صلاح السقا: عودة الجوهر أزالت الكثير من الضغوط.. والحظ سيلعب دوره في المهمة المقبلة

أستاذ علم النفس قال إن اللاعب السعودي لا يجيد التعامل مع ما ينشره الإعلام ويتأثر سريعا

TT

أكد أستاذ علم النفس الرياضي المشارك في كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور صلاح السقا أنه لا يستطيع التكهن بمدى إيجابية أو سلبية تأثير إقالة مدرب المنتخب السعودي السابق البرتغالي خوزيه بيسيرو على اللاعبين، وقال: «لا أعرف العلاقة التي بين المدرب واللاعبين عندما كان موجودا، وعن مدى ثقتهم وتعلقهم به، ويبقى المدرب ناصر الجوهر الذي تم تكليفه خلفا للمدرب بيسيرو، في ما تبقى من مباريات الأخضر في بطولة كأس أمم آسيا، ابن البلد وهو قريب ومحبوب من اللاعبين، ولديه تأثير إيجابي في معظم الأوقات. ولكن إذا تكلمنا بالمنطق فالعملية ليست متوقفة على العامل النفسي فقط، فالاجتماع مع اللاعبين والحديث معهم وتحفيزهم وغير ذلك من الأمور لا يكفي، حيث هنالك عوامل أخرى مؤثرة، أبرزها الأجواء التي ستصاحب المباراة، وجاهزية الفريق المقابل، وقدرة اللاعبين على التجانس، وأعتقد أن الاجتماع الخاص الذي عقده الأمير سلطان بن فهد مع اللاعبين يعتبر إيجابيا، حيث حاول قدر الإمكان انتشالهم من الضغوط قبل مواجهة المنتخب المقبلة أمام المنتخب الأردني، ولكن من المستحيل أن تتلاشى هذه الضغوط بنسبة 100%، فكما ذكرت يعتمد ذلك على ظروف المباراة، وما يحدث في ذلك اليوم، ولا يعتمد على ما سيحصل قبل يوم المباراة».

وأضاف الدكتور صلاح السقا أن من أهم الأشياء التي يجب الاستفادة منها، والتي تعتبر عاملا مهمّا، رتم المباراة والأحداث التي ستصاحبها وقدرة اللاعبين وتوفيقهم، بحيث يرفع الناحية المعنوية للاعبين، أو لا سمح الله يزيد الضغوط، ويحدث الارتباك وتزيد الأخطاء، وقال: «ما دمت تلعب في الوقت الضائع فمهما عملت فكل شي يعود إلى الحظ، كون العامل النفسي لا يمكن أن يتم معالجته خلال يوم أو يومين، والشيء الذي أريد الوصول إليه في هذه النقطة أن العامل النفسي مرتبط بظروف المباراة، فقد تجد اللاعب مهيأ نفسيا وتجده معدا بشكل مميز قبل المباراة، ولكن عندما تبدأ المباراة قد يتغير كل شيء، وعلى حسب الظروف المصاحبة، فقد تتغير الحالة النفسية التي تعتبر حالة متغيرة وليست ثابتة».

وبيّن السقا أن ما قام به الأمير سلطان بن فهد يعتبر خطوة إيجابية، وترشيح المدرب ناصر الجوهر أيضا يعتبر عاملا مساعدا، وعلى الأقل يخفف الضغوط على اللاعبين من حيث ساعات النوم والراحة وبذل الجهد في التدريبات، حتى لا يكون تحت الضغط والتوتر، وهذا جانب مهم للاعبين، وعلى الأقل يحتفظ يوم المباراة بهذه الطاقة ويستطيع التركيز في المباراة.

وقال السقا: «لو كنت موجودا مع المنتخب في هذه اللحظة فسيكون لدي معرفة بكل لاعب، ولعرفت ماذا يريد وماذا يحتاج، ولا بد أن أعرف هل هنالك لاعبون مختلفون في ما بينهم، ولا بد أن يكون هنالك جلسات خاصة بين اللاعبين، وحتى أستطيع التركيز على المباراة لا بد أن يكون حديثي منصبا على المباراة نفسها، والتركيز أيضا على الأداء، وأبتعد عن الحديث في ما يخص الجمهور، كقولي نريد منكم التعويض، فخسارتكم الأولى غير مقبولة، كذلك قراءة الصحف ومتابعة الوسائل الإعلامية قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية، وهي تعتمد على اللاعب نفسه، فالبعض يجب أن تقحمه في هذه الأمور، والبعض لا بد أن تخرجهم، فكلما قرأوا الصحف والكلام المنشور تزداد وتيرة الضغوط عليه وتتشتت أفكاره، والعكس بالعكس، وحتى أكون صادقا معك، فاللاعب السعودي لا يستطيع التعامل مع هذه الحالة، وفي الغالب تؤثر عليه قبل المباراة، وتعتمد على ماذا سيحدث في مجريات اللعب، فالروح والعزيمة والإصرار جميعها عوامل مهمة، فتسديدة في العارضة أو هدف مبكر سيغير الحالة النفسية لدى اللاعب، والعملية هي عملية ثقة، فقد تهتز ثقة اللاعب أو تزداد ثقته بنفسه وفق ما سيحدث خلال مجريات المباراة».