«لعنة» حراس المرمى تهدد الكرة الإنجليزية

زمن الكبار «بانكس وشيلتون وسيمان» ولى

TT

يبدو أن الجيل الذهبي المفترض من حراس المرمى الإنجليز قد أصيب بلعنة، بداية من الخطأ الذي ارتكبه بول روبينسون، حارس مرمى فريق بلاكبيرن، عندما حاول ركل الكرة ولكنه ركل الهواء بدلا من ذلك، في المباراة التي خاضها المنتخب الإنجليزي أمام ضيفه الكرواتي بالعاصمة الكرواتية، زغرب، وصولا إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه بن فوستر، حارس مرمى فريق برمنغهام مؤخرا، خلال مباراة فريقه أمام فريق وستهام يونايتد، في إطار منافسات بطولة كأس «كارلينغ» لكرة القدم.

وعبر السماح لتسديدة كارلتون كول الضعيفة بالمرور من بين قدميه خلال المباراة التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، لم يهدد بن فوستر من فرص برمنغهام في التأهل إلى المباراة النهائية من بطولة كأس «كارلينغ» فحسب، ولكنه أكمل رحلة مزرية لحراس المرمى الإنجليز، كانت قد بدأت في زغرب منذ أربع سنوات.

وبداية من خطأ بول روبينسون، عندما ركل الهواء خلال المباراة التي جمعت بين المنتخب الإنجليزي وضيفه الكرواتي في زغرب، وصولا إلى الهدية التي قدمها فوستر لفريق وستهام على ملعب «آبتون بارك»، أصبح من المستحيل الآن النظر إلى الجيل الذهبي المفترض من حراس المرمى دون الشعور مجددا بأن إنجلترا مصابة بلعنة.

وأكمل روبرت غرين وكريس كيركلاند وسكوت كارسون هذه المجموعة؛ حيث كان ينتظر من هؤلاء الحراس الخمسة اللامعين، الذين تفصل بينهم ست سنوات فقط، أن يصبحوا في وقت معين الجيل التالي من الحراس الإنجليز العظماء، مثل بانكس وشيلتون وسيمان. وبدلا من ذلك، تعرضت حياتهم الكروية لمشكلات إما بفعل الإصابات، أو الأخطاء الساذجة التي يرتكبونها بشكل شائع جدا، وأبرز مثال لها خطأ فوستر الأخير الذي أثار شعورا بالإحباط لدى الخبراء الكرويين في إنجلترا.

وقد مهدت الأخطاء الجماعية للحراس سالفي الذكر الطريق أمام الحارس جو هارت، البالغ من العمر 23 عاما، لكي يصبح الحارس الأساسي في المنتخب الإنجليزي، ولكن على الرغم من ذلك، يتعرض هارت أيضا لأخطاء تقديرية في الرؤية والإمساك بالكرة حسبما اتضح يوم الأحد الماضي، عندما سمح فشله في الإمساك بتمريرة سهلة خلال مباراة الجولة الثالثة من كأس الاتحاد الإنجليزي، التي جمعت بين فريقه مانشستر سيتي وفريق ليستر لأصحاب الأرض، بالتعادل، والاضطرار إلى لعب مباراة فاصلة.

وقال ستيوارت أوينز، مدرب حراس المرمى في فريق ويكومب واندراز، ومدير التدريب في أكاديمية «سوكيبرز» لحراس المرمى، التي تتخذ من مدينتي ساري وساسيكس مقرا لها: «كان هناك توجه في العقد الأخير أو ما شابه ذلك يميل إلى منح الفرصة للمزيد من الحراس الشبان للمشاركة في مباريات على أعلى المستويات، لأن توزيع المباريات بين حراس المرمى مهم جدا الآن، وهؤلاء الشباب تخرجوا بعد خضوعهم لنظام تدريبي شبه مثالي. ولكن هؤلاء الحراس الشبان يفتقدون إلى القوة الذهنية التي تأتي مع الخبرة والنضج، وكلما ارتفع مستوى المباريات التي يخوضونها، أصبحت هذه المسألة تمثل قضية مثيرة للجدل».

وقد اعترف فوستر تقريبا بهذا الأمر خلال الشهر الماضي، عندما ادعى بأنه لم يندم مطلقا على ترك مانشستر يونايتد للانضمام إلى برمنغهام خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بسبب الطبيعة «القاسية» للحياة في ملعب «أولد ترافورد»، معقل «الشياطين الحمر».

