كافاني.. مهاجم اوروغوياني سرق أضواء الدوري الإيطالي وأصاب الأندية الكبرى بالحسرة

يتربع على صدارة الهدافين بـ17 هدفا.. ورئيس نادي نابولي يسعى لتمديد عقده حتى 2016

TT

لم يكن تألق الاوروغوياني إدينسون كافاني مهاجم فريق نابولي الإيطالي خلال منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم سحابة عابرة مرت في سماء الكرة، بل أثبت أنه بالفعل نجم يتألق في أكثر مباريات فريقه، إذ أن معظم الأندية الأخرى تشعر بالندم بسبب عدم ضمها لهذا المهاجم من ناديه السابق باليرمو. وقد أقر ماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر أنه كان يستطيع إنهاء صفقة ضم اللاعب كافاني قبل نادي نابولي لكن المطالب المادية المبالغ فيها من جانب نادي باليرمو ورئيسه زامباريني جعلته يصرف النظر عن الصفقة. وصرح ماسيمو موراتي قائلا في هذا الصدد: «نشعر بالندم دائما لفقد اللاعبين الجيدين لكن لا تسمح الظروف دائما بضمهم». وكانت لحظة تراجع موراتي عن الصفقة هي اللحظة التي قرر فيها دي لاورينتيس الدخول بقوة في الأمر وعرض على نادي باليرمو 18 مليون يورو مقابل ضم اللاعب لمدة أربع سنوات. لقد كانت صفقة تحمل عنوان «اقبل أو أرفض» وكان زامباريني هو الخاسر الأكبر فيها بعد أن ارتفع ثمن اللاعب حاليا بشكل خرافي. ولفت المهاجم إدينسون كافاني أنظار الأندية الإيطالية بشكل عام منذ بداية الموسم الجاري، لكن الجولة الـ19 من دوري الدرجة الأولى كانت الأبرز بالنسبة له مع فريق نابولي، وكانت الضحية حينها نادي «السيدة العجوز» حيث سرق من فريق اليوفي ثلاث نقاط. وكان سلاح الجريمة كرة صفراء حاول الجاني دون جدوى إخفائها تحت قميصه. وكان الجاني هو إدينسون كافاني مهاجم فريق نابولي الملقب بالماتادور، والذي أحرز ثلاثة أهداف «هاتريك» فاز بها فريقه على اليوفي في الجولة 19.

وكان الشهود لا يقلون عن 60 ألف متفرج متحمس داخل ملعب سان باولو بمدينة نابولي. وليس هناك أدنى شك في الأمر، فالهدف الثالث الذي أحرزه فريق نابولي حمل توقيع كافاني ولكن الجميل في الأمر هو كيفية إحراز هذا الهدف.

بالرأس؟ لقد أكد الجميع الأمر دون شك وأوردته صحيفة لاغازيتا في صفحتها الثانية عقب المواجهة: «رفعة من هامسيك وطار كافاني على الكرة ولعبها برأسه داخل المرمى». لكن بعض الأفلام على موقع «يوتيوب» والعديد من المواقع الأخرى والعديد من الصور أثبتت غير ذلك في اليوم التالي للمباراة. لقد كانت الصور التي التقطت من المدرجات ليلة المباراة تبدو وكأنها دليل دامغ على أن كافاني قد طار في الهواء ومن بعدها دخلت الكرة داخل المرمى، وكان من المنطقي أن يعتقد الجميع أن كافاني قد لعب الكرة داخل المرمى، حيث لم يسمح سقوط المدافع أمامه وتشوش الصورة بسبب الطقس بالتأكد من ذلك بصورة قاطعة.

العقرب: لكن الصور الجديدة التي ظهرت والتي التقطت اللعبة من زاوية مختلفة، من خلف كافاني، توضح حقيقة مدهشة وهي أن الكرة الصفراء لم تصطدم بجبهة الماتادور كافاني بل تجاوزتها. إنه إذن ليس هدفا بالرأس، وقد تعرضنا جميعا لخداع بصري، مثلما حدث عندما ابتكر أهالي نابولي تلك القمصان التي تحمل صورة حزام الأمان في السيارة. ولكن كيف تمكن كافاني من إحراز الهدف إذن؟ إن التحليل الدقيق للصور والأفلام تشير إلى احتمالين، الأول هو أن الكرة قد تجاوزت شعر كافاني واصطدمت بظهره بين مؤخرة العنق والكتف لتقفز داخل المرمى. لكن هذا الاحتمال به نقطة ضعف كبيرة وهو أن الكرة قد دخلت المرمى بسرعة كبيرة لا تتناسب مع ضعف منطقة اصطدام الكرة بمؤخرة رأس كافاني. ومن هنا يأتي الاحتمال الثاني وهو أن الكرة لم تتجاوز كافاني لكنه تعمد أن ينخفض تحت مستوى الكرة وخفض رأسه بسرعة وضم ساقيه من أجل لعب الكرة بكعبه وأودعها داخل الشباك، في حركة تشبه حركة «العقرب» الشهيرة التي كان يقوم بها هيغيتا حارس مرمى منتخب كولومبيا وأيضا ماريو ماراسكي في السبعينيات. وكان الماتادور كافاني قد حاول القيام بمثل تلك اللعبة أمام فريق باليرمو في كاتانيا. وقد أدلى كافاني بتصريح لم يبدُ مقنعا حيث قال: «ربما لعبت هذه الكرة بمؤخرة رأسي». فهل يحاول المهاجم التضليل؟ الحرية: وفي ظل غياب أية صور واضحة تزيل الشكوك حول هذه الكرة التي لعبها كافاني، نميل نحن إلى الاحتمال الثاني ونرغب في تصديق أن كافاني قد تعمد لعب هذه الكرة الرائعة وأن الإعادة التليفزيونية التي اعتادت أن تكشف لنا عن الضربات الخفية والأعمال العنيفة داخل الملعب قد ساعدتنا على اكتشاف كرة بهذا الجمال لم نكن لنلاحظها في ظل سرعة الغموض وتشويش الرؤية داخل الملعب. ونحن لا نشعر بأي أسف لأننا تعرضنا لذلك الخداع البصري مثل باقي الجماهير بل نشكر كافاني الذي منحنا هذه الفرصة لنستعيد ذكريات الكرة الجميلة والألعاب المثيرة التي يطول الحديث عنها.

بعد أن تحدث الأسطورة الأرجنتيني مارادونا عام 1986 عن أن قوى خفية هي التي أحرزت هدفه الشهير في مرمى إنجلترا، قد يظن البعض أن كافاني يرغب في الحديث بنفس النبرة عن هدفه الثالث في مرمى فريق نابولي. لكن كافاني بدا غير مهتم بهذا الأمر واكتفى بالإشارة إلى أنه قد يكون لعب الكرة «بمؤخرة رأسه». وبغض النظر عن الجدل المثار حول كيفية إحراز الهدف (رغم أن الإعادة أظهرت أن الكرة اصطدمت أولا بظهر كافاني وبعد ذلك بساقه الأيمن ودخلت المرمى) فإن الهدف الجميل لن يبقى في تاريخ كرة القدم لأنه ليس هدفا باليد أو جاء من مخالفة. لكن هذا الهدف يبقى تحفة فنية صغيرة صنعها كافاني داخل مرمى فريق اليوفي. وكان من الممكن أن يعتبر الجميع هذا الهدف قد تحقق عن طريق لعبة « العقرب» الشهيرة لولا أن الإعادة التلفزيونية أظهرت في اليوم التالي للمباراة أن كافاني لم يلعب الكرة بكعبه بل بساقه.