علي بن خليفة: تحركاتي في الانتخابات لم تكن سرية.. وبطولة الأمم تعاني هبوطا فنيا حادا

أكد أن السعودية ستعود قوية قبل نهاية 2011.. وكأس آسيا في المنامة بعد 10 سنوات

TT

اعتبر الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فوزه في الانتخابات الآسيوية الأخيرة، فرصة لإنصاف الدول النامية التي لم تحظ بتكافؤ في مقاعد كأس أمم آسيا، مبينا سعيه إلى حل المعاناة التي تعاني منها كرة القدم في غرب القارة، خصوصا أن حصوله على أغلبية الأصوات جاء بعد زيارته لـ15 دولة بعيدا عن الأضواء الإعلامية، مستغربا من وصفه بأنه قليل خبرة ولا يستحق الوجود في الاتحاد الآسيوي، ذاكرا مسيرته خلال الـ6 أعوام في الاتحاد البحريني، مما أكسبه الكثير من القدرات والخبرات للنجاح في منصبه الجديد، متوقعا أن تستضيف البحرين بعد 10 سنوات كأس أمم آسيا بعد أن يتم العمل على البنية التحتية اللازمة، وطالب بضرورة أن تعمل الاتحادات العربية وفق استراتيجيات طويلة المدى، لتتمكن من تحقيق الإنجازات التي تتطلع إليها، كاشفا أن تراجع المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة لن يدوم طويلا، فهو منتخب قادر على العودة مجددا، فالأمير نواف بن فيصل يملك القدرة على خلق منظومة ترمم الصفوف قبل التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014.

* في البداية نبارك لك فوزك بعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لكن ما الدور الذي تنوي القيام به لخدمة الكرة الآسيوية؟

- أحمد الله أن يسر لي الفوز بمقعد في الاتحاد الآسيوي، الذي يعد مكسبا بحرينيا بشكل عام، ونتمنى أن نوفق في خدمة الكرة البحرينية والآسيوية من خلال هذا المنصب، وهناك الكثير من الأمور التي نسعى في الاتحاد الآسيوي إلى تطويرها، فهو اليوم في أفضل حالاته برئاسة محمد بن همام، وهناك أمور يجب إعادة النظر فيها، كالمشاركة في البطولة الآسيوية للمحترفين التي لم تطبق في الدول النامية والفقيرة، وفي اعتقادي أنه من الضروري أن يكون هناك تكافؤ في الفرص بين جميع الدول في آسيا، ولا تكون خدمة الاتحاد الآسيوي مقتصرة على بعض الدول، فتطوير كرة القدم لا بد أن يشمل الجميع، ووجودي في المقعد الحالي يجب أن يخدم غرب القارة بشكل خاص، وآسيا على وجه العموم، وسأسعى إلى حل معاناة عدد من الدول، وسيتم طرح الكثير من المقترحات ومناقشتها بعد تشكل اللجان في شهر مارس (آذار) المقبل، وستكون فرصة المشاركة في تلك اللجان متساوية للجميع، ولن تنحصر على بعض الوجوه كما تعودنا في السابق.

* تفوقت بأصوات كثيرة في الانتخابات الآسيوية، ما سر حصولك على ذلك العدد من الأصوات، رغم أن تحركك لم يكن مماثلا لتحرك الشيخ سلمان بن إبراهيم في السابق؟

