زاكيروني: منتخب اليابان « البرازيلي » سيحصد اللقب بفضل القوة والمهارة

المدير الفني أكد قبل نهائي كأس اسيا اليوم أن الروح الجماعية أهم مفاتيح اليابانيين

TT

ليلة الثلاثاء الماضي، كان 37 في المائة من اليابانيين يعيشون لحظات من المعاناة، الأمل، البكاء وأخيرا حان وقت الاحتفال بالانتصار بعد الفوز على منتخب كوريا الجنوبية بثلاثية نظيفة بركلات الترجيح في المباراة التي جمعت بينهما في الدور نصف النهائي من منافسة كأس الأمم الأسيوية. وكان المدير الفني ألبرتو زاكيروني أول من استقبل ردود أفعال الشعب الياباني عندما تجمع حوله خمسة من السائحين اليابانيين لالتقاط صورة تذكارية معه، وهو ما يعقب عليه الإيطالي قائلا «إنني أعشق اليابانيين، فهم مهذبون للغاية ومحترمون. وعندما أهم بشرح أحد النقاط الهامة للاعبي المنتخب، يقومون بتنفيذ التعليمات على الفور دون جدال على عكس اللاعبين الإيطاليين. العمل بهذه الطريقة ممتع ومثمر للغاية. إنني سعيد للغاية». واعتبر زاكيروني ان الروح الجماعية هي اهم مفاتيح فريقه في كأس اسيا الدوحة. وقال المدرب الايطالي «الروح الجماعية كانت أهم مفاتيح نجاح فريقه في المشوار نحو المباراة النهائية للبطولة». وتابع «انا سعيد للطريقة التي وصلنا بها إلى هذه المرحلة بفضل جهود اللاعبين، لقد واجهنا اختبارات صعبة في البطولة وكان مستوانا يتطور من مباراة لأخرى، خاصة في مواجهة منتخبات غرب آسيا التي كنا نواجه صعوبات في مواجهتها سابقا».

واضاف «احترم المنتخب الاسترالي كثيرا خصوصا انه سجل 13 هدفا واهتزت شباكه مرة واحدة فقط ويضم في صفوفه لاعبين جيدين للغاية ويملك العديد من الخيارات». واوضح زاكيروني «كل من المنتخبين يلعب بطريقة مختلفة عن الاخر كليا نحن نمتاز بصغر معدل اعمار اللاعبين والروح الجماعية بين اللاعبين الاساسيين والاحتياطيين وكذلك الروح القتالية وبالتالي ونريد تقديم مباراة جيدة اليوم». وعن غياب المهاجم شينجي كاغاوا بسبب الاصابة قال «من المحبط للمنتخب الياباني ان يفتقد جهود كاغاوا في المباراة النهائية لانه ساهم كثيرا بوصولنا الى هذه المرحلة وكان مستواه يتطور تدريجيا في البطولة، لكن لدينا البديل المناسب». وعن تخوفه من كون مدرب منتخب استراليا الالماني هولغر اوسييك سبق ان عمل في اليابان قال المدرب الايطالي «اوسييك درب في اليابان مرتين من قبل، ولا شك في أنه يعرف الكثير عن المنتخب الياباني ولكننا في المقابل راقبنا منتخب أستراليا جيدا ونعرف الكثير عنه».

وعن تطور كرة القدم في اليابان اوضح «كرة القدم في اليابان تمتلك إمكانات هائلة للتطور بشكل كبير في المستقبل، حيث أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في ذلك ومن بينها مدارس الناشئين، فمنذ تسلمي مهمة الإشراف على المنتخب، كان الجميع يقولون لي أنهم لا يحبون مواجهة منتخبات غرب آسيا وكوريا الجنوبية ولكن هذه البطولة أثبتنا أن لاعبي منتخب اليابان لا يخشون مواجهة احد».. اما لاعب وسط المنتخب الياباني ماكوتو هاسيبي فقال بدوره «التأهل إلى المباراة النهائية واللعب أمام استراليا في النهائي يجعلني أشعر بسعادة كبيرة ونحن نريد أن نلعب بطريقتنا الخاصة وتقديم مستوى جيد». وتابع «سبق لي العمل تحت اشراف اوسييك في فريق أوراوا ريد دايموندز وأكن له الاحترام الكبير، ولكن منتخب اليابان تغير كثيرا بعد رحيله واعتقد بأن الامور باتت مختلفة كثيرا الان».

