خبراء سعوديون يتنبأون بمواجهة نارية في كلاسيكو الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد

اتفقوا على قوة وسط الزعيم .. وأجمعوا على براعة هجوم العميد قبل قمة دوري زين غدا

TT

يترقب الشارع الرياضي السعودي والخليجي قمة كروية كبرى تجمع أفضل فريقين سعوديين خلال العقد الأول من الألفية الجديدة الاتحاد والهلال ، يحدث ذلك وسط تميزهما الذي جعل من كليهما حاضر الإنجاز قوي الحضور خلال العقد المنتهي وتحديدا فيما يذهب إلى بطولة الدوري، وعليه ستتوافد الجماهير إلى ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة حيث يقام الكلاسيكو الكبير مساء غد الأحد ، وبما يفضي إلى اهتمام كبير سيجده هذا اللقاء من قبل القنوات الناقلة لهذا الحدث الكبير مع التذكير بأنه لقاء مؤجل من الجولة السابعة من منافسات دوري زين السعودي للمحترفين ، وتحمل هذه المباراة طابعاً خاصاً كونها ترسم الملامح الأولية للأكثر حظا بتحقيق لقب دوري زين السعودي ، وإن كان الحكم لايزال مبكراً ، إلا أن فوز الهلال يوسع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه الاتحاد لثمان نقاط ، وفي حال فوز الاتحاد يتقلص الفارق لنقطتين ، مما يزيد الضغط على الفريق الأزرق ويمنح الفريق الاتحادي الحافز الأكبر لمطاردة فريق الهلال دون يأس حتى آخر جولة.

»الشرق الأوسط« بدورها قامت بتسجيل رؤية فنية لهذه القمة ومن خلال أسماء تدريبية لها خبرتها في العمل الفني السعودي ، وكانت البداية مع المدير الفني السابق للمنتخب الاولمبي السعودي بندر الجعيثن ، الذي استهل رؤيته الفنية بالحديث عن فترة الاستعداد الماضية ، حيث قال : « الفريقان استعدا بشكل جيد ، وأبديا جاهزيتهما لمنافسات الكرة السعودية خلال الفترة الماضية »فترة التوقف« التي امتدت لقرابة 50 يوم ، وذلك بعمل معسكرات خارجية ، ولكن ربما يكون الفريق الهلالي بأفضل حال من الجميع ، كونه لعب في بطولة دولية ودية منظمة جمعته بفرق قوية ، وشاهدنا العديد من اللاعبين المصابين قدموا مستويات جيدة خلال هذه البطولة ، أيضا بروز أكثر من وجه شاب يزيد من قوة الهلال ، خاصة في بعض المراكز التي يحتاج الفريق إلى لاعبين فيها « ، وأضاف : في الفترة الماضية كان هناك هبوط في المستوى لدى بعض اللاعبين ، وتأثر البعض منهم بما حدث مع المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج أو حتى بطولة كأس آمم آسيا ، ولكن أعتقد أن الفترة الحالية إيجابية للطرفين ، وكل مدرب لديه جميع الخيارات ، وله الحق في إشراك جميع الأسماء الجاهزة .

وواصل الجعيثن رؤيته الفنية قائلاً : دائما ما تحظى مباراة الاتحاد والهلال بطابع خاص يتميز بقوة العناصر المتواجدة في كل فريق ، فالهلال في حال فوزه سيوسع الفارق بين أقرب مطارديه الاتحاد ، والأخير بكل تأكيد سيكون باحثاً عن إيقاف الهلال وإلحاق أول الهزائم به هذا الموسم ، وسيطارد الهلال سعياً لخطف المركز الأول والمنافسة على كأس الدوري ، فالمباراة بشكل عام سيطغى عليها الثبات التكتيكي بشكل كبير ، وأضاف : الحافز كبير لدي المدربين يتكون في إثبات النفس ، كون المواجهة هذه تعتبر الأولى لهم ، وهي المحك الحقيقي بالتأكيد ، فشاهدنا الفريق الاتحادي قام بتغيير الجهاز الفني كاملاً ، والهلال كذلك قام بالتعاقد مع المدرب كالديرون الخبير بالكرة السعودية ، وهو يعرف فريق الاتحاد جيداً كونه أشرف عليه في فترة سابقة ، ويعرف خبايا البيت الأصفر جيدا ، وكل مدرب بالتأكيد يسعى للفوز بهذه المباراة لإثبات نفسه ، مضيفاً : في مباريات القمة دائماً تحضر الإثارة والندية ، وأعتقد أن مثل هذه المواجهة سنشاهد الكثير من الأحداث المثيرة من خلالها ، وربما نشاهد أيضا هدف في بداية المباراة يمنح المباراة طابع حماسي أكثر منذ البداية.

