خبراء فنيون لـ«الشرق الأوسط» ضبابية بيسيرو الفنية تقود الأخضر السعودي نحو المجهول

كميخ أكد عدم فاعلية أسلوبه.. والجعيثن مستاء من تجاربه.. والمصري استغرب فلسفته

TT

اعتبر الخبير الفني السعودي علي كميخ التغييرات الكثيرة التي يجريها مدرب المنتخب السعودي، بيسيرو، مؤثرة بصورة سلبية على الأخضر، وأنها ستسهم في عدم فهم اللاعبين للتكتيك المطلوب الذي يريد المدرب تنفيذه داخل الملعب، مبينا أن المباراة المتبقية أمام أنغولا لن تكون كافية للوصول إلى تجانس كبير بين القائمة الأساسية للمنتخب السعودي، مبديا تذمره من أداء الأخضر أمام منتخب البحرين، وسط عدم فاعلية الأطراف، وإهدار الكرات الثابتة، في الوقت الذي أظهر فيه الخبير الفني بندر الجعيثن استياءه من عدم الاستقرار على قائمة ثابتة، كاشفا عن أن الخلل في المنتخب السعودي كامن في منطقة الدفاع الهشة التي كانت مهيأة لاستقبال الأهداف، ومباراتنا مع العراق اصطحبت معها ذكريات نهائي آسيا 2007، أمام لقاء البحرين، فغابت عنه الجمل التكتيكية، وأصبحت مشابهة لتدريبات ما قبل المباراة.

وهاجم خليل المصري فلسفة بيسيرو ووصفها بالغريبة؛ نظرا لإشراكه لاعبين من خارج القائمة المعتمدة من قبل الاتحاد الآسيوي، موجها التساؤل لمدير الكرة في المنتخب السعودي فهد المصيبيح الذي عاصر عددا من المدربين، مطالبا إياه بمناقشة بيسيرو؛ لأنه لم ينزل من السماء.

البداية كانت مع الخبير الفني السعودي علي كميخ الذي قال: الجميع متفق على أن الأسماء التي استدعاها بيسيرو هي النخبة، والمباريات التي لعبها المنتخب بلا شك قوية، ولكن بطابع خليجي تفتقد النفس الآسيوي، والمدرب أتاح من خلالها الفرصة لعناصر شبه أساسية، وفي مباراة البحرين عمل الكثير من التغييرات التي لا نتفق معها كرياضيين، خاصة أن البطولة ستقام الأسبوع المقبل، الأمر الآخر: لم يتضح لنا الانسجام بين اللاعبين في طريقة اللعب، خاصة مباراة البحرين التي خلط فيها البدلاء مع الأساسيين، وما زال المدرب يكرر أخطاءه في مراحل الإعداد: الأولى والثانية والثالثة، لكن أتمنى أن تكون مباراة أنغولا هي الاستعداد الأخير والنهائي للبطولة بحيث يدخل بـ11 لاعبا المتوقع مشاركتهم أمام سورية، حتى يفهموا التكتيك المطلوب.

وتابع: مباراة واحدة غير كافية لانسجام اللاعبين كون المدرب لم يستفد في المواجهتين الأولى والثانية، وأدخل عددا كبيرا من اللاعبين، وظهر بمستوى عادي جدا ولا يوجد هناك شيء جديد، وشاهدنا غياب فاعلية الأطراف، وعدم استغلال الكرات الثابتة، وأعتقد أن تجربة أوغندا ووصول الفريق لنهائي البطولة الخليجية ربما لن يتكررا كون المنتخبات صعبة والأسماء قوية، وأتوقع أن نتجاوز الدور الأول بصعوبة.

