هل ينهي الصقور الخضر معاناة 14 عاما من التحليق بالقبض على البطولة الآسيوية؟

خليل المصري رشحهم للفوز باللقب.. وطالب بيسيرو بالاستقرار على قائمة واحدة في الدوحة

TT

يسعى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لاستعادة هيمنته على البطولة الآسيوية التي غابت عن خزائنه منذ عام 1996، وذلك في البطولة التي ستقام مطلع الشهر المقبل في قطر، فعلى الرغم من وصول المنتخب السعودي للمباراة النهائية في نسختين من أصل 3 بطولات أقيمت منذ عام 2000 فإنه لم يحقق لقب البطولة، الأخضر السعودي بات رقما صعبا في القارة الصفراء، شارك المنتخب السعودي في 7 بطولات آسيوية متواصلة على التوالي، ابتدأها عام 1984، وحقق البطولة 3 مرات، بينما حل وصيفا في 3 نسخ وغادر في مرة واحدة من الأدوار المبكرة.. وعلى الصعيد العالمي تمكن الأخضر السعودي من المشاركة في نهائيات كأس العالم 4 مرات على التوالي بدأها عام 1994 واستطاع التأهل بجدارة للدور الثاني، بينما كانت مشاركاته المتبقية أعوام 1998، 2002، 2006 ويخرج منها سريعا من دور المجموعات، ويحتل المنتخب السعودي المركز الـ81 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» للشهر الحالي، «الشرق الأوسط» تقدم قراءة تفصيلية لمشاركات الأخضر في البطولات الآسيوية السابقة، مع تقديم رؤية فنية خاصة عن حظوظ الأخضر في هذه البطولة.

بدأت مشاركات الأخضر في البطولة الآسيوية عام 1984 في سنغافورة؛ حيث وقع في المجموعة التي ضمت إلى جواره 4 منتخبات هي: «الكويت، وقطر، وسورية، وكوريا الجنوبية»، ففي البداية تعادل مع نظيره الكوري الجنوبي بهدف لكل منهما سجله ماجد عبد الله ثم تجاوز سورية بهدف وحيد سجله صالح خليفة، وبعد ذلك عاد ليتعادل مع المنتخب القطري 1/1 سجله محمد عبد الجواد ليعود في المباراة الأخيرة من دور المجوعات ويتجاوز الكويت 1/0 سجله محيسن الجمعان، ثم قابل الأخضر السعودي في دور ربع النهائي المنتخب الإيراني؛ حيث انتهت الأشواط الأصلية بالتعادل 1/1 سجل هدفي المباراة الإيراني شاهروخ بياتي ثم عاد ليسجل هدفا عن طريق الخطأ في مرماه ليتجاوز نجوم الأخضر المنتخب الإيراني بضربات الترجيح، ثم يطير لملاقاة الصين في المباراة النهائية التي انتهت بفوزه 2/0 سجلهما شايع النفيسة وماجد عبد الله ليتوج الأخضر السعودي بطلا لأول مرة في تاريخه للقارة الآسيوية، جدير بالذكر أن هذه البطولة تحققت على يد المدرب الوطني خليل الزياني.

عاد بعدها الأخضر السعودي عام 1988 للمشاركة مجددا في البطولة التي أقيمت في قطر؛ حيث وقع في المجموعة الثانية التي ضمت إلى جانبه: الصين، وسورية، والكويت، والبحرين، قابل في المباراة الأولى منتخب سورية وانتهت بفوزه 2/0 سجلهما صالح المطلق ومحمد سويد، وتعادل في المباراة الثانية مع نظيره الكويتي من دون أهداف ثم كرر تعادله أمام البحرين 1/1 بهدف سجله يوسف جازع، إلا أنه انتصر في المباراة الأخيرة أمام الصين بهدف وحيد سجله فهد الهريفي، ليطير لدور الـ4 لمواجهة إيران الذي تمكن من تجاوزه بهدف وحيد سجله ماجد عبد الله، ثم يواجه في المباراة النهائية منتخب كوريا الجنوبية في مباراة انتهت مدتها الأصلية دون أهداف ليتجه الفريقان للوقت الإضافي الذي انتهى كسابقه ثم أخيرا لركلات الترجيح؛ حيث فاز الأخضر السعودي 4/3 ليتوج بطلا للقارة الآسيوية للمرة الثانية على التوالي.

