أكد مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم البرتغالي خوسيه بيسيرو أن هدف الأخضر في بطولة كأس أمم آسيا 2011 التي ستقام بالدوحة نهاية الأسبوع المقبل، منصب على تحقيق اللقب الآسيوي، دون أن يغفل قوة المنافسة التي ستحظى بها البطولة في ظل وجود عدد من المنتخبات القوية، وقال: نعلم صعوبة المواجهات التي تنتظرنا في كأس آسيا، واستنتجنا ذلك من خلال مشاهدتنا لأبرز فرق البطولة، وشخصيا حضرت نهائيات كأس العالم 2010 من أجل متابعة المنتخبات الآسيوية، وهي: اليابان واستراليا والكوريتان، وتشكلت لدي جملة من التصورات التي ستعيننا في قراءة تلك المنتخبات، إلى جانب متابعتنا لتحضيرات الفرق الأخرى التي لم تشارك في المونديال، وذلك بمتابعة مباريات لها عن طريق الفيديو، نافيا الاستهانة بالمنتخبين الأردني والسوري، خصوصا أن الإعلام لم يضعهما في الحسبان.
وتحدث بيسيرو عن الضبابية التي يعيشها الشارع الرياضي السعودي في ظل استدعائه 30 لاعبا، مما يفقد الأخضر الاستقرار الذي من خلاله تُبنى شخصيته داخل الملعب، وقال: ربما الجمهور السعودي لا يعرف من سيلعب في البطولة الآسيوية، إلا أنني أملك التصوّر التام عن الأحد عشر لاعبا الذين سأدخل بهم في المنافسات، وكل ما في الأمر أنني أضع الاحتياطات في حال تعرض أحد اللاعبين الأساسيين لأي إصابة أثناء المعسكر، فيكون البديل المناسب جاهزا، في الوقت الذي تبقى فرصة المشاركة متاحة لمن يستطيع بذل مزيد من الجهد أثناء التمارين ليحجز له مكانا في القائمة الأساسيّة، وأؤكد لكم أنني خرجت بتصوّر كامل حول المنتخب، وهذا هو الأهم من وجهة نظري.
وتمنى بيسيرو لو استطاع الحصول على وقت أكبر من أجل الإعداد لكأس آسيا أسوة بالمنتخبات الأخرى، وقال: استمرار الدوري جعلنا لا نملك سوى هذه المدة، إلا أنني لستُ قلقا من هذه الناحية، فأنا أعلم أن المدة الحالية كافية لتجهيز الأخضر للفوز باللقب.
وحول اقتصار القائمة المستدعاة على ستة أندية فقط، قال بيسيرو: لم يكن لدي تخطيط من هذا النوع، واكتفيت باختيار الأفضل من وجهة نظري، ولم أعتمد على أسماء الأندية، لأن الطريقة التي سنلعب بها في البطولة لم يطبقها أي ناد من الأندية السعودية، وهي طريقة 4 - 4 - 2 أو 4 - 2 - 3 - 1، والهلال يُعد النادي الوحيد المقارب لهذا النهج التكتيكي.
وعن المباريات الإعدادية التي سيلعبها المنتخب السعودي، ومدى قناعته بالمنتخبات المقابلة، قال: هذه الخيارات هي المتاحة أمامنا، وأنا من اخترت اللعب معها، والكثيرون كانوا يطالبون بإقامة مواجهات مع منتخبات تشابه لعب اليابان، وأرى أن المنتخب الوحيد المشابه للمنتخب الياباني هو الكوري الجنوبي، ولم يكن متاحًا لنا، على الرغم من أننا لعبنا ضد منتخب غانا قبل فترة قليلة، وهو لا يختلف كثيرًا عن اليابان من حيث سرعة نقل الكرة وبناء الهجمة.
وكشف بيسيرو عن تقديمه عددا من اللاعبين الشباب منذ توليه الإشراف الفني للمنتخب السعودي، وذلك في معرض رده على تساؤل قلل من دور المدرب البرتغالي في إحداث تمازج بين عناصر الخبرة والشباب، وقال: قدمت لاعبين كثيرين أمثال محمد السهلاوي، وعبد العزيز الدوسري، وإبراهيم غالب، ومهند عسيري، والعديد من الأسماء، وعلى الأندية كذلك أن تقدم المواهب وتبرزها، لكي نتمكن من إعطائها الفرصة للمشاركة مع المنتخب الأوّل.
ورفض بيسيرو الاتهامات الموجهة للجهاز الطبي السعودي، مبديا ثقته الكبيرة فيما يقومون به من جهد جبّار لتفادي حدوث الإصابات، على الرغم من أن المنتخب السعودي خاض خمس مباريات خلال مدة بسيطة على أرضيّة صناعيّة، ويأتي هذا الرد بعد أن اتهم طبيب نادي النصر إيلي عوّاد الجهاز الطبي السعودي بالتسبب في إصابة اللاعب أحمد عباس، موضحًا (بيسيرو) أن عباس لعب في بطولة الخليج حتّى المباراة النهائيّة، ولم يكن إخراجه لداعي الإصابة، بل نظير الإجهاد والإرهاق، وقال: أحب أن أشيد بالجهاز الطبي الذي يعمل كل ما يستطيع للحفاظ على سلامة اللاعبين، وأرغب أن تكون علاقة المنتخب السعودي بالأندية علاقة طيبة، فنحن نقدر جهودهم الكبيرة في تجهيز اللاعبين، كاشفًا أن إصابة لاعبي النصر محمد عيد وإبراهيم غالب كانت مع ناديهما وليس أثناء وجودهما مع المنتخب.
وعن عدم اختياره للاعبين خارج دوري زين السعودي، قال: هذه تحدث في أكبر منتخبات العالم أمثال إسبانيا والأرجنتين وهولندا، وفي اعتقادي هي تحدث لأمرين: أولهما أن اللاعبين الجيدين ينتقلون إلى الأندية الكبيرة التي تسعى لتقوية صفوفها، إضافة إلى أن المنافسة في دوري الأولى والثانية لا ترتقي للمستوى المطلوب، فبالتالي الحكم غير عادل من وجهه نظري.
وحول تصنيف المنتخب السعودي المتأخر في الفيفا، قال: أحترم اختيارات الفيفا كثيرا، ولكن لا أعلم عن طريقة احتساب النقاط، فنحن قبل فترة كنا في المركز 68، ولعبنا مع منتخبات تفوقنا في المستوى، فمثلا لعبنا ضد غانا وتعادلنا معهم ولم نصعد في الترتيب، وكذلك لعبنا أمام أوغندا وتغلبنا عليهم وأوزبكستان بنفس الطريقة كما أننا لعبنا كأس الخليج ووصلنا للمباراة النهائية، ومع ذلك نزلنا إلى المركز 81، لذلك أجد في نفسي حيرة من طريقة احتساب الفيفا للنقاط، ولا أعلم ماذا أفعل كي يرتقي المنتخب السعودي في التصنيف. وتجاهل بيسيرو الحديث عن عقده الذي ينتهي بعد بطوله كأس آسيا قال: أنا لا أهتم بهذا الأمر أبدا، ولا أولي له أي اهتمام، لأنني مرتاح في العمل مع الاتحاد السعودي، وسأكمل عقدي حتى نهايته.
وتطرق بسيرو إلى علاقته مع الإعلام السعودي، فقال: يوجد احترام متبادل بيننا، والاختلاف في وجهات النظر من شخص لآخر يظل واردا، ولو طلبت من جميع الإعلاميين الموجودين في المؤتمر اختيار الطريقة والقائمة التي سنخوض بها مباراتنا الأولى أمام سورية لن أجد اتفاقا منكم، لذلك فالاختلاف طبيعي، ووظيفتي أن أختار الأنسب للمنتخب السعودي، وكل ما أريده من الإعلام السعودي هو الوقوف إلى جانب منتخبهم، وعدم توجيه الانتقادات في الوقت الحالي، لأن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف الجميع، والعمل على توحيد الآراء من أجل تحقيق المنتخب السعودي اللقب الآسيوي.