من جانبه، قال الخبير الفني السعودي بندر الجعيثن: مشكلتنا في عدم الاستقرار على قائمة معينة، أيضا اللاعبون لم يعرفوا ما هو مطلوب منهم فنيا داخل الملعب، وكان من المفترض أن يستقر على قائمته الأساسية في المباريات الثلاث، لكي يعرف طريقته في حال الفوز والخسارة، وشاهدنا مباراة العراق، كان اللعب مفتوحا وجيدا، ولكن أخطاءنا كانت في الدفاع، خاصة الجهة اليسرى، فلم يكن هناك بناء هجمة، وكان الدفاع هشا، مما جعل دخول الأهداف أمرا متوقعا، وما يميز مباراة العراق أنها جاءت بذكريات نهائي آسيا 2007.

وأضاف الجعيثن: لم يتبق على البطولة إلا أيام معدودة، والشارع الرياضي لا يعرف من خارج القائمة ومن سيلعب، وكان لدى المدرب 3 مباريات تجريبية وما زال يجرب! في الوقت الذي كان مطالبا فيه باللعب بأسماء ثابتة، وهناك مجموعة بعيدة عن مستوياتها مثل العابد وأبو شقير والمنتشري نشاهدهم يلعبون كأساسيين، وفي مباراة البحرين أمس لم يكن هناك أي ملامح فنية، وغابت عنها الجمل التكتيكية، وهي مباراة أشبه بتدريب قبل المباراة.

وأخيرا شن الخبير الفني السعودي خليل المصري هجومه على البرتغالي بيسيرو؛ حيث قال: لم أشاهد مباراة البحرين أمس، ولكن المدرب فاجأني بالقائمة المشاركة، فهل من المعقول أن يشارك بلاعبين خارج قائمة الـ23 لاعبا المغادرة لقطر؟ ما هذه الفلسفة؟ هل كان يخشى الإرهاق مثلا؟ لماذا لم يقصر مبارياته الإعدادية على مواجهتين فقط يخوضهما بالقائمة الأساسية؟ وبالعودة إلى مباراتنا أمام العراق نلاحظ أن المستوى في الشوط الأول كان جيدا، ولكن في الشوط الثاني وبعد تغييراته التي أجراها انخفض أداء الفريق وتفوق العراق في المستوى، والأخضر السعودي قدم كرة جميلة وشاهدنا نقلات مميزة، وما أستغربه من المدرب هو فلسفته التي يسير عليها، فقائمتنا تضم أفضل اللاعبين في آسيا، ولكن لم توظف بالشكل الصحيح؛ حيث كان من المفترض أن يشارك بالقائمة الأساسية في 80 أو 70 دقيقة من المباراة، بعد ذلك يقوم بإجراء التغييرات التي يريد، فالفريق كان لديه 3 مباريات تجريبية يبحث من خلالها عن الانسجام، ولكن مع الأسف ما حدث عكس ذلك.

وعاد المصري للحديث عن مباراة البحرين والقائمة التي شارك بها بيسيرو قائلا: أعتقد لو قمنا بسؤال أي شخص غير فني ومدرك للأمور الفنية لاستنكر ما فعله المدرب بإشراكه لاعبين خارج قائمة الـ23 لاعبا، وأنا أوجه سؤالي لفهد المصيبيح الذي عاصر الكثير من المدربين: هل ما يفعله بيسيرو أمر طبيعي؟ أعتقد بالتأكيد لا، إلا إذا كانت هناك أمور لا ندركها وغير ظاهرة لنا، وهل بيسيرو نزل من السماء وحده حتى لا يناقش؟! وختم المصري حديثه بالقول: في بطولة الخليج شاهدنا كيف كان مستوى المنتخب السعودي في أول مباراة متواضعا، ومع مرور المباريات كان يتقدم للأفضل، مما يعني أنه يفتقد الانسجام، والآن أنا متخوف من عدم تأهلنا من الأدوار الأولية، على الرغم من أننا أفضل المنتخبات عناصر، ولكن بكل أمانة إذا تأهلنا فهو بمجهود اللاعبين، وفي الأدوار المتقدمة سنشاهد الأخضر بصورة مغايرة بسبب وجود الانسجام بين اللاعبين.