اهتزاز جبهة دفاع الميلان يجبر النادي على مفاوضة الفرنسي ميكسيس

مسلسل المزاد العلني انتهى بتوقيع البرازيلي رونالدينهو لفلامينغو

TT

تحطمت أسطورة امتلاك فريق الميلان لأفضل جبهة دفاع في الدوري الإيطالي بعد أن استقبلت شباكه جملة من الأهداف في المباراة التي حل بها أودينيزي ضيفا عليه في ملعب سان سيرو ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وكان المدير الفني في الفريق، ماسيمليانو أليغري، قد اعترف في أعقاب المباراة قائلا: «أشعر بالأسف الشديد لاستقبالنا هذا العدد الكبير من الأهداف، فقد كنا نمتلك أفضل جبهة دفاع في المنافسة. وآمل أن نكون قد ارتكبنا كل الأخطاء اليوم». غير أن المشكلة التي تواجهها جبهة دفاع الميلان لا تقتصر على الأهداف المستقبلة فحسب، فقد طفت بعض الأخطاء الفردية على السطح، مما فتح الطريق أمام لاعبي الفريق المنافس إلى اختراق شبك الميلان بسهولة. وعلى الرغم من محاولات بونيرا المستمرة لوضع مدافعي أودينيزي في مأزق ما بين خط الوسط والجبهة الخلفية من الدفاع، فإن الفريق كان متأثرا بغياب نيستا بشكل كبير. من جهة أخرى، كان الميلان في حاجة إلى ثنائي صلب في وسط الملعب، فقد أثبتت التجارب أن الدفع بتياغو سيلفا أو بونيرا وحدهما ليس كافيا لتحصين عرين الفريق. وتؤكد الإحصاءات أن الميلان نجح في حصد 24 نقطة من إجمالي 40 نقطة في المباريات التي تم الدفع فيها بكل من أليساندرو نيستا وتياغو سيلفا معا (أي بمعدل 2.4 نقطة في المباراة)، بينما أحرز الفريق 16 نقطة فقط (بمعدل 1.78 نقطة) في المباريات التي غاب فيها أحدهما عن الفريق. الشيء نفسه بالنسبة لمنافسة الشامبيونزليغ، حيث حصد الفريق خمس نقاط معهما وثلاث نقاط من دون أحدهما. من ناحية ثانية، نجد أن المباريات الخمس التي انتهت بهزيمة الميلان كانت تشهد غياب نيستا أو تياغو سيلفا عن التشكيل الأساسي للفريق.

وهكذا، يتضح أن اللاعبين يمثلان ثنائيا ناجحا في الميلان، فهما يكملان بعضهما البعض ويمتزج من خلالهما عنصرا الخبرة والقوة البدنية. ولذلك، لم يكن وقوع الميلان في مأزق دفاعي أمام أودينيزي من قبيل المصادفة في ظل غياب نيستا عن المباراة، الأمر الذي وضع تياغو سيلفا في موقف لا يحسد عليه. وتجدر الإشارة إلى أن تعاقد البرازيلي تياغو سيلفا مع الميلان قد قارب على الانتهاء، بيد أنه لم تظهر أي مؤشرات حول إمكانية تجديد التعاقد معه لأكثر من عام آخر. من جهة أخرى، بدأ مسؤولو الانتقالات في الميلان في البحث عن مدافع خط وسط جديد، مع دراسة إمكانية التنازل عن مطلب المدير الفني بالتعاقد مع لاعب خط وسط.

ويقع الفرنسي فيليب ميكسيس مدافع نادي روما في بؤرة اهتمام الميلان. وقد ترددت بعض الأنباء عن رغبة روزيلا سنسي في الاحتفاظ باللاعب والتجديد معه، حتى أنها قامت باستدعاء وكيل أعماله إلى تريغوريا لمناقشة مسألة التمديد. ومن جانبه، يتابع الميلان تطورات الوضع من بعيد، مبديا استعداده لإتمام الصفقة بمجرد الإعلان عن فتح باب التفاوض. ويعد رويز، مدافع إسبانيول، هو البديل الأول لميكسيس في حال تعذر التعاقد معه خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي.

يشار إلى أن فريق الميلان كان قد حصد 29 نقطة أثناء مشاركة المدافعين تياغو سيلفا وأليساندرو نيستا هذا الموسم، بينما لم يحصد سوى 19 نقطة فقط في ظل غيابهما.

