أليغري: الميلان فريق جماعي وليس فريق إبراهيموفيتش أو كاسانو فقط

الميلان يفوز على كالياري ويواصل تصدره للدوري وروما يهزم كاتانيا في مباراة مثيرة للجدل

TT

حقق فريق الميلان فوزا ثمينا على مضيفه فريق كالياري، وواصل تصدره للدوري الإيطالي، فيما فاز روما على ملعبه 4/2 على فريق كاتانيا في لقاء شهد أخطاء تحكيمية كبيرة.

في المباراة الأولى سجل ستراسر هدف ميلان والمباراة الوحيد في الدقيقة 40 من الشوط الثاني ليحصد فريقه 3 نقاط غالية، عزز بها موقفه في صدارة الدوري. وشهد اللقاء أول مشاركة لأنطونيو كاسانو مع فريق الميلان، بعد أن دخل في الدقيقة 29 من الشوط الثاني كبديل لميركيل.

لقد استقبل تشيللينو رئيس نادي كالياري منافسه أليغري مدرب الميلان بعد نهاية اللقاء مشيدا به، وقال: «سأراك وأنت ترفع كأس دوري أبطال أوروبا». ولعل أليغري بعد أن شكره فكر أن كل شيء ممكن حقا هذا الموسم. فالمدرب الذي ينجح في الخروج بـ3 نقاط من مباراة كهذه خارج ملعبه، وبفريق يعاني من عدد من الغيابات والإصابات، لا شك أنه يمر بموسم جيد ويحالفه فيه الحظ أيضا.

لقد سافر الميلان إلى مدينة كالياري وهو يعاني بشدة من جميع النواحي، حيث توجد لديه الكثير من الإصابات، ويغيب عنه عدد من أبرز لاعبيه للإيقاف، وهناك أيضا لاعبون لم يشاركوا منذ شهور طويلة، كما أن الفريق يعاني من الإجهاد بعد معسكره في دبي. ولو كانت هناك في السابق بعض الشكوك حول جدوى تدريبات الفريق في معسكره الشتوي بدبي، فقد تأكد خلال اللقاء تأثر اللاعبين بهذه التدريبات التي تمت على الشواطئ، حيث بدا الإرهاق على بعض اللاعبين وكانت تحركاتهم تشبه تحركات اللاعبين في مباراة ودية صيفية، ولذلك حمل الفوز على فريق كالياري أهمية تتعدى الثلاث نقاط، وهو ما ظهر واضحا مع نهاية اللقاء من خلال سعادة لاعبي الميلان الذين ظلوا يغنون ويتقافزون وكأنهم فازوا ببطولة صعبة، وألقوا بقمصانهم للجماهير.

وأدرك أليغري ذلك أيضا، وقد حالفه الحظ بالفوز وعدم السقوط في مدينة كالياري التي شهدت أولى خطواته في عالم التدريب، والتي تحمل له ذكريات رائعة.

ومع نهاية اللقاء عانق أليغري مدرب الميلان لاعبي فريقه السابق كالياري، ولم يخفِ تأثره قبل مغادرة استاد سانت إيليا: «لقد كانت مباراة خاصة، فأنا أرتبط بشدة بهذه المدينة على الصعيد الإنساني. وعن تشيللينو قال: «لقد كنت أنا من توجهت نحوه، فهذا هو الصحيح، وكنت أحرص على رؤيته لأنني لم ألتقِ به منذ إقالتي عن تدريب الفريق».

وأشاد أليغري بفريق الميلان قائلا: «ليس هذا فريق إبراهيموفيتش أو كاسانو، بل هو فريق الجميع. لقد نجح الميلان في حسم النتيجة لصالحه على الرغم من الصعوبات الكثيرة. وإذا تمكنا من الفوز ببطولة الدوري فسيكون من العدل أيضا أن نذكر من شاركوا مع الفريق بصورة أقل». إن المعاناة وروح الجماعة هي المبادئ الأساسية لأليغري الذي يعترف قائلا: «إننا نحتل قمة الدوري، ولكن لا ينبغي أبدا أن نسترخي. والأمر يحتاج أيضا إلى قليل من الحظ، وقد حالفنا الحظ هذه المرة. ولو أن المباراة انتهت بالتعادل لم نكن لنتملك الحق في الاعتراض، ولو أنني في مكان الفريق الخاسر لغضبت كثيرا. لقد كانت كرة الهدف هي التي صنعت الفارق».

