الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة: الدعم الملكي أوصلنا للعالمية.. وأميركا محطتنا المقبلة

مؤسس فريق «بحريني 1» قال في حوار خاص لـ «الشرق الأوسط» إن أهدافهم تحقيق الانجازات الكبيرة

TT

من غير الإنصاف أن تذكر رياضات السيارات عربيا وآسيويا .. ولا تذكر البحرين تلك البلد التي عرفت الريادة تنظيما وإشرافا في ميادين هذا النوع من التسابق .

الأمر في البحرين لا يرتبط بنوعية سباقات واحدة بل هو متنوع وذا فروع كثيرة .. فغير الفورملا 1 هناك سباقات الدراغ ريس .. التي تشهد نهضة وألقاً في هذه الدولة الفتية .. ولعل من الجدير هنا أن نشير إلى عراب هذه الرياضة الأخيرة وباني ألقها الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة النجل الثاني لملك البحرين وممثله الشخصي.. رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة الحيوانية والبيئة والحياة الفطرية. ومناسبا أن نشير هنا إلى أن الشيخ عبد الله هو مالك ومؤسس فريق «بحرين 1» الذي وصلت انجازاته أعتاب الولايات المتحدة الأمريكية معقل سباقات الدراغ ريس.. غير السمعة الكبيرة والتفضيل الذي يحظى به هذا الفريق وهو ما جعل له مكانة مرموقة .. والشيخ عبد الله حمل على عاتقة تطوير هذه الرياضة وتبنيها .. وعليه لم يكن غريبا على فريقه ان يكون ذا انجاز وتفوق.

ولعل من الجدير الإشارة إلى أن رئيس الفريق الشيخ عبدالله بن حمد كثيرا ما يردد أن الهدف الرئيس الذي يسعى هو وفريقه تحقيقه هو تحطيم الأرقام القياسية والمنافسة العالمية .. بعدما أصبح الفريق واحدا من أهم الفرق المتنافسة عالميا.

أيضا كان مهما أن نشير إلى الاهتمام الذي تجده هذه الرياضة من لدن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ودور ذلك في ارتقاء هذه الرياضة في ظل تفعيله وتوجيهه لجعل البحرين مركزا كبيرا لكل أنواع رياضات السيارات كما هي الفورملا ون ورياضات الدراغ ريس.

هنا في صحيفة «الشرق الأوسط» التقينا بالشيخ عبد الله بن حمد وحاورناه في ماهية هذه الرياضة والجماهيرية المتنامية لها في منطقة الخليج .. غير نوعية أبطالها والعمل الذي تحتاجه.

* لماذا أقدم الشيخ عبدالله بن حمد على الدخول في عالم سباقات السيارات؟

- منذ أن كنت صغيراً في السن وأنا محب للسيارات ، كما أنني متابع للسباقات التي تحدث في أرجاء كثيرة من العالم ، إلى جانب أن الأجواء داخل السباقات حماسيه وجميلة ، فهي كانت الهواية المفضلة لدي منذ الصغر ، كبرت وكبرت معي هذه الهواية التي تعلقت بها يوماً عن آخر.

* ما هي أول خطوة أقدمت عليها في رياضة السيارات؟ - أول خطوة رسمية كانت عندما افتتحت حلبة البحرين عام 2004 ، حينما اشترينا أول سيارة سباقات من أمريكا ، طبعاً لم تكن من الفئة الأولى ، لكنها كانت من فئة جيدة ، حينها كنت أنا وعدد من الزملاء قد خضنا عدد من السباقات على الحلبة وانتصرنا في جميعها ما عدا سباق أو اثنين ، حيث كانت هذه أول خطوة للفريق ، حيث امتلكنا سيارة وحيدة منذ عام 2004 ولمدة عامين حتى عام 2006 ، بعدها اشترينا السيارة الثانية ، وبدأ الفريق يكبر اكثر فأكثر ، حتى أصبحنا نملك الآن أربعة سيارات ، ولذلك كبر فريق »بحرين1« يوماً عن آخر.

