أثارت بعض أندية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم قضية جديدة في الشارع الرياضي السعودي، بمطالبتها لجنة الاحتراف بمنحها الفرصة في كل موسم للتعاقد مع محترفين أجانب قبل الدخول في مسابقة كأس ولي العهد، استنادا إلى كون الأندية الـ14 المشاركة في البطولة «فضلا عن وجود ناديين فقط من الدرجة الأولى» تملك بين صفوفها محترفين أجانب على خلفية عضويتها في دوري زين للمحترفين، في الوقت الذي يتعارض طلبها ذلك مع لوائح لجنة الاحتراف، التي تمنع أي نادٍ في الدرجة الأولى من الاستعانة باللاعبين الأجانب.
رئيس نادي الرياض تركي البراهيم رفض أن يكون فريقه «تكملة عدد في مسابقة كأس ولي العهد»، مطالبا لجنة الاحتراف بفرض مبدأ العدل والمساواة بين جميع الأندية من خلال السماح لهم بالاستعانة بلاعبين أجانب كحالة استثنائية، وقال، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: سبق أن تحدثت في هذا الموضوع خلال مراسم إجراء قرعة كأس ولي العهد، وكنت أتمنى من لجنة الاحتراف أن تسمح لنا بتسجيل اللاعبين الأجانب، وهذا من باب العدل؛ لأن التجربة الحالية أو السابقة تقول: إن الأندية المتأهلة من التصفيات التي تلعب مع فرق من دوري زين السعودي بمحترفيهم الأجانب تجربة محكوم عليها بالفشل 100%، فنحن لدينا حق مشروع ولدينا طموح في تقديم مستويات جيدة في هذه البطولة، وبالتالي نطالب بالسماح لنا بتسجيل لاعبين أجانب.
وواصل: من المرجح أن يكون أداؤنا متواضعا في البطولة، حتى إن كانت نتائجنا إيجابية في دوري الدرجة الأولى، وهذا أمر طبيعي؛ كونه لا يوجد لدينا أي لاعب أجنبي بعكس الفرق الممتازة التي تملك كل منها 4 لاعبين، وسيكون الوضع الفني أصعب بالنسبة لنا، ومن العدل على الأقل دراسة الموضوع والتفكير فيه بغض النظر عن الأندية القادرة ماديا من عدمها، كون هذا الأمر يعود للنادي، وعندما تسمح له فهو قادر على توفير دخل إضافي وإيجاد مبالغ للاستعانة باللاعبين الأجانب، ولكن عندما تغلق الباب في وجه هذه الأندية، ففي هذه الحالة أنت لم تمنحهم حتى فرصة التفكير في الأمر.
ووجه البراهيم رسالة لرئيس لجنة الاحتراف، الدكتور صالح بن ناصر، بأن يفتح ملف هذا الموضوع لدراسته «ونحن في النهاية سنتبع القرار المتخذ بصدر رحب، ولكن على الأقل يجب أن يدرس هذا الأمر حتى نتفادى مستقبلا عدم التفاوت في المستويات خلال هذه المسابقة». وأضاف: في الحقيقة أنا لا أعرف الخلفيات والمسببات التي تم فيها منع أندية الدرجة الأولى من مسألة الاستعانة بلاعبين أجانب.
ورفض البراهيم أن يكون فريقه تكملة عدد في المسابقة، وقال: نحن لدينا إدارة ونعمل تماما كما تعمل الأندية الممتازة؛ حيث نخسر الجهد والوقت والمال، فمن غير المعقول أن نخوض مسابقة كأس ولي العهد كمجرد تكملة عدد، ومن غير المعقول أن نعمل ونصرف وفي الأخير يظهر فريقنا بصورة هزيلة وتكون رد الفعل سلبيا على اللاعبين بعد عودتهم لمباريات دوري الدرجة الأولى، حتى لو كانت هناك مفاجأة واستطاع الفريق التأهل لمراحل متقدمة.
