قناة «سكاي» الإنجليزية تعاقب أشهر معلقيها لاستهزائه بحاملة راية

التعليقات بُثت على الهواء مباشرة بالخطأ خلال مباراة ليفربول مع وولفرهامبتون

TT

أعلنت قناة «سكاي» الرياضية الإنجليزية الاستغناء عن أندي غراي، أحد أشهر مقدمي برامجها، بعد تورطه مع زميله ريتشارد كايس في تعليقات مسيئة لمساعدة الحكم سيان ماسي التي حملت الراية في مباراة ليفربول مع وولفرهامبتون الأحد الماضي، وبُثت على الهواء مباشرة.

تأتي هذه الخطوة بعد الضغوط التي تعرضت لها القناة الرياضية الشهيرة في الصحف البريطانية أمس وانتقدت فيها غراي بسبب التعليقات التي تفوه بها قبل المباراة وخلالها، هو وزميله كايس، التي اتفق فيها الاثنان على أن النساء لا يفهمن قوانين كرة القدم، مشيرين إلى ضرورة أن يهبط شخص إلى الملعب ليعلمها قواعد التسلل.. وتواصلا في حديثهما المسيء عن الحكمة المساعدة من دون دراية أن الإرسال لم يقطع بل ما زال يبث على الهواء مباشرة.

كان من المنتظر أن يقدم كل من غراي وكايس المباراة التي أقيمت ليلة الاثنين الماضي بين فريقي بولتون وتشيلسي، لكن تم استبدال مقدمين آخرين بهما بعدما أشرف بارني فرانسيس، المدير الإداري لمجموعة قنوات «سكاي»، بنفسه على اتخاذ إجراء تأديبي ضدهما. وكان هذا يعني إجراء إعادة ترتيب على جدول قناة «سكاي سبورتس 1» مع تأخير البرنامج لمدة 30 دقيقة، وتقديمه مباشرة من ملعب ريبوك بواسطة ديفيد جونز بدلا من كايس، وغراي في استوديو «سكاي» المعتاد.

واتصل كايس هاتفيا بمساعدة الحكم ماسي في وقت متأخر من مساء الأحد نيابة عن كلا المقدمين، وقبلت ماسي، التي تعمل بالتدريس والبالغة من العمر 25 عاما، اعتذارهما. وبحسب أحد المصادر، كان كايس «نادما جدا» على تعليقاته.

وأثارت التعليقات غضبا واسعا وانتقادا، وكان ريو فرديناند، قائد المنتخب الإنجليزي، وهوغ روبرتسون، وزير الرياضة البريطاني من بين الأشخاص الذين انتقدوا غراي وكايس. وقال فرديناند: «ما الخطأ في عمل امرأة كمساعدة للحكم في مباراة لكرة القدم؟ يجب ألا يحدث تمييز في لعبتنا على الإطلاق، وهذه آراء تنتمي إلى حقبة ما قبل التاريخ إذا فكرت بطريقة أخرى».

وانتقد كايس أيضا كاين برادي بعدما كتبت نائبة رئيس نادي ويستهام مقالا في إحدى الصحف عن التفرقة بين الجنسين بقوله: «هل سمعت كارين برادي الفاتنة وهي تشتكي من العنصرية؟». وقالت برادي إن هذه التعليقات جعلت «دمها يغلي». وأضافت: «لقد سمعتها وأنا لا أعتقد أنها مجرد مزحة». وكانت هذه أيضا وجهة نظر الحكومة. وقال روبرتسون: «إنها تعليقات محبطة جدا في الوقت الذي نحاول خلاله إشراك المزيد من النساء وتمكينهن في مختلف المجالات».

وتم بث اللقطة التي نُشرت حديثا والتي حدثت قبل مباراة وولفرهامبتون وليفربول، وفي هذه اللقطة يدعي المعلق أندي بورتون أن زميلا له وصف ماسي بأنها كانت «مجرد متسكعة». وأضاف بورتون: «لقد قال إن مستواها جيد. والآن لا أعرف إذا ما كان يجب أن أثق في رأيه عن هذا الأمر».

ورد غراي بقوله: «لا، لن أفعل. لن أفعل بكل تأكيد». وأشار عضو من فريق قناة «سكاي سبورتس 1» إلى ماسي مجددا، وتم سماع غراي وهو يقول: «يمكنني أن أراها من هنا. ما الذي تعرفه النساء عن قاعدة التسلل؟».

كانت قنوات «سكاي» على علم بتبادل الكلمات الذي حدث قبل المباراة، الذي وقع بين غراي وبورتون. ومن المتوقع أيضا أن قناة «سكاي» لن تجري أي تحقيقات داخلية عن كيفية تسريب التعليقات.

ولم يقدم البيان، الذي صدر يوم الاثنين، أي إشارة حول ما إذا كان كايس سيقدم البث الحي التالي للمباراة التالية على الرغم من أن التوقعات تشير إلى أنه سوف يعود لتقديم الاستوديو التحليلي بعدما اكتفت القناة بعقابه تأديبيا فقط بينما استغنت عن خدمات غراي.

وقال فرانسيس: «تلقى كل منهما توضيحا مفاده أن تعليقاتهما كانت غير مقبولة بالمرة. ولم يحظ كلاهما بأي عذر من أي فرد في قنوات (سكاي)، بغض النظر عن دورهما أو أقدميتهما. وتم تحذيرهما بوضوح إزاء سلوكهما وتذكيرهما بمسؤولياتهما». وحظي كايس بدفاع يوم الاثنين الماضي من قبل أخته سوزان، التي ادعت أنه «يحترم النساء جدا». وأشارت إلى أن النساء «أصبحن قويات إلى حد ما»، لكن وقع هذا الأمر كان كبيرا ليس بالنسبة لماسي فحسب.

كانت مباراة الأحد هي المباراة الثانية التي تخوضها ماسي كمساعدة للحكم في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي مدرسة كوفنتري، حيث تعمل معلمة، كانت هناك أعداد كبيرة من كاميرات التصوير التي انتظرت لإجراء مقابلات معها يوم الاثنين الماضي. وكانت وسائل الإعلام تنتظر أيضا خارج منزلها، وبقيت ماسي في مكان بديل مساء هذا اليوم.

كانت ماسي قد ترقت في سلم التحكيم بمباريات كرة القدم منذ مشاركتها في مباراتها الأولى منذ 10 سنوات، وحسبما ذكر أصدقاؤها، كانت ماسي تشعر بنوع من التشجيع بسبب رد الفعل الداعم بشكل ساحق.

وتحدثت جاني فرامبتون، مديرة تعليم وتدريب الحكام النساء في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، مطولا مع ماسي. وقالت فرامبتون: «لقد أدت هذه الواقعة إلى شعورها بالخجل بالطبع، لكنها إيجابية جدا. ومنذ بدايتها كفتاة شابة، كان التحكيم يمثل الحياة بالنسبة لها، وهي جيدة جدا في الحقيقة. إنها ممتازة من الناحية الفنية، ولائقة وذكية بشكل مذهل».

وتبدو فرامبتون واثقة أيضا من أن الواقعة ورد فعل قنوات «سكاي» لن يثبطا من عزيمة النساء الشابات على الالتحاق بهذه المهنة والإضافة إلى عدد الحكام النساء اللائي يقف حاليا في إنجلترا عند حاجز 1270 امرأة. وقالت فرامبتون: «حقيقة وقف غراي وكايس عن تقديم البرنامج مذهلة. لقد كانت أكثر مما يمكن أن تفعله قنوات (سكاي) حسب اعتقادي. إن القناة تستحق الثناء بالفعل».