تراجع مستوى بعض النجوم والتعاقد مع لاعبين كبار السن وراء غياب النصر السعودي عن منصات التتويج

خروج الفريق من كأس الأمير فيصل بن فهد يزيد الضغوط على اللاعبين لتحقيق إنجاز محلي

TT

يبدو ان الضغط النفسي سيشكل عبئا كبيرا على لاعبي النصر السعودي في بقية منافسات الموسم الكروي الحالي بعد ان خرج الفريق من أول بطولة خالي الوفاض إثر خسارته السبت الماضي امام الأهلي (1/صفر) في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد (كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم). وجاء الخروج من هذه البطولة ليؤكد فشل الفريق في العودة الى منصات التتويج التي غاب عنها منذ ستة أعوام لم يحقق خلالها سوى بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد عام 1997.

وكانت نتائج الفريق في الدور التمهيدي لبطولة كأس الأمير فيصل التي انطلقت في الثامن والعشرين من الشهر ما قبل الماضي متباينة ولم ترق الى مستوى ناد يطمح في اللقب، فقد تعادل الفريق مع النجمة (2/2) في الرياض علما بأن الاخير كان يصارع طوال العام الماضي من أجل البقاء في الدرجة الممتازة، ثم عاد النصر وفاز في مباراته الثانية على الانصار في المدينة المنورة (1/5) وتدارك الامر بالفوز على النجمة (2/صفر) لكنه عاد وخسر آخر لقاءات الدور التمهيدي أمام الانصار في عقر داره بالرياض (2/صفر). ورغم كل ذلك صرح مدرب النصر الاسباني هيكتور نونيز بأن الخسارة لا تعبر عن اداء فريقه والامكانات الفنية التي يملكها، موضحا ان النصر لا يزال بحاجة الى التجانس رغم طول معسكر الاعداد للاعبين الذي انطلق اواخر يوليو (تموز) الماضي.

وما انطلق اليه المدرب الاسباني لا يعبر بالضرورة عن الحال التي يعيشها النصر في ظل تداعيات متعددة جعلت الفريق يفقد توازنه ويتخلف كثيرا عن فرق الصدارة امثال الهلال والاتحاد وهو الذي اعتاد عليها حتى منتصف التسعينات الماضية.

تميز في اختيار المدربين ولكن! في ما يخص الجهاز الفني في النصر نجد ان ادارة النادي هي الافضل وبلا شك من نظيراتها في الاندية السعودية تعاقدا واختيارا للمدربين حيث اشرف على الفريق الاول في السنوات الاخيرة مدربون على مستوى كبير من الكفاءة واصحاب سجل متميز، لكن يبدو ان ذلك لا يحقق نتائج في ظل ان مسؤولي النصر لا يتركون المدرب يعمل لاعوام متعددة بل لموسم كروي واحد أو بضعة أشهر ويكون مصيره الاقالة أو الابعاد بعدها.

ومن ابرز هؤلاء المدربين الفرنسي هنري ميشيل (قاد فرنسا 1984 والمغرب 1998 والامارات 2001)، واليوغسلافي ميلان زيفا دينوفتش (درب منتخب بلاده في 1998 والعراق عام 2000)، وآخر ّهؤلاء المدربين البرتغالي ارثور جورج (مدرب الهلال حاليا) والاسباني هكتور نونيز الحالي.

ويحمل المتابعون ما يجري للنصر من تعاقب، الاجهزة الفنية عليه، الى ادارة النادي التي جعلت الفريق يفقد شخصيته الادائية داخل الملعب في ظل اختلاف المناهج الفنية وتعدد اساليب المدارس الكروية المتنوعة في أوروبا بالتحديد.

ويرى المراقبون ان تراجع الاداء يعود ايضا لاستمرار بعض اللاعبين في القائمة الرئيسية رغم ان مستواهم الفني تراجع كثيرا عن ذي قبل، والفائدة من هؤلاء باتت معدومة، مثل عبد العزيز الجنوبي ومحسن الحارثي وعبد الله القرني، اضافة الى اللاعبين ابراهيم عيسى وحسن هادي ونهار الظفيري وخالد السويلم الذين أخذوا فرصتهم كثيرا على حساب غيرهم من اللاعبين صغار السن.

ولعل اكبر الاخطاء التي وقعت فيها ادارة النصر تعاقدها مع لاعبين كبار في السن تجاوزوا الثلاثين عاماً، ويتقدم هؤلاء فؤاد أنور وفهد المهلل ومنصور الموسى وصالح الداود وفهد الغشيان، ولم ينجح أي منهم في تقديم العطاءات الفنية التي يأملها النصراويون بل تحملت الادارة اعباء أخرى مثل علاجهم من اصابات خطيرة في فرنسا، كما فعلت مع المهلل وفؤاد أنور.

سيزار فقط وبخصوص الاجانب فقد اظهر صانع الالعاب البوليفي خوليو سيزار امكانات عالية في لقاء الاهلي ويبدو ان لديه الكثير لتقديمه في منافسات الدوري المقبل في حين ان المهاجم الارغواني خورخي دلجادوا لم يقدم المستوى المأمول منه، والتوقعات تشير الى فشله في كسب ثقة المدرب في ظل ان امكاناته الفنية محدودة مع العلم بأن ادارة النصر بصدد التعاقد مع اجنبي ثالث سيعلن عنه في الايام المقبلة.

الجدير بالذكر ان النصر لا يعاني كغيره من الفرق السعودية مثل الهلال والاهلي من غياب الدوليين، حيث يفتقد فقط حارس المرمى محمد الخوجلي وابراهيم ماطر، والاخير على الرغم من انه يلعب مع فريقه النصر منذ أكثر من ستة أعوام إلا ان مشاركاته دائماً ما توصف بالسلبية وفائدته تبدو ضعيفة.

لا استحقاقات خارجية هذا الموسم بقي ان نشير الى ان النصر لن يشارك هذا الموسم في استحقاقات خارجية كما فعل في الموسم الماضي وسيكتفي بالمنافسات المحلية وهو الامر الذي يعني انه لم تتبق له سوى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس السعودية (كأس ولي العهد)، وهو مطالب أكثر من أي وقت آخر بتحقيق نتائج متميزة في هاتين البطولتين واحراز اللقب كي يعود الى سابق عهده كأحد صناع الانجازات في الملاعب السعودية خلال العقود الثلاثة التي مضت.

كلام صور:

لقطة من مباراة النصر الأخيرة في مسابقة الأمير فيصل بن فهد أمام الأهلي (صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط»)