أدلى آرسن فينغر بتصريحات أثارت حفيظة مانشستر يونايتد وأغضبت جماهيره عندما وصفه بأنه «محظوظ» هذا الموسم، لكنه اعترف بأن بمقدورهم الآن مضاهاة إنجاز فريق آرسنال موسم 2003 - 2004 على الرغم من أداء يونايتد الضعيف.
من المؤكد أن تقييم فينغر سيغضب جماهير وعشاق مانشستر يونايتد بالنظر إلى المنافسة الكبيرة بين الناديين، والشعور بأن المدرب الفرنسي الذي يفقد الروح الرياضية عند الهزيمة يرفض مديح الآخرين. ومن المتوقع أن يكون مانشستر يونايتد الفريق الثالث الوحيد بعد ناديي بورتسموث موسم 1888 - 1889 وآرسنال موسم 2003 - 2004 الذي يكمل الموسم بالكامل بسجل خال من الهزائم إذا واصلوا مسيرتهم في الدوري دون هزيمة في مبارياتهم الـ17 المتبقية في الدوري.
برغم ذلك أشار فينغر إلى أن انتصارهم 2ـ1 الأخير على وست برومويتش ألبيون كان مثالا على المباريات التي حالفهم فيها الحظ، وأكد على أن مانشستر يونايتد لا يوازي فريقه الأسطوري الذي كان يضم تيري هنري ودنيس بيرجكامب وروبرت بيرس. وقال فنغر: «هل تسألني ما إذا كانوا قادرين على تحقيق الإنجاز الذي حققه آرسنال؟ من المؤكد أنهم قادرون على ذلك لأنهم لم يهزموا بعد. ولكن هل هم محظوظون في المباريات التي خاضوها حتى الآن؟ بكل تأكيد، لكننا سنرى. أعتقد أن المشوار لا يزال طويلا حتى يمكن أن يحققوا مثل هذا الإنجاز، لكن لا يمكن استبعاد هذا الأمر».
وعندما سئل فنغر عما إذا كان مانشستر يونايتد لم يظهر بنفس المستوى الذي ظهر عليه الآرسنال في موسم 2003 - 2004 والذي لم يهزم فيه قط، قال فينغر: «نعم، لكنهم أكثر ثباتا دفاعيا منهم في ناحية الهجوم، وهو ما ساعدهم في الوصول إلى هذه المرحلة. وقد شاهدنا جميعا المباراة التي لعبوها أمام توتنهام (الأحد الماضي) والتي تمكنوا فيها من الخروج بتعادل سلبي لأن توتنهام مكان يكون اللعب فيه صعبا للغاية».
من جانبه قال أليكس فيرغسون في سيرته الذاتية «إدارة حياتي»: «إن آرسن فينغر يثير إحباطي عندما يبدو مترددا في الإشادة بما حققناه. وأعتقد أن علي القبول بأن التقدير بين مانشستر يونايتد وآرسنال يجري في اتجاه واحد فقط. فعندما طلب من فينغر الإشادة ببول سكولز في بداية الموسم الحالي أشار بحدة إلى أنه لم يكن اللاعب الذي يميل إلى اللعب النظيف وأن هناك جانبا مظلما يحيط باللاعب».
من جانبه لم ينكر فينغر أنه يفقد الروح الرياضية عند الهزيمة ويقول إنه دائما ما يعبر عن رأيه ببساطة. وقد كانت هناك الكثير من المناسبات التي أثارت غضب آرسنال من فيرغسون ومانشستر يونايتد. ولعل ألطف تراشق لفظي بين المديرين الفنيين كان عام 2002 عندما زعم فيرغسون أن مانشستر يونايتد أفضل فريق منذ الكريسماس على الرغم من فوز الآرسنال ببطولتي الدوري والكأس في ذلك الموسم، وجاء أبلغ رد من فينغر بالقول: «إن أي شخص يعتقد أن زوجته هي أجمل زوجة في العالم».
من ناحية أخرى انتقد باتريك فييرا، مدافع مانشستر يونايتد فريق الآرسنال بالقول إن الفريق يمر بأزمة بعد فشله في الحصول على أي بطولة منذ عام 2005. وهاجم فييرا الآرسنال عندما وصف أداءهم في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 بـ«11 رجلا ضد 11 طفلا».
كان مانشستر يونايتد بطبيعة الحال الفريق الذي كسر سجل الآرسنال الخالي من الهزائم والذي وصل إلى 49 مباراة دون هزيمة في الدوري الإنجليزي موسم 2004، وكان من بينها أيضا الموسم الماضي. وقد بلغ رصيد مانشستر يونايتد في عدد المباريات التي لك يهزم بها هذا الموسم 26 مباراة.
ومع فارق نقطتين فقط تبعدانه عن مانشستر يؤكد فنغر على أن الدافع الكبير لكلا الناديين هذا الموسم لا يزال الفوز بالدوري الإنجليزي. ويواجه مانشستر يونايتد نادي آرسنال على ملعب الإمارات في 30 أبريل (نيسان)، لكن هناك بعض الصعوبات الأخرى التي ينبغي على مانشستر يونايتد التغلب عليها كما هو الحال في لقاءاته مع تشيلسي وليفربول.
ويقول فنغر: «أنت تفكر حقا بشأن الفوز بالبطولة، وتفكر في الخروج دون هزيمة في المباريات الخمس القادمة، لكنك لم تفكر في المباريات الـ17. وإذا ما تجاوزت هذه المباريات الخمس دون هزيمة يمكنني حينها القول إنهم قادرون على فعلها».
«من الصعب بالنسبة لي الحديث بشأن ذلك لأن ذلك سينقل إلى عناوين الصحف، وفي النهاية فإنني لا أكترث سوى لأداء فريقي. والأهم بالنسبة لي أيضا هو هزيمة مانشستر يونايتد. ومع المستوى الذي يظهرون به أعتقد أننا لا زلنا نملك الفرصة إذا ما أدينا بصورة استثنائية حتى نهاية الموسم. فهم يواجهون جدولا صعبا أيضا».