- لا أعلم ما المصادر التي اعتمدت عليها في حكمك بعدم تحركي للفوز بهذا المنصب، فأنا لم أتقدم للترشيح إلا بعد أن حصلت على دعم من غرب آسيا بشكل عام، ومساندة من الخليجيين والعرب تحديدا، كان لديهم شعور بضرورة إدخال وجوه جديدة في الاتحاد الآسيوي، وذلك زاد من إصراري لدخول المعترك الانتخابي، الذي تطلب مقابلة الأطراف المعنية وإقناعهم بما سيتم تقديمه في حال الفوز بالمنصب، وما الخدمات التي سيستفيد منها المصوت بعد ذلك، وليعلم الجميع أن الانتخابات فيها عمل مسبق، ومستمر حتى أثناء الانتخابات، خصوصا الـ3 أيام التي تسبق العملية الانتخابية، وبالنسبة لي فالعمل تمثل في زيارة أكثر من 15 دولة، دون تسليط أي أضواء على تلك الزيارات، مما جعلها تسهم في النجاح الذي تحقق أثناء الانتخابات، وجميع الخطوات التي سبقت ذلك اليوم تمت بهدوء ودون تغطيات إعلامية.

* إذن كانت تحركاتك سرية، واتكأت على المصالح المشتركة؟

- لا ليست سرية، ولا أحب أن أستعمل هذه الكلمة، بل كانت واضحة وعلنية والكل يعلم عنها، ولا تعتمد على المصالح كما أشرت، كانت تقوم على القناعة بأنني سأخدم من يصوت لي في الاتحاد الآسيوي، فمثلا سأسعى إلى إدخال وجوه جديدة من دول آسيوية لا وجود لها في المكتب التنفيذي، إذ سنعتمد على مبدأ الأمانة والكفاءة، فالجميع يجب أن يكونوا على وضوح وصدق في الترشيحات، لأننا سنكون ملامين في اختيار من يعمل في تلك اللجان.

* هناك من يقول إنك لا تملك الخبرة الكافية في العمل الإداري بالاتحاد الآسيوي، ما تعليقك؟

- من يتفوه بمثل هذا الكلام فهو لا يعرف تاريخ الشيخ علي بن خليفة، ولا يدرك أين عمل، فأي شخص يدخل ضمن منظومة لا بد له أن يكسب الخبرة منها، نعم أنا لا أملك الخبرة في الاتحاد الآسيوي، لكن لدي خبرة في المجال الرياضي، فعملت لـ6 أعوام في اتحاد الكرة البحريني، واكتسبت من خلاله الكثير من الخبرات في تلك الفترة بالعمل في اللجان والمنتخبات، ولو لم يكن لدي ما أقدمه في الاتحاد الآسيوي لما قمت بترشيح نفسي للمنصب الحالي، فأنا أملك الشهادات والخبرات وكلي ثقة في نفسي وقدراتي، وكنت كما يقولون لجلست في بيتي، ولن أمدح نفسي، فالعمل كفيل بكشف تلك القدرات.

* بعد فوزك وفوز الأمير علي بن الحسين قال أحد مرافقي الشيخ أحمد الفهد بأن دور الكويتيين انتهى بعد فوزكما؟

- لم أسمع هذا الكلام، ولا أعرف من قاله، لكن الانتخابات عبارة عن تكتلات دول، فكل دولة تدعم الأخرى، هناك مرشحون من دول متعددة، والأرقام الانتخابية مختلفة، وكان واضحا أن المسألة عبارة عن تجمعات تدعم بعض الآراء، فالرئيس كان معه من يؤيده في توجهه، وفي المقابل كان هناك تكتل آخر له الأغلبية يرغب في التغيير والتطوير، مما أدى إلى دخول وجوه جديدة في المكتب التنفيذي.

* هل كنت تتوقع حصولك على عدد الأصوات الذي نلته في الانتخابات؟

- كان العمل على كسب الأغلبية وهي من 23 إلى 24 صوتا، وهذا متوقع، ولكن بعد فوز الأمير علي بن الحسين، اختلف الأمر في العملية الانتخابية، ومرت بمراحل فوز وخسارة ثم فوز، وهذا مبني كما أسلفت على التكتل الذي صاحب تلك العملية.

* هل سترشح نفسك لرئاسة الاتحاد البحريني لكرة القدم؟

- لم لا؟ إذا وجد الشاغر وفتحت الانتخابات فسأرشح نفسي، لأن لدي رغبة في تطوير الكرة، والعمل على هذا الجانب، وحينما يتم فتح المجال فسيكون لكل حادث حديث.