في جانب نادي هجر، وهو النادي الآخر من الدرجة الأولى، الذي تأهل إلى جانب الرياض لدور الـ16 في كأس ولي العهد، ذكر رئيسه المهندس عبد الرحمن النعيم أن لجنة الاحتراف حتى لو سمحت بتسجيل اللاعبين الأجانب فـ«الإمكانات المادية للأسف غير متوافرة لدينا، وحتى لو تمت الاستعانة باللاعب الأجنبي، من الصعب أن ينسجم في هذه الفترة القصيرة؛ حيث يحتاج للوقت والتدريب، وبالتالي لا تمكن الاستفادة منه إلا في حالة أن يكون موهوبا، وهذا سيكلف النادي مبالغ طائلة».
وأردف: لكن لو كان النظام يسمح بتسجيل الأجانب منذ بداية الموسم في منافسات الدوري فهنا تمكن دراسة الموضوع والترتيب له من خلال تجهيز ميزانية مستقلة. وأضاف النعيم أنه يفترض من قبل لجنة الاحتراف السماح لعودة اللاعب الأجنبي للمشاركة في دوري الدرجة الأولى من جديد، مبينا أن فرق الدرجة الأولى لا يقل مستواها عن دوري زين، فالاختلاف قليل جدا، والدليل على ذلك أن الفرق التي صعدت من دوري الدرجة الأولى إلى دوري زين نتائجها جيدة في هذا الموسم، فالبعض ينافس على المراكز المتقدمة والبعض الآخر في مركز الوسط، وأعتقد أننا لو تحدثنا عن نادي هجر فهذا النادي له تاريخه؛ حيث أنشئ منذ 60 سنة تقريبا، وخرَّج هذا النادي الكثير من اللاعبين الذين شاركوا مع المنتخب الأول مثل تيسير الجاسم وياسر المسيليم.
من جهته، أكد رئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم، الدكتور صالح بن ناصر، أنه لا يمكن تسجيل أي لاعب أجنبي لأندية دوري الدرجة الأولى في مسابقة كأس ولي العهد كحالة استثنائية؛ كون هذا يعتبر قرارا صادرا من الاتحاد السعودي لكرة القدم و«لا نستطيع التصرف فيه»، ولا يوجد لدينا أي صلاحية لمخالفة أنظمة الاتحاد، ولا يوجد لدينا أي استثناءات. وأضاف: على أي ناد يريد تغيير أي لائحة أن يتقدم بخطاب لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الأمير سلطان بن فهد، فنحن كلجنة ليست لنا علاقة بمثل هذه المواضيع، وفي حالة السماح لهم فنحن كلجنة على أتم الاستعداد لتقبل القرار.
وأشار صالح بن ناصر إلى أن موضوع عودة اللاعب الأجنبي لدوري الدرجة الأولى، الذي صدر قرار بمنعه منذ سنوات، ليس موجودا في أجندة لجنة الاحتراف، ونحن لا نتعامل مع حالات مفردة، و«سبق أن قلت هذا الكلام في قضية لاعب فريق الشباب عبد الله شهيل؛ حيث إنه لا يمكن تغيير أنظمة بسبب حالة تمر على نادٍ معين، وأي ناد يريد تقديم أي اقتراحات أو آراء عليه أن يقدمها قبل بداية الموسم؛ حيث من الصعب تغيير النظام أثناء الموسم».
يُذكر أن ناديي الرياض وهجر صعدا إلى هذه البطولة «كأس ولي العهد» بعد تخطيهما بنجاح تصفيات مشتركة أقيمت بين أندية الأولى والثانية، وسيلعب الرياض مباراته أمام الحزم في 1 فبراير (شباط) المقبل على ملعب الأمير فيصل بن فهد، بينما يستضيف هجر نظيره الأهلي على ملعب الأمير عبد الله بن جلوي في الخبر، علما بأن مباريات هذه البطولة ستجرى بطريقة خروج المغلوب.