العراق «حامل اللقب» يبدأ مشواره الآسيوي بمواجهة إيران المدعوم بقلب «أميركي»

الأبيض الإماراتي يسعى لاجتياز حاجز «تشوليما» الكوري الشمالي في مهمة كبرى

TT

سيكون ملعب الريان في الدوحة مسرحا لمواجهة جديدة بين العراق حامل اللقب وإيران أحد أكثر الفرق تتويجا في كأس آسيا لكرة القدم اليوم (الثلاثاء)، وتستقطب المباراة التي ستقام ضمن منافسات المجموعة الرابعة في النهائيات التي تستضيفها قطر حتى 29 يناير (كانون الثاني) الحالي اهتماما كبيرا لأسباب مختلفة داخل الملعب وخارجه.

ودارت بين البلدين رحى حرب امتدت لـ8 سنوات ولم تتوقف إلا عام 1988 وبقيت العلاقات على توترها حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

وقبل الحرب لعب الفريقان في النهائيات الآسيوية مرتين عامي 1972 و1976 وكان الفوز في كل مرة من نصيب إيران في طريقها لإحراز لقبين متتاليين.

لكن العراق ثأر بالفوز على الجار اللدود في كأس آسيا عام 1996 قبل أن تستعيد إيران نغمة الانتصارات بفوز ثالث بعدها بأربع سنوات.

ويحتفظ العراق بعدد من أبرز اللاعبين الذين حملوا الكأس في جاكرتا عام 2007 بقيادة المهاجم يونس محمود أفضل لاعب في البطولة وهدافها.

وسيشعر محمود ولقبه «السفاح» بالألفة في الملاعب القطرية حيث يلعب لنادي الغرافة وقاده للفوز بثلاثة ألقاب متتالية في المسابقة. وهدف العراق المعلن هو التتويج باللقب رغم أنه سيلعب تحت قيادة مدرب جديد هو الألماني فولفغانغ سيدكا الذي عين في أغسطس (آب) الماضي بعد الوصول للدور قبل النهائي في كأس الخليج باليمن الشهر الماضي. ولدى العراق تشكيلة قادرة بالفعل على الاحتفاظ باللقب الآسيوي. فإلى جانب محمود هناك علاء عبد الزهرة وهو لاعب آخر تألق في الملاعب القطرية حيث لعب لفريقي الخور والخريطيات إضافة لقائد الوسط نشأت أكرم الذي انضم إليهما في قطر حيث يلعب مع الوكرة بعد فترة غير موفقة في تفينتي أنشيده الهولندي.

لكن الفوز قد لا يكون مضمونا على الإطلاق أمام إيران أحد 3 منتخبات تتقاسم الرقم القياسي لعدد مرات الحصول على اللقب في كأس آسيا برصيد 3 ألقاب (البلدان الآخران هما السعودية واليابان).

ولم تغب إيران عن البطولة منذ النسخة الثالثة قبل 43 عاما حين أحرزت اللقب الأول في ثلاثية متتالية أتبعتها بالتأهل لنهائيات كأس العالم بالأرجنتين عام 1978.

لكن منذ ذلك الحين لم تحقق إيران التي تتقاسم كذلك الرقم القياسي لعدد المشاركات بست مرات (مع كوريا الجنوبية) أي إنجاز ملموس في كرة القدم الآسيوية بفشلها في تجاوز الدور قبل النهائي.

ومع المدرب أفشين قطبي صاحب الجنسية الأميركية، الذي سيترك منصبه بعد البطولة للعمل مع فريق شيميزو في الدوري الياباني سيحاول المنتخب صاحب الثلاثية استعادة مجده أمام حضور كبير متوقع من جمهوره في الدوحة.

وفشلت إيران في التأهل لنهائيات كأس العالم منذ ظهورها الثاني عام 1998 بفرنسا ويأمل قطبي أن يترك بصمة خاصة مع الفريق قبل انتقاله لتدريب فريق شيميزو في الدوري الياباني الممتاز اعتبارا من أول فبراير (شباط) المقبل.

وستعلق إيران آمالها على مسعود شجاعي (26 عاما) مهاجم أوساسونا الإسباني الذي أصبح اللاعب الأساسي في تشكيلة الفريق الوطني بعد انتقاله للدوري الإسباني من الشارقة في الإمارات.

