إبراهيم العمر: غياب رؤساء الأندية عن اجتماعاتنا فضح نياتهم أمام الجميع

قال إن اعتراف الحكم بأخطائه شجاعة.. وفهم القانون ليس حكرا على الحكام «المحللين»

TT

أكد نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي إبراهيم العمر أن اعتراف الحكم السعودي بأخطائه عبر وسائل الإعلام لا يشكل مشكلة للجنة، لأن الأخطاء التحكيمية غالبا ما تكون أخطاء تقديرية، وهي تعتبر جزءا من اللعبة.

وقال خلال حواره لـ«الشرق الأوسط»، إنه مندهش من تجاهل منسوبي الأندية، وعدم اهتمامهم بحضور الاجتماعات الشهرية التي تنظمها اللجنة لمناقشة الحكام حول القرارات التي احتسبوها خلال قيادتهم لمباريات دوري زين للمحترفين.

وأضاف العمر أن لجنة الحكام الحالية اتخذت الشفافية والوضوح منذ أن تسلمت أعمالها، ومن يحاول أن يتخذ التجريح والاتهامات سلاحا له في مهاجمة الحكام ستكون العقوبات في انتظاره، كما حدث لأحد الأندية عندما غرم بمبلغ 300 ألف ريال كأول قرار يتخذ في تاريخ الكرة السعودية.

* تميز الاجتماع الشهري الأخير الذي نظمته لجنة الحكام الرئيسية بالشفافية والوضوح بشأن جميع القرارات التي صاحبت الجولات الأربع الماضية، كيف تجد ذلك؟

- يجب أن تعلم أن مبدأ لجنة الحكام الرئيسية منذ توليها العمل مبني على الشفافية والوضوح، ولا يوجد لدينا شيء نخفيه، وهذا واجب علينا كلجنة بأن نكشف الحقائق للجميع، ويكون العمل مشتركا بين اللجنة والحكام والرأي العام بدليل أن اللجنة دائما ما تطالب رؤساء وإداريي ومدربي ولاعبي الأندية بالحضور في هذا الاجتماع للوقوف والتعايش مع الحدث أولا بأول، وأعتقد أن بعض الإعلاميين حضروا هذا الاجتماع واطلعوا على كل صغيرة وكبيرة، وكيف كانت المناقشات بين اللجنة والحكام من خلال عرض ما يقارب 113 لقطة تم اختيارها من أجل تحقيق الفائدة.

* وهل تعتقد أن العمل الذي تقوم به اللجنة يعتبر خطوة إيجابية، كونك تكشف أخطاء الحكم عبر وسائل الإعلام؟

- بكل تأكيد تعتبر خطوة إيجابية لجميع الحكام حتى يستطيع كل منهم معالجة أخطائه وعدم تكراراها في المستقبل، ويجب أن تعرف أننا كلجنة لا يمكن أن نحجب دور الإعلام فيما يخص النقد، وعلينا أن نغرس هذا المفهوم لجميع الحكام، حيث الكثير من المحللين والنقاد سواء المتخصصون أو غيرهم يتحدث وينتقد بعد نهاية المباريات، وبالتالي لا بد من تطعيم الحكام بتقبل الرأي والرأي الآخر.

* وماذا عن الحكم نفسه هل يقبل الاعتراف بأخطائه عبر وسائل الإعلام؟

- من وجهة نظري لا أجد في اعترافه أي مشكلة، وكما هو معروف أن الأخطاء التحكيمية ما هي إلا حالات تقديرية، ويقع فيها أي حكم سواء كان جيدا أو العكس، ومعروف أن كرة القدم لا بد أن تصاحبها أخطاء، وبالتالي علينا أن نؤمن بأن التحكيم هو جزء من اللعبة، وهناك الكثير من الأمثلة على مستوى البطولات الدولية والقارية حيث دائما ما تجد أبرز وأفضل الحكام يرتكبون أخطاء لحالات تعتبر بسيطة في عالم الكرة، ولا يوجد ذلك الهجوم والتجريح الذي نشاهده في ملاعبنا.

