70 مليون إسترليني خسائر مانشستر سيتي من صفقات اللاعبين

ما بين صيف 2008 و2009 خلال فترة الإدارة الفنية للمدرب مارك هيوز

TT

يعتقد أعضاء مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي الغاضبون أن مارك هيوز، مدرب الفريق السابق، بدد 70 مليون جنيه إسترليني خلال فترة قيادته للفريق التي امتدت لثمانية عشر شهرا.

وبعد مرور عام على إقالة هيوز، يواجه النادي قدرا محدودا من التحديات الخطيرة، ويحاول مسؤولو النادي تأمين موقع في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم خلال الموسم المقبل. وأنفق هيوز، الذي يتولى تدريب فريق فولهام في الوقت الحالي، أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني، في محاولته لوضع النادي بين فرق المقدمة في كرة القدم الأوروبية.

ويؤكد أنصار هيوز أن المدرب الإنجليزي فعل ذلك في خطوة لإثبات أن نادي مانشستر سيتي يمكن أن يتنافس بشكل متساو مع أندية القمة الأوروبية في سوق الانتقالات، مع إبقاء هؤلاء اللاعبين بعيدا عن مخالب الأندية المنافسة. لكن جهود نادي مانشستر سيتي في هذا الصدد تعرضت لمشكلات، حيث يسعى النادي للتخلص من عدد كبير من هؤلاء اللاعبين الذين تم التوقيع معهم إما عن طريق الإعارة أو بصفقات انتقال نهائية، في ظل مواجهة النادي لمشكلة وشيكة تتمثل في مخالفة قواعد اللعب النظيف المالية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

ومن المحتمل أن يتم التخلي عن لاعبين من أمثال جوليان ليسكوت وإيمانويل أديبايور وروكي سانتا كروز وواين بريدج وشون رايت فيليبس وشاي جيفن، واللاعب البرازيلي غير اللائق بدنيا جو خلال فترتي الانتقالات القادمتين.

وكان هؤلاء اللاعبون السبعة قد وقعوا للنادي أثناء فترة القيادة الفنية لهيوز، وكلفوا النادي مجتمعين مبلغا إجماليا وصل إلى 112.5 مليون جنيه إسترليني، لكنهم سوف يجلبون للنادي فقط جزءا محدودا من قيمتهم الأصلية عندما يتم بيعهم.

وكان كريغ بيلامي قد وقع للنادي قادما من ويستهام بمبلغ يقدر بـ14 مليون جنيه إسترليني منذ عامين، لكنه بيع عن طريق الإعارة إلى نادي كارديف الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى. وسوف ينضم هذا اللاعب أيضا إلى قائمة اللاعبين السبعة سالفي الذكر، وهو ما سوف يتسبب في حدوث خسارة ضخمة على الرغم من النجاح الذي حققه على أرض الملعب خلال الفترة التي قضاها في نادي مانشستر سيتي. وأدت مرحلة التبذير التي خاضها نادي مانشستر سيتي تحت قيادة المدير الفني السابق للفريق إلى اتخاذ مجلس إدارة النادي موقفا متشددا. وقرر المجلس أنه لن يدعم بعد الآن بشكل كبير رواتب أي لاعب عندما يكون معارا لناد آخر، مثلما يفعلون الآن مع بيلامي.

