الناقد الياباني موتويمو: التاريخ سينصف السعودية واليابان في البطولة الآسيوية

قال إن هناك مطالبات كبيرة للاعبي الساموراي بتحقيق اللقب

TT

يتوجس الشارع الكروي الياباني خيفة مما ستؤول إليه الأمور في مشاركة منتخب الساموراي بنهائيات كأس آسيا للمنتخبات، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، والتي ستدق ساعاتها في غضون أيام قلائل، وتأتي هذه المخاوف على خلفية حداثة عهد الجهاز الفني المشرف على المنتخب الياباني بقيادة المدرب الإيطالي المخضرم ألبرتو زاكيروني، الذي لم تظهر بعدُ بصماته كاملة على أداء المنتخب.

ويقول ناهيرو موتويمو الناقد الرياضي بصحيفة »نيكاي سبورت» الرياضية باليابان، إن أنصار المنتخب الياباني بكل أطيافهم من صناع القرار الخاص بالمنتخب إلى المشجع العادي البسيط، باتوا يتبنون خطابا عقلانيا لا إفراط فيه بشأن المبالغة في قوة المنتخب الياباني، ولا تفريط من ناحية التقليل من نوعية وجودة المواهب الموجودة في قائمة منتخب بلادهم.

ويضيف موتويمو في حديثه الذي خص به «الشرق الأوسط» بشأن حظوظ منتخب بلاده في البطولة القارية الكبرى بقوله: «لأول مرة يدخل المنتخب الياباني بطولة آسيا وسط موجة من الهدوء والترقب المشوب بالحذر، والسبب أولا يعود إلى كثرة اللاعبين الشبان والصغار من ذوي الخبرات المحدودة التي جرى ضمها إلى قائمة المنتخب الياباني، وثانيا ما أعلنه زاكيروني مؤخرا بأن بطولة آسيا تمثل حجر الزاوية في تأهيل اللاعبين الشبان لأخذ مقاعدهم الأساسية في تشكيلة المنتخب، وبأن كثرة الاستحقاقات التي سيخوضها المنتخب ما بين كأس آسيا للمنتخبات وكوبا - أميركا، التي ستُجرى في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس في عام 2011، ستمنح زاكيروني الفرصة التامة لتحقيق وعوده بشأن بناء منتخب قوي ومقاتل ومتحفز للعب الأدوار الأولى في كأس العالم بالبرازيل في عام 2014».

وأردف الناقد الصحافي الياباني قائلا: «ولكن هذا كله لن يمنع لاعبينا، ومن قبلهم أنصار منتخبنا، من المطالبة بنيل الكأس القارية الكبرى، وبالذات بعد أن أصبح الفوز بها مؤخرا ماركة يابانية مسجلة منذ الظهور القوي للمنتخب في البطولة التي جرت على أرض اليابان في عام 1992، التي فاز بها السامواري الياباني بهدف نظيف على حساب المنتخب السعودي».

وتابع موتويمو وصفه لحظوظ منتخب بلاده في النسخة المقبلة من الكأس القارية قائلا: «لا شك أن تكرار المواجهات الثنائية ما بين المنتخب السعودي والياباني سيمنح الطرفين الاندفاع بقوة في البطولة المقبلة، ومن يستقرئ التاريخ بعمق يعلم أن فوز أيّ من المنتخبين في لقاء دور المجموعات التي سيجمع بينهما، سيشكل نقطة الانطلاق نحو الظفر بالكأس».

وأردف موتويمو: «دعنا نتذكر ما جرى في عام 1992، فقد دخل المنتخب السعودي آنذاك بوصفه بطلا للنسخة التي سبقت مشاركته، بينما كان المنتخب الياباني يخضع لدراسات استراتيجية تراوحت بين ابتعاث اللاعبين لمدراس أوروبية ولاتينية، وبين قانون التجنيس، وظهرنا آنذاك بصفة مفاجئة للجميع، وحصلنا على الكأس أمام المنتخب السعودي بالذات، وفي عام 1996 في الإمارات حصل المنتخب السعودي على الكأس بعد أن تنازلنا له عنها بسبب ضعف مستوانا وخضوعنا للضغوطات في تلك البطولة، بينما في عام 2000 بلبنان عدنا من جديد بعد أن عرفنا معنى أن تكون بطلا لآسيا، وحصلنا عليها من أمام المنتخب السعودي بالذات، وفي عام 2004 في الصين عاودنا الكرة بالحصول على الكأس بعد أن خرج المنتخب السعودي من الدور الأول من البطولة بصورة مخجلة وغير متوقعة، بينما في عام 2007 تمكن المنتخب السعودي من الثأر لنفسه، وأخرجنا بطريقة جلبت لنا الكثير من الحزن، ولعب حينها الأخضر السعودي على النهائي الذي خسره من المنتخب العراقي بهدف وحيد لم يكن ليعكس حجم التوهج الذي ظهر عليه أداء شبان المنتخب السعودي في تلك البطولة، وبالتالي فإن معطيات التاريخ تؤكد أن المنتخب السعودي والياباني سيلعبان دورا مهمّا ورئيسيا في البطولة المقبلة بمساندة المنتخبات الأخرى العريقة على مستوى القارة، كالمنتخب الإيراني المتجدد والمنتخب الكوري الجنوبي المتمرس وأستراليا القوية، ولا يمكن أن نغفل الصين المتطورة وكوريا الشمالية المتوثبة، وبناء على ما ذكرته فإن كل من يريد أن يعرف ما الذي سيحدث في البطولة المقبلة فعليه أن يدقق النظر في ما يحدث في بطولات الفئات السنية، فالمنتخبات التي ذكرتها كانت هي أفراس الرهان، وتمكنت من اللعب على الأدوار النهائية فيها، ومع ذلك لا يمكن أن نتجاهل إمكانية أن تتألق صاحبة الضيافة قطر في لعب دور مؤثر في البطولة التي ستقام على أرضها، وسيدخل المنتخب القطري متسلحا بدعم أنصاره على الرغم من أزمة عدم الثقة التي تعتري علاقة جهازه الفني بقيادة الفرنسي برونو ميتسو مع الجميع، وعدم وجود لاعبين ذوي مهارات استثنائية لدفع المنتخب القطري إلى الأمام، ولكن التجربة تؤكد أن صاحب الأرض غالبا ما يقدم نفسه بصورة مغايرة كما حدث معنا في عام 1992 ومع الإمارات في عام 1996 ومع الصين في عام 2004 ومع المنتخب الإندونيسي في عام 2007، ومع ذلك فإنني أتوقع أن الكأس لن تبرح خزائن المنتخب الياباني أو السعودي، وبالذات في حال تحرُّر المنتخبين من الضغوطات الكبيرة، والتسليط الإعلامي الذي سيوجه إلى نجوم المنتخبين بصورة مكثفة، وكما أسلفت فإن لقاء المنتخبين في دور المجموعات سيلعب دورا كبيرا في تحديد سقف الطموحات، وحجم العنفوان لكلا الطرفين من أجل نيل البطولة».