«لاغازيتا» تختار مورينهو أفضل رياضي في عام 2010

أول مدير فني يفوز بالجائزة خلال 33 عاما

TT

اختارت جريدة «لاغازيتا»، المدرب جوزيه مورينهو أفضل رياضي في العالم لعام 2010. ولعل البعض يعتبر هذا نوعا من العرفان بالجميل للرجل الذي منح الجريدة الإيطالية 143 عنوانا رئيسيا هذا العام، بمعدل عنوان كل يومين (مع حذف أيام العطلات والإضرابات). وقد يكون هذا صحيحا، لكن مورينهو رجل محترف، والذين اختاروه محترفون أيضا.

إن اختيار مورينهو يعتبر نوعا من الاعتراف بفضله في ذلك الموسم التاريخي على فريق الإنتر الذي فاز بجميع البطولات. وكان الإنتر ممثلا بالدرجة الأولى في مورينهو، مثلما قال مدربه الجديد ليوناردو في أولى أيام توليه لمهمته. ولم يحظ أي مدرب خلال الـ32 نسخة الماضية من الاستفتاء الداخلي لجريدة «لاغازيتا»، ومن بينهم ليبي وبيرزوت صاحبا لقبي المونديال، بهذه المكانة العالية. والسبب في ذلك معروف وهو أن المدرب، رغم أهميته بالنسبة لأي فريق، ليس هو من يسجل ويركض ويحقق الفوز. لكن مورينهو كسر القاعدة هذا العام، وأقنعنا بعمل استثناء مدو باختياره كأفضل رياضي في العام.

إنها قوة مورينهو الذي تفوق حتى على نجوم الإنتر مثل إيتو وميليتو وشنايدر. فعند اختيار رمز لفريق ما، لا يهم عدد الأهداف التي أحرزها أو صنعها هذا الرمز، بل إن المشاعر والجاذبية هي التي تطغى وتحدد مسار الاختيار. وكان أداء فريق الإنتر ونتائجه المبهرة التي تحققت على يدي المدرب البرتغالي عاملا حاسما في اختياره.

وإذا تم اختيار مورينهو لتدريب ناد ما فيجب على هذا النادي أن يقبل الهدية بأكملها. فالهجوم على الحكام والغرور في التعامل مع الآخرين والتباهي الشديد كلها أشياء سلبية تميز مورينهو، ولن تتوقف جريدة «لاغازيتا» عن تحديد هذه الأشياء وتتبعها، لكن هذا الأمر أصبح الآن بصورة أكبر من اختصاص زملائنا في إسبانيا الذين يتعاملون مع مورينهو بشكل يومي. ولم يخالف مورينهو عادته، وهو الآن ينجح في إغضاب الجميع في إسبانيا. إننا الآن في بداية عام جديد وسنتقمص نحن هنا دور خبراء الأبراج ونتوقع أن مورينهو سيعود لقيادة الإنتر سريعا، قبل عامين.

لكن اختيارات جريدة «لاغازيتا» في الاستفتاء الداخلي لها هذا الموسم لم تعتمد بأكملها على الإعجاب الشديد فقط. فالمراكز الأولى في هذا الاستفتاء كانت من نصيب أبطال متفوقين حققوا إنجازات رائعة في عام 2010. وفي مقدمة هؤلاء تأتي فرانشيسكا سكيافوني بطلة التنس التي فازت ببطولة رولان غاروس وهي في الثلاثين من عمرها. فقد كانت أيام إقامة البطولة في شهر يوليو (تموز) ومشاهد فوزها ورفعها للكأس مشاهد وأحداثا لا تنسى في تاريخ الرياضة الإيطالية بشكل عام.

وعلى صعيد الفرق.. وقع الاختيار على فريق الإنتر ليكون أفضل فريق إيطالي هذا العام. لقد كان عام 2010 عاما أسطوريا بالنسبة للإنتر الذي فاز فيه بـ5 ألقاب ما بين يومي 9 مايو (أيار) و18 ديسمبر (كانون الأول)، وكل لقب منها أجمل من الآخر. ودخلت جعبة النادي هذا العام بطولات كأس إيطاليا والدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإيطالية وكأس العالم للأندية. وتفوق فريق الإنتر في الاستفتاء (349 نقطة) على منتخب إيطاليا للسيدات في لعبة التنس (172 نقطة) وفريق سيينا لكرة السلة (135 نقطة).

وكان الإنتر قد دخل التاريخ بالفعل في فصل الربيع عندما أصبح الفريق الإيطالي الوحيد الذي يتمكن من تحقيق 3 ألقاب في موسم واحد. ولم ينجح في تحقيق هذا الإنجاز في أوروبا سوى فرق سلتيك عام 1967 وأياكس عام 1972 وأيندهوفن عام 1988 ومانشستر يونايتد عام 1999 وبرشلونة عام 2009. وحصد الإنتر الألقاب الثلاثة تحت قيادة مدربه مورينهو، وفي وجود كوكبة من اللاعبين الأفذاذ الذين ساهموا جميعا في هذا الإنجاز. وكان ميليتو صاحب بصمة دائمة في الألقاب الثلاثة، حيث سجل هدف الفوز على فريق روما في نهائي كأس إيطاليا، وسجل أيضا هدف الفوز في مرمى فريق سيينا في الجولة الأخيرة من بطولة الدوري ليمنح فريقه اللقب، وتوج جهوده بهدفين رائعين في مرمى فريق بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا ليهدي للإنتر اللقب الغائب عنه منذ 45 عاما.

وبعد رحيل مورينهو إلى إسبانيا تولى رافائيل بينيتيز تدريب الفريق، لكنه لم يظهر نفس الشخصية القوية التي كان يتمتع بها مورينهو، ولم يحظ بنفس القدر من الحب، وهو ما أظهرته نهاية قصته القصيرة مع الفريق. ورغم رحيل المدرب بعد فترة قصيرة فإنه حقق لقبين مهمين للفريق. فقد فاز بينيتيز أولا بكأس السوبر الإيطالية (بعد الفوز على فريق روما المنافس التقليدي للإنتر بنتيجة 1/3 بهدف لبانديف وهدفين لإيتو)، وخسر كأس السوبر الأوروبية أمام فريق أتليتكو مدريد، لكنه نجح في الفوز بكأس العالم للأندية بعد الفوز بسهولة في النهائي الذي أقيم يوم 18 ديسمبر بأبوظبي على فريق مازيمبي بطل أفريقيا بنتيجة 3/0 (وأحرز الأهداف بانديف وإيتو وبيبياني). والآن يوجد ليوناردو على مقعد تدريب الإنتر.. ويستمر الحلم.