* نشاهد البحرين الآن تساهم في تنظيم عدد من سباقات السيارات والراليات ، ما هو هدفكم من ذلك ؟ هل هو التنظيم لمجرد التنظيم ، أما أن هناك أهدافا أخرى؟ - أولاً أود أن أشير إلى أن رياضة السيارات بدأت في البحرين منذ فترة طويلة ، ولدينا تسجيلات فيديو للسباقات في الخمسينيات والستينيات الميلادية ، فبلا شك التنظيم لن يكون لأجل التنظيم فقط ، نحن في البحرين لدينا عدد من الشباب المهتمين برياضة السيارات ، فنحن نملك متسابقين لديهم القدرة والرغبة في المنافسة في هذه الرياضة ، مثل مايحصل في السعودية وقطر والإمارات ، هناك نشاط كبير يشمل ويغطي المنطقة أجمع ، نحن لدينا شباب في البحرين يهتمون بهذه الرياضة ، وعندما تكون لدينا إحدى السباقات دائماً ماتجد جميع مقاعد المتفرجين ممتلأة على الآخر ، ونحن نعتز ونفتخر بأن البحرين أصبحت تنظم عدد من أنواع سباقات السيارات العالمية.

* إذاً هل نستطيع أن نطلق على البحرين أنها عاصمة سباقات السيارات في آسيا والشرق الأوسط؟

- لا يمكن أن نستخدم هذه العبارة ، بل ربما نقول أن البحرين هي الموطن الذي انطلقت منه سباقات السيارات في الشرق الأوسط ، نحن الآن نشاهد سباقات تقام في الرياض وأبوظبي وقطر والكويت ، نحن سعيدون لإنتشار هذه الرياضة في بلدان المنطقة ، وأن نساهم في تطويرها.

* ماذا يعني لكم دعم ملك البحرين حمد بن عيسى لرياضة السيارات والاهتمام الذي يوليه بهذه الرياضة ؟

- اهتمام الملك ليس مقتصراً على هذه الرياضة فقط ، بل اهتمامه متجه نحو جميع الأنشطة الرياضية ، وبالنسبة للاهتمام الخاص برياضة السيارات ، ذلك يعود لأن البحرين الآن أصبحت مركزا كبيراً ورئيسي لسباقات السيارات ، ووقفة الملك حمد بن عيسى معنا منحتنا الدافع المعنوي والنفسي في جانبيهما الايجابييين ، فنحن 90 % من كوادر فريقنا شباب بحريني ، أما الـ 10 % المتبقية فهم من الجنسية الأميريكية ويشرفون على تدريب الكفاءات البحرينية لتطوير هذه الرياضة ، وأشدد على أن دعم الملك حمد لنا هو السبب الرئيسي في نجاح الفريق ، ووصولنا لمستوى عالي في هذه الرياضة ، بالرغم من الوقت القصير الذي بدأنا فيه ، حيث لم ننطلق إلا منذ عام 2005 ومع ذلك وصلنا لمستوى بارز ومتقدم في هذا الوقت القصير ، وعموماً رياضة السيارات في منطقة الخليج أصبحت تنافس نظرائها في أوروبا وأميريكا ، فهم الآن أصبح يأتون للمشاركة في السباقات التي ننظمها ، وأصبحنا ننافسهم وننتصر عليهم كذلك ، والحمد لله بالتوجيه وبالدعم الشاب الخليجي بإمكانه أن يصل إلى مراتب عليا في أية جوانب .

* هل تساهم مثل هذه الرياضات في تعزيز سمعة البلد عالميا؟ - بالطبع ، لأن إقامة مثل هذه البطولات سيجعل وسائل الإعلام العالمية تسعى لتغطية الحدث ، وبذلك سيسهم ذلك في نشر سمعة البلد دولياً ، كما أن هذه السباقات تساهم في رفع المستوى الاقتصادي للبلد ، بل وتعطي انطباع للمتلقين في جميع أنحاء العالم أن هذه البلد منفتحة لاستقبال جميع الأطياف من أنحاء العالم .

* أنت كرجل خبير ومطلع على هذه الرياضة ، كيف تنظر لمستقبلها في البحرين ؟ وهل تستطيع المنافسة عالمياً؟ - بلا شك نستطيع المنافسة عالمياً ، لأن القدرات الشبابية التي نملكها الآن لديها القدرة الكافية ، فأنا لدي إيمان وإقتناع في قدرتهم على المنافسة العالمية ، ونحن عموماً كعرب لسنا أقل من سائقي هذه الرياضة في الدول الأوروبية ، فأنا مقتنع تماماً بالقدرة على المنافسة ، لتوفر الرغبة الجامحة لذلك والإمكانيات.