* لكن بعضهم لا يعترف بالأخطاء التي يقع فيها، رغم أنها مؤثرة على نتيجة المباراة؟

- من واجب الحكام الاعتراف بالأخطاء التي يقعون فيها خلال المباريات، ولا أعتقد أن اعترافهم سيغير من الأمر شيئا، بل يعتبر شجاعة منهم، وكما ذكرت أن اللجنة هدفها الارتقاء بمستوى التحكيم، وفي أغلب الأوقات نطالبهم بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء، وقليل منهم يكابرون في قناعتهم على الأخطاء التي يرتكبونها في المباريات التي يقودونها.

* ما هو ردك على من يتهم ويجرح الحكام من قبل بعض مسؤولي الأندية والإداريين واللاعبين؟

- أعتقد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أنصفنا من خلال تطبيقه لكثير من العقوبات بحق من يطلق الاتهامات والتجريح سواء كانوا رؤساء أندية أو إداريين أو لاعبين أو من الحكام أنفسهم، والعقوبة التي صدرت من قبل لجنة الانضباط بحق أحد الأندية التي بلغت 300 ألف ريال تعتبر هي الأولى في تاريخ الكرة السعودية، وهذا القرار سيكون دافعا للحكام ومانعا ضد منسوبي الأندية للابتعاد عن أسلوب التجريح ونحن نرحب بالنقد الهادف الذي ينصب لمصلحة الجميع. وبالمناسبة كنت أتمنى وجود منسوبي الأندية في الاجتماع الشهري الأخير الذي أقامته اللجنة، ولكن للأسف لم نشاهد أي رئيس ناد أو مدير فريق أو لاعب يحضر، وهذا يؤكد أن الأندية للأسف ليس لديها أي اهتمام بشأن الوقوف على جميع الملاحظات التي حفلت بها الجولات الأربع الأخيرة من دوري زين السعودي للمحترفين.

* وكيف ترد على من يقول إن الحكم السعودي شخصيته ضعيفة بسبب الضغط المتواصل من قبل الأندية والجماهير والإعلام، وهذا الضغط ربما يؤثر على نفسيته ومستقبله التحكيمي؟

- المتابع الرياضي ينقسم إلى قسمين، فئة تميل للعاطفة، وهي تضم منسوبي الأندية واللاعبين والجماهير، وهؤلاء من الصعب أن ترضيهم بأي شيء، والفئة الثانية وهي الشريحة الأكبر من المجتمع التي تتكلم بالمنطق والعقل حيث يقدرون ما يقوم به الحكم السعودي، ورغم التجاوزات التي نشاهدها من الفئة الأولى، فإن اللجنة والحكام أنفسهم يستمدون الثقة من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، ويجب على الحكام أن يزرعوا الثقة بأنفسهم، وأن لا يلتفتوا للمؤثرات الإعلامية والجماهيرية وأن يحرصوا على إقناع المتابع بقدراتهم وإمكانياتهم.

* يلاحظ التفاوت في شخصية الحكم السعودي داخل الملعب حيث تجد البعض منهم دائما مبتسما وآخرين عكس ذلك؟

- أنا أتفق معك، ولكن هذه طبيعة البشر، ولا يمكن أن تغير في شخصية الحكم، فمنهم البشوش والواضح، ومنهم المتجهم، وهذه المواصفات لا نحبذها حيث خير الأمور أوسطها.

* ما هي نسبة تقييمك لأداء وقرارات الحكم السعودي خلال هذا الموسم؟

- يمكن منح الحكم نسبة 60 إلى 70 في المائة، ويجب أن نعترف بأن هناك أخطاء تحكيمية يمكن وصفها، مثل عملية التداول، فاليوم يحتسب الخطأ ضدك، وغدا يحتسب لمصلحتك، وهدفنا في المقام الأول هو الارتقاء بمستوى الحكم الفني من خلال تحركاته ولياقته وشخصيته داخل الملعب وكيفية تعامله مع الحدث وفق القانون، ويجب أن تعرف أن نسبة التقييم ليست طموحنا كلجنة، حيث نسعى للأفضل خلال المرحلة المقبلة، ونتطلع إلى أن يكون الحكام قادرين على تقليص أخطائهم والاستفادة من الملاحظات التي تبديها اللجنة خلال الاجتماعات الشهرية والدورات والمحاضرات التحكيمية التي تنظمها اللجنة بين الحين والآخر وهذه بلا شك يساهم في رفع مستواهم وازدياد الثقة في أنفسهم.

