الأهلي مع الزمالك.. «قمة ساخنة» في الدوري المصري الليلة

اعتقال 50 مشجعا وسط حالة من التوتر والشحن السلبي لجماهير الفريقين

TT

بين تهديد ووعيد، وشحن جماهيري كبير، تأتي قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك مساء اليوم، وهي القمة التي تحمل الرقم 106 في تاريخ لقاءات الفريقين. ومن المتوقع أن تشهد المباراة المؤجلة من الأسبوع الثاني عشر للدوري مواجهات جماهيرية في مدرجات استاد القاهرة بين أنصار وروابط مشجعي الفريقين، في ظل الرغبة الجامحة والطموح لكليهما في تحقيق أهداف مختلفة في هذه المواجهة.

دائما ما تتسم مباريات القمة بين الأهلي والزمالك، قطبي الكرة المصرية، بالإثارة والحماس، ويعتبرها أنصار كل فريق بطولة خاصة، ويرون الفائز بها هو صاحب اليد العليا، بغض النظر عن أي شيء آخر.

لكن مباراة اليوم تحظى باهتمام أكبر من الجميع، خاصة في ظل الأوضاع التي يعيشها كل من الفريقين هذا الموسم والتي تتناقض تماما مع ظروفهما في المواسم الماضية.

فقد فرض الأهلي كلمته في مواجهاته مع الزمالك على مدار السنوات الأخيرة، وأحكم قبضته على لقب الدوري المصري في المواسم الستة الماضية في ظل تفوق واضح للاعبيه واقتناع تام بإمكانيات جهازه الفني السابق بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه الذي استمر مع الفريق عدة سنوات حقق فيها الكثير من البطولات.

وعانى الزمالك من المشكلات والأزمات، وتعاقبت عليه عدة أجهزة فنية لم يصادف النجاح أيا منها، وفشل الفريق في حصد أي بطولة لسنوات طويلة (باستثناء بطولة وحيدة لكأس مصر الموسم قبل الماضي) حتى تولى مسؤوليته المدرب الوطني حسام حسن، أحد رموز كرة القدم المصرية خلال نحو ربع قرن، والذي أعاد الانتصارات والتوازن إلى أبناء القلعة البيضاء، لكنه فشل في الثأر لهزائم الزمالك من الأهلي.

وانعكست الصورة الموسم الحالي، أو على مدار النصف الأول من الموسم، حيث أصبح الزمالك هو الفريق الأفضل من جميع الوجوه بعدما عرف الفريق مذاق الاستقرار من ناحية، وواصل انتصاراته ليتصدر جدول الدوري برصيد 30 نقطة من 13 مباراة، وبفارق 6 نقاط عن منافسه الأهلي، من ناحية أخرى.

ويدرك الزمالك أنه لا بد أن يستغل الفرصة في ظل تراجع مستوى الكثير من نجوم الأهلي في الفترة الأخيرة، وتضع الجماهير البيضاء أملها على فوز فريقها لأن ذلك يقربه كثيرا من درع الدوري، خاصة مع تألق اللاعب محمود عبد الرازق الشهير بـ«شيكابالا» المتربع على قمة هدافي الدوري حاليا برصيد 9 أهداف.

وفي المقابل، عرف الأهلي الموسم الحالي مرارة النتائج السيئة بعد ست سنوات من الانتصارات والإنجازات، وتراجع مستوى الفريق بشكل واضح، مما دفع البعض إلى التأكيد على أن الجيل الحالي لفريق الشياطين الحمر وصل إلى خط النهاية. ويخوض الأهلي مباراة اليوم وهو في المركز الثالث برصيد 24 نقطة فقط، من ستة انتصارات وستة تعادلات وهزيمة واحدة.

وفي ظل الموقف الحالي للفريقين في بطولة الدوري المحلي هذا الموسم أصبحت مباراة اليوم لقاء مصيريا لكليهما.. فالأهلي يسعى للخروج من كبوته والعودة بقوة إلى دائرة المنافسة مع نهاية عهد جهازه الفني الحالي المؤقت بقيادة عبد العزيز عبد الشافي (زيزو)، والذي تولى المسؤولية على مدار خمسة أسابيع فحسب خلفا للمدرب حسام البدري الذي استقال من تدريب الفريق بعد الهزيمة من الإسماعيلي. ويسعى الأهلي إلى تحقيق عدة أهداف في مباراة اليوم، يأتي في مقدمتها إيقاف انطلاقة منافسه العنيد الزمالك من ناحية، وتقليص الفارق معه إلى ثلاث نقاط قبل نهاية عام 2010.

كما يأمل الفريق في مصالحة جماهيره بعدما حقق الفريق فوزا وحيدا في آخر ست مباريات خاضها في الدوري، مقابل أربعة تعادلات وهزيمة واحدة، لتشهد الأسابيع الأخيرة من العام الحالي أسوأ سلسلة نتائج للفريق منذ فترة طويلة، وهو ما يسعى الفريق إلى تغييره في لقاء القمة.

كما يسعى الفريق إلى تقديم عرض جيد يودع به الجهاز الفني الحالي ويستقبل به الجهاز الفني الجديد الذي سيعلن عنه مسؤولو النادي غدا مثلما أكدت لجنة الكرة بالنادي.

وتشير معظم المؤشرات إلى أن المدير الفني الجديد للفريق سيكون البرتغالي مانويل جوزيه، الذي طالما قاد الأهلي للفوز على الزمالك، وكان أبرز انتصاراته الفوز 6/1 قبل سنوات.

ورغم أن الفارق في المستوى بين الفريقين لصالح الزمالك في الموسم الحالي، فإن أحدا لا يستطيع التكهن بنتيجة اللقاء المرتقب بينهما اليوم مثلما حدث في لقاء القمة (الكلاسيكو) بالدوري الإسباني، حيث لم يتوقع أحد النتيجة الكبيرة التي انتهت بها المباراة التي حسمها برشلونة لصالحه بخمسة أهداف نظيفة في شباك ريال مدريد، الذي كان المرشح الأقوى لتحقيق الفوز بقيادة مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينهو.

وتاريخيا، يتفوق الأهلي على الزمالك برصيد 37 فوزا مقابل 25 خسارة و43 تعادلا. وسجل الأهلي 129 هدفا في شباك الزمالك، مقابل 95 هدفا للزمالك في مرمى غريمه التقليدي.

ورغم استعدادات الفريقين، فإن الشارع الكروي المصري يخشى من أن تتسبب حالة الشحن الجماهيري في إفساد المباراة، وذلك على خلفية بعض الأحداث في الأسابيع الأخيرة التي شهدت خروجا عن النص من جانب جماهير كل فريق تجاه الآخر، أبرزها الهجوم ضد لاعب الزمالك «شيكابالا» من جانب رابطة مشجعي الأهلي المعروفة باسم «الألتراس»، ردا على قيام اللاعب بسبهم علنا. كما شنت رابطة مشجعي الزمالك المعروفة باسم «وايت نايتس» هجوما على نجوم الأهلي، وأبرزهم أبوتريكة، وهو ما يخشى أن يكون له أثره اليوم بوقوع صدامات بين جماهير الفريقين.

حمادة صدقي، مدرب المنتخب المصري ولاعب الأهلي الأسبق، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن مباريات الأهلي والزمالك دائما ما تشهد بعض الأجواء المتوترة.. «لكن هذه المرة ارتفعت حدة التعصب، وتابعنا ذلك من خلال الهتافات واللافتات في المباريات الأخيرة، بل وفي المواجهات التي شهدتها مباريات الفريقين في ألعاب أخرى». وأشار إلى أن «بعض وسائل الإعلام عملت على شحن الجماهير ضد بعضها بعضا وبشكل سلبي».

فيما حمل حسن مصطفى، لاعب خط وسط الزمالك، مسؤولية شحن جماهير الأهلي والزمالك قبل لقاء القمة إلى المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، معربا عن قلقه الشديد من إمكانية حدوث أعمال عنف وشغب خلال المباراة نتيجة هذا الشحن الزائد.

وكثفت وزارة الداخلية المصرية من الاستعدادات للمباراة، حيث اعتقلت أجهزة الأمن 50 فردا من روابط المشجعين تحسبا لقيامهم بأعمال شغب، إلى جانب ضبط 400 ألف صاروخ، و75 تذكرة قبل بيعها بالسوق السوداء، إلى جانب 8 لافتات مسيئة كان يعدها أفراد من جمهور الفريقين.

يدير اللقاء طاقم تحكيم نمساوي يتكون من روبرت شورغنهوفر حكما للساحة، وأندرياس فيلينغر مساعد حكم دولي، وآرمن إيدر مساعد حكم دولي. وكان محمد حسام رئيس لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم قد صرح بأن لجنة الحكام تعمل على قدم وساق لاختيار طاقم تحكيم أوروبي لإدارة لقاء القمة بعد أن استبعدت فكرة الاستعانة بطاقم تحكيم أفريقي.