* هل تعتقد أنه سيكون لك منافسون في الانتخابات المقبلة على رئاسة الاتحاد البحريني؟

- عندما يفتح الباب للانتخابات سنرى ماذا سيحدث، وأعتقد أنه من حق أي شخص يرى في نفسه الكفاءة والقدرة أن يرشح نفسه لهذا المنصب، ورئاسة الاتحادات في البحرين بالانتخاب، ونحن راضون بأي نتيجة سواء كانت فوزا أو خسارة.

* إلى أين تتجه كرة القدم في البحرين؟

- المنتخبات الخليجية جميعها تعيش مرحلة صعود وهبوط، لكن ما هي الاستراتيجية التي نسير وفقها، وهل التذبذب في المستوى جزء من الاستراتيجية.. هنا يأتي دور العمل الرياضي في الاتحادات التي تملك الرؤية الواضحة، والكرة البحرينية تمر بفترة انتقالية في الفترة الحالية، وإحلال جيل شاب بديلا للجيل السابق، بحث يكون مزج بين العناصر الشابة والخبرة كما حدث في بطولة غرب آسيا والخليج البطولة الآسيوية الحالية، فهناك أسماء جديدة شاركت في القائمة الآسيوية للمنتخب البحريني، وهناك بعض الأخطاء التي نعمل على تصحيحها، فالإنسان العامل لا بد أن يرتكب الأخطاء، والمشكلة تكمن في تكرار ارتكابها، لذا نعمل على الإصلاح.

* من وجهة نظرك، كم تحتاج البحرين من الوقت لتحقق كأس الخليج وآسيا وتصل إلى كأس العالم؟

- الحظ كان ينقصنا لنحقق تلك الإنجازات، وكان هناك عمل سواء للوصول إلى كأس العالم أو الحصول على البطولات الأخرى، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة إلى جانب التوفيق الذي لم يحالفنا، ولا بد أن نقف على مكامن الخلل، فهناك الدوري والانتخابات والدعم المالي للمنتخبات، فهذه عوامل ينبغي النظر فيها، ووضعها في الحسبان، وسنسعى إلى تطويرها وتصحيحها بخطة زمنية طويلة يلتزم بها جميع من يعمل في الاتحادات ليكون العمل منظما.

* هل تتجاوز الخطة الزمنية الطويلة 10 أعوام؟

- علينا العمل ووضع الأنظمة والخطط اللازمة، ولا يستطيع أحد الجزم بوصوله إلى كأس العالم في السنة المقبلة مثلا، مهما وضع من ميزانية أو استقطب أفضل المدربين، ووفر للاعبين كافة المستلزمات، فعامل التوفيق له دور كبير، لذلك نحن سنعمل بشكل منظم ونوفر ما نستطيع، وفق الإمكانات المتاحة، ونأمل من الله أن يكلل تلك الجهود بالنجاح للوصول إلى الهدف المرسوم.

* هل لديكم نية لتوحيد المدارس التدريبية لجميع المنتخبات البحرينية، أم تفضلون السير وفق النهج الإماراتي بالاعتماد على المدربين الوطنيين لتدريب الفئات السنية؟

- نحن نعمل على توحيد المدارس التدريبية، وفي اعتقادي أننا سنتجه إلى ما يطبقه الاتحاد الإماراتي على أن يكون هناك إشراف فني من قبل لجنة مختصة معنية بكل المنتخبات، وأرى أن ما يفعل في الإمارات مناسب جدا لمنطقة الخليج في الفترة الحالية.

* المدرب البحريني هل سيكون له نصيب من التخطيط المستقبلي؟

- بكل تأكيد، سيكون جزءا أساسيا من الخطة، سنجعله مشرفا كما هو الحال في اتحاد الكرة الإماراتي.

