غويدولين: دي نتالي ظاهرة كروية.. إنه مارادونا أودينيزي

المدير الفني قال إنه تحرر من مرض الأماني.. ووصف سانشيز بالمهاجم الفريد

TT

تبخر تاريخ فرانشيسكو غويدولين، المدير الفني الحالي في أودينيزي، وكأن شيئا لم يكن.. وكأن فوزه بكأس إيطاليا عام 1997 مع فريق فينشيزا وتغلبه على تشيلسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لم يحدث قط، وكأن قيادته لفريق أودينيزي إلى الدوري الأوروبي في العام الأول له مع الفريق (1999) كان حلم ليلة صيف، بل يبدو أن مهمته الناجحة مع باليرمو وبارما لم تدخل تاريخ كرة القدم. لقد خاض غويدولين حياة حافلة بالمباريات والنتائج، ولكن القدر فضل الاحتفاظ به في الظل، وهو ما يعقب عليه المدير الفني قائلا: «سأوافق على التحاور معكم بشرط أن لا تسألوني لماذا لم أتول تدريب أحد الفرق الكبرى حتى الآن. لقد مللت هذا السؤال». ولكننا سنطرحه عليه من دون شك.

* غويدولين، لقد بات أودينيزي قاب قوسين أو أدنى من الـ«شامبيونز ليغ» على الرغم من البداية السيئة للفريق الذي مني بأربع هزائم في أربع مباريات. هلا فسرت لنا حالة الإخفاق التي عاشها الفريق في بداية الموسم؟

- كان هناك لاعبون عائدون من المونديال ولم يكونوا في أفضل حالاتهم البدنية. من جهة أخرى، استغرق لاعبون بعض الوقت للتعرف بعضهم على بعض لأنهم من جنسيات مختلفة تماما. لقد كان الرئيس بوتزو مصيبا حين قرر الاحتفاظ بي وعدم إعفائي من منصبي. كنت أتعامل مع هذه المرحلة بشيء من الاستسلام، فقد كنت أحدث نفسي قائلا: «سأعود لممارسة رياضة الدراجات مرة أخرى». أما الآن، فأنا أعيش في أودينيزي وكأنه بيتي. ورغم أنني لا أنتمي لهذه المدينة، فإنني أشعر أنني واحد من هؤلاء الناس الذين يعملون بجدية كبيرة.

* كيف خرجتم من هذا النفق المظلم؟

- بالعمل، والقليل من الحظ. لقد تغيرت الأمور في اللحظات الأخيرة من المباراة التي خاضها الفريق أمام تشيزينا، وحققنا الفوز الأول لنا هذا الموسم.

* كان يقال إنك على خلاف مع توتو دي نتالي بعد أن طالب الأخير بالتدريب منفردا.

- لقد حلت المشكلة في أقل من ربع ساعة. لم يكن باستطاعتي إفساد طرق التدريبات وسياسة العمل التي اعتاد عليها لاعب بحجم دي نتالي. ما التعليمات الفنية أو التكتيكية التي يمكنك توجيهها إلى ظاهرة كروية مثل دي نتالي؟ إنني أقول له دائما: «توتو، فلتفعل ما تؤمن به، وتحرك في الملعب بالطريقة التي تحبها والتي تساعدك على الابتكار». دي نتالي هو مارادونا أودينيزي، وهو رجل متواضع وذكي ولكن هناك قواعد واحدة لا بد أن ينصاع لها الجميع.

* هل تبكي ضياع المباريات الأربع الأولى من دون فائدة؟

- ليس كثيرا. كان لا بد أن تسير الأمور بهذا الشكل، ولكننا حصلنا على عدد النقاط التي نستحقها.