وفيما يخص الفريق الهلالي ، قال : يتميز الهلال بجماعيته في اللعب التي تعتمد على السرعة في التمرير والدقة ، ومهارات اللاعبين الفردية يتقدمهم ياسر القحطاني الذي ظهر بمستوى جيد في كأس ولي العهد ، إضافة لتناغم خط الوسط بقيادة محمد الشلهوب والسويدي فيلهامسون وأحمد الفريدي والروماني رادوي جميعها عناصر قوة في الهلال ، يقابلها في الاتحاد قوة بدنية كبيرة وقتال على الكرة ، وأعتقد أن جاهزية القائد محمد نور واكتمال لياقته وظهوره بمستوياته المعهودة سيزيد من قوة الاتحاد ، أيضا استعادة نايف هزازي لحاسته التهديفية تمنح الفريق الأصفر الإطمئنان ، وأعتقد أن نتيجة المباراة تتجه للتعادل بين الطرفين ، سواء التعادل الإيجابي 1/1 أو تعادل سلبي . من جانبه ، قال اللاعب الدولي السابق المحلل الرياضي الحالي فواز القبلان إن هذه المباراة هامة ومصيرية لكل فريق ، فالهلال يبحث عن الفوز وخطف النقاط الثلاث والابتعاد عن الاتحاد أقرب منافسيه ، في المقابل لا خيار امام الاتحاد لتقوية حضوره التنافسي على اللقب سوى تعطيل الهلال وكسب النقاط .. وعليه فالحافز كبير لكلا الفريقين .. وهو حافز مغر جدا ، وجدير ان تستنفر له كل الطاقات.

وأضاف القبلان : فنياً يعتبر فريق الهلال أفضل من خلال المستوى الفني المميز الذي ظهر عليه في مباراة نجران ، ويلعب المدرب الأرجنتيني كالديرون بطريقة 4/5/1 مع دخول ظهيري الجنب لمنطقة المناورة الاتحادية ، لإرسال الكرات العرضية للمهاجم ياسر القحطاني مع مشاركة السويدي فيلهامسون ولاعب الوسط أحمد الفريدي ، ونجحت هذه الطريقة الفنية مع الهلال لسبب كثافة منطقة الوسط التي يسعى كالديرون لبسط نفوذ لاعبيه فيها وامتاز بذلك ، وباعتقادي في حال ظهور الهلال بالمستوى الذي ظهر عليه في المباراة الأخيرة أمام نجران سيمكنه ذلك من حسم النتيجة لصالحه ، في المقابل فريق الاتحاد لم يوفق فنياً أمام التعاون رغم تسجيله لثلاثة أهداف في مرمى الفريق الضيف ، وربما يعود ذلك لصعوبة فهم لاعبي الاتحاد لطريقة المدرب البرتغالي الجديد أوليفيرا.

وواصل الدولي السابق القبلان حديثه عن الاتحاد قائلاً : « وسط الاتحاد وهجومه قوة ضاربة بوجود الخبير محمد نور ، فيما يقود خط الهجوم الشاب نايف هزازي ، بينما يعتبر خط الدفاع أقل الخطوط مستوى ، وباعتقادي أن هزازي سيحرج دفاعات الهلال وحارسه كثيراً بالكرات العرضية ، كونه يعد حالياً أفضل ضارب رأس في الكرة السعودية « ، واختتم قائلا : هي مباراة ينتظر ان تكون الأفضل فنياً وجماهيرياً وإعلاميا ، كونها تحمل الإثارة وتجمع بين أفضل فريقين في الكرة السعودية على مدار عقد من الزمن ، واتمنى أن نشاهد مباراة تليق بسمعة الكرة السعودية ، بعيداً المخاشنات وانفلات الأعصاب التي لو حدثت فربما تحرمنا من مباراة ننتظرها بفارغ الصبر.

