الإنتر يتحدى الميلان ويسعى لضم البرازيلي كاكا في يونيو

مورينهو يوصي بمساندة ليوناردو.. وموراتي يصف كوتينهو بقطعة ماس خام

TT

بعدما وجود المدرب ليوناردو أسفل شجرة عيد مختفيا تقريبا، فلا تسليط إعلاميا عليه ولا متابعة صحافية لقدومه لتدريب بطل أوروبا، يواجه المدير الفني الجديد للإنتر خطر أن يمر كهدية التهنئة بمناسبة الأعياد. لكن في واقع الأمر يعد هو الأثقل من بين ما قد يكون تجمعا للاعبي الميلان السابقين تم زرعه في مقر الإنتر، مع احتمالية قدوم كاكا ومالديني في الخلفية. وعلى الرغم من تهرب رئيس النادي، قال: «سنعلن عن المدرب الجديد عقب أعياد الميلاد، وعموما ليوناردو لا يمثل سوء أدب مع الميلان». صار ليوناردو - الذي اتصل أولا بغالياني في البرازيل - هو المدرب الرابع عشر في عصر موراتي في تمام الساعة 6.52 مساء الجمعة الماضي. إلى الآن، من المفترض أن يحمل معه مساعده الموثوق به أنجيلو كاستيلاتزي، ووقع المدرب الجديد على عقد بقيمة 2.5 مليون يورو في الموسم لمدة سنتين، مع خيار التمديد لعام ثالث، والمرتبط بالنتائج، ومن المقرر أن يشهد يوم غد الأربعاء التقديم الرسمي والمران الأول. غير أن ليوناردو بدأ عمله بالفعل وتحدث مع عدة لاعبين.

بعدما تم الإعلان، وإن كان موجزا، لن تكون هي الاعتبارات ذاتها التي يقوم بها الرئيس ماسيمو موراتي بشأن فرصة حمل ريكاردو كاكا وباولو مالديني إلى صفوف الإنتر. فييري ورونالدو عبرا الفجوة الكبيرة بين الناديين في أجواء ساخنة تقريبا. هذا صحيح، لكن رئيس الإنتر لم يرُق له انتقال إبراهيموفيتش لاعبه السابق إلى الميلان، وكذلك كاسانو «المشجع»، وأخيرا إمكانية عودة بالوتيللي إلى إيطاليا من بوابة الميلان. ما حرك موراتي ليس الرغبة في الثأر على أي حال، وإنما التقدير الكبير لاثنين من رموز الميلان، وجرى الحديث عن باولو مالديني بعد لقاء في نيويورك، وبعدها جاءت شهادات التقدير والإعجاب المتبادلة والتكذيب أيضا. لكنّ شيئا ما قد يولد حقا، أيضا لأن إدارة الإنتر تعتبر أن الخبرة لم تكن كافية أبدا كي تضاف إلى الفريق. إننا لا نزال في مرحلة التكوين، أيضا لأنه ليس واضحا بعد الدور الذي ربما عرض على مالديني، إلا أنه، مثل ليوناردو، لم يترك عالم الميلان في حالة جيدة جدا، ولتشاهدوا انتقادات رابطة الجماهير في يوم توديعه وعلاقاته الباردة مع غالياني، الذي كان ينتظر منه عرفانا أكبر بالجميل واقتراح عمل لرمز قد يرغب في البقاء في النادي.

لا يزال فصل كاكا أكثر طرحا، فاللاعب البرازيلي البالغ من العمر 28 عاما تربطه علاقة كبيرة بليوناردو، لكنه يعد أيضا استثمارا بقيمة 68 مليون يورو لا يمكن للريال أن يهدرها. الشهور المقبلة حاسمة، قبل كل شيء لمعرفة مستوى اللاعب عند عودته إلى الملاعب بعد جراحة الركبة في الخامس من أغسطس (آب) الماضي، وأيضا من أجل دراسة تطور العلاقة بين مورينهو وبيريز رئيس النادي الملكي، مع العلم بأن المدير الفني لا يرى بنزيمة ولم يقُل إن هناك مساحة كبيرة لكاكا. صحيح أنهما، أي كاكا وبنزيمة، هما الفتيان المدللان للرئيس، لكن قد يستغنى عنهما في يونيو (حزيران) إذا فاز مورينهو في الوقت ذاته بالدوري الإسباني أو دوري الأبطال. في تلك الحالة، يمكن للإنتر التدخل من خلال عرض الدفع بالتقسيط بما لا يعوق فلسفة سوق الانتقالات الجديدة، التي تحمل علامة قانون اللعب النظيف ماليا، الذي أقره الاتحاد الأوروبي ويدخل حيز التنفيذ من عام 2012 بحيث لا تتجاوز نفقات الأندية إيراداتها.