* هل سيصبح سانشيز لاعبا كبيرا يوما ما؟ وهل تعتقد أنه على المستوى نفسه لكريستيانو رونالدو وغيره من النجوم الكبار؟

- أجل، إنه يتمتع بإمكانات استثنائية. لقد قررت الدفع به في قلب الدفاع، وسط جبهة الهجوم. أعتقد أنه مهاجم فريد من نوعه، ولا أجد له شبيها من بين اللاعبين المشهورين. ولا عجب إذا كانت الأندية الأوروبية الكبرى تضع أعينها عليه.

* هل تشعر أنك لم تحصل على التقدير اللازم كمدير فني؟

- (يجيب ضاحكا) سأهديكم هذه الجملة: «المخرجون البارعون ليسوا هم من يعملون في هوليوود».

* إذن، لماذا لم تتول تدريب أحد الأندية الكبرى؟

- كنت أتمنى ذلك منذ 10 سنوات، وكنت مريضا بهذه الأمنية، ولكنني تحررت منها وأريد أن أختم مسيرتي في أودينيزي.

* إنك تتحدث عن إنهاء مسيرتك الكروية رغم أنك في الـ55 من عمرك.

- إذا أراد يوفنتوس التخلص مني، سأفكر في العمل في أحد الأندية بالخارج (لقد كان غويدولين مدربا في الدوري الفرنسي في موسم 2005/2006)، ولكنني أفضل الفرق المغمورة، حيث يمكنني العمل في هدوء وجدية.

* هلا ذكرت لنا بعض الأمثلة؟

- إنني مغرم ببرلين وأرغب في تدريب هيرثا الذي يعاني من بعض التدهور في الوقت الحالي. أما إذا كان هيرثا لا يريدني، فسوف أنتظر استدعاء نوتينغهام فوريست.

* ربما تتجاهلك الأندية الكبرى بسبب عدم اهتمامك بمظهرك، حيث إنك تهبط إلى أرض الملعب مرتديا الزى الرياضي، ولم تظهر يوما بالزى الرسمي.

- إنني أرتدي ما يريحني وما يقربني من الفريق. أحيانا أمعن النظر في زملائي المهتمين بمظهرهم والذين يرتدون أحدث صيحات الموضة فأسأل نفسي: كيف يفعلون ذلك؟ لا يمكنني أن أغير من نفسي.

* هل يمكنك أن تكرر نجاح معلمك أوسفالدو بانيولي في فيرونا مع أودينيزي؟

- مستحيل. لقد أصبحت الفجوة بين الفرق الكبرى والصغرى كبيرة للغاية. لا شك أن بانيولي كان معلما كبيرا في الملعب وفي الحياة بشكل عام، ولكن هناك مدرب آخر ترك بصمة كبيرة في تكويني المهني.

* من هذا المدرب؟

- أريغو ساكي. لقد كان ساكي أول من برهن على قدرة الفرق الإيطالية على احتلال نصف ملعب الفريق المنافس لو توافرت الإرادة.

* غوارديولا أم مورينهو؟

- كلاهما ممتاز، ولكن برشلونة يرمز إلى الفريق المتكامل في كل شيء، فهو قوي وجميل للغاية والسبب في ذلك هو قدرة غوارديولا على إقناع مجموعة من المواهب غير العادية بالتعاون في الملعب من أجل استرداد الكرة. لا بد من الانتباه إلى بروسيا دورتموند أيضا، فهو أحد الفرق الأوروبية المتميزة للغاية في الوقت الحالي.

* من سيفوز بدرع الدوري الإيطالي هذا الموسم؟

- كنت أتوقع فوز الميلان منذ ما يقرب من شهر، ولكنني اليوم لا أعلم من الفائز.

* يوم الأحد المقبل، ستقام مباراة يوفنتوس أمام أودينيزي. لقد كان اليوفي يسعى للتعاقد معك عام 2004.أليس كذلك؟

- لقد كنت في باليرمو آنذاك، ولم يقتصر الأمر على كونه مجرد شائعات، ولكنهم تعاقدوا مع كابيللو، وهو واحد من أفضل المدربين.