رونالدينهو يودع إيطاليا: أصبح الآن، بالفعل من حق جماهير نادي غريميو البرازيلي أن تغضب، فمنذ أول من أمس أصبح رونالدينهو، من كافة الجوانب، لاعبا في فريق فلامينغو. فقد تم توقيع العقد ليلة أول من أمس في مدينة ريو البرازيلية بحضور كل من اللاعب وأخيه (ووكيل أعماله أيضا) وغالياني، نائب رئيس نادي الميلان الإيطالي وباتريتشا أموريم، رئيسة نادي فلامينغو. وفي نفس اللحظات التي كان رونالدينهو ونادي فلامينغو يضعان فيها الملامح الأخيرة لإتمام الصفقة، استطاع السيد غالياني أن يتواصل إلى اتفاق مرضٍ مع اللاعب البرازيلي، الذي لم يعد منذ الاثنين الماضي يمت بأي صلة إلى النادي الإيطالي.

التوفير: لم يقم نادي الميلان بالإعلان عن أرقام رسمية فيما يتعلق بهذه الصفقة. ولكن ما بين القيمة المالية التي دفعها النادي البرازيلي إلى الميلان (يقال إنها 3.5 مليون يورو) والاتفاق الذي توصل إليه غالياني مع اللاعب بصدد قيمة مكافأة نهاية الخدمة سيتمكن الميلان من توفير مبلغ خمسة ملايين يورو كان سيتعين عليه دفعها إلى اللاعب في حالة الاحتفاظ به حتى انقضاء مدة عقده كاملة.

نداء قوي: لقد شهد يوم الاثنين الماضي الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي، على مدار أسابيع طويلة، ضم خلال مزاد علني نصف أندية البرازيل، الأمر الذي جعل الميلان يشعر أيضا بالطمأنينة. فلقد وضعت أندية فلامينغو وغريميو وبالميراس وكورنثانيث عيونها على رونالدينهو منذ المرات الأولى التي جلس فيها على مقاعد البدلاء في فريق الميلان. ولمست تلك الأندية أنه في شهر يناير، في حالة عدم تحسن العلاقات بين رونالدينهو وأليغري، مدرب الميلان، ربما سيقرر لاعب الوسط البرازيلي الرحيل عن النادي الإيطالي. لقد كان دائما أمام لاعب الميلان السابق تلك الملايين الكثيرة التي عرضها عليه نادي لوس أنجليس غلاكسي الأميركي، ولكن عندما تم فتح السيناريوهات البرازيلية لم تعد هناك أي مباراة. لقد كان النداء من الوطن قويا، بيد أن نداء المنتخب الوطني أشد قوة: فمن الواضح أن الأندية الأميركية في معرض ضعيف نحو العودة بشكل دائم إلى قائمة استدعاءات ميزينيس، مدرب المنتخب البرازيلي. فمنصة المنتخب الوطني، على العكس، مختلفة تماما وذات استقلالية بعيدة عن ألوان قمصان الأندية الاحترافية.

الخيانة: لقد تردد رونالدينهو وأخوه قليلا إلى أي ميناء في البرازيل يتوجه اللاعب. وهذه المسألة تسببت في خلق مشكلات كثيرة. أبرزها أن لاعب الميلان السابق لم يعد بإمكانه من البقاء طويلا في بورتو أليغري، المدينة البرازيلية التي ولد بها: ذلك لأن نادي غريميو (أول ناد لعب لصالح رونالدينهو) وجماهيره لن يغفروا الخيانة التي ارتكبها ابنهما المبذر. فقد حمل هذا التصرف الذي قام به لاعب فلامينغو الحالي في نفوس عشاق ناديه الأول كراهية أبدية، وصلت إلى حد إظهار هذا الشعور في الميادين أيضا. وعلى الجانب الآخر تستعد جماهير فلامينغو للاحتفال بقدوم صانع الألعاب البرازيلي إلى صفوف فريقهم، فقد أعدوا الكثير من القمصان التي تحمل اسم اللاعب.

جدير بالذكر أن النجم البرازيلي رونالدينهو لعب 95 مباراة رسمية مع فريق الميلان خلال المواسم الثلاثة التي قضاها في إيطاليا (7 مباراة في الدوري المحلي ومباراة واحدة في بطولة كأس إيطاليا و12 لقاء في بطولة دوري أبطال أوروبا وستة مواجهات في بطولة الدوري الأوروبي)، وسجل 29 هدفا وهو يرتدي قميص الميلان (20 هدفا في بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي: 8 أهداف في موسم 2008/2009 و12 في موسم 2009/2010) وأربعة أهداف في بطولة الشامبيونزليغ وهدفان في بطولة الدوري الأوروبي)، وكان نادي الميلان قد دفع 25 مليون يورو من أجل انتزاع صانع الألعاب البرازيلي من نادي برشلونة الإسباني في عام 2008. يذكر أن رونالدينهو فاز بجائزة الكرة الذهبية في عام 2005.