عملاقا روما توتي ودي روسي.. لاعبان يمكن الاستغناء عنهما

التوتر يخيم على العلاقة بين اللاعبين ورانييري المرشح لتدريب ليفربول

TT

يجب أن لا يشعر لاعبو فريق روما بالخوف من انتشار الحزن بينهم، فالحزن لا ينتقل عن طريق العدوى. ولكن إذا كان توتي قائد الفريق الحالي يشعر بالحزن فلا شك في أن هذا الحزن يظهر أيضا على دي روسي القائد القادم للفريق. إن مصيري توتي ودي روسي يبدوان حاليا متوازيين ويشعر كلا اللاعبين بأنه لم يعد اللاعب الذي لا غنى عنه في الفريق مثلما كان الحال حتى وقت قصير مضى. ومن ناحية أخرى، كان جلوس اللاعبين على مقعد البدلاء في مباراة الفريق الأخيرة يوم الأحد الماضي حدثا غير مسبوق في حقبة المدرب رانييري وكان له وقع ودوي كبير بين اللاعبين والجماهير.

لكن استياء وحزن دي روسي يتخطى مجرد ما قد يسببه الجلوس على مقعد البدلاء في مباراة واحدة. وعلى سبيل المثال، تسببت شجاعته في التعبير عن رأيه دفاعا عن دوني بقوله إن هناك «مستغلين يريدون التحكم في فريق روما» في إحراج كبير لإدارة النادي وفي استياء مكتوم من جانب مالكي النادي. وبالفعل همس البعض ممن يجيدون تفسير تصريحات مالكة النادي روزيلا سينسي بأن فقرتين من الرسالة التي وجهتها يوم الثلاثاء الماضي بمقر النادي كانتا موجهتين إلى دي روسي. فقد قالت روزيلا سينسي أولا: «إن من يحب قميص هذا الفريق وقبل أن يكون جزءا من أحد أهم أندية أوروبا، يجب أن يعد نفسه فقط لتقديم إجابات مهنية». وبعد ذلك تحدثت رئيسة نادي روما قائلة: «يجب حماية استمرارية نادي روما عن طريق الأفعال والكلمات والتصرفات». وعلى الرغم من أن هذه التصريحات جاءت مبهمة وغير موجهة لشخص بعينه، فإن من السهل ربطها بأحداث أخرى جرت داخل أروقة المركز الرياضي لفريق روما.

ولا يخفى على الجميع على سبيل المثال أن جانبا كبيرا من مسؤولي نادي روما كانوا يفضلون أن يوافق ألبرتو دي روسي والد دانيلي (والمدرب المتميز بقطاع الناشئين) على الانتقال لمنصب إداري بالنادي وترك مقعد تدريب فريق الناشئين بالنادي إلى آندريا ستراماتشوني المدرب البارع لمدرسة البراعم الذي حصل على بطولات مع الفريق. وبالطبع نأى دانيلي دي روسي بنفسه عن هذه الصراعات التي انتهت بتعايش إجباري، لكن اللاعب بلا شك ما زال يشعر ببعض المرارة لهذا الأمر.

ومن المؤكد أن هذه الأمور لن تكون هي العنصر الحاسم في تقرير مستقبل دي روسي الابن، لكن عقده مع نادي روما الذي ينتهي عام 2012 - الذي لم يتحدث أحد حتى الآن عن تجديده - يثير قلق الجماهير. ومن المنطقي أن تتولى الإدارة الجديدة للنادي هذا الأمر بعد بيع النادي، لكن اللاعب رغم تعلقه الشديد بمدينة روما وبألوان الفريق، فإنه سيتخذ قراره بناء على خطط النادي، لا سيما أن جميع الأندية الأوروبية الكبرى تلهث خلفه.

ومن ناحية أخرى، يلوح في أفق نادي روما تغيير في القيادة الفنية بعد أن ظهرت أنباء في إنجلترا تؤكد أن كلاوديو رانييري قد توصل بالفعل لاتفاق مع نادي ليفربول لتولي مهمة تدريبه في الموسم المقبل. لكن تغيير الإدارة الفنية للنادي يجب أن يتم في شهر يونيو (حزيران) حتى تتاح الفرصة لاختيار مدير فني جديد بشكل جيد. وكان من المقرر أن يعود بيتزارو من شيلي (الخميس)، وهو خبر جيد يعوض الفريق عن إصابة توتي الذي اشتكى من بعض الإجهاد ودي روسي الذي يعاني من آلام في الركبة، لكن اللاعبين ليسا مهددين بالغياب عن مباراة تشيزينا المقبلة، لا سيما أن القائدين لا يريدان الانتظار على مقاعد البدلاء والاكتفاء بالمشاهدة مرة أخرى. وكانت الـ4 دقائق التي لعبها توتي، قائد روما، خلال مباراة فريقه الأخيرة أمام سمبدوريا يوم الأحد الماضي قد أثارت غضب اللاعب. فالعلاقة دائما بين رانييري، مدرب الفريق، وتوتي لا تنعم بالسلام. وإذا كان هناك من اعتقد، في لحظة معينة، أن هناك حالة من الهدنة العامة ستجمع بين الطرفين نظرا لمشاركة اللاعب في مران الفريق أول من أمس فسيكون مخطئا، لأن التصريحات التي أدلى بها فرانشيسكو أثناء خروجه من المركز الرياضي للفريق بعد المران قامت بتلطيخ اللقاءات العديدة التي تمت على مدار اليوم. وإليكم أهم هذه المقابلات: لقاء جمع بين روزيلا سينسي، رئيسة النادي، والإداريين (كونتي ومونتالي وبرادي) ومقابلة بين روزيلا ورانييري وفيتو سكالا (مدرب الأحمال الخاص بتوتي) فضلا عن اللقاء الذي جمع بين قائد فرانشيسكو ومدرب الفريق، وأخيرا اجتماع رانييري بباقي اللاعبين.