وواصل الأخضر السعودي مشاركاته في البطولة الآسيوية التي أقيمت في اليابان عام 1992 ووقع المنتخب السعودي في المجموعة الثانية مع الصين وقطر وتايلاند؛ حيث تعادل في مباراة الافتتاح أمام الصين بهدف لمثله سجله يوسف الثنيان ثم يلاقي قطر في المباراة الثانية التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1 سجله خالد مسعد إلا أنه «أي المنتخب السعودي» تمكن في المباراة الأخيرة من دور المجوعات أمام تايلاند من الفوز برباعية سجلها فهد الهريفي «هدفين» وسعيد العويران ويوسف الثنيان، ليطير بعدها للدور ربع النهائي لملاقاة الإمارات ويتمكن من الفوز عليها بهدفين من دون رد حملا توقيع سعيد العويران وفهد الهريفي، ليطير للمباراة النهائية مواجها أصحاب الأرض والضيافة «اليابان» الذي استغل هذا العامل ليتوج بطلا لآسيا للمرة الأولى في تاريخه بعد أن تجاوز الأخضر السعودي بهدف دون رد.

واستضافت الإمارات البطولة عام 1996؛ حيث شارك فيها الأخضر السعودي في المجموعة الثانية مع كل من إيران والعراق وتايلاند؛ حيث استهل مشاركته في هذه البطولة أمام منتخب تايلاند وسحقها بسداسية من دون مقابل حملت توقيع فهد المهلل «هدفين» وخالد التيماوي «هدفين» وخالد مسعد وسامي الجابر، ثم قابل منتخب العراق في المباراة الثانية وانتصر بهدف من دون رد حمل توقيع فهد المهلل، إلا أنه في المباراة الأخيرة من دور المجموعات تعرض لهزيمة قاسية أمام إيران 0/3 ليطير بعدها مع المنتخب الإيراني لدور الـ8 عن مجموعتهم؛ حيث قابل الأخضر السعودي منتخب الصين وتمكن من تجاوزه 4/3 في مباراة صعبة وقوية حملت الأهداف الأربعة توقيع يوسف الثنيان «هدفين» وسامي الجابر وفهد المهلل، ليتأهل الأخضر السعودي لدور الـ4، وعاد مجددا لمقابلة المنتخب الإيراني إلا أنه تجاوزه بركلات الترجيح 4/3، وفي المباراة النهائية واجه الأخضر السعودي منتخب الإمارات «أصحاب الأرض» وفاز بركلات الترجيح 4/2 ليتوج بطلا للمرة الثالثة في تاريخه للقارة الصفراء.

وفي عام 2000 استضافت لبنان البطولة الآسيوية، وشارك الأخضر السعودي في المجموعة الثالثة التي ضمت اليابان وقطر وأوزبكستان، ليقابل في المباراة الأولى المنتخب الياباني؛ حيث خسر بنتيجة كبيرة 1/4، ليقابل بعدها المنتخب القطري في المباراة الثانية ويتعادل المنتخبان سلبيا من دون أهداف، وفي المواجهة الثالثة والختامية لدور المجموعات فجر الأخضر السعودي أهدافه في مرمى منتخب أوزبكستان؛ حيث انتهت المباراة بنتيجة 5/0 سجل الأهداف محمد الشلهوب «3 أهداف» ومرزوق العتيبي ونواف التمياط، طار بعدها الأخضر لربع النهائي ليقابل الأزرق الكويتي ويتجاوزه بـ3 أهداف مقابل هدفين سجلها نواف التمياط «هدفين» وطلال المشعل، ثم يواجه منتخب كوريا الجنوبية في دور نصف النهائي ويتمكن من تجاوزه بهدفين مقابل هدف سجل هدفي الأخضر طلال المشعل، ليتكرر سيناريو نسخة عام 1992 حيث التقى منتخبا اليابان والسعودية في المباراة النهائية وانتهت بفوز الأزرق الياباني بهدف من دون رد، كما شهدت المباراة إهدار ركلة جزاء للأخضر السعودي عن طريق المهاجم حمزة إدريس ليتوج المنتخب الياباني بطلا للبطولة الآسيوية للمرة الثانية في تاريخه وأمام الأخضر السعودي.