> الإمارات ـ كوريا الشمالية: من دون ضجيج أو ضغوط، يدخل منتخب الإمارات لكرة القدم اليوم (الثلاثاء) منافسات كأس آسيا الخامسة عشرة في الدوحة بلقاء غامض مع نظيره الكوري الشمالي ضمن منافسات المجموعة الرابعة ويلتقي العراق حامل اللقب مع إيران في المجموعة ذاتها.

يسعى «الأبيض» الإماراتي إلى اجتياز حاجز «تشوليما»، وهو لقب المنتخب الكوري الشمالي نسبة إلى حصان خرافي مجنح يرمز إلى القوة والسرعة في كوريا الشمالية.

الفوز على كوريا الشمالية في المحطة الأولى يسهل مهمة الإماراتيين كثيرا في المواجهتين الصعبتين أمام العراق وإيران، لكن المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش يدرك أن فريقه وقع في مجموعة قوية وأن عليه فرض إيقاع عالي المستوى إذا ما أراد حجز إحدى بطاقتي المجموعة إلى ربع النهائي.

يمتاز منتخب الإمارات هذه المرة بمواهب فرضت قدراتها في الفترة الأخيرة، خصوصا الشباب منهم الذين حصدوا نتائج باهرة في صعيد منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي، فشكلوا إضافة مهمة جدا إلى لاعبي الخبرة الذين خاضوا غمار دورة كأس الخليج في اليمن وبلغوا فيها نصف النهائي.

منتخب الإمارات يتطلع إلى تجاوز الإخفاقات الأخيرة آسيويا ومن ثم التحضير جيدا إلى حضور قوي في تصفيات كأس العالم أملا في التأهل إلى مونديال البرازيل عام 2014 لتكرار إنجاز لم يغب عن الذاكرة حين قاد جيل موهوب يتقدمه عدنان الطلياني المنتخب إلى مونديال إيطاليا عام 1990.

واستعد منتخب الإمارات لكأس آسيا بخوض مباراتين وديتين ففاز على سورية 2/صفر ثم تعادلا سلبا مع أستراليا ما جعل كاتانيتش يطمئن على جهوزية لاعبيه خصوصا بعد أن دمج المنتخبين الأول والأولمبي عقب كأس الخليج.

ومن المتوقع أن يشرك كاتانيتش أمام كوريا الشمالية كلا من الحارس ماجد ناصر، وخالد سبيل ويوسف جابر وفارس جمعة (أو وليد عباس في حال جهوزيته) وحمدان الكمالي في الدفاع، وسبيت خاطر وعامر عبد الرحمن وعلي الوهيبي (إسماعيل الحمادي) ومحمود خميس في الوسط، وإسماعيل مطر وأحمد خليل في الهجوم. ويمتاز الكوريون الشماليون بحسن التنظيم والتكتل الدفاعي الذي ظهر جليا أمام منتخب البرازيل حامل الرقم القياسي بخمسة ألقاب في كأس العالم حين حافظوا على نظافة شباكهم في الشوط الأول قبل أن يتلقوا هدفين في الثاني، ثم قلصوا الفارق قبيل صافرة النهاية. التنظيم الدفاعي للكوريين الشماليين أمام البرازيليين انهار تماما أمام منتخب البرتغال الذي دك شباكهم بسبعة أهداف نظيفة، قبل أن تكشف ساحل العاج مستواهم الحقيقي بثلاثية في المباراة الأخيرة.

تضم التشكيلة الحالية مزيجا من لاعبين ولدوا في كوريا الشمالية وآخرين ولدوا في اليابان مثل آن يونغ - هاك لاعب أوميا أردييا الياباني. يبرز في التشكيلة الكورية الشمالية عدد من المحترفين هم آن يونغ - هاك (أوميا أردييا الياباني)، وريانغ يونغ - جي (فيغاليتا سانداي الياباني) وقائد المنتخب هونغ يونغ - جو (روستوف الروسي)، في حين انتقل جونغ تاي - سي من كاوازاكي فرونتال الياباني إلى بوخوم الألماني عقب مونديال 2010.

يقود المنتخب الكوري الشمالي المدرب جو تونغ سوب الذي خلف كيم جونغ - هون عقب المونديال.

استعد المنتخب الكوري الشمالي في المنطقة العربية في الأسبوعين الماضيين، فأقام معسكرا في القاهرة التقى فيه نظيره الكويتي مرتين، فخسر أمامه صفر/2 ثم تعادل معه 2/2، ثم فاز على قطر والبحرين بنتيجة واحدة 1/صفر.