بيسيرو يخنق الأخضر بـ«تكتيك بدائي» ويقدمه وجبة دسمة لسورية في أول المشوار الآسيوي

المنتخب السعودي دخل في دائرة الخطر مبكرا.. وسقط بثنائية عبد الرزاق الحسين

TT

أوقع المنتخب السعودي نفسه في موقف حرج للغاية، وباتت آماله في التأهل إلى الدور الثاني من كأس آسيا الـ15 لكرة القدم في الدوحة مهددة بالاغتيال في حال أي عثرة خلال المواجهتين المقبلتين (أمام الأردن واليابان)، وذلك بعد خسارته المفاجئة أمام نظيره السوري 1/2 أمس (الأحد) ضمن منافسات المجموعة الثانية في البطولة.

وبدا الأخضر فاقدا للهيبة التي عرف بها خصوصا في هذه البطولة، وقدم عرضا سيئا لم يثمر سوى عن هدف واحد جاء باجتهاد كبير من اللاعب البديل تيسير الجاسم خلال الشوط الثاني، وتسبب المدرب البرتغالي بيسيرو في تأزم الوضع بعد أن دخل المواجهة بنهج تكتيكي بدائي 4/3/2/1، وهو ما صعب المهمة أمام لاعبي الأخضر الذين أضاعوا الطريق نحو المرمى وأنهكوا أنفسهم روحة وجيئة دون أي نتيجة.

وقاد عبد الرزاق الحسين منتخب سورية إلى تحقيق أولى مفاجآت كأس آسيا بتسجيله هدفي الفوز على نظيره السعودي الوصيف 2/1 سجلها عبد الرزاق الحسين (38 و63)، وللمنتخب السعودي تيسير الجاسم (60) وكان الأردن انتزع تعادلا مهما 1/1 من اليابان بطلة أعوام 1992 و2000 و2004 وتصدرت سورية ترتيب المجموعة بعد الجولة الأولى برصيد ثلاث نقاط، بفارق نقطتين أمام الأردن واليابان، وتأتي السعودية رابعة من دون أي نقطة وتقام الجولة الثانية من هذه المجموعة الخميس المقبل، حيث تلعب سورية مع اليابان، والسعودية مع الأردن.

وسقط منتخبان عربيان آخران في البطولة حتى الآن بعد خسارة قطر المضيفة أمام أوزبكستان، والكويت أمام الصين في مباراة مليئة بالأحداث والأخطاء التحكيمية بنتيجة واحدة، صفر/2.

وفشل المنتخب السعودي في محطته الأولى وهو الساعي إلى الانفراد بالرقم القياسي لعدد الألقاب في كأس آسيا بعد أن توج بطلا ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996، كما خسر النهائي ثلاث مرات أخرى أيضا أعوام 1992 و2000 و2007.

في المقابل، عاد منتخب سورية إلى البطولة بقوة بعد أن غاب عنها منذ 14 عاما، علما بأنه فشل حتى الآن في اجتياز حاجز الدور الأول في مشاركاته الأربع السابقة أعوام 1980 و1984 و1988 و1996.

وشارك المهاجم ياسر القحطاني أساسيا في تشكيلة السعودية بعد أن كان الشك يحوم حول مشاركته بسبب الإصابة التي يعاني منها منذ المعسكر الأخير في الدمام، وفي المقابل غاب المهاجم السوري فراس الخطيب لعدم جاهزيته.

انطلقت المباراة بحماسة شديدة من لاعبي المنتخبين من دون فرص خطرة في ربع الساعة الأول، فحاول السوريون الاختراق عبر الأطراف، وركز السعوديون على العمق بتمرير الكرة إلى القحطاني الذي خضع لرقابة لصيقة وكانت أولى المحاولات سورية من كرة طويلة وصلت إلى وائل عيان الذي أطلقها بلمسة واحدة على يسار المرمى (3).

وحاول الأخضر الإمساك بزمام المبادرة فكان الأكثر استحواذا للكرة، لكن هجماته لم تكتمل وكانت مقروءة تماما من المدافعين السوريين الذين نجحوا في تحويل الكرة مرات عدة إلى هجمات مرتدة أقلقت راحة الحارس وليد عبد الله من دون أن تشكل خطورة فعلية عليه.