وقد أدى انخفاض الضغوط إلى مشاركة الحارس البالغ من العمر 27 عاما في المباريات بشكل أكثر انتظاما، ولكن حسبما أظهر الخطأ الذي ارتكبه خلال الأسبوع الماضي، لا يزال بن فوستر يتعرض لانفلات الأعصاب خلال المباريات الكبرى. وبهذه الطريقة، فإن فوستر، الذي وصف في يوم من الأيام بأنه الحارس المقبل للمنتخب الإنجليزي، من المستبعد أن يضيف بشكل كبير إلى سجل مشاركاته الدولية مع المنتخب الإنجليزي، التي لا تتجاوز خمس مباريات.

ويمكن أن يواسي فوستر نفسه على الأقل بمعرفة أن أكبر خطأ ملحوظ ارتكبه لم يحدث خلال مباراة دولية، وهو المصير الذي أصاب روبينسون، أثناء مباراة كرواتيا التي جرت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2006، وكارسون، أثناء مباراة كرواتيا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007، وغرين، في مباراة الولايات المتحدة ببطولة كأس العالم التي جرت منافساتها في شهر يونيو (حزيران) عام 2010. وتعرضت مكانة كل هؤلاء الحراس للدمار كحراس دوليين بارزين على الفور تقريبا، مع استبعاد غرين البالغ من العمر 30 عاما مباشرة، بعد الخطأ الذي ارتكبه أمام المنتخب الأميركي على ملعب روستنبورغ.

وكانت بداية كيركلاند الواعدة قد تأثرت بالإصابة بدلا من الأخطاء، ولكن الحارس البالغ من العمر 29 عاما ضل طريقه أيضا، ولا يمكن أن يضمن لنفسه الآن مجرد اللعب بشكل أساسي مع فريقه ويغان.

وقال نيفيل ساوثول، حارس مرمى فريق إيفرتون والمنتخب الويلزي السابق: «أدى هؤلاء الشبان مباريات جيدة، ولكنهم يلعبون في حقبة يتعرض خلالها الحراس لمزيد من التدقيق والمراقبة أكثر من أي وقت مضى، مع عرض أخطائهم بشكل متكرر على شاشات التلفزيون، وهو ما أدى بدوره إلى تقليل ثقتهم بأنفسهم، وجعلهم يشعرون بتردد أكبر. ويمكن أن تحتاج هذه الدائرة المرعبة إلى عدة سنوات من أجل الخروج منها، وهذا الأمر ينطبق للأسف على غرين بشكل خاص، بسبب كبر سنه، وهو ما قد لا يمنحه الوقت الكافي لاستعادة مكانته في صفوف المنتخب الإنجليزي.

وقد ارتكب غرين، حارس مرمى وستهام، بالفعل أربعة أخطاء خلال الموسم الحالي تسببت بشكل مباشر في استقبال مرماه لأهداف، وهو معدل أعلى من أي حارس مرمى آخر في الدوري الإنجليزي. وحل كارسون في المركز الثاني بثلاثة أخطاء. وفي نفس الوقت، يواصل روبينسون مسيرة تألقه مع فريق بلاكبيرن، ولكن بعد اعتزاله للعب الدولي خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، أصبح الحارس، البالغ من العمر 31 عاما، يلعب من دون التوتر الذي كان يعانيه في السنوات الماضية.

وبناء عليه، فإن فوستر هو الحارس الذي تتزايد احتمالات منافسته لـ«هارت» على اللعب بشكل أساسي في صفوف المنتخب الإنجليزي من بين تلك المجموعة الذهبية، ولهذا السبب، فسوف يستدعي الأمر متابعته بشيء من الفضول أثناء المباراة التي يخوضها فريقه أمام أستون فيلا يوم الأحد المقبل.

وسوف يخضع هارت أيضا لمراقبة وتدقيق كبير خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري بعد الخطأ الذي ارتكبه أمام فريق ليستر، ولكن أوينز الذي عمل في تدريب حراس مرمى منتخب الشباب الإنجليزي أشار إلى أن هارت، حارس مرمى مانشستر سيتي، يختلف عن الحراس الذين جاءوا قبله.

وقال أوينز: «هارت يمتلك مميزات رائعة؛ حيث يتمتع بثقة كبيرة، كما أنه يتميز بالمخاطرة، وهو ما يعني أنه مستعد لارتكاب أخطاء ومعرفة كيف يمكنه التغلب عليها. وهو يتفوق بمسافة كبيرة على حراس مرمانا الآخرين».