خليل المصري: المنتخب السعودي يعيش «عكا كرويا» لا مثيل له والسبب معروف

صالح النعيمة قال إن الأخضر أسوأ منتخب.. وطالب الإعلام بالاتزان في طرحه

TT

اعترف الخبير الفني السعودي، خليل المصري، أن المنتخب السعودي يستحق الخسارة في مباراة الأمس أمام المنتخب الأردني، حيث لم يقدم أي مستوى يشفع له للاستمرار في البطولة الآسيوية، وكان هذا الشيء متوقعا، ولو قرأت كلمات ما بين السطور في معرض تحليلي يوم أمس في «الشرق الأوسط» لأدرك الجميع ذلك.

وقال: «لمحت بأنه يجب ألا نحمّل المدرب ناصر الجوهر أي مسؤولية، حفاظا على معنويات اللاعبين، وذلك بوقوف ودعم جماهير الأخضر، ولو تحدثنا عن مجريات مباراة الأمس نجد أن المنتخب السعودي لم تكن له شخصية أو طريقة في اختراق الدفاعات الأردنية، بل كانت مجرد اجتهادات فردية، وهذا ناتج من تخطيط مسبق، وهذه مشكلتنا أننا نريد أشياء وقتية، وما حصل هو نتيجة أخطاء سابقة من المسؤولين عن المنتخب، وبالذات الجهازين الفني والإداري، حيث يتحملان الجزء الأكبر، فهل جميع المحليين والنقاد على خطأ، والمدرب بيسيرو هو الذي على صواب؟ هذا نتاج الأخطاء التي سبقت البطولة؛ فهل من المعقول أن أشارك في بطولة كأس آسيا التي تعتبر من أكبر قارات العالم بإعداد يضم مباراتين أو ثلاث مباريات؟ ومن دون مشاركة اللاعبين الأساسيين! وجاءتنا فرصة على طبق من ذهب، وفي وقت مناسب ليكون خير إعداد للمنتخب من خلال المشاركة في بطولة كأس الخليج، التي دخلناها بالصف الثاني، وللأسف هذه المشاركة لم نستفد منها أي شيء، ويجب ألا نحمل اللاعبين فوق طاقتهم، ونحن لا نقول إنهم لم يرتكبوا أخطاء فنية، ولكن بالمقابل هل تم إعدادهم الإعداد السليم؟ هل شاركوا مع بعضهم البعض قبل البطولة؟ يجب أن نتساءل عن مثل هذه الأمور قبل لوم اللاعبين، ومباراة الأمس هي استمرار للعك الكروي الذي حصل قبل وأثناء البطولة، وهذا أكبر دليل على وجود لاعبين غير قادرين على التسجيل، باستثناء الهدف العشوائي الذي سجله تيسير الجاسم، ولم نشاهد أي خطورة من لاعبي المنتخب، وسبق أن قلت إن المدرب الوطني ناصر الجوهر لن يستطيع عمل شيء للمنتخب وهو مفكك، فمن الصعب أن يعمل أي شي، وأنا أحمله أشياء بسيطة، خاصة في التغييرات، حيث كان يفترض عليه إخراج ياسر القحطاني حيث كان خارج أجواء المباراة، وشاهدناه في الشوط الأول بعيدا كل البعد عن مستواه، وبالتالي كانت فرصة للمدرب تغييره بين الشوطين، وياسر لتوه عاد من الإصابة ولم تكتمل جاهزيته، ولاحظنا أن وزنه زائد، حيث لا يستطيع العودة للوسط، أو اللعب كصانع ألعاب».

وأضاف خليل المصري: «إن المرحلة المقبلة تحتاج إلى وقفة صادقة لمعالجة هذه الأخطاء التي يجب أن تدرس بعناية فائقة، وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات، وهذه دروس مستفادة للمنتخب السعودي، ونستفيد من هذه الأخطاء بتأن وبعقلية تامة ومن دون تشنج، بمعنى ألا تكون قرارات استعجالية.

من جهته، تحدث قائد المنتخب السعودي السابق، صالح النعيمة، قائلا: «يجب أن نأخذ الأمور من النهاية، فالمنتخب خرج، ويفترض علينا كرجال عاقلين متفهمين بأمور الرياضة أن نأخذ الفوز والخسارة بروح رياضية كبيرة، والآن خرج المنتخب السعودي، وكأس آسيا ليست حكرا على الأخضر، ونحن نعترف أنه لم يقدم المستوى المأمول، وكان الشارع العربي يأمل أن يظهر بالصورة المعروفة عنه، وهذا ليس نهاية المطاف، لدينا قادة رياضيون يسعون بكل جد وبكل ما أوتوا من قوة لتحسين الأوضاع، وعلينا أن نأخذ الأمور بتأن وحسن تصرف، وعدم الدخول في مهاترات الإعلامية بعد خروج المنتخب، وعلينا أن ننور الجمهور بذكر أسباب الخروج بأسلوب حضاري ومتزن، وندع الأمور للقادة الرياضيين الذين هم خير من يصف علاج المنتخب، ونحن نعترف ونبصم بالعشرة أن المنتخب كان أسوأ فريق في أمم آسيا، ولم يقدم أي شيء، واللاعبون مقصرون بالدرجة الأولى، والمدرب بالدرجة الثانية، لأن نخبة لاعبي المنتخب السعودي كانوا متواجدين في هذه البطولة، ولم يغب عنهم سوى لاعب أو لاعبين، وبالتالي لا بد من وجود الأخطاء، ولكن ليس من الجيد في هذا التوقيت أن نتجادل ونفرح بأطروحاتنا؛ فتجد بعض الإعلاميين والنقاد يكررون ما تحدثوا به، بقولهم: سبق أن حذرنا وأن قلنا، ويفترض أن يكتب الإعلامي النزيه والمحب لوطنه ما يمليه عليه ضميره الصحيح، وأن ينتقد بأسلوب راق يؤخذ بعين الاعتبار، والمرحلة المقبلة أعتقد أن الأمير سلطان بن فهد ونائبه نواف بن فيصل أخذا من الدروس والعبر ما فيه الكفاية، وستتم معالجة الأخطاء خلال فترة قصيرة جدا، وأنا أعني ما أقول عندما تكون المسؤولية في أيدٍ أمينة، والخروج ليس نهاية المطاف، وهذا حال كرة القدم؛ فالمنتخب البرازيلي بعظمته خرج من كأس العالم، وكان هو المرشح، وفي الفترة الحالية يتم إعداده، وهو قادر على العودة من خلال لاعبيه الجدد، والفوز في بطولة كوبا - أميركا.

وتابع النعيمة: «يفترض علينا أن نكون أكثر واقعية وهدوءا، ولا نتحدث بما يتفوه به المحللون، حيث كنت أتابع البعض منهم الذين لم يقدروا على خروج عبر الشاشة، على الرغم من أنهم سعوديون، فلو كان الانتقاد من غير السعودي من الممكن تمريره، ولكن أن يكون الانتقاد من ثوبي فهذا لا أقبله إطلاقا، خصوصا حينما يكون الانتقاد ساخرا، وقبل نهاية حديثي أتمنى أن ندع قيادتنا الرياضية تسير بسفينتنا بهدوء ومن دون ضجيج، وسيعود المنتخب كما كان ولكن الصبر».