم مرتين وبالكثير من الألقاب مع الإنتر)، وانتقل إلى فريق الميلان وهو في نهاية مسيرته مع الكرة بعد أن قل عطاؤه. بينما سيتولى ليوناردو تدريب فريق الإنتر وهو في بداية مسيرته مع التدريب وما زال أمامه الكثير ليقدمه.

لقد نجح ليوناردو في الوصول إلى قلب نادي الميلان أكثر من أي شخص آخر طوال 13 عاما، نظرا لأنه دس أنفه في كل مكان خاص بالنادي، من معسكر تدريب الفريق في ميلانيللو إلى مقر النادي في شارع توراتي إلى مقر إقامة رئيس النادي في أركوري، بصفته لاعبا ومدربا وإداريا يحظى بثقة رئيس النادي. ولهذا السبب ستنظر إليه نصف جماهير ومسؤولي الميلان، في حالة توليه تدريب الإنتر، وكأنه موظف في شركة «كوكاكولا» سرق الخلطة السرية للشركة وهرب بها إلى شركة «بيبسي». وعلى الجانب الآخر سيجد نصف جماهير الميلان الآخر مبررا منطقيا لما فعله ليوناردو باعتباره رجلا أساء النادي معاملته وأحسن صنعا بالرحيل عنه. إنه ضحية للخيانة وليس خائنا. وتشعر جماهير الإنتر أيضا بانقسام في ما يتعلق بالمدرب ليوناردو، فنصفهم يعتقد أن ليوناردو ينتمي بشدة إلى الميلان بدرجة لا تسمح له بتدريب الإنتر، بينما يرى النصف الآخر أنه يمتلك جينات وطريقة فريق الإنتر الحقيقي وأنه بتحدثه لعدة لغات وامتلاكه لروح عالمية يعتبر الأفضل لتدريب الفريق.

مَن يخون مَن؟ هذا هو التساؤل الذي يطغى على مدينة ميلانو في الوقت الحالي. ولا يساور المدرب ميهالوفيتش أي شك في هذا الصدد، فقد أعلن المدرب الصربي قائلا قبل شهر تقريبا: «لن أقوم أبدا بتدريب الميلان احتراما لجماهير الإنتر». هذه النظرة الراديكالية تقسم العالم إلى نصفين متضادين منذ لحظة ارتداء اللاعب لقميص فريق ما، فمن ناحية هناك الأصدقاء ومن الناحية الأخرى الأعداء. وهناك نظرة ليوناردو، الرجل ذي الصبغة العالمية، الذي يرى أن القميص يحدد فقط الانتماء في عالم دون حواجز يستطيع فيه الجميع أن ينضموا إلى أي فريق آخر دون صدمات أو مشكلات. لقد حكى لنا صديق من مشجعي نادي لاتسيو يوما ما عن سؤال وجّهه إليه ابنه: «يا أبي، مَن هو أفضل لاعب؟». وردّ الأب عليه: «توتي». لكن الطفل رد عليه بدهشة قائلا: «لكنه يلعب في فريق روما يا أبي!». ومن أجل هذا الطفل سيكون من الأفضل أن يتولى ليوناردو تدريب الإنتر.