وقد حاول نادي مانشستر سيتي بالفعل التوصل إلى صفقة مع فريق لاتسيو الإيطالي لبيع سانتا كروز الذي كان قد انضم للفريق بعقد قيمته 17.5 مليون جنيه إسترليني. وأراد مسؤولو النادي الذي يلعب في الدوري الإيطالي الممتاز أن يوقعوا مع كروز على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، مع إمكانية النظر في التعاقد معه بشكل دائم في نهاية الموسم، لكنهم قالوا إنهم لن يدفعوا فيه أكثر من 3 ملايين إسترليني. وشارك المهاجم الباراغواياني دائم الإصابات في ست مباريات فقط بالدوري الإنجليزي منذ قدومه إلى مانشستر سيتي من نادي بلاكبيرن في صيف عام 2009، حيث سجل ثلاثة أهداف فقط. وفي نفس الوقت، شارك واين بريدج في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي طوال الموسم. ورغم أنه حاز اهتماما من ويستهام، فإن هذا النادي لن يدفع ثلث راتب نجم المنتخب الإنجليزي السابق وهو 90 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع. ويعلم نادي مانشستر سيتي أيضا أنهم سوف يجدون صعوبة هائلة في استرداد حتى 15 مليون جنيه إسترليني من إجمالي المبلغ الذي دفعوه لفريق آرسنال منذ 18 شهرا للحصول على خدمات أديبايور الذي يتلقى راتبا أسبوعيا يصل إلى 160 ألف جنيه إسترليني. وكان مانشستر سيتي قد اشترى المهاجم التوغولي بمبلغ 25 مليون جنيه إسترليني. يذكر أن إدارة مانشستر سيتي كانت قد أخطرت أديبايور أن بإمكانه الرحيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، لكنه ما زال يتعين عليه أن يجد وجهة مناسبة. وقد تردد أنه قد ينتقل إلى ريال مدريد الإسباني على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي.

ويثير سعي مانشيني للتعاقد مع ديفيد لويز، مدافع فريق بنفيكا البرتغالي، علامة استفهام حول مستقبل ليسكوت، الذي تم التعاقد معه من فريق إيفرتون مقابل 24 مليون جنيه إسترليني، لكن البعض يعتقد أن مانشستر سيتي دفع فيه مبلغا يفوق سعره الحقيقي بمقدار 10 ملايين جنيه إسترليني. وبدوره يدعي ليسكوت أن قرار مانشيني عدم إشراكه في المباريات كلفه عدم المشاركة في بطولة كأس العالم خلال الصيف الماضي. وقد ترك الوضع الحالي شعورا لدى البعض داخل نادي مانشستر سيتي بأن قرار إقالة هيوز لم يكن مبررا فحسب، لكنهم يؤكدون أيضا أنه كان يجب أن يتم استبداله بشكل أسرع.

ويهدف نادي مانشستر سيتي الآن إلى استرداد الخسائر التي تقدر قيمتها بنحو 126.5 مليون جنيه إسترليني، والتي تحملها النادي خلال فترة الـ12 شهرا التي سبقت شهر مايو (أيار) الماضي، وهي أول سنة تتولى فيها المجموعة التي تتخذ من مدينة أبوظبي مقرا لها مسؤولية النادي. لكن بيع هؤلاء اللاعبين فقط سوف يكلف النادي خسارة تقترب من 70 مليون جنيه إسترليني اعتمادا على القيمة السوقية الحالية.

وكشف جاري كوك، الرئيس التنفيذي لمانشستر سيتي، مؤخرا أن قواعد «اللعب النظيف المالية تشغل بالنا، لأن المدفوعات لابد أن تتوازى مع المداخيل».

وإذا فشل النادي في الالتزام بهذه القواعد خلال فترة السنوات الثلاث المقبلة بين صيف 2011 و2014، فسوف يمنع الفريق من المشاركة في دوري أبطال أوروبا أو بطولة الدوري الأوروبي. وتبدأ الأعمال التمهيدية الآن، حتى وإن كان الفيفا لن ينظر إلى الصفقات التي سيتم الانتهاء منها خلال الشهر الحالي. ويتوقع نادي مانشستر سيتي أن ينفق مبلغا كبيرا، ربما يصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني، خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، لشراء إدين دزيكو، مهاجم نادي فولفسبورغ الألماني، بالإضافة إلى التعاقد مع ديفيد لويز من بنفيكا. ويقال إن إدارة مانشستر سيتي أكثر ارتياحا بقدرة مانشيني على تقدير قيمة اللاعب المستهدف ومن ثم الثبات بشكل راسخ على السعر خلال المفاوضات المطولة.