لقد حُسِم اللقاء الذي كان أليغري يخشاه كثيرا، ليس بواسطة أحد نجوم الفريق، بل بواسطة أحد نجوم المستقبل، وهو اللاعب الشاب ستراسر. وعلق أليغري على ذلك قائلا: «إن ستراسر يأتي من قطاع الناشئين ويمثل ذلك مصدر سعادة للنادي. وفي النهاية يحتاج الفوز بالبطولات الكبرى إلى فريق كبير، وقد أثبت اللاعبون أنهم كذلك. لقد أدرك الفريق على الفور أن المباراة صعبة، وأظهر في الملعب روح التضحية».

وفي سياق متصل، فاز روما على كاتانيا 4/2 في لقاء الأخطاء التحكيمية التي أثرت على نتيجة المباراة، حيث احتسب الحكم هدفين غير صحيحين للفائز.

وكان فريق روما قد تقدم بهدف مبكر في الدقيقة 5 من الشوط الأول عن طريق بوريللو، لكن سيلفستري عادل النتيجة لفريق كاتانيا في الدقيقة 29، ثم تقدم ماكسي لوبيز للضيوف بهدف ثانٍ في الدقيقة 38 من نفس الشوط. ومع بداية الشوط الثاني تعادل بوريللو لفريق روما في الدقيقة 2 ثم أحرز فوسينيتش هدفين لفريقه في الدقيقتين 41 و49 ليخرج فريق روما فائزا ويقفز للمركز الرابع، مستمرا في السعي نحو تعويض فارق النقاط التي تفصله عن قمة الدوري.

وكان هدف التعادل الذي أحرزه بوريللو قد جاء من رفعة تجاوزت خط المرمى، وكذلك جاء الهدف الثالث لفريق روما من تسلل واضح للاعب فوسينيتش، وهو ما أثار جدلا واسعا حول مستوى التحكيم في هذه المباراة.

لقد احتل فريق روما المركز الرابع لأول مرة هذا الموسم بفضل أهداف بوريللو وفوسينيتش في هذا اللقاء، وتحلى مدربه رانييري بالشجاعة الأدبية الكافية ليعترف بأن هدفين من أهداف فريقه غير صحيحين. لكن الفوز جاء على أي حال ليزيل الكثير من الظلال القاتمة المحيطة بفريق روما، وليؤكد تفوق مهاجمه بوريللو الذي أحرز الهدف رقم 13 له هذا الموسم.

وعلق بوريللو على أداء فريقه بعد اللقاء قائلا: «لم نتمتع بالشراسة الهجومية والنشاط في الشوط الأول مثلما كان الحال في الشوط الثاني. وبالتأكيد يمنحنا اللعب بـ4 مهاجمين قوة إضافية، لكن المدرب يجب أن يفكر أيضا في توازن الفريق. إن فريق روما يرغب في الفوز بالدوري، فقد تم تكوينه من أجل هذا. يجب أن نلعب أمام الفرق المتوسطة المستوى مثلما نلعب أمام الفرق الكبيرة».

وكانت النقطة السلبية الوحيدة بالنسبة لبوريللو هي تعرضه لإصابة في الكتف: وعن ذلك قال: «لقد تعرضت كتفي لخلع، لكنني أستطيع المشاركة يوم الأحد المقبل». وأهدى فوتشينيتش الهدفين اللذين أحرزهما للجماهير ولأسرته، في حين بدا الهدوء على توتي الذي وعد بالعودة إلى التهديف «في الدور الثاني من البطولة».

وتحدث المدرب كلاوديو رانييري عن المباراة قائلا: «لقد بدأنا المباراة بشكل جيد، وفجأة انخفض مستوانا. وكان من حسن حظنا أنهم لم يسجلوا هدفا ثالثا في مرمانا، فقد كنا تحت سيطرة فريق كاتانيا. إن هبوط المستوى هو مشكلة فريقي الأزلية، نحتاج الآن إلى الاستمرارية. إننا ننافس على جميع البطولات لكنني قرأت بعض الأخبار التي تؤثر على استقرار الفريق وتهينني، لكننا نفعل كل ما بوسعنا من أجل مصلحة نادي روما».