الميلان يختتم معسكر دبي بإصابة روبينهو.. وسلوك غير رياضي من إبراهيموفيتش

كاسانو شارك في شوط واحد أمام الأهلي الإماراتي.. وباتو يعود بعد غياب طويل

TT

توج فريق الميلان الإيطالي ببطولة «كأس تحدي دبي» الدولية التي يقيمها «طيران دبي» عقب فوز الفريق على نظيره الأهلي الإماراتي 2/1 في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس الأحد، والتي احتضنها «ملعب راشد» في دبي. تقدم الفريق الإيطالي في البداية بهدف سجله سيدورف، في الدقيقة الـ38 من الشوط الأول، بينما عزز النتيجة لصالح الضيوف جاكومو بيريتا، مهاجم الميلان، في الدقيقة الـ28 من الشوط الثاني، واستطاع حسن علي، لاعب الأهلي، تسجيل هدف أصحاب الأرض قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة. وجاءت المواجهة ضمن برنامج المعسكر الشتوي للفريق الإيطالي في دبي.

كانت المباراة على وشك الانتهاء بسلام لولا ما فعله السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، لاعب الميلان، قبل انتهاء اللقاء بثلاث دقائق، حيث وقعت خشونة متعمدة من جانب لاعب الفريق الإيطالي ضد حسن علي إبراهيم، لاعب الفريق الإماراتي، صاحبها اعتراض شديد اللهجة من ديفيد أوليري، مدرب الأهلي، الذي وجه إلى إبرا كلمات انتقاد تزامنت مع صافرات استهجان شديدة من جماهير الفريق الإماراتي. وبعد انطلاق صافرة نهاية المباراة توجه اللاعب السويدي إلى أوليري في محاولة للاعتداء عليه لولا أن تدخل لاعبو ومسؤولو الناديين.

شهد اللقاء أيضا إصابة روبينهو، لاعب الميلان، إثر التحامه بإحدى الكاميرات في الملعب خلال اللقاء. لقد خرج روبينهو من الملعب وهو يستند على مسؤولي الجهاز الطبي في الفريق، غير قادر على لمس الأرض بقدميه. لقد انزعج أليغري، مدرب فريق الميلان، كثيرا بسبب إصابة البرازيلي روبينهو.

المشهد بالتفصيل: روبينهو، قبل دقائق من نهاية مباراة لا جدوى منها، لم يدرك العقبة التي كانت أمامه، ذلك لأن الكاميرات داخل الملاعب الإيطالية لا تكون، بالطبع، قريبة هكذا من خط المعلب. وانتهى الحال بالتحام الساق المرنة والغالية بالكاميرا، والنتيجة: خياطة 7 غرز في ساقه، الأمر الذي يجعل مشاركة اللاعب غير مؤكدة في مباراة فريقه القادمة أمام كالياري في الدوري المحلي.

تفاؤل: إن الجهاز الفني لفريق الميلان، في الواقع، غير متشائم كثيرا. لقد كان أسوأ ما في الأمر هو رؤية اللاعب وهو يصطدم بالكاميرا ويسقط على الأرض ويظل ثلاث دقائق غير قادر على الحركة ويخرج من الملعب بهذه الصورة. لقد كان الانطباع الأول لدى الجهاز الفني والطبي للفريق هو أن هناك شيئا خطيرا قد وقع، غير أن أليغري، الذي على أية حال بدت عليه علامات القلق، صرح عقب انتهاء المباراة بهذا الصدد قائلا: «لا أعلم إذا كان روبينهو سيتمكن من المشاركة في مباراة يوم الجمعة المقبل، سنرى. وسيتعين علينا تقييم حالته في الأيام المقبلة». ويواصل أليغري: «إن اللاعب تعرض إلى قطعين، أحدهما فوق عظمة رأس الركبة. من المؤكد أن قطعين لا يعتبران شيئا بالنسبة للإصابات الأخرى. ولكن القطع الأفقي في هذا الجزء من الركبة يمنعك بالتأكيد من ركل الكرة ويشعرك بالألم. إن مشاركة روبينهو مشروطة على أية حال. هل أنا قلق؟ من المؤكد أنه ليس بالشيء الجيد، حيث إننا نعاني من الكثير من الإصابات».

خيارات: الانطباع السائد هو أن اللاعب البرازيلي سيشارك في مباراة كالياري، فالأمر كله 7 غرز، 4 فوق عظمة رأس الركبة، والثلاث الأخريات في القطع الآخر تحت الركبة، وابتداء من أمس عمل على التئام الجرح سريعا، فضلا عن اتباع نظام معين مع اللاعب لأن الجلد بإمكانه القيام بالكثير ذاتيا ولكنه لا يفعل المعجزات، والقطع في منطقة حرجة مثل هذه يصعب التئامه في أيام قليلة.