وتعتبر البطولة الآسيوية التي أقيمت في الصين عام 2004 هي الأسوأ للأخضر السعودي في تاريخ مشاركاته الآسيوية؛ حيث ودع البطولة مبكرا من دور المجوعات، وبالعودة لتفاصيل تلك البطولة وقع الأخضر السعودي في المجموعة الثالثة مع منتخبات أوزبكستان والعراق وتركمانستان؛ حيث استهل الأخضر مشواره في هذه البطولة أمام منتخب تركمانستان وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2/2 سجل هدفي الأخضر ياسر القحطاني، ثم قابل في المباراة الثانية منتخب أوزبكستان إلا أنه خسر بهدف من دون رد، وفي المباراة الأخيرة في دور المجوعات التقى المنتخب العراقي إلا أنه خسر 1/2، سجل هدف السعودية الوحيد حمد المنتشري ليودع الأخضر البطولة بعد ذلك متذيلا ترتيب مجموعته برصيد نقطة وحيدة.

وفي النسخة الأخيرة من البطولة الآسيوية ضرب الأخضر السعودي بيد من حديد وتمكن من الوصول إلى نهائي البطولة بجدارة واستحقاق، إلا أنه في المباراة النهائية خسر أمام منتخب العراق بهدف وحيد من دون رد، وكان المنتخب السعودي في المجموعة الرابعة والأخيرة إلى جوار منتخب كوريا الجنوبية والبحرين وإندونيسيا، وكانت البداية أمام منتخب كوريا الجنوبية وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1/1 سجل للأخضر ياسر القحطاني، وفي المباراة الثانية واجه أصحاب الأرض «منتخب إندونيسيا» وتمكنت السعودية من الفوز بهدفين مقابل هدف سجلهما ياسر القحطاني وسعد الحارثي، بينما كانت المواجهة الثالثة والأخيرة في دور المجموعات أمام منتخب البحرين وانتهت بفوز الأخضر 4/0 حملت الأهداف توقيع أحمد الموسى وعبد الرحمن القحطاني وتيسير الجاسم «هدفين»، ليطير الأخضر للدور ربع النهائي لملاقاة منتخب أوزبكستان ويتجاوزه بهدفين مقابل هدف، توقيع ياسر القحطاني وأحمد الموسى، وواجه بعدها الأخضر المنتخب الياباني في الدور نصف النهائي وتمكن من الفوز عليه 3/2 سجل للسعودية مالك معاذ «هدفين» وياسر القحطاني، طار بعدها للمباراة النهائية لمواجهة العراق؛ حيث خسر بهدف من دون رد.

كان مدرب الأخضر السعودي، البرتغالي بيسيرو، قد أعلن عن قائمته المبدئية التي ضمت 30 لاعبا انضموا إلى المعسكر المقام حاليا للأخضر السعودي بمدينة الدمام، سيخوض معها الأخضر السعودي 3 مباريات تجريبية، الأولى أمام العراق اليوم ثم يتجه للبحرين لمواجهة الأحمر البحريني يوم الجمعة المقبل، ثم بعد ذلك يختم مواجهاته التجريبية يوم الثلاثاء المقبل أمام أنغولا في السعودية، وضمت القائمة المبدئية اللاعبين: مبروك زايد ووليد عبد الله وحسين شيعان وعبد الله العنزي (في حراسة المرمى) وأسامة هوساوي وأسامة المولد وحمد المنتشري وعبد الله شهيل وحسن معاذ ومشعل السعيد وماجد بلال ومحمد مسعد وكامل الموسى (في خط الدفاع) وعبده وأحمد عطيف وسلطان النمري ومناف أبو شقير وعبد العزيز الدوسري ونواف العابد وأحمد الفريدي ومحمد الشلهوب وإبراهيم غالب ومعتز الموسى وتيسير الجاسم وسعود كريري (في خط الوسط) وياسر القحطاني وناصر الشمراني ونايف هزازي ومحمد السهلاوي ومهند عسيري (في خط الهجوم)، ليغادر بعدها الأخضر السعودي إلى الدوحة يوم الخميس 6 يناير (كانون الثاني) المقبل.. يُذكر أن مجموعة الأخضر تضم إلى جانبه اليابان وسورية والأردن.

