توابع الديربي تلقي بظلال متباينة على روما ولاتسيو

بوريللو يزداد نجمه سطوعا.. وزاراتي يفكر في الرحيل

TT

يبدو أن جماهير نادي روما تحتاج الآن إلى العثور على لقب لبوريللو لاعب الفريق. وإذا كان الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا نجم الفريق السابق كان يلقب في بلقب «الملك الأسد»، فإن بوريللو يسجل مع الفريق بإيقاع يجعله يستحق التكريم بلقب رياضي، بعد أن سجل للفريق 14 هدفا في 26 مباراة رغم أنه لم يشارك فيها جميعا بأكملها.

ولذلك أصبح بوريللو لاعب الميلان السابق في عيون جماهير فريق روما هو خليفة الأرجنتيني باتيستوتا، المهاجم الذي قاد فريق روما للقب الثالث في تاريخه. لكن تألق بوريللو مع فريق روما يجعل هناك نوعا من الندم المزدوج. فنادي الميلان يعرف جيدا أنه ببيعه بوريللو لنادي روما قد قام بدعم منافس مباشر له على اللقب، بينما مازال نادي اليوفي - رغم كثرة المهاجمين الجيدين لديه - يلعق جراحه بعد أن رفض بوريللو الصيف الماضي الانضمام له مفضلا اللعب لنادي روما.

وقد نظم لاعبو فريق روما عشاء جماعيا للفريق للاحتفال بفوزهم في مباراة الديربي على فريق لاتسيو وتأهلهم لدور الثمانية لكأس إيطاليا. وتحدث بوريللو بهدوء وتواضع شديدين قائلا: «إنني أسجل باستمرارية والفريق يفوز. ومن الطبيعي أن جميع اللاعبين يريدون المشاركة. وبالنسبة لي فإن مشاركتي بجوار لاعبين مثل توتي وفوتشينيتش وأدريانو ومينيز تعتبر مصدر سعادة كبيرة». وفيما يتعلق بمينيز فقد ظهر واضحا أنه أصبح يلعب دورا أساسيا مع الفريق. وقد تحدث معه المدير الفني رانييري والمدير الاداري مونتالي ليوضحا له أنه بعد أن كشف عن قدراته الجيدة ينتظره الشيء الأصعب وهو الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة حتى يصبح لاعبا فذا وعالميا.

ولا شك أن بوريللو وفريق روما يحتاجان أيضا للاهتمام بالتفاصيل الدقيقة من أجل إحراز الأهداف والتألق. ويبقى هدف فريق روما هو نفس الهدف الذي كان موجودا مع بداية الموسم وهو الفوز بلقب الدوري الإيطالي. وقد أوضح بوريللو ذلك قائلا: «إنني أقول من البداية إن فريق روما يجب أن ينافس على اللقب. لن يكون الأمر سهلا، لأن الإنتر أيضا قد دخل الآن بقوة إلى حلبة المنافسة ويلعب بشكل رائع منذ تولى ليوناردو تدريبه. إن الضغط شديد، لكننا سنحاول معهم حتى النهاية». ومع تألق بوريللو وروحه الحماسية هذه لا يسع ناديا الميلان واليوفي سوى الندم على عدم وجود مثل هذا اللاعب في صفوفهما.

وعلى الجانب الأخر فتحت الخسارة في مباراة الديربي أبواب الجدل حول بعض الأمور داخل فريق لاتسيو. وكان محور الجدل هذه المرة (رغم أنها ليست المرة الأولى له) هو اللاعب ماورو زاراتي. فقد شارك اللاعب أساسيا في مباراة الديربي الأخيرة بعد أن جلس احتياطيا في آخر مباراتين لفريقه أمام فريق روما. ورغم أن اللاعب شارك بفاعلية وتأثير جيد في أغلب فترات المباراة فإنه لم يسلم من انتقادات مدربه رييا بعد نهاية اللقاء حيث صرح المدرب قائلا بشأنه: «لا يمكنه اللعب بمفرده وإذا استمر على هذا النحو فسأتخذ إجراء ضده».

وقد تراجع رييا بشكل جزئي عن هذه التصريحات، لكن الموقف لا يزال متوترا بين اللاعب ومدربه، لا سيما أن هذا الأمر تكرر كثيرا خلال السنة الماضية التي تولى فيها رييا تدريب الفريق. فقد وجه رييا خلال تلك الفترة الكثير من الانتقادات والعقوبات والاستبعاد لزاراتي. ولا يتحمل رييا تصرفات اللاعب الأرجنتيني التي تنم عن الغرور والتعالي وأنانيته داخل الملعب. ويشعر اللاعب بدوره أن المدرب لديه أسباب شخصية لاضطهاده ومعاملته بشكل سيئ. وقد اعترف زاراتي في حوار صحافي أجرى مؤخرا بأن سوء العلاقة بينه وبين المدرب دفعه للتفكير في الرحيل عن نادي لاتسيو خلال الصيف الماضي (حيث كان نادي توتنهام يرعب في ضمه). ويبدو أن من الصعب أن «يقاوم» اللاعب إزاء تلك الضغوط الأخيرة التي تعرض لها من المدرب عقب مباراة الديربي. وقد يرحل اللاعب عن نادي لاتسيو بالفعل خلال سوق الانتقالات الشتوية الحالية (حيث يفكر نادي ليفربول في شرائه)، لكن الأرجح هو أن يرحل عن الفريق خلال الصيف القادم، إلا إذا تدخل لوتيتو رئيس النادي في الأمر. ومن المعروف أن رئيس نادي لاتسيو قد ترك للمدرب رييا حتى الآن استقلالية كبيرة في إدارة الفريق. لكن ذلك ربما لن يستمر طويلا، لأن زاراتي (الذي يعتبر أكبر صفقة قام النادي بعقدها مؤخرا) يستحق أن يفكر رئيس النادي في الأمر. ومن المفترض أن يوفر رحيل زاراتي لنادي لاتسيو نحو 21 مليون يورو بالإضافة إلى الأموال التي سيوفرها النادي ببيعه. فالنادي يدفع راتبا سنويا للاعب يبلغ 4 ملايين يورو (وما زال عقده ممتدا لـ3 سنوات أخرى) بالإضافة إلى مبلغ 3 ملايين يورو في الموسم الواحد يدفعها النادي للشركة التي تتولى إدارة حقوق اللاعب. ويبلغ المجموع إذن 21 مليون يورو. وبالتالي يبدو رحيل اللاعب عن النادي أمرا مؤكدا، لكن الأمور قد تغيير بحلول شهر مايو القادم. وقد جاءت تصريحات المدير رييا يوم الخميس الماضي لقناة «لاتسيو ستايل راديو» بمثابة محاولة (ربما متأخرة) لرأب لصدع في العلاقة مع اللاعب: «إن زاراتي هو أهم ثروات نادي لاتسيو ويجب الحفاظ عليه. لكن واجبي هو تحسين مستواه أيضا من خلال الانتقادات».