قد يمثل ليوناردو عنصرا جاذبا ممتازا بالنسبة إلى كاكا، مثلما يجيد أن يكون «دواء» ممتازا، لدرجة أننا نرى بالفعل التأثيرات الأولى لوصول المدرب البالغ من العمر 41 عاما والمنحدر من مدينة نيتيروي بولاية ريو دي جانيرو في البرازيل. حتى أيام قليلة كان حاسما في الخضوع لجراحة في ركبته اليسرى التي تخلق له مشكلات من يونيو الماضي، في واقع الأمر قد يفكر مايكون في إرجاء جراحة التنظيف وأن يتماسك من أجل ليوناردو، والذي سيبدأ أولى مبارياته مع الإنتر في 6 يناير (كانون الثاني) القادم على ملعبه أمام نابولي، في ظل بعض الغيابات، فالكاميروني إيتو موقوف وشنايدر يعاني من تمزق عضلي، كما هو حال كوتينهو. والأخير يعد قطعة الماس الخام التي يأمل موراتي أن ينجح ليوناردو في صقلها وجعلها تلمع في أقرب وقت ممكن.

من جهة أخرى، كان ترحيب جوسيه مورينهو باردا بخليفته في قيادة الإنتر، وقال حينها: «شيء واحد مؤكد، هو أن بينيتيز لن يقوم بأفضل مما قمت به». كان ذلك في أغسطس ولم يكن مدرب الريال الحالي يتصور أنه اقترب من الحقيقة هكذا. والآن مع قدوم ليوناردو، يقدم مورينهو له يد العون، ويقول: «أطالب أنصار الإنتر باستقبال ومساندة ليوناردو مثلما فعلوا معي».

ورغم وجوده في إجازة بالولايات المتحدة الأميركية، فلدى المدرب البرتغالي الرغبة في التوجه نحو المدرب الجديد للإنتر على الملأ، فهي كلمات موجزة لكنها قوية وصادقة، فربما لديه ألف عيب لكن ليس من بينها النفاق. إذا كان يقف إلى جانب ليوناردو فالسبب هو أنه يشعر بعلاقة طيبة مع المدرب البرازيلي، ويتابع مورينهو: «أثبت ليوناردو في الموسم الماضي أنه مدرب ذو إمكانات وقدرات ملحوظة، فهو محترف كبير وليس أحد أنصار الميلان فقط. منح أعواما كثيرة للميلان والآن سيقوم بالشيء ذاته في الإنتر، وبنفس الحب. أتمنى له حقا نجاحا كبيرا، وعليكم مساندته». الأمر أشبه بطفرة في العلاقات عن بُعد بين المدرب البرتغالي وناديه السابق، فبينما تشجيعه في عهد بينيتيز كان موجها فقط إلى الفريق، «إلى عناصري» والإدارة، صار الدعم شخصيا مع ليوناردو. دائما ما كانت العلاقة بين المدربين تقوم على الاحترام في المنافسة، وتأمل الاختلافات أيضا (مثلما حدث مع أنشيلوتي). يتمنى مورينهو فقط أن لا يصرّ ليوناردو مع كاكا، ففي ظل غياب هيغوين الآن قد تعيد عودة البرازيلي التوازن لهجوم الريال مع التخلي عن بنزيمة. وبعدها، من يعرف؟ فربما تمنح قرعة دوري الأبطال مشاعر غير منتظرة.

على العكس، العلاقة السيئة جدا مع بينيتيز كانت عاقبة لا يمكن تجنبها للصدامات المتلاحقة في الدوري الإنجليزي، ومواجهات تشيلسي - ليفربول وطريقة رؤية كرة القدم بشكل معاكس، وكان المدرب الإسباني يقول: «النجم الحقيقي هو أبراموفيتش»، الملياردير الروسي ومالك نادي تشيلسي. وكان مورينهو يرد: «إنه هو الذي يتحدث عن تشيلسي بصورة سيئة، أعرف أنني لست لطيفا لكنني لست الشرير دائما». مهمة بينيتيز كانت مستحيلة حقا، ومباركة مورينهو ستساعد ليوناردو على الأقل في الانطلاق متحررا».