زاكيروني، لم تحصل على دور البطولة في الموسم الماضي مع يوفنتوس عندما تعرض الفريق لكارثة فنية كبيرة، مكتفيا بلعب أحد الأدوار الثانوية الحزينة.

فلتنظر «مشيرا إلى هاتفه الخلوي»، لقد تلقيت التهنئة للتو من بوفون ومن قبله ديل بييرو وفيليبى ميلو وغيرهم من لاعبي السيدة العجوز. عادة ما تعلق المشانق بعد خوض مواسم سلبية بهذا الشكل، ولكن العلاقات الإنسانية تمضي قدما دون التأثر بمثل هذه المشكلات. في الموسم الماضي، تدهور اليوفي بشكل مفاجئ بسبب كثرة الإصابات، وقد أدى ذلك إلى تعادل الفريق مع سيينا 3/3 ثم بدأت الصحوة بفوز الفريق بثلاثية نظيفة.

وفي نهاية شهر أغسطس «آب» تلقيت مكالمة هاتفية من مدير الإتحاد الياباني لكرة القدم. ماذا قال لك؟

قال لي «صباح الخير يا سيد زاكيروني، أسمى هارا وأعمل كمدير للإتحاد الكرة الياباني. هل يمكنني أن أعرض عليك تدريب منتخبنا الوطني؟». وقبل أن ينتهي هارا من حديثه، كنت قد بدأت التفكير في انتقالي لليابان. هناك أيضا مصادفة غريبة في الأمر، وهي أنني كنت حريص للغاية على متابعة منتخب اليابان في المونديال لأنني كنت أعرف إمكاناته جيدا.

منذ ذلك الحين، كم مرة عدت إلى إيطاليا؟

قضيت بها عدة أيام في ديسمبر «كانون الأول» الماضي، ولكنني عدت إلى طوكيو قبل رأس السنة من أجل الاستعداد لكأس أسيا. من يقوم بهذا العمل، لا يمكنه التفكير في العودة للمعاناة في إيطاليا.

لقد أسست فريقا شابا للغاية للمشاركة في البطولة التي تقام في قطر. فلنتحدث عن هذا الأمر بوضوح. منتخبا اليابان وكوريا دائما ما ينطلقان بقوة في بداية المباريات، كما يفعل منتخب الأرجنتين حاليا، وهو ما يدل على تطور الكفاءة الأسيوية التي تفوق نظيرتها الأفريقية بمراحل. أما عن معدل أعمار لاعبي المنتخب المشاركين في كأس أسيا، فهو يصل إلى 25 عاما، لأن الهدف من ذلك هو إعداد فريق متميز للمشاركة في مونديال 2014. لقد وصلنا بالفعل إلى الدور النهائي، وسوف نبذل قصارى جهدنا للفوز على أستراليا بعد أن حققنا الهدف الأساسي وهو اكتساب خبرات دولية جديدة.

بالنظر إلى مباراة كوريا، يتضح أن أداء المنتخب الياباني يعتمد على التمريرات الأرضية والقليل من الإبداع. هل توافقنا الرأي؟

أجل إنهم يتمتعون بمهارة فنية استثنائية. ويمكنني وصفها بالمهارة « البرازيلية « ولكنهم يعانون من بعض المشكلات البدنية بسبب قصر قامتهم. أما بالنسبة إلى الناحية التكتيكية، فأنا أحترم مدرستهم اليابانية كثيرا.

هل ترى أن هوندا هو الأفضل في المنتخب الياباني؟

إنه ماهر للغاية لأنه يعرف كيف يلعب في مراكز مختلفة شأنه شأن أي لاعب ياباني. لقد شارك هوندا في المونديال كمهاجم رغم أنه يلعب في سيسكا موسكو أمام جبهة الدفاع، فضلا عن الدفع به في قلب هجوم المنتخب الياباني. الفريق يضم الكثير من المواهب، وقد كان تشيزينا بارعا في التعاقد مع ناغاتومو، ولكنني أتصور أن أحد الأندية الكبرى سيضع عينيه عليه قريبا لأنه قوي للغاية. ويتميز ناغاتومو بقدرته على اللعب بيمناه ويسراه بنفس الكفاءة رغم قصر قامته.