وانطلق السعوديون بأول محاولة منظمة شكلت خطورة على مرمى مصعب بلحوص حين مرر عبده عطيف كرة إلى مشعل السعيد في الجهة اليسرى فحولها متقنة إلى القحطاني أمام المرمى مباشرة، لكن الدفاع أبعد الخطر في اللحظة المناسبة (19).

واعتمد المنتخب السوري دفاع المنطقة حينا والضغط على حامل الكرة في أحيان أخرى، مما حد كثيرا من تحركات السعوديين الذين وجدوا صعوبة بالغة في اختراق المنطقة وتمرير الكرات إلى القحطاني البعيد جدا عن مستواه.

وأفلت مرمى بلحوص من هدف محقق في الدقيقة 26 بعد كرة بينية من عبده عطيف انسل على أثرها ناصر الشمراني بين مدافعين وتابعها قريبة جدا من القائم الأيمن وهو في مواجهة الحارس.

ورد المنتخب السوري بأخطر فرصة منذ بداية المباراة بعد هجمة مرتدة وصلت منها الكرة إلى محمد زينو الذي راوغ ثم سددها قوية من نحو 25 مترا حولها وليد عبد الله بصعوبة إلى ركلة ركنية (30).

وفشل وليد عبد الله بعد 8 دقائق في إبعاد الخطر عن مرماه إثر كرة طائشة مرتدة من أسامة هوساوي تهيأت أمام عبد الرزاق الحسين على مشارف المنطقة فأعادها باتجاه المرمى ارتطمت بالمدافع عبد الله الشهيل واستقرت في الشباك، ولم تسعف الدقائق المتبقية المنتخب السعودي في إدراك التعادل رغم أنه رفع من سرعة أدائه ونوع في الهجمات عبر الأطراف.

وأجرى البرتغالي جوزيه بيسيرو تبديلا في خط الوسط مع انطلاق الشوط الثاني، فأشرك تيسير الجاسم بدلا من عبده عطيف، ثم دفع بنايف هزازي مكان ناصر الشمراني في الهجوم بعد 10 دقائق.

ولم يتغير الكثير على صعيد أداء المنتخب السعودي فبقيت المحاولات عقيمة وبطيئة، لا بل إن الانطلاقات السورية المرتدة كانت مقلقة جدا، خصوصا أن التغطية الدفاعية لعبد الله الشهيل وأسامة المولد وأسامة هوساوي لم تكن بالمستوى المطلوب. وجاء الفرج للأخضر بعد ساعة كاملة على انطلاق المباراة إثر كرة من ركلة ركنية من الجهة اليسرى أخطأ الحارس بلحوص في إبعادها، فوجدت رأس تيسير الجاسم الذي وضعها في الشباك. ولم تدم الفرحة السعودية أكثر من 3 دقائق، إذ إن الجهة اليمنى لديها كانت الخاصرة الضعيفة التي اخترق منها السوريون مرارا وتكرارا إلى أن نجحوا في كرة وصلت إلى داخل المنطقة وفشل الدفاع في إبعادها لتصل إلى عبد الرزاق الحسين الذي سددها من حدود المنطقة ارتطمت هذه المرة أيضا بأسامة هوساوي واستقرت في الزاوية اليسرى لمرمى وليد علي. واختير عبد الرزاق الحسين، أفضل لاعب في المباراة، وكان مصدر الخطر الدائم على مرمى عبد الله، وكاد يسجل الهدف الثالث حين تابع كرة مرتدة عالية عن الخشبات (68). وواصل المنتخب السعودي محاولاته للخروج بنقطة التعادل على أقل تقدير، لكن اندفاعه إلى الهجوم كشف عن مساحات واسعة في منطقته ساعدت السوريين كثيرا في هجماتهم المرتدة التي أجادوها ببراعة.

وكانت الدقائق العشر الأخيرة مجنونة فعلا، وشهدت استبسالا سعوديا للتسجيل وسوريا للحفاظ على النتيجة، وكانت فرصة لسعود كريري قريبة من المرمى (81)، ثم أنقذ بلحوص مرماه ببراعة من هدف في الثواني الأولى من الوقت بدل الضائع حين أبعد كرة من رأس نايف هزازي.