كاكا وتشافي نجمان يمتعان الجماهير ولا يهويان الأضواء

يهتمان باللعبة أكثر من البحث عن الثروة والشهرة على عكس لاعبي هذا الجيل

TT

من السهل جدا النظر إلى كبار نجوم كرة القدم في العصر الحديث على أنهم رجال يهتمون باللعبة بشكل أقل من الثروة والشهرة التي تجلبها لهم.

وهنا اسمان يكذبان هذه الصورة تماما، وهما ريكاردو كاكا، وتشافي هيرنانديز.

لقد لعب البرازيلي كاكا أول 15 دقيقة في مباراة رسمية بعد تعافيه من الإصابة يوم الاثنين الماضي، منذ خضوعه لجراحة في الركبة قبل خمسة أشهر. وبدا كاكا نحيلا، لكن متحمسا ونشيطا، كما بدا أنه مرتاح إلى حد كبير.

وقال كاكا في تصريحات تلفزيونية: «لقد مررت بأوقات عصيبة. واجتزت بعض اللحظات الصعبة جدا، ولكنني أعتقد أن هذه اللحظات قد انتهت. لم أكن أعلم متى سأعود، أو إذا ما كنت سأعود، وأنا أهدي هذه العودة إلى أسرتي، وفي البداية إلى زوجتي التي تعلم صعوبة ما مررت به». وهذه العودة ليست كاملة، لأن 15 دقيقة في نهاية مباراة في الدوري الإسباني لا تمثل تأكيدا بعد على أن ثاني أغلى لاعب في تاريخ نادي ريال مدريد سوف يستعيد كل مميزاته العظيمة في صناعة اللعب. ولكن مجرد التواجد على أرضية الملعب والشعور بروح التدفق مجددا هو أمر يمثل بشكل واضح جدا مصدر فرح بالنسبة له. وفي نفس الأسبوع، وفي نفس البلد، عادل تشافي سجلا قياسيا يشترك فيه لاعب واحد آخر في التاريخ، وخاض اللاعب الكتالوني مباراته رقم 549 مع برشلونة يوم الأحد الماضي، وعادل الرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها أي لاعب مع فريق برشلونة في كل العصور، والمسجل باسم «ميغيل برناردو بيانكيتي» المدافع الأسطوري للنادي.

وتفوق تشافي بأدائه، الذي أسهم في تسجيل رقم قياسي آخر بتحقيق فريقه 11 انتصارا متتاليا في الدوري الإسباني. وأسهم تشافي بـ151 تمريرة ناجحة خلال المباراة، وهو عدد يفوق إجمالي التمريرات الناجحة التي مررها لاعبو الفريق المنافس ليفانتي. وعندما كرموه بتقديم عرض لمهاراته في نهاية المباراة، قال تشافي شيئا بسيطا وصادرا من القلب: «لا يمكن أن تحدد ثمنا لهذا القدر الكبير من الحب الذي تلاقيه في بيتك».

لا يمكن أن نحدد ثمنا لمعنى اللعبة بالنسبة لهذين الرجلين. وقد حباهما الله بمواهب فائقة، ولكننا نشعر بسعادة كبيرة عندما نرى ونسمع عن تواضعهما. لم يكن يتعين على كاكا مطلقا اللعب في بطولة كأس العالم التي أقيمت بجنوب أفريقيا خلال الصيف الماضي، لأن إصابته كانت معروفة بالفعل، وكان كاكا قد جرب خطر التعرض لإصابة كاملة بالفعل عندما حاول اللعب على الرغم من شعوره بالألم مع ريال مدريد.

وكان تشافي أيضا يتلقى العلاج خلال بطولة كأس العالم، واستمر في تلقي العلاج خلال مباريات برشلونة، حيث كان يعاني من التهاب في الأوتار، وهو النتيجة الحتمية تقريبا للاستمرار في اللعب لفترة طويلة.

ولا يزال مدربه، جوزيب غوارديولا، شابا بشكل يكفي لأن يعرف ما الذي يدفع لاعبا إلى بذل جهد إضافي قد يضر بصحته بدلا من الحفاظ عليها. وكان غوارديولا سلف تشافي في محور وسط ملعب فريق برشلونة، وكانت الإصابة التي تعرض لها غوارديولا منذ أكثر من عقد هي التي منحت تشافي، الذي كان يظهر عليه علامات النضج قبل الأوان، الفرصة لأن يحل محل مدربه الحالي، وأن يشارك بشكل أساسي مع الفريق.

وقال غوارديولا خلال الأسبوع الحالي: «لقد لعبت لعدة سنوات هنا، ووصلت إلى 300 مباراة، وهو عدد يبدو كبيرا. ولعب ميغيل 549 مباراة، واعتزل في سن 38، بينما تشافي لعب نفس العدد ولا يزال في سن الثلاثين».

وأضاف غوارديولا: «لن أندهش إذا وصل إلى 700 مباراة»، واتفق الأسطورة يوهان كرويف، الرجل الذي درب غوارديولا قبل أن يدرب الأخير تشافي في الرأي مع مدرب برشلونة الحالي، وأشار إلى أن الوقت قد حان للاعتراف بقيمة الأداء المؤثر حقا الذي يقدمه تشافي. وقال كرويف: «لقد حان الوقت لكي يحصل تشافي على جائزة الكرة الذهبية، وإلا فلن يحصل عليها مطلقا».

وقال المدرب الهولندي الفائز بجائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات من قبل: «إن أداء تشافي كان مؤثرا وبارزا خلال عام 2010 أكثر من زميليه في برشلونة أندرياس إنييستا وليونيل ميسي».

وتكمن المصادفة في أن برشلونة بدأ العام الجديد بإخبار ميسي بأن يأخذ وقته ويستمتع بفترة راحة مناسبة خلال أعياد الميلاد في الأرجنتين، قبل أن يعود مجددا للعب النصف الثاني من الموسم في إسبانيا. وفي غيابه يوم الأحد الماضي، لعب تشافي دور ضابط الإيقاع، وأدى زميله إنييستا دوره، وقام الشاب بيدرو، وهو نجم واعد آخر من أكاديمية النادي بما يفعله ميسي بشكل طبيعي.

وسجل بيدرو مرتين، وفاز برشلونة بنتيجة 2 - 1، وحصل ميسي على فرصة لقضاء الوقت مع عائلته. وفي نفس الوقت، وخلال الانتصار الذي حققه ريال مدريد يوم الاثنين الماضي على جاره خيتافي، عزز كريستيانو رونالدو من تقدمه على ميسي في صدارة هدافي الدوري الإسباني. وسجل رونالدو مرتين ليحقق إنجازا شخصيا رائعا بتسجيله 46 هدفا خلال 46 مباراة لعبها مع فريق ريال مدريد.

وكان يوم الاثنين الماضي علامة فارقة في اتجاه تحقيق هذا الهدف. ويبلغ كاكا 28 عاما فقط، وفي أفضل حالاته، كما كان عندما فاز بجائزة الكرة الذهبية عام 2007، يمكنه أن يصبح اللاعب الذي دفع فيه ريال مدريد 89 مليون دولار منذ سنتين. وكاكا قادر على أن يكون هو رجل ريال مدريد أمام تشافي. وهما اثنان من أبرز اللاعبين وقادران على جعل كل شيء يسير بانتظام.