رونالدينهو ينهي مسيرته مع ميلان والنادي يشترط عدم عودته مجددا لإيطاليا

برلسكوني حزين على رحيل النجم البرازيلي ويصفه بأفضل لاعب في العالم

TT

انتصر شعوره بالحنين إلى العودة إلى بورتو أليغري على بريق العروض البرازيلية الأخرى التي تلقاها في الآونة الأخيرة. هكذا أنهى رونالدينهو مسيرته مع الميلان، وبدأ البرازيلي في الاستعداد للعودة لنادي غريميو، الذي شهد نشأته الكروية، بعد أن وصلت مفاوضات وكيل أعماله روبرتو دي أسيس مع مسؤولي ناديي بالميراس وكورينثيانز إلى طريق مسدود، في حين تلاشى احتمال الانتقال إلى فلامينغو مع تركيز صحافة ريو دي جانيرو على انتقال مهاجم الميلان إلى غريميو. جدير بالذكر أن الاتفاق بين الطرفين المتمثلين في نائب رئيس نادي غريميو، أنطونيو فيسنت مارتينيز، ووكيل أعمال اللاعب، كان قد تم يوم 22 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث أعلن رئيس النادي باولو أودوني قائلا: «هناك اتفاق نهائي بين غريميو ورونالدينهو». وينص الاتفاق على أن يصل راتب رونالدينهو إلى مليون دولار (750.000 يورو) شهريا، حيث تصل القيمة الأساسية للراتب إلى 300.000 دولار إلى جانب 700.000 أخرى متعلقة بالجوانب الدعائية، فيما يمتد التعاقد لمدة 4 أعوام.

من جهة أخرى، يواصل نائب رئيس الميلان أدريانو غالياني رحلته البرازيلية حتى يتم الإعلان عن إتمام الصفقة بشكل رسمي من أجل الاتفاق مع اللاعب على قيمة مكافأة نهاية الخدمة التي سيدفعها له الميلان بشرط أن يوافق اللاعب على الشرط الجزائي الذي يفرضه النادي الإيطالي وهو عدم عودته لإيطاليا مجددا، تجنبا لحدوث مفاجآت جديدة هذا الموسم. وبمجرد عودته إلى ميلانو، سيعكف غالياني على دراسة مشاريع الصفقات الجديدة، حيث يطالب المدير الفني في الفريق بالتعاقد مع لاعب خط وسط لتعويض غياب الغاني بواتنغ. ويأتي لاتزري على رأس قائمة المرشحين لشغل هذا المركز، بيد أن تشيللينو يرفض فكرة التنازل عنه، مما سيدفع الميلان إلى البحث عن بدائل خلال الأيام المقبلة.

البلاغة: المبالغة والقدرة على الإقناع. إنها المبادئ السياسية التي حاول سيلفيو برلسكوني، مالك نادي الميلان، من خلالها شرح فلسفة الإدارة للاعبين بداية من الأهداف المنشودة هذا الموسم وانتهاء بالأساليب الفنية والتكتيكية التي يتم تطبيقها في الملعب. وقد نجح برلسكوني في الحديث مع كل لاعب على حدة دون أن يؤثر ذلك على علاقته الوطيدة بالمدير الفني في الفريق، ماسيميليانو أليغري. جاء ذلك أثناء زيارة رئيس الوزراء الإيطالي لمعسكر الفريق في بروجيزيانا بمدينة روما بهدف تهنئة اللاعبين بالعام الميلادي الجديد وكذلك التعرف على أنطونيو كاسانو المنضم حديثا للميلان، وسرعان ما حمل برلسكوني المهاجم الجديد سلسلة من المهام الجسيمة.