التجديد: إن إصابة روبينهو تفتح الباب أمام جاكومو بيريتا، ذلك الناشئ الذي استطاع أول من أمس أن يستغل بشكل جيد الكرة التي رفعها روبينهو ذاته قبل إصاباته بدقائق قليلة ليسجل منها الهدف الثاني لفريق الميلان والمهم بالنسبة إليه بصورة خاصة. تجدر الإشارة إلى أن بيريتا يبلغ من العمر 18 عاما ويمتلك القدرات التي تضمن له البقاء بين صفوف فريق كبير. وقد أثنى أليغري على أداء بيريتا خلال المباراة قائلا: «لقد أعجبني هذا اللاعب، فهو شاب صغير السن واستطاع أن يسجل هدفا. إنه أحد الخيارات لاستبدال إبراهيموفيتش». وهناك خيار آخر في وسط الملعب، حيث دفع مدرب الميلان بتياغو سيلفا أمام خط الدفاع، وعقب أليغري على هذا الخيار قائلا: «إنه يمتلك السمات التي تمكنه من اللعب في أي مركز داخل الملعب». وفي ظل حالة الطوارئ التي تعصف بفريق الميلان (بيرلو وفلاميني وبواتينغ فضلا عن زامبروتا وروما الذي تلقى ضربة في رأسه) قد يكون سيلفا ورقة مهمة أيضا حتى لا يفقد الفريق النقاط التي يتقدم بها على منافسيه في الدوري المحلي.

شارك أنطونيو كاسانو، لاعب سمبدوريا السابق والمنتقل حديثا إلى فريق الميلان، في اللقاء طوال الشوط الأول من المباراة. إنها المشاركة الأولى لأنطونيو بقميص فريقه الجديد. وكانت التصويبة التي سددها كاسانو إثر الكرة التي رفعها إليه أودو هي أبرز صورة للوافد الجديد خلال المباراة. إنه لاعب يتعين عليه إيجاد نفسه من جديد وما زال أمامه كثير من العمل في ما يتعلق بالناحية البدنية، غير أنه، على أية حال، يسير على الطريق السليم، كما صرح مدربه الجديد. وإذا كانت تلك الكرة التي أضاعها كاسانو في الدقيقة الـ37 من الشوط الأول تؤكد على أنه لا يزال أمامه العمل كثيرا، فهي توضح أيضا أمورا أخرى: الالتزام المعتاد والرغبة القوية، فضلا عن الموهبة التي لا شك فيها.

رغم أن مهاجم سمبدوريا السابق انتقل إلى الميلان في ظروف خاصة فإن أليغري قانع بهذا اللاعب. وقد صرح مدرب الميلان عقب انتهاء المباراة قائلا: «لم أكن أنتظر من كاسانو أكثر من ذلك. فإذا لم يلعب كرة قدم مع فريقه لمدة 20 يوما يفقد حساسية الملعب، فماذا عن لاعب يتدرب منذ شهرين بمفرده؟ إن التدريب على حدة لا يقدم إلا القليل، ولكن أنطونيو كان ملتزما. وكاسانو الآن يعمل بجد ولديه العقلية السليمة. إنني سعيد بما شاهدته في هذا المعسكر».

القوة والتحكم: لقد انتهى أسبوع دبي بمباراة فاز بها الميلان 2/1 وإصابة روبينهو، وسلوك غير رياضي صدر عن زلاتان ضد مدرب الأهلي الإماراتي. وقد صرح أليغري، الذي يفكر بالتأكيد في البديل الذي سيحل مكان إبرا الموقوف في مباراة كالياري، بهذا الشأن قائلا: «لقد كانت لحظة عصبية، إبرا يهتم بكل المباريات». وهناك حالة من عدم الطمأنينة بصدد ذلك، حيث إن أنطونيو لا يزال بعيدا عن مستواه، وقد أوضح أليغري قائلا: «إن المباريات القادمة صعبة سواء كالياري أو أودينيزي إذا ما وضعنا في عين الاعتبار الغيابات التي نعاني منها. لقد قدمنا عملا جيدا، وصعبا، لذا أعلم أن استئناف العمل لن يكون سهلا».

معسكر رائع: لقد كان المعسكر الشتوي لفريق الميلان في دبي رائعا، غير أن مدرب الفريق قلق بشأن استئناف الدوري المحلي، خصوصا في ظل وقف إبرا (ولكن عصبية زلاتان وتعرضه للبطاقات الصفراء أصبح أمرا معتادا في الميلان) ومستوى كاسانو وإصابة روبينهو.

ثنائي رائع: ولكن أليغري يعود من دبي بأكثر من نقطة إيجابية. البرازيلي باتو بحالة جيدة للغاية، وهذا هو الخبر الذي كان يأمله وينتظره الجميع. واستطاع اللاعب البرازيلي أول من أمس تمرير الكرة الحاسمة التي سجل منها سيدورف الهدف الأول للفريق، وأرهق دفاعات فريق الأهلي، وحاول إيجاد لغة التفاهم مع كاسانو. إن باتو، ذلك الفتى الذي تعرض للإصابة في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، عاد الآن وهو مليء بالطاقة. ومن المحتمل أن يشكل باتو وأنطونيو ثنائيا رائعا، فالكرة الأفضل التي لعبها كاسانو خلال اللقاء كانت تلك الرفعة الرائعة التي أهدها إلى اللاعب البرازيلي الذي تأخر بعض الشيء عن إسكانها الشباك وضاعت فرصة الهدف. فلو أن كاسانو فقد بعض الكيلوغرامات من وزنه وأصبح باتو أكثر ثقة بذاته سيكون هذا الثنائي جاهزا.