رونالدينهو يرحل عن معسكر الميلان في دبي إلى البرازيل دون تحية زملائه

ينتظر اللقاء الذي سيجمعه بنائب رئيس النادي من أجل إنهاء تعاقده مع الفريق

TT

البرازيلي رونالدينهو وغالياني، نائب رئيس نادي الميلان، وروبيرتو دي اسيس، شقيق ووكيل أعمال اللاعب: يلتقون جميعا من أجل إنهاء المسألة في أسرع وقت ممكن. ويظل نادي غريميو البرازيلي على قمة الأندية التي تدور برأس عائلة دي اسيس، في حال رحيله عن صفوف الميلان. فقد غادر رونالدينهو، أول من أمس (السبت)، معسكر فريق الميلان في دبي، في رحلة طويلة يصل بعدها إلى مدينة ريو دي جانيرو فحسب. إذن، فاللقاء الذي جمع أول من أمس بين غالياني وروبيرتو دي اسيس كان محورا قاتلا حول مستقبل اللاعب مع ناديه الحالي. ويبدو بوضوح أن الطاولة حملت كل المنحدرات الخاصة بإنهاء تعاقد رونالدينهو مع نادي الميلان، غير أن الأمر كله يتوقف على العروض البرازيلية المقدمة من أجل اللاعب. إذن، يتعين على رونالدينهو أولا اختيار طريقه، ثم، بعدها، يتم تحديد شروط الانفصال بينه وبين الميلان. وحول كل ذلك سيكون الحديث الذي سيجمع بين أبطال هذه القصة وجها لوجه، الذي ربما يكون لقاء حاسما بالفعل، حيث إن غالياني أيضا لا يمكنه البقاء في البرازيل إلى ما بعد استئناف مباريات الدوري المحلي.

الترخيص: في قلب هذه المحاولة يوجد روبيرتو دي اسيس، ولكن تغير قميص اللاعب سينطوي على اختيارات حياتية مهمة للغاية. رونالدينهو لا يستطيع أن يكون غير موجود في الملاعب، ومن هنا جاءت موافقة الميلان المسبقة لمعسكر الفريق في مدينة دبي، على رحيل رونالدينهو. وقد كان غالياني واضحا بهذا الصدد، حيث صرح قائلا: «من المؤكد أن رونالدينهو لا يكون مفيدا في مباراتنا أمام كالياري في الدوري الإيطالي، والآن من المهم أن يوضح اللاعب إلى الرجل الأول اهتماماته. ومن أجل هذا السبب رأيت أنه من الأفضل مساعدته في متابعة المراحل الحاسمة من انتقاله». إنها على أي حال علامة على رغبة الأطراف المعنية بإنهاء عملية الخروج في إطار من الود.

الرحيل: لقد أصبح الطريق مفتوحا إلى مدينة ريو في دبي. فبعد أربعة أيام استقل اللاعب البرازيلي نفس الطائرة التي حملته إلى دبي في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولكنها متجهة هذه المرة إلى سان باولو: دائما الطائرة الإماراتية، راعي نادي الميلان. ولكن الطائرة عابرة المحيطات هذه المرة ترفع شعار الوداع. لقد رحل رونالدينهو عن معسكر الفريق دون تحية أي من رفقائه: هذه الإقامة في الإمارات العربية اتسمت بالتعذيب للاعب البرازيلي رونالدينهو (الذي فقد الحافز) ولمن حوله. لقد وصل اللاعب البرازيلي إلى صفوف الميلان في عام 2008 وهو يحمل خلفه جائزة الكرة الذهبية التي حصل عليها في عام 2005، انضمامه إلى الفريق كان أشبه بتنصيب الرئيس المنتظر. ولكنه يرحل الآن بعد وصول كاسانو إلى الميلان مثل الممثل الذي يقدم على غروب نجمه.

في الحقيقة لا يمكن القول إن أحدهم قد عشق الآخر: فلقد أُدرك على الفور أن ماسيمليانو أليغري، مدرب فريق الميلان، ورونالدينهو لا يشكلان ثنائي عمل مثاليا، فأحدهما يتبع نهجا لينا في العمل والآخر قاس للغاية. إن التعايش بين الطرفين كان مستحيلا من البداية، وقد غادر رونالدينهو معسكر الفريق في دبي مثلما عاش في الأشهر الماضية: كثير من الليل وقليل من النهار.

ساعتان. إن إزعاج أليغري كان ينتج عن بعض الكلمات الساخرة التي كانت تنطلق خلال مران الفريق، ولنبدأ من 28 ديسمبر (كانون الأول): المران الأول للمعسكر الشتوي للفريق: فلقد قام رونالدينهو بالركض لمدة ربع ساعة، ثم اختفى في غرفة خلع الملابس؛ رسميا كان الأمر يتعلق بإصابة اللاعب بالزحار ولكن في مران العصر كانت هناك التقسيمة واختفى المرض. وفي يوم 29 من الشهر ذاته ظل رونالدينهو يجلس على حمام السباحة بداعي إجهاد عضلي، وفي 30 ديسمبر قام بألعاب القوى على الشاطئ: أجرى اللاعب البرازيلي عملية الإحماء مع رفقائه، ثم توقف على الفور عن التدريبات. وظل رونالدينهو يوم 31 ديسمبر في الفندق. فلقد أصبح الإجهاد العضلي مستمرا. إجمالا: لقد شارك اللاعب مع مران الفريق في معسكر دبي لمدة ساعتين فحسب.

الفجر: إن رونالدينهو في الواقع كان ينتظر الأحداث، منفصلا تماما عن كل شيء من حوله؛ فلم يعترض اللاعب مطلقا على المشاركات القليلة له مع الفريق في المباريات الأخيرة (5 دقائق و3 و10): كان بإمكانه أن يقدم نموذجا رائعا للمهاجم الذي يغير من نتائج المباريات غير أن الأمر هو أن اللاعب ذاته لم يكن يؤمن بوجود مساحة له في الفريق.

ويبدو أن رونالدينهو في عشية يوم 30 ديسمبر لم يلمس سريره في دبي. لقد بحثوا عنه في غرفته ولكنهم لم يجدوه، ثم ظهر اللاعب مرتديا بدلته وقال: «لم أتمكن من النوم». في الحقيقة، ربما يكون قد خرج في جولة في الفجر. وقد تم إبلاغ أليغري أن اللاعب قد عاد في الساعة الـ7: من الواضح أن رونالدينهو أمضى ليلته في أحد المنازل، غير أن قواعد الفريق بالنسبة لماسيمليانو مقدسة، ورؤية عدم احترام هذه القواعد يسبب له الإزعاج. ولكن لم يعد متبقٍّ سوى ساعات قليلة على إنهاء هذا التحمل الجبري؛ ففي يوم 31 ديسمبر غادر رونالدينهو معسكر الفريق مع بعض البرازيليين الآخرين، ونظم حفلا في أبوظبي، وعندما عاد لم يكن لديه متسع من الوقت لتحية رفقائه.. هكذا ينتهي تاريخ رونالدينهو مع الميلان، فبينما يستيقظ الآخرون يرحل هو وربما أنه حتى لم ينم في غرفته.