«لم أتوقع أن يبادر أحد بتسليط الضوء على فرص المنتخب الهندي في بطولة آسيا للمنتخبات».. بهذه الجملة استهل الصحافي أرونافا تشودري، رئيس تحرير صحيفة «إنديان سوكر» الهندية، حديثه، الذي ناقش فيه وضع منتخب بلاده في البطولة القارية الكبرى التي ستنطلق بعد أيام قلائل، وقال تشودري لـ«لشرق الأوسط» إن وضع منتخب بلاده مع بداية العام 2011م يزداد سوءا، وبالذات في ظل ازدياد موجة الإصابات التي باتت تجتاح صفوف المنتخب الهندي، خصوصا على مستوى اللاعبين البارزين ومفاتيح اللعب.
وتابع تشودري حديثه قائلا: هناك لاعبون عادوا للعب مع المنتخب بعد انقطاع طويل، وآخرون يلعبون لأول مرة على الصعيد الدولي، وستكون مشاركتهم الأولى في بطولة آسيا للمنتخبات، هذا الأمر ينذر بكارثة كروية، ربما يعود اللاعبون إلى نيودلهي محملين بالخسائر الثقيلة، والسبب واضح ولا يحتاج لتفسير؛ فالكل في الهند من الخبراء الكرويين إلى رجل الشارع البسيط يعرفون من أعني، فتحضيرات المنتخب لم تكن كما يجب، والأمور وصلت إلى ذروتها بشكل سلبي.. لقد تحدثت مع مدير المنتخب براديب شودري مؤخرا وسألته عن الأوضاع التي تسود معسكر المنتخب الهندي، وأكد لي أنه غادر المعسكر أكثر من مرة بسبب اختلافاته المهنية والفنية مع الإنجليزي بوب هاوتون، المدير الفني للمنتخب الهندي، وأخبرته حينها بأن الاختلافات العلنية ستكون مضرة باللاعبين، ولكن حدثت اللحظة الأسوأ حين قام براديب بانتقاد اختيارات هاوتون بشكل علني.
وأردف تشودري: هل تعلمون أن الوضع الفني الحالي للمنتخب الهندي لا يبدو طبيعيا؟ فمن أصل 30 لاعبا هناك 12 لاعبا منهم يعانون إصابات، كما أن الحارسين الأساسي والاحتياطي لديهما إصابات تحتاج إلى وقت طويل للاستشفاء، والضربة الأقسى كانت بغياب قائد المنتخب وهدافه بايتشونغ بوتيا عن البطولة بداعي الإصابة، ولكن ما يهون الأمر هو إمكانية عودة المهاجم الآخر سونيل تشيتري، الذي يلعب في صفوف كانساس الأميركي، والجميع هنا في الهند يوجه انتقاداته العلنية لهاوتون بسبب إرهاقه للاعبين بالمعسكرات الخارجية الطويلة، وهو ما تسبب في إحداث الكثير من الإصابات في صفوف المنتخب، هل من المعقول أن يخوض المنتخب الهندي معسكرا طويلا لفترة تتجاوز الـ7 أشهر؟ هذا كثير.. وأضاف: هناك من يردد أن انحصار خيارات هاوتون الفنية على صعيد اللاعبين على ناديي إست بنغال وديمبو أحدث نوعا من الضيق والتضجر ونقص الطموح لدى اللاعبين الذين ينتمون إلى أندية أخرى.
واصل تشودري حديثه عن الأوضاع السيئة التي باتت تحاصر تحضيرات المنتخب الهندي قائلا: لقد تم إلغاء الكثير من اللقاءات الاستعدادية، وكان آخرها اللقاء أمام المنتخب السوري، وكذلك المنتخب القطري، والسبب رفض هاوتون خوض تلك اللقاءات، ويبدو أن هاوتون لا يريد للجميع أن يكتشف حقيقة المنتخب الهندي المؤلمة، هاوتون يقول إن سبب إلغاء اللقاءات التحضيرية هو التكاليف المالية العالية التي تحتاجها تلك اللقاءات، وهذا ليس بمبرر قوي، المنتخب الهندي لم يلعب أي لقاء ودي قوي منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي كان أمام المنتخب الإماراتي، وخسره المنتخب الهندي بـ5 أهداف نظيفة، وقبلها أمام المنتخب الكويتي، وأيضا خرجنا بفضيحة قوامها 9 أهداف، وهذا يعطي مؤشرا واضحا على سوء الأوضاع والنتائج الكارثية التي تنتظر المنتخب الهندي.
وختم تشودري حديثه لـ«لشرق الأوسط»، قائلا: العزاء البسيط سيكون بوجود أنصار المنتخب الهندي في البطولة وبقوة؛ فالجميع واثق من حجم المساندة الهائلة التي سيحظى بها المنتخب الهندي في مبارياته التي سيلعبها في البطولة، فالملاعب ستكون ممتلئة بالجمهور الهندي، وهذا أمر لا يقبل النقاش.