من جهة أخرى، وفي جانب فني عن الأخضر السعودي ومدى حظوظه في البطولة الآسيوية قال الخبير الفني خليل المصري: إن منتخب السعودية مرشح للعب على المباراة النهائية وخطف لقب البطولة؛ كونه يمتلك عناصر ذات مستوى فني راقٍ في جميع الخطوط، إلا أن الخوف على المنتخب يكمن في الاستعداد ولعب المباريات التجريبية القليلة جدا، لكن بحول الله يُوفق المدرب بيسيرو في المباريات التجريبية من حيث اختيار التشكيل المناسب للبطولة وتطبيق ذلك في المباريات التجريبية حتى يكون الفريق جاهزا لخوض البطولة وتحقيق النتائج المبهرة، لكن في حال قام بيسيرو بإعداد مشابه لما قام به قبل كأس الخليج الأخيرة في أن يلعب كل شوط بتشكيلة أو كل مباراة بأسماء أخرى، فهذه مشكلة، فالجميع شاهد كيف كان مستوى المنتخب يتطور نحو الأفضل مباراة عن مباراة في كأس الخليج الماضية بسبب الثبات على بعض الأسماء، فالرتم الفني يرتفع والانسجام بين اللاعبين يكون على أعلى مستوى، وهذا ناتج عن كون المدرب لا يثبت على أسماء معينة في المباريات التجريبية حتى يكون جاهزا للمباراة الرسمية، وأضاف المصري: «الآن لدى بيسيرو 3 مباريات تجريبية، نتمنى أن يركز من خلالها على أسماء معينة، وبإذن الله لن يواجه أي صعوبات في التأهل وتخطي دور المجموعات ومن ثم الوصول للمباراة النهائية، فالمنتخب السعودي حاليا خطوطه الـ4 متميزة، إلا أن قوته تمكن في خط وسطه الذي يزخر بنجوم كبيرة، فمثلا في حراسة المرمى لدينا حراس على مستوى عال، إلا أن هناك مشكلة طفيفة في عمق الدفاع ستذهب بعد عودة أسامة هوساوي لقلب الدفاع ومن سيقف بجواره؛ حيث يتوقع أن يحضر التجانس والتفاهم بينهم».

وعن الطريقة المثالية للمنتخب في اللعب، قال: من المعروف أن الأخضر يلعب بطريقة 4/5/1، وهي طريقة مميزة، والكثير من المنتخبات العالمية تلعب بالطريقة ذاتها، لكن السؤال: هل يستعين المدرب بيسيرو باللاعبين القادمين من الخلف الذين يقومون بمساندة الهجوم؟ فهذه طريقة ممتازة جدا بحكم وجود لاعبين جيدين في المقدمة، أيضا يجب على بيسيرو أنه في حال شاهد الأخضر السعودي مسيطرا على منطقة المناورة أن يقوم بالزج برأسي حربة وليس فقط عند التأخر بهدف، فمشكلة بيسيرو أنه إذا تأخر بهدف زج برأس حربة ثانٍ، والسؤال: لماذا لا يزج بالمهاجم الثاني مبكرا عندما يكون في وقتها مسيطرا على مجريات اللعب؟

وفيما يخص الانتقادات التي طالت تغييرات بيسيرو في «خليجي 20» وعن رأيه فيها، قال: لا بد أن نكون منصفين للمدرب، فليست كل تبديلاته خاطئة، فنحن فنيون ونعرف ماذا يحدث في الميدان، ففي بعض الأحيان تقوم بعمل تبديلات تراها صحيحة ولكن تجد اللاعب البديل لا يؤدي دوره أو المستوى الذي يقدمه في التدريبات بشكل مطلوب، وهذه نقطة مهمة يغفل عنها الجميع، أيضا نقوم بتبديل لاعب أدى جميع أدواره في الملعب وتبحث حينها عن التغيير فتجد أن هناك من يتحدث لماذا أخرجت نجم المباراة والواقع يقول إنك كمدرب تبحث عن لاعب يحدث فارقا أو تغييرا تكتيكيا داخل الميدان، إلا أنه أحيانا تجد من أشركته «البديل» يخذلك ولا يقدم ما هو معهود عنه، وفي اعتقادي أن تبديلات بيسيرو في البطولة الخليجية كانت 70% منها صحيحة، ومنح المصري البرتغالي بيسيرو 6.5 إلى 7 درجات من 10 في الفترة التي قضاها منذ قدومه حتى اليوم.

وعن عودة المهاجمين القوية للتهديف ولمستوياتهم المعهودة عنهم، أضاف المصري: لدينا رباعي هجوم مميز يتمثل في ياسر وهزازي والشمراني وعسيري، رجعوا لمستوياتهم بقوة في الفترة الماضية، وأعتقد أن المدرب سيحتار بينهم، فشاهدنا ياسر عاد بقوة للتهديف وحسه العالي على المرمى، إضافة لجاهزية وعودة المصابين، وأعتقد أن المدرب سيواجه مشكلة حقيقية كونه سيلعب بمهاجم وحيد، لكن إذا لعب بمهاجمين سيكون ذلك مميزا جدا؛ حيث يوجد لديه 4 أوراق رابحة هجوميا، بينما ستكون مشكلته في حال لعب بمهاجم وحيد فهنا من سيختار؟