* بكل صراحة هل خروج بعض الحكام السابقين عبر القنوات الفضائية وتعليقهم على أخطاء الحكام يسبب لكم نوعا من الإحراج، وكيف تقارن حكام الماضي بالحكام الحاليين؟

- لا أتصور أنه يسبب أي إحراج للجنة الحكام، ولكن أتمنى منهم عند الحديث عن أي حالة أن لا يعتبروا أنفسهم في موقف «الفاهم»، وغيرهم غير الفاهم، وينبغي عليهم أن يكونوا عادلين ومنصفين.

وفيما يخص المقارنة فأعتقد أنه لا يوجد أي مقارنة، فحكام الماضي لم يتعرضوا للضغط الإعلامي الذي يتعرض له الحكام الحاليون بسبب عدم وجود قنوات فضائية تتابع كل صغيرة وكبيرة حيث لم يكن يوجد سوى التلفزيون السعودي، وغالبا لا يعرض جميع اللقطات بعكس اليوم الذي يعرض كل شيء بالتفصيل خلاف المتابعين والمحللين، وما أقول إلا الله يعين الحكام.

* وهل تعتقد أن اللجان السابقة كان لها دور سلبي في عملكم بعد تسلمك اللجنة؟

- بالعكس جميع اللجان التي عملت في لجنة الحكام، كان لها دور إيجابي، وصدقني كلها مكملة لبعض، وكل لجنة تأتي هدفها الأول الارتقاء بمستوى التحكيم من خلال إقامة الدورات والبرامج ومتابعة كل صغيرة وكبيرة لكل حكم وتقديم التوجيهات والنصائح حتى نستطيع تجهيز وإعداد أكبر عدد ممكن منهم من أجل المشاركة في قيادة المباريات على مستوى المسابقات التي ينظمها الاتحاد السعودي لكرة القدم لجميع الفئات.

* هل صحيح أن الحكم الذي لديه ميول تجاه ناد معين، لا يتم تكليفه للفريق الذي يميل إليه، بمعنى عبد الرحمن الزيد لا يكلف لمباريات الهلال، وإبراهيم العمر لا يكلف لمباريات النصر؟

- هذا الكلام عار من الصحة، ولا يمكن أن يتم تقييم الحكم بالميول، ولو أن هذه النظرة التي تقولها موجودة حاليا لاستفاد الحكم من الفريق الذي يميل إليه، فالميول ليس لها مجال ألبتة في التحكيم إطلاقا، ولا أتذكر أن حكما اعتذر عن قيادة مباراة بسبب ميوله، وللعلم، عبد الرحمن الزيد سبق وأن قاد مباراة كأس المؤسس بين الهلال والأهلي، وأنا كلفت بتحكيم الكثير من المباريات للهلال والنصر تفوق 30 مباراة خلال مشواري الطويل.

* كيف ترى مشاركة الحكم السعودي خارجيا، وهل تعتقد أنه سجل حضوره كما ينبغي؟

- الحكم السعودي دائما ما يسجل حضوره في جميع المناسبات التي يرشح لها، وأعتقد أن الحكم المونديالي خليل جلال شرف الحكام العرب في نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا، أضف إلى ذلك أن لدينا حكاما قادمين سيكون لهم ثقلهم في عالم التحكيم خلال المرحلة المقبلة، وخصوصا في الدوري الآسيوي، وهناك حكام النخبة أمثال مرعي العواجي، الذين تم تقليدهم الشارة الدولية عام 2010 و2011، بالإضافة إلى فهد المرداسي، وفهد العريني، وعبد العزيز الكثيري، وعبد الله الشلوي.

* وماذا عن العقوبات التي تصدر بحق الحكام، هل تعتبر سرية؟

- عقوباتنا واضحة ولا يوجد ما نخفيه، ولا نخشى أي أحد، وجميع الحكام على دراية بها، وأي حكم يخطئ سيتم تجميده من أسبوع إلى أسبوعين من أجل مراجعة نفسه، ولو وقع الحكم في أخطاء سلوكية سيتم إيقافه، ويتم الإعلان عن العقوبة ومدتها بعد موافقة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل.