هودجسون مهدد بالإقالة رغم اعتذاره لجماهير ليفربول

أنصار الفريق يطالبون بدالغليش مديرا فنيا وبوفاء ملاك النادي بوعودهم

TT

تقدم مدرب ليفربول روي هودجسون باعتذار من جماهير النادي بعدما انتقدهم اثر الخسارة أمام ولفرهامبتون (صفر - 1) الأربعاء الماضي في الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

وكان هودجسون انتقد جماهير ليفربول بعد أن قامت فئة منهم بالسخرية منه خلال مباراة الأربعاء في «انفيلد» عندما غنوا ساخرين «هودجسون لمنصب مدرب إنجلترا»، قبل أن يطالبوا باستبداله أسطورة النادي كيني دالغليش به.

ويواجه هودجسون خطر الإقالة من منصبه بعدما حقق ليفربول أسوأ بداية له في تاريخه، مما جعله يقبع حاليا في المركز الثالث عشر في ترتيب الدوري المحلي. وعبر هودجسون الذي استلم منصبه في يونيو الماضي بدلا من الإسباني رافايل بينيتيز، عن سخطه من الجماهير لأنه لم يحظ «بتشجيع انفيلد الشهير» خلال الأشهر الستة التي أمضاها مع النادي حتى الآن.

واعتبرت الجماهير أن هذا التصريح بمثابة التهجم عليها، لكن مدرب فولهام السابق حاول أمس أن يفسر ما قاله، مشيرا إلى أنه كان يرد على سؤال حول شعوره تجاه هتافات فئة من جماهير النادي.

وأضاف هودجسون: «أردت أن أوضح أن هذه الهتافات جرحتني، وشعرت بالخيبة بسببها لأن أحدا لا يريد الشعور بأنه غير محبوب. أنا أتفهم أن المسؤولية تقع على عاتقي لكن المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق لأنها كانت صراعا قاسيا ولم أكن الخيار الأول (كمدرب) بالنسبة للكثير من المشجعين. لكن إذا أهنتهم بأي طريقة، فإنا أعرب عن أسفي العميق».

وواصل: «كل ما بإمكاني فعله هو الاعتذار والتأكيد بشكل لا ريب فيه أنه لم يكن هناك أي شيء مسيء في تصريحي». وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها هودجسون إلى الاعتذار لجماهير النادي العريق، إذ تقدم أيضا باعتذاره لها بعد الخروج من مسابقة كأس رابطة الأندية المحترفة اثر الخسارة أمام نورثامبتون من الدرجة الثالثة بركلات الترجيح بعد تعادلهما 2 - 2 في الوقتين الأصلي والإضافي.

ويشعر أنصار ليفربول بالألم بسبب عدم وفاء ملاك النادي الأميركيين بوعودهم سواء بتدعيم الفريق أو البحث عن مدرب قادر على انتشال الفريق من تعثراته.

وإذا نفذ جون دبليو هنري رئيس النادي الوعد الذي أطلقه حال وصوله ميرسيسايد، فإن هودجسون سيدرك أن نهايته قد اقتربت.

عندما ودعت مجموعة «نيو انغلاند سبورتس فينشرز غروب»، المملوكة لهنري، الشراكة بين توم هيكس وجورج جيليت الملاك السابقين للنادي، فإن أول تعهد أطلقه هنري كان التأكيد على أنه لن يرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه غيره ممن تجاهلوا أنصار النادي.

وإذا أوفى رئيس مجلس الإدارة الجديد لنادي ليفربول الجديد بوعده، فإن على هودجسون أن يتوقع الإقالة بعد انتقاده للجماهير.