* وماذا عن انجازاتكم؟

أنا سعيد بالانتصارات والإنجازات التي تحققت خلال فترة زمنية قصيرة .. وما أود تأكيده أكثر أن هذه الانتصارات والإنجازات لم تحقق من فراغ ولكن كانت وراءها جهود كبيرة من خلال أعضاء الفريق بشكل عام ,أصدقك القول أن العمل الجماعي هو أساس النجاح. في رياضتنا هناك تسابق مع الزمن .. فالمنافسة قائمة في كيفية الحصول على أفضل زمن سواء والكل بات يدرك صعوبة هذا الأمر فهو يحتاج إلى جهد وعمل متواصل حتى تصل إلى الهدف المنشود مع مراعاة جوانب السلامة والتي تعتبر عنصرا مهما من عناصر نجاح هذه الرياضة ولله الحمد نحن كفريق مواكبون لهذا التطور ولدينا ما يكفينا من الخبرة ولعل النتائج التي حققها الفريق خير دليل على ذلك.

* ولكن ما هي أهدافكم الأكبر؟ هدفنا الأسمى من تلك الإنجازات التي يحققها فريق «بحرين 1» للدراغ ريس هو رفع راية البحرين، ويكفينا فخرا اهتمام القيادة بما يتم تحقيقه .. وأصدقك القول ان هذا الاهتمام هو الدافع الرئيسي لنا ونحن نتطلع دائما إلى تحقيق المزيد والمزيد من البطولات والصعود إلى منصات التتويج ولدينا إصرار وعزيمة لا تلين من جميع أفراد الفريق ، وقبل كل ذلك أن هناك علما بحرينيا سيخفق من جراء الفوز ، ونحمد الله أن فريق بحرين ون أصبح الآن يحظى بشهرة عالمية وتحسب له الفرق ألف حساب.

* وماذا عن الصعوبات التي تواجهكم؟

في الحقيقة تواجهنا صعوبات كثيرة ولكن تم اجتياز هذه الصعوبات بعد أن حصلنا على الرعاية المطلوبة ، ناهيك عن بذلنا لكل ما يحتاجه الفريق .. الأهم لدينا أن يكون في أفضل حال .. والمنتمين له على قدر عال من التدريب والكفاءة.

* بالنسبة للفريق الذي تشرف عليه ويعتمد في أغلبه على الشباب البحريني ، هل هناك أسماء معينة ترشحها مستقبلاً لأن تكون ذات انجاز لافت في عالم سباقات السيارات؟

- الحمد لله نحن نملك عدد من الشباب البحرينيين الموهوبين الذين نافسوا نظرائهم من أمريكا والدول المتقدمة في هذه الرياضة ، فنحن نملك أبطال فعليين لأننا سبق وأن حصلنا على بطولات في سباقات السيارات ،أمثال علي عريان ، وخالد محمد ، وصلاح صلاح الدين ، هؤلاء الشباب البحريني من الممكن أن يصلو إلى أي مستوى عالي ، حينما وفرنا لهم الامكانات اللازمة إلى جانب مواهبهم وصلوا إلى درجات مرتفعة ، كما أن هناك أحد السائقين الأميريكين الذي جاء للبحرين كإضافة للفريق على أساس أننا نعدل الأربع سيارات التي نملكها ويشرف على بعض الأسماء ، حينما شاهد القدرات التي يملكها الشباب البحريني على مستوى ميكانيكا السيارات والتعديل ، إلى جانب النظم الإدارية في الفريق ، ظهرت عليه ملامح السعادة بالاهتمام الذي يوليه الفريق لهذه الرياضة ، صحيح أننا تعلمنا منهم الشيء الكثير ، لكن هم أيضاً كذلك تعلموا منا حتى ولو في الجوانب القليلة التي تخص جوانب فنية وتكنيكية ، فنحن فخورين كثيراً بالعمل الذي نقوم به.

