موهبة من شرق المدينة المنورة تمنح قطر أول 3 نقاط في كأس أمم آسيا 2011

يوسف أحمد وغيره الكثير خرجوا من السعودية من أجل اللعب في أندية محترفة

TT

برهن لاعب وهداف المنتخب القطري يوسف أحمد، صاحب أجمل هدف حتى الآن في كأس أمم آسيا 2011 المقامة حاليا في الدوحة حينما سجل الهدف الأول لقطر في مرمى منتخب الصين على بعد رؤية القائمين على الكرة القطرية، حيث سقطت أعين كشافيهم على يوسف أحمد عندما كان يلعب في أحياء وحواري المدينة المنورة في السعودية.

في بداية البطولة، كان يوسف مهاجم السد مرشحا للجلوس دائما على مقاعد البدلاء لصالح حسين ياسر المحمدي، نجم الزمالك المصري، والمهاجم الأوروغوياني الأصل سيباستيان سوريا ولم يشارك يوسف في التشكيل الأساسي للمباراة الافتتاحية أمام أوزبكستان ولعب في الشوط الثاني من المباراة.

ولكن ميتسو منحه الفرصة ودفع به في التشكيل الأساسي للمباراة أمام الصين أمس، ورد اللاعب الجميل لمدربه بهدفين جددا أمل العنابي في البطولة. وقال ميتسو، الذي تولى تدريب العنابي منذ سبتمبر (أيلول) 2008، إنه احتاج لبعض الوقت قبل استدعاء يوسف أحمد لصفوف الفريق، نظرا لعدم مشاركته في المباريات بشكل منتظم.

وقال ميتسو: «لم يكن أحمد يشارك مع ناديه في الدوري القطري، لأن الفريق يعتمد على اللاعبين الأجانب الموجودين ضمن صفوفه ولم يكن بإمكاني استدعاء لاعب لا أراه في المباريات.. ولكنه حصل على فرصة اللعب في كأس نجوم قطر وشارك في سبع أو ثماني مباريات ونجح في هز الشباك بشكل منتظم ولذلك استدعيته». وحصد مشجعو العنابي أول من أمس (الأربعاء) ثمرة استدعاء ميتسو ليوسف أحمد الذي جلب لهم سعادة بالغة وأثبت جدارته عمليا في أرض الملعب.

واتجهت أعين القطريين هناك نظرا لتعدد الجاليات، مما سهل لهم مهمة البحث عن المواهب، خصوصا أن جل اللاعبين هناك ينتظرون فرصة اللعب في الأندية، إلا أن الأنظمة واللوائح المطبقة في السعودية تحرمهم من اللعب في الأندية، كونهم لا يملكون الهوية الوطنية السعودية وهذا ما جعل الكثير من الأسماء التي غادرت للدول المجاورة قبل عشر سنوات مضت، على الرغم من أنه كانت هناك مطالب بالاهتمام بهذه الموهبة التي ولدت في المدينة المنورة وتربت على الحياة وتكيفت مع أبناء المنطقة، فإن فرصة مشاركتهم واللعب بصورة رسمية في غير الملاعب الترابية بفريق طيبة أو الدوكالي كحد أقصى هو ما دفعهم لقبول العروض والمغادرة نحو الأفضل لتأمين مستقبلهم، وهو ما فعله يوسف مع شقيقه عادل الذي كان حلمهم اللعب في أحد أندية المدينة المنورة أحد أو الأنصار.

وبين ليلة وضحاها، تحقق حلم يوسف باللعب في أندية قطر، إذ لعب مع فريق قطر القطري ومن ثم انتقل لنادي السد القطري الموسم الماضي وقدم أداء جيدا ولافتا للنظر، وفي أثناء استعداد المنتخب القطري لبطولة كأس أمم آسيا قام المدرب الفرنسي برونو ميتسو باستدعاء اللاعب وضمه للتشكيلة الأخيرة المشاركة في كأس آسيا 2011.

وحينما منح أحمد الفرصة في أهم المباريات الحاسمة والمصيرية لمنتخب قطر بالخروج من البطولة أمام منتخب الصين، برز اللاعب وقدم مستويات لافتة للنظر، وأسهم في تحقيق الفوز لمنتخب قطر، إذ تمكن من تسجيل هدفي الفوز لمنتخب بلاده. وكان نجم قطر يوسف أحمد يلعب مع فريق طيبة أحد أشهر فرق الأحياء في المدينة المنورة وحقق الكثير من بطولات الحواري هو وشقيقه عادل، وهناك شقيقهم عبد الهادي الذي يوجد الآن في المدينة المنورة ويلعب مع فريق الدوكالي.

وكشف عبد الهادي الشقيق الأصغر لأحمد عن وجود عروض لديه، وربما يغادر في أقرب فرصة لأحد البلدان المجاورة، مبينا أنه سعيد جدا بما قدمه شقيقه يوسف في أهم مباريات قطر في البطولة حتى الآن، التي ستدون في مشواره ولن تنسى من ذاكرة الجماهير القطرية، متمنيا لأخيه المزيد من التقدم.

وقال عبد الهادي لـ«الشرق الأوسط» إنه يتمنى أن تكون هناك دراسة من الجهات المسؤولة في السعودية لإعادة النظر في أبناء الجاليات، خاصة ممن ولد وعاش وشرب ماء السعودية، وأن يمنحونا فرصة اللعب في الأندية حتى لو كان من خلال بطاقة لاعب، أو فتح باب التسجيل كلاعبين محترفين، ومن يقدم العطاء المتميز تكن له أولوية الحصول على الجنسية السعودية، كاشفا عن أن هناك الكثير من المواهب التي تستحق العناية والاهتمام.

يذكر أن يوسف أحمد من مواليد 1988 وكان يعيش مع والديه في حي الأعمدة شرق المدينة المنورة، وقبل شهر فقد والدته التي توفيت، كما أنه من عشاق ومحبي المدينة المنورة، حيث يستغل أي فترة إجازة ليقوم بزيارة الأهل والأصدقاء.