* الدوري البحريني يعاني من الضعف، ألا ترى أن الدوري المحلي هو الوجه الحقيقي للمنتخبات؟

- أعتقد أن الأمر ليس صوابا مائة في المائة، دعني أطرح سؤالا، أين المنتخب السعودي اليوم، لم يظهر بصورته المعهودة، فهل هذا يعني أن الدوري السعودي ضعيف؟ هذا كلام ليس صحيح، ولكن العمل عبارة عن منظومة لا تقتصر على دوري المحترفين فقط، بل لا بد أن تشترك لجنة المسابقات واتحاد الكرة الذي يقوم بانتقاء الكفاءات الإدارية والفنية، وأعتقد أن جميع المنتخبات الخليجية مرت بعدم استقرار، ومن ضمنها المنتخب السعودي الذي سيقود قريبا بإذن الله إلى قوته، وأتمنى من اتحاداتنا الخليجية وضع استراتيجية طويلة للعمل، لأنه استراتيجياتنا في العمل – للأسف - وقتية من عام إلى عامين، ومن يسر على خطة واضحة ينجح عمله.

* ما هي أبرز معوقات تطور الكرة البحرينية من وجهة نظرك؟

- الكرة البحرينية مرت بتجارب لم يمر بها غيرها، من احتراف اللاعبين، وعدم تطبيق دوري المحترفين، وخلوها من أجهزة فنية متكاملة تعمل بنظام موحد، ولم نطبق ذلك إلا من العام الماضي، وقبلها كنا نسير حسب المناسبات والبطولات التي نشارك بها، وبناء على الموازنة المتوفرة، لكن الآن هناك استراتيجيات لعمل منظم، وخطط قصيرة وبعيدة المدى، منها تصفيات كأس العالم المقبلة، وكأس الخليج، وبطولة آسيا المقبلة في أستراليا، ونحن في الاتحاد البحريني نعمل على هذا الأمر، وقبل الصيف المقبل ستكون الخطط واضحة للسير وفقها.

* رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام توقع أن تحظى البطولة الآسيوية الحالية بالمستوى الفني الأعلى، هل توافقه الرأي؟

- أرى أن جميع المنتخبات ظهرت بمستوى فني هابط بعض الشيء، ولم نشاهد منتخبا في قمة عطائه الفني سوى منتخب أو منتخبين.

* من ترشح لنيل اللقب الآسيوي؟

- أتمنى أن يكون اللقب عربيا، ولكن الواقع والمنطق ولغة الكرة تقول إن منتخب كوريا الجنوبية هو الأقرب للتتويج بالبطولة الآسيوية..

* متى تستضيف البحرين كأس آسيا؟

- عندما تتوفر البنية التحتية الكاملة.. لم لا؟ ولله الحمد الحكومة تسير نحو دعم المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية، وقد تكون الاستضافة بعد 10 سنوات تقريبا، حينما تعود البطولة إلى غرب القارة.

* كيف ترى مستقبل الرياضة السعودية بعد تنحي الأمير سلطان بن فهد، وتعيين الأمير نواف بن فيصل؟

- لا شك أن الأمير سلطان عمل وسعى في فترة وجوده على رأس الهرم الرياضي في السعودية، ولكن الكمال لله، ولا بد من وجود خلل معين في العمل، لذا؛ يجب أن نضع اليد على الجرح لكي يبرأ، ونعالج الخطأ ليعود المنتخب السعودي مرة أخرى، والكرة السعودية تستطيع العودة أسرع من أي دولة أخرى، وأقوى مما كانت عليه لوجود الدعم الحكومي، وتوفر الإمكانات، وفي اعتقادي أنها ستعود قبل نهاية 2011 بجهود الأمير نواف بن فيصل، ومن سيعمل معه في الاتحاد، وتذكروا كلامي في تصفيات كأس العالم المقبلة.