سنستهل الحديث من النهاية، أي من هذا الوداع الطويل الذي أكد عليه المشهد الذي وقع في جنوا. فقد صرح توتي لشبكة «سكاي» بعد مران أول من أمس قائلا: «بصراحة لقد أزعجني الدخول إلى المباراة قبل 4 دقائق من نهايتها. فقد كان الأمر أشبه بإضاعة الوقت؛ غير أني أتقبل كل شيء؛ فأنا أضع نفسي دائما تحت تصرف النادي ومدرب الفريق. ولقد تحدثت إلى مونتالي وبرادي وكونتي، قبل مناقشة الأمر مع رانييري، في ما يتعلق بما حدث وسيحدث. مقتنعين؟ ينبغي أن أكون أنا على قناعة. المهم أن يكون خلفي أشخاص دائما يدعمونني». ولكن كان هناك أيضا إشارة إلى المستقبل: «أنا بعيدا عن روما؟ إننا نفكر في الوقت الحالي، وبعد ذلك سنرى. والسبب بالطبع واضح. فلقد صرحت في الأسبوع المنصرم أنني لست سعيدا داخل معسكر الفريق وأنني أكون بأفضل حال خارجه. وأنا أؤكد ذلك الآن».

وعليه فقد انهار، إذن، جزء من قلعة النوايا الحسنة. لقد وصلت، في الواقع، السيدة روزيلا إلى «تريغوريا» مقر معسكر فريق روما في نحو منتصف النهار، وعند ذلك الحين ابتدأت سلسلة الأحاديث بين الأطراف المتعددة. وقد صرحت سينسي إلى إداريي الفريق قائلة: «عليكم أن تقوموا بحل هذا المعضلة وأن تحافظوا على الفريق هادئا قدر الإمكان طوال الأسبوع». ثم التقت رئيسة النادي بالسيد سكالا الذي أوضح لها المرارة التي يشعر بها توتي في موسم ينعم فيه بحالة بدنية رائعة للغاية. وكان رد سينسي على ذلك: «عليه أن يطمئن. فهو دائما في قلب مشروعنا وهذا أمر غير قابل للنقاش». وفي سياق متصل، كان لوتشانو سباليتي، مدرب فريق زينيت الروسي والمدرب السابق لروما، موجودا في معرض الفرع الرئيسي لأزياء «بيتي أومو» الخاصة بالرجال لموسم شتاء 2011، الذي أقيم في فلورنسا. وقد تحدث المدرب الفائز بالدوري الروسي للموسم الحالي عن فريقه الأسبق وعن أشياء أخرى. وقد استهل سباليتي حديثه بذكر فرانشيسكو توتي:

* هل من الممكن أن تقوم بالدفع بتوتي مع نهاية المباراة؟ - إن فرانشيسكو هو تاريخ فريق روما. أما في ما يتعلق بهذا الأمر، فمن المؤكد أن مدربا ذا خبرة مثل رانييري له وجهة نظر».

* هل لا يزال في إمكان توتي أن يقدم الكثير إلى فريق روما؟ - أجل، أنا لا أراه بعيدا عن روما. إنني على قناعة بأن توتي شخص ذكي وسيعرف، من المؤكد، كيف يلعب دور القائد عندما لا يكون داخل الملعب. ولكن انتبهوا، عليكم أن تتريثوا قليلا في التفكير بأن توتي لم يعد قادرا على العطاء لأن هذا اللاعب لا يزال في إمكانه تقديم الكثير؛ عندما يكون لدى اللاعب الجودة والمهارة في إمكانه أن يلعب موسما إضافيا.

ثم تطرق الحديث إلى الإنجازات الشخصية وكرة القدم الإيطالية ودرع البطولة المحلية: «إن الميلان يمتلك قوة كبيرة في خط هجومه، فهو لديه ميزة إضافية عن باقي الفرق. الإنتر أيضا ينافس بقوة على البطولة. أما اليوفي فهو يمر بفترة إعادة بناء ولن يكون الأمر سهلا في الوقت الحالي.

* هل سيصبح سباليتي مديرا فنيا للمنتخب الروسي؟ - «سأكون فخورا في حالة حدوث ذلك. ربما يهمني هذا الشأن.

* وهل توافق على منح ميسي جائزة الكرة الذهبية؟ - أجل، إنه الأقوى. إن فريق برشلونة الإسباني يقدم أفضل كرة قدم في العالم، وفريق نابولي الإيطالي في إمكانه أن يقترب منه: لقد شكل ماتزراي، مدرب نابولي، فريقا حقا رائعا.