كان الرجل الأول في الميلان قد وصل إلى المعسكر في تمام 10.30 صباحا، ثم اجتمع بالفريق في قلب الصالة الرياضية وكأنه مدير فني يلقن لاعبيه درسا هاما أثناء التدريبات. وتمثلت النقاط الأساسية التي تطرق إليها برلسكوني في أهمية الفوز في المباريات التي تقام على أرض الفريق، حيث قال: «أصحاب الأرض هم أصحاب اللعب. وعليكم أن تخفوا الكرة بعيدا عن أعين الفريق المنافس بمجرد أن يبدأ العد التنازلي لنهاية المباراة حتى ولو كنا نتقدم عليهم بهدفين». من جهة أخرى، شعر الرئيس برلسكوني بشيء من المواساة بوجود أنطونيو كاسانو في الفريق بعد أن قرر رونالدينهو الرحيل والعودة إلى البرازيل. وفي هذا الشأن، صرح برلسكوني لقناة الميلان التلفزيونية قائلا: «يعتصرنا الألم الآن لقرار رونالدينهو الذي قرر العودة إلى البرازيل. إنه أفضل لاعب في العالم من حيث سرعة البديهة والتنفيذ، وبالتالي أعتبره أقوى لاعب قمت بشرائه للميلان. ولكن الرحيل عن الفريق كان قراره الشخصي، وأتمنى له أن يمارس كرة القدم حتى الـ35 إذا كان يرغب في بذل المزيد من الجهد في الملعب، وهو الشيء الذي لم يفعله في الآونة الأخيرة». إذا ما حاولنا ترجمة ما بين السطور، سنجد أن الرئيس برلسكوني يقول: «لقد انتظرتك طويلا يا رونالدينهو وحاولت الدفاع عنك قدر استطاعتي ولكن صبري نفد».

وتطرق برلسكوني إلى الحديث عن كاسانو قائلا: «نحن سعداء بانضمام لاعب إيطالي بهذه الموهبة إلينا. أنطونيو لديه مسيرة كروية حافلة على الرغم مما يشوبها من نقاط سوداء، ولكن الميلان سيوفر له الأجواء المناسبة حتى يتمكن من إخراج أفضل ما لديه». إنها الكلمات نفسها التي همس بها برلسكوني في أذن اللاعب أثناء وجوده في المعسكر. من جهة أخرى، كان لباتو نصيب كبير من اهتمام الرئيس الذي حاول إثارة الحماس داخل البرازيلي قائلا: «لا يجب أن تمنى بهذه الإصابات في مثل هذه السن الصغيرة». أما أليساندرو نيستا، فقد حاول طمأنة الرئيس قائلا: «أنا بخير، ولا أشعر بالمزيد من الآلام في ظهري». ويستأنف الرئيس برلسكوني حديثه حول الفريق قائلا: «لقد أبلى أليغري بلاء حسنا في التأقلم مع الفريق سواء فيما يتعلق بالنواحي الفنية أو في علاقته مع اللاعبين. إنه بارع للغاية في الربط بين الإدارة والنادي، ويعرف كيف يقرأ المباريات بشكل صحيح. إننا سعداء للغاية باختياره لهذه المهمة». وأضاف: «فوز فريق الميلان ينعكس بشكل إيجابي على إيطاليا ويزيد من قوة الحكومة. إنني أجد الجميع سعداء في البرلمان عندما يفوز الفريق في أي مباراة، بينما تخاصم الابتسامة وجوههم في حال الهزيمة. ليس هناك فريق يحمل الكثير من الدوافع المعنوية مثل الميلان. أود أن أشكرهم جميعا على تصدرهم لقائمة الدوري، فأنا فخور بذلك، وآمل أن يكونوا في المكان نفسه في يونيو (حزيران) المقبل. أما بالنسبة إلى المنافسات الأوروبية، فنحن قادرون على خوضها بنجاح. ولا أرى أن هناك فريقا قادرا على أن يصبح في قوة الميلان من خلال سوق الانتقالات الشتوية. علينا أن نركز على هذين الهدفين وأن نتذكر دائما أننا الفريق رقم واحد في العالم وأننا ملزمون بالحفاظ على هذه المكانة. ليوناردو؟ أتمنى له حظا سعيدا وعملا موفقا له وللإنتر».