بدأ مصير رونالدينهو يتحدد جديا في هذه الأيام، ما بين التفاؤل الذي يبثه نادي غريميو لوسائل الإعلام البرازيلية، الذي يسعى إلى ضم اللاعب، من جهة، والجلوس على مائدة لبدء التفاوض من جهة أخرى، فمستقبل رونالدينهو يمر عبر لقاء أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان، وروبرتو دي أسيس شقيق ووكيل أعمال لاعب الميلان، اللذين التقيا في ريو دي جانيرو للحديث في هذا الأمر. إنه اللقاء الأول وجها لوجه بين الطرفين، بعد التواصل تليفونيا مرتين خلال الأسبوع الماضي.
غالياني في حاجة إلى الفهم، وقبل كل شيء كم هي قوية رغبة رونالدينهو في تغيير النادي، نظرا لأنه لا اللاعب ولا شقيقه قد عبرا قط بطريقة واضحة في هذا الشأن. إذن يتعين تقييم قيمة المقابل المادي بالنسبة إلى النادي الإيطالي، أي المبلغ المستحق للاعب البرازيلي نتيجة فسخ التعاقد. إنها نقطة قد تتحول أيضا إلى طريق مسدود، رغم أن هذا سيناريو لا يصب في مصلحة أي من الطرفين، وفي الخطوة التالية سيستمع غالياني لعرض نادي غريميو.
إلى ذلك، صرح دي أسيس لشبكة «سكاي» أول من أمس بأن «رونالدينهو سيحضر في دبي في الموعد، بينما ستتواصل المفاوضة مع غريميو، الذي لم يتم التوصل معه بعد إلى اتفاق كامل». ويقول رئيس النادي البرازيلي باولو أودوني عكس ذلك، فقد صرح لإذاعة راديو غلوبو ساو باولو: «إنني واثق من ذلك، رونالدينهو يريد اللعب في غريميو وسيعود إلى البرازيل، ليس من أجل الأموال، لكن لأنه يريد التصالح مع الجماهير والعودة إلى المنتخب. أتحدث مع دي أسيس يوميا، وقطعنا شوطا طيبا في المفاوضات، ويتبقى فقط التوصل إلى اتفاق مع الميلان. إننا متفقون بالفعل حول الراتب وأننا سنقدم عقدا لأربع سنوات. هذه عملية تسويق، وتمول نفسها ذاتيا».
إذن سيكون جاهزا عقده لأربع سنوات وراتب مناسب ليقنع رونالدينهو على الرغم من أن العرض الأميركي - عقد لأربع سنوات مقابل 7.5 مليون يورو في الموسم - يظل مطروحا دائما (وجاهزون للدخول في المفاوضات أيضا كل من بالميراس وفلامينغو). من المعلوم أن العنصر المرجح هو المنتخب البرازيلي ومونديال 2014، فالدوري الأميركي لكرة القدم لا يخدم رونالدينهو لتقديم نفسه - ولا الضمانات الكافية للمدرب البرازيلي - من أجل البقاء باستمرار من بين المدعوين للسيليساو.
من جهة أخرى، تضمن قائمة الميلان للمحتملين عقب رحيل رونالدينهو كلا من لاتزاري لاعب كالياري (لكن تشيللينو رفض بيع نصف بطاقة اللاعب مقابل البطاقة الكاملة لاستوري)، ولاعب الوسط كييفو كونستانت، 23 عاما، وهو فرنسي يلعب مع منتخب غينيا. عموما، لن يلتقي غالياني دي أسيس فقط في ريو دي جانيرو، لكن أيضا إنريكو بريتسيوزي مالك ورئيس نادي جنوا، فانتقال بالوسكي الممكن إلى ناديه يعد المناسبة الملائمة للتفاوض بشأن بواتينغ، وهو لاعب يعد حاليا ملكية مشتركة بين جنوا والميلان، والأخير ينوي الاحتفاظ به نهائيا بقوة.
كانت مدينة ميلانو مهجورة تقريبا، والأمطار تصحب السيارات القليلة التي تجوب وسط المدينة. بدأت مغامرة أنطونيو كاسانو، قبل يوم واحد من سفر الفريق إلى معسكر الإعداد الشتوي في دبي، في أحد أكثر فنادق ميلانو فخامة. هو وزوجته كارولينا معا من أجل مواجهة مغامرة جديدة، في صمت، وأحاط بهما التكتم الشديد.
وبينما يسافر مع الفريق على الطائرة المتجهة إلى دبي، لا يزال كاسانو لاعبا في فريق سمبدوريا لأن العقد الذي وقعه مع الميلان (بقيمة 2.8 مليون يورو سنويا حتى عام 2014) يمكن تسجيله فقط في 3 يناير (كانون الثاني)، بداية فترة الانتقالات الشتوية (في واقع الأمر، سيتم تقديم لاعب الميلان الجديد في 4 يناير بالعاصمة روما، قبل سفر الفريق لملاقاة كالياري خارج قواعده). لكنه، حصل من نادي الرئيس غاروني من الميلان على إذن التدرب مع لاعبي الميلان كي يصل في حالة طيبة عند استئناف بطولة الدوري (6 يناير). وصل كاسانو إلى ميلانو ليلا بصحبة زوجته كارولينا، بعدما قضى عطلة أعياد الميلاد في باري، مسقط رأسه. والأسبوع الماضي، منح اللاعب نفسه إجازة قصيرة في إنجلترا، دائما معه نصفه الآخر العذب، ومن هناك تابع تطور المفاوضات مع الميلان. ووجد في ميلانو وكيل أعماله، المحامي بيبي بوتزو، الذي أراد أن يحدد معه الموقف الشخصي، وتحدث الاثنان في مسائل عدة، وفي المقام الأول مسألة الراعي (ديادورا)، الذي تحرك بالفعل من أجل إطلاق حذاء اللاعب الجديد، كما تحدثا عن معسكر دبي وعن كل المسائل الحيوية المرتبطة بانتقال كاسانو إلى الميلان. بعدها انفصل الثلاثة: كارولينا وأنطوينو من جانب، وبوتزو من الآخر.
ابتعد كاسانو وزوجته عن الصحافيين والمصورين، فهو يفضل الصمت في هذه اللحظات، وتجنب الاثنان التوجه إلى مطاعم ميلانو التقليدية التي يتردد عليها لاعبو الكرة. بعدما سافر كاسانو، قد ترغب كارولينا اللحاق به للاحتفال معا برأس السنة الجديدة، لكن الأمر يتوقف كثيرا على حالتها الصحية، فلاعبة كرة الماء الشابة تعيش انتظارا طيبا، حيث ستجعل كاسانو أبا في مارس (آذار) المقبل، إلا أنها أرادت أن تكون بجانبه في لحظة مهمة كهذه. مغامرة كاسانو الجديدة في الميلان لم يكن ممكنا أن تبدأ من دون كارولينا، زوجته.