من جهته ، قال المدرب المحلي فهد السويلم إن أهمية المباراة تكمن في أن الهلال يسعى لمواصلة الانفراد بالصدارة والابتعاد عن أقرب منافسيه بما فيهم الاتحاد ، أما الاتحاد يسعى لمصالحة جماهيره بكسب الكلاسيكو بينه وبين الهلال ، وأيضا لكسر حالات التعادل التي صاحبت الفريق في دوري زين السعودي طوال ثمان جولات متتالية ، ثم تقليص الفارق بينه وبين المتصدر الهلال ومتى ما فعل ذلك فأحسب انه سيعيد للدوري اثارته ووقعه ، لاسيما وأن فوز الهلال سيجعل التنافس بين الفرق الأخرى على المراكز التي تلي الأول! وأضاف : الهلال سيدخل المباراة وهو أكثر ارتياحا لوجوده في الصدارة ، كما أنه استفاد من فترة التوقف الماضية بحصوله على البطولة الدولية في دبي التي أعدته جيدا لخوض جولات الدوري ، وتعرف مدربه الجديد الأرجنتيني كالديرون أكثر على عناصر الفريق ، حيث سيعمد المدرب إلى طريقة 4 -5 -1 بالاعتماد على خط الوسط في عمليتي الدفاع والهجوم بشكل متوازن ، خصوصا إذا ما عرفنا أن رادوي ربما يسند له واجبات هجومية في ظل عودة لاعب المحور خالد عزيز الذي سيكون معززا لمتوسطي الدفاع الذي يعاني منه الهلال كأبرز خطوط الضعف الهلالي ، بينما تزيد قوة الوسط الهلالي بوجود صانعي اللعب محمد الشلهوب وأحمد الفريدي الذي يعاب عليه البطء في نقل الكرة وصناعة الهجمة ، ومتى ما تخلص من ذلك فسيكون أكثر تغذية للمهاجم الوحيد ياسر القحطاني الذي يعوّل عليه الهلال كثيرا في خط المقدمة ، والاستفادة من توغل فيلهامسون على الأطراف والعرضيات .

وسيواجه الهلال مشكلة أزلية بعد عميد حراس العالم محمد الدعيع ، حيث باتت الحراسة الهلالية في غير مأمن في ظل الضعف الظاهر على من يتولون مسؤولة الحراسة الهلالية في الوقت الحاضر .

أما الاتحاد فالأقرب أنه سيدخل المباراة وهو أكثر تعرضا للضغوط نظير مطالبة جماهيره بالفوز ولا شيء غيره كزنه السبيل لمنافسة الهلال على الصدارة ، ناهيك عن أنه سيكون سبيل لكسر حالات التعادل التي عرفها الفريق خلال المباريات السبع الأخيرة له في الدوري ، ويعيش الاتحاد دفعة معنوية كبيرة عندما استعان بالمدرب البرتغالي توني أوليفيرا خلفاً لمواطنه مانويل جوزيه ، ومما يميز الأول هو التوظيف الصحيح لعناصر الفريق ، وإن كان سيواجه معضلة مهمة عندما يفتقد لخدمات مفتاح اللعب المحترف البرتغالي الظهير الأيمن باولو جورج والتلميحات بغياب سعود كريري للاصابة .

إلا أن الروح المتقدة لمحمد نور وقيادته لزملائه سيكون لها الأثر في تميز عناصر القوة في الفريق الاتحادي ، والمدرب توني أوليفيرا سيعمد إلى طريقة 4 – 4 – 2 بوجود مهاجمين صريحين نايف هزازي ومحمد الراشد المنتقل حديثاً لصفوف الاتحاد ، حيث سيعطي قوة للفريق الاتحاد في ظل ضعف متوسطي الدفاع الهلالي .وسيعتمد أوليفيرا على الكرات العرضية كأخطر الطرق للفريق الاتحادي متى ما أراد تهديد المرمى الهلالي ، وخط وسط الاتحاد سيواجه مباراة كبيرة لتميز الوسط الهلالي ، وسيكون لمناف أبو شقير وأحمد حديد مهمات مزدوجة في وسط الميدان .