* هناك بعض الأقاويل التي تردد أن مستوى السباقات الرياضة في الخليج ليست بتلك القوة المرجوة؟

- يبدو أن الذي ردد مثل هذه الأقاويل لم يتابع مايحصل في وسط سباقات السيارات في الخليج منذ فترة ، لأن المشاركين الذي جاؤا خلال العامين الماضيين للمشاركة في البطولات التي تنظم في الخليج هم من ضمن أكبر فرق السباقات في العالم ، وهم الذين يشاركون في السباقات الأمريكية ، فالمنافسة مع هذه الفرق الكبرى قوية جداً ، وأنا سعيد لأننا في إطار هذه المنافسة القوية ، لأن ذلك يدفعنا للعمل بشكل اكبر ، فالسباقات لدينا أصبحت تحظى بإهتمام اكبر ، لأن المتسابقين في ازدياد كما هو الحال بالنسبة للمشجعين ، كما أننا نسعى للتطوير من ناحية التقنية المستخدمة ، حيث أن هناك بعض التقنيات الحديثة التي نستخدمها نحن قبل أن تستخدم في أوروبا وأميريكا .

* رياضات السيارات في حاجة ماسة للانتشار اكثر بين الأوساط الشبابية في المنطقة ، ألا تحتاج هذه الرياضة منك إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة؟ - بكل تأكيد ، لأنني اتمنى أن تظهر هذه الرياضة بشكل اكبر عن طريق وسائل الإعلام ، فنحن نسعد دائماً إذا ماشاهدنا بعض القنوات الفضائية التي تبث السباقات ، لأننا متأكدين من أن نسبة كبيرة من الناس ستشاهد هذه السباقات ، فنحن بحاجة للتغطية الإعلامية الكبيرة قبل بداية السباقات ، حتى مع ختام المنافسات ، فالإعلام شريك مهم لتوسيع دائرة النجاح ، ولزيادة التعلق بهذه الرياضة بين فئة الشباب.

* فريقكم حقق بطولة السباق الأخير الذي أقيم في قطر، هل ترى أن هناك فارق كبير بينكم وبين بقية الفرق في الخليج؟ - لا بالعكس تماماً ، الفرق في الخليج ظهرت بمستوى قوي، كما أن السائقين الشباب فيها لديهم ردة الفعل المناسبة تجاه السباقات ، ولكن عامل الخبرة والتمرس سيدفع بصاحبه للأمام بلاشك ، فأنا أرى أن جميع الفرق من ناحية المستوى الفني خاضعه للتعلم ، حيث أن الامكانات الحديثة متوفرة لدى الجميع ، الذي يفرق ربما بين الفرق هو مدى الإستفادة التامة من هذه الطاقة و الامكانات المتوفرة ، فأنا أتوقع أن الأفضل هو الذي حقق البطولة.

* ما هي العوائق التي تواجهكم كمحبين لرياضة السيارات؟

- اكثر العوائق هي من النواحي المادية ، لأن هذه الرياضة مكلفة جداً ، سواء من ناحية السيارات وإجراء التعديلات عليها ، أو من ناحية توفير الامكانات الحديثة ، فلابد من توفر راعي للفريق المحترف ، حتى يستفيد الطرفين من بعضهما ، كما أن إلى جانب العوائق المادية ، هناك الطقس ربما يعد عائق أمام المتسابقين ، لأنه إذا كانت الأجواء حارة جداً سيسبب ذلك مشاكل للسائقين ، أيضاً نفس الحال ينطبق حينما تكون الأجواء باردة جدا ، لكن أؤكد أن اكبر العوائق يذهب في عدم توفر راعي للفريق .

* هل أنتم في حاجة للدعم الحكومي من قبل اللجنة الأولمبية البحرينية؟ - أتمنى أن يكون هناك اهتمام اكبر من اللجان بمثل هذه الرياضة ، فبلاشك نحن نحتاج للدعم ، لأن بالدعم المادي ستجد التطور الكبير في الفرق ، وفي مستوى المنافسة العالمية ، فنحن نتمنى بأن يكون الدعم كبير حتى تكون الفرص أكبر للشباب للمنافسة في سباقات عالمية وتمثيل بلدانهم بشكل مشرف.

* ما النجاح الذي يطمح له الشيخ عبدالله بن حمد؟ - بلا شك الطموح كبير في ظل أن الرقي النتائجي مستمر.. وأشير إلى أنه في الموسم الماضي شارك فريق «بحرين 1» في البطولة التي أقيمت في أميريكا وضمت فرق كبرى على مستوى سباقات السيارات ، لكن في هذا العام نطمح أن ننجح في نفس السباق الذي سيقام في أميركا ، فلا يوجد عذر يمنعنا من المنافسة وتحقيق مراكز متقدمة.