وبالتأكيد، فإن هذه لن تكون نهاية سريعة بالصورة الكافية، لأنصار ليفربول، الذين يرون أن هودجسون لم يكن يوما من الأيام قريبا من قلوبهم. وهتافات «هودجسون لمنصب مدرب منتخب إنجلترا» لم تكن سوى سخرية من الجماهير لأدائه وقدراته وتعبير عن اليأس من المشجعين الذين ظنوا أن ناديهم قد بلغ القاع - فإذا بهم يكتشفون أن الأسوأ لا يزال ينتظرهم.

وعندما تولى هودجسون هذا المنصب بعد رحيل رافائيل بينيتيز منذ ستة أشهر، كان يعلم أنه ليس محل إجماع من أنصار النادي. ويريد كثيرون رؤية كيني دالغليش في هذا المنصب، وقد أعلن الرجل عن استعداده لشغله.

والهتافات المدوية الأسبوع الماضي لأسطورة نادي ليفربول ليعود مرة ثانية إلى نادية أثبتت أن هذه المشاعر في تنام. وبالنسبة لناد، ظل لمدى عقود، يفتخر بالعلاقة المميزة بين مديره الفني وأنصاره، فإن الوضع الحالي مذهل بل ومهين أيضا. والقول الأكثر تداولا الآن، في الأوساط الرياضية هو أن هودجسون لا يمكنه إلا أن يلوم نفسه على هذا الوضع. إن تعليقاته في أعقاب الهزيمة التي أكدت أنها أسوأ بداية لفريق ليفربول منذ موسم 1953 - 54 تحمل كل بصمات رسالة من شخص يريد الانتحار.

وفي ليلة قدم فيها فريقه أداء متواضع، كانت أدق طلقة أطلقت هو الذي أطلقها لتستقر في قدمه جراء انتقاده للجمهور.

والأسلوب الذي خسر به الفريق المباراة أمام رجال ميك مكارثي كان سيئا بما يكفي، ومتابعة ذلك بهجوم على مجموعة من أنصار النادي الذين لا يشك في ولائهم يعتبران سقطة كبيرة.

وجاءت القشة التي قصمت ظهر الأغلبية عندما قال هودجسون: «لم أجد الدعم الحقيقي في ليفربول منذ وصولي إلى هنا». والعلاقة التي بنيت في أيام بيل شانكلي واختبرت بصورة كاملة في بعض الأحيان على مر السنين تمزقت الآن.

وبالنسبة للعلاقة التي وصلت إلى أقصى درجات التوتر لكنها لم تنفصم قط حتى في الأوقات العصبية خلال فترات المدربين غرايم سونيس وبينيتيز، فإنها تمر الآن بمرحلة أكثر خطورة.

وبطبيعة الحال، فإن هودجسون سوف، مع تقديم بعض التبريرات، يقول إنه ورث فريقا هزيلا عن المدرب الإسباني الذي حل محله في الصيف.

ويمكن أن يشير إلى حقيقة استمرار النزاع حول ملكية النادي وأنها لم تفعل شيئا لمساعدة نجومه المناضلين من أجل مساعدتهم على التركيز على مهامهم.

ويمكن لهودجسون أن يقول إن الإصابات وترجع الأداء والشكوك حول مستقبل نجوم مثل فرناندو توريس وبيبي رينا قد أدت إلى تدهور الأمور بصورة أكبر.

لكن خلاصة القول هي أن الروح المعنوية بيد المدير. ودائما، كانت وسوف تكون، في حالة هودجسون في كثير من الأحيان من صنعه.

وبالطبع، فإن أنصار النادي سيشعرون بالغضب دائما عندما يفشل أبطالهم في تقديم أداء يتماشى مع توقعاتهم.

ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى سوف تقبل بالوضع طالما أن هناك جهدا يبذل، وطالما أنهم يرون الفخر في الانتماء لهذا القميص. وإذا اقتنعوا أن مدير الفريق يبذل قصارى جهده لتحقيق آمالهم ويتخذ، على الأقل، خطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح، لكن يرى الكثيرون أن هودجسون ليس الرجل المناسب في أنفيلد.