بروس مدرب سندرلاند: انتقال بينت إلى فيلا تعبير عن نهاية زمن الولاء للأندية

رحيل اللاعب المفاجئ يثير غضب مسؤولي اللعبة من مغريات المال في كرة القدم

TT

إذا أردت أن تشعر بمعنى الإخلاص والولاء، اشتر حيوانا أليفا، لقد كان ميكي داف، رئيس جمعية المدرسة القديمة لمنظمي مباريات الملاكمة، مغرما بإثارة هذا الانطباع لوصف علاقاته في رياضة الفن النبيل. ولكن إذا كان قد لاحظ مصادفة تحركات دارين بينت مهاجم سندرلاند المنتقل بشكل مفاجئ إلى أستون فيلا (في صفقة أثارت جماهير ومدرب ناديه)، ربما كان قد قدم نصيحته الحادة هذه بنفس السهولة إلى مدربي كرة القدم.

وسوف تدوي هذه الكلمات، بالتأكيد، مع ستيف بروس، مدرب فريق سندرلاند وأكثر المتضررين بشكل واضح من تخلي بينت عن سندرلاند وانتقاله إلى فريق أستون فيلا في هذا التوقيت. ولا يزال الرجل يعبر عن غضبته إزاء هذا النوع من الخيانة التي لم يكن يتخيلها أي متنبئ وقارئ للنجوم.

وقد وصف ستيف بروس، المدير الفني لسندرلاند، انتقال بينت بـ «خيبة الأمل الكبيرة أن يرى المهاجم الذي سطع نجمه من جديد هذا الموسم يقامر بمستقبله تاركا النادي منتصف الموسم بسبب إغراءات أستون فيلا المالية». وقال بروس: «نشعر في سندرلاند أنا واللاعبون.. ومشجعونا والنادي بأكمله بإحباط كبير من تصرف بينت، خاصة في الوقت الذي أثبتنا أننا نتطور بشكل إيجابي ونحتل مكانة رائعة».

وتكلم بروس عن انتهاء عصر الولاء للأندية، والخيانة من أستون فيلا لأن الأخير تحدث مع اللاعب أولا ليغريه بـ 18 مليون استرليني دون الاستفسار عن استعداد سندرلاند الاستغناء عنه أم لا.

إن العارفين بأمور حياة الحيوانات الأليفة يمكنهم أن يجزموا بأنهم يمثلون أفضل مقاييس الإخلاص والولاء، في وقت يفتقده لاعبو كرة القدم المعاصرون في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكانت عبارة ميكي داف المفضلة تصاحبها دائما عبارة أخرى: «إذا كنت تريد الإخلاص والاهتمام، اشتر حيوانا ذكيا». وقد يكافح بينت طويلا من أجل فهم هذه النقطة. وفي المرة الأخيرة التي أعرب خلالها هذا اللاعب، الذي يتلون كثيرا، عن أمله في الانتقال إلى نادي سندرلاند، بشكل مثير للسخرية تماما - عبر اللاعب عن أفكاره إلى دانيال ليفي، رئيس ناديه السابق توتنهام هوتسبير على النحو التالي: «تسألني هل أريد الانتقال إلى نادي هال سيتي؟ لا. هل أريد الانتقال إلى نادي ستوك سيتي؟ لا، هل أريد الانتقال إلى سندرلاند، نعم».

مفاوضات قيمتها ملايين الجنيهات، أجريت عبر موقع «تويتر»؟ وهذا يقدم بعض الأدلة التي تساعد على حل اللغز عن المستوى الذي يتعامل من خلاله بينت وأعوانه. حيث يبدو التخطيط للمرحلة التالية من حياته المهنية، أنه مثل طفل عمره ثماني سنوات رفض أحدث أحذية التزلج.

ويرى جمهور سندرلاند أن انتقال بينت إلى أستون فيلا شيء مخز، وإعلان عن وفاة الإخلاص والمثل العليا رياضيا. ويقول المدرب بروس ورجال سندرلاند إن هذا الكلام ربما يصفهم بأنهم غير واقعيين وأن الولاء والإخلاص قد اختفيا في الدوري الإنجليزي الرأسمالي بشكل مفرط منذ زمن بعيد، وأن هذه المثل العليا أصبحت سلعة يمكن الاتجار بها. ولكن رجال سندرلاند يقولون لمنتقديهم وبخاصة المساندين لفيلا واللاعب بين: «عودوا إلى المقابلة التي أجراها بينت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حيث امتدح فيها عوامل الجذب في منطقة الشمال الشرقي بإنجلترا وإشاراته إلى سندرلاند».

وقتها زعم بينت حبه لهذا المكان بقوله: «أحب هذا المكان، وأحب الناس. أنا ألعب لنادي سندرلاند، ولكنني أعيش في نيوكاسل، والناس رائعون هناك أيضا. ويخبرني المشجعون بأنني وقعت للنادي الخاطئ، ولكنه جزء رائع فعلا من العالم».

كانت رسالته عن التواضع والرضا، والتعاطف مع المشجعين مثل شيء محي بالماء من نادي سندرلاند لكن الانطباعات الأنانية لرحيله سيكون لها صدى كبير. وبدا تصريحه الأول على ملعب فيلا بارك محسوبا لكي يضاعف من مشاعر الحزن لدى مشجعي ومسؤولي فريق سندرلاند. وقال بينت: «قضيت بعض الأوقات الرائعة في سندرلاند، ولكنني تركت كل هذا وراء ظهري الآن». وهو الذي يراه جمهور سندرلاند بمثابة سخرية منهم، وأن اللاعب تصرف ببلادة كما لو كان يسخر من محب هجره.

ولكن ربما كان هناك جزء واضح من لعبة بينت وهو الادعاء أنه لم يتخل عن خلفيته الحضرية في نادي تشارلتون أتلتيك ونادي توتنهام للعيش في الأقاليم. وانطلت هذه الخدعة على جماهير سندرلاند الذين تحملوا إصاباته خلال هذا الموسم وتساهلوا مع أدائه الباهت خلال فترة ما قبل أعياد الميلاد، والتي سجل فيها بينت هدفا واحدا فقط خلال خمس مباريات.

ووسط مشاعر الحنق السائدة بين أنصار بينت السابقين على رحيله المفاجئ من الفريق، هناك إشارة أيضا على قبول بعض المشجعين بشكل متجهم لهذه الخطوة، وقولهم إنهم لا يمكن أن يتوقعوا منه رفض العرض المقدم من نادي أستون فيلا والذي أغراه برفع راتبه بنسبة 30 في المائة لكي يؤدي نفس العمل في مكان آخر.

لكن مسؤولي الأندية يرون أن هذه مدرسة فكرية محطمة للمعنويات، لأنه بذلك لن يترك أي لاعب للمشجعين أي ذكرى للإيمان به، وأنهم لا يشاهدون سوى مشاهد مزيفة في كل مرة يرون خلالها لاعبيهم المفضلين وهم يقبلون شعار النادي.