عادل عبد الرحيم: لن أنسى هدفي الصاروخي في الاتحاد وإهمال القاعدة خطر يهدد الهلال

أكد لـ «الشرق الأوسط» أن الكرة السعودية تدهورت بسبب التعصب.. وقال إن الشلهوب يذكره بنفسه

TT

وصف لاعب المنتخب السعودي وفريق الهلال السابق عادل عبد الرحيم مواجهة الهلال والاتحاد بالصعبة والمهمة لكلا الفريقين، وأنه من الصعب التوقع بنتيجتها، وقال في حواره لـ«الشرق الأوسط» إنه يستغرب الإهمال الواضح من قبل الإدارة الهلالية للفئات السنية التي لم تعد تضخ المواهب والنجوم، التي يرى أن النجم محمد الشلهوب كان آخرها، مطالبا الجماهير السعودية بضرورة الابتعاد عن التعصب الرياضي، لأنه يثير الاحتقان ولا فائدة منه.

* هل لك أن تصف لنا مرحلة الرعيل الأول الذي لعبت فيه وكيف تقارنه بالجيل الحالي؟

- يمكن القول إن فريق الهلال منذ تأسيسه وحتى هذه اللحظة يواصل تفوقه كمنافس كبير في تحقيق البطولات التي يتربع على عرشها منذ زمن بعيد، ولكن من وجهة نظري أن الاختلاف ينصب في الاحتراف، فاللاعب في السابق يعتبر هاويا، وتجده يبحث عن إثبات نفسه من خلال مواظبته على التدريبات وتطبيق تعليمات الجهازين الفني والإداري، حتى يكون هو الأفضل والأبرز في ظل وفرة النجوم التي تلعب بفريق الهلال في تلك المرحلة، أضف إلى ذلك العزيمة والإصرار التي تجدها في كل لاعب، حيث تمنحه دفعة معنوية قوية في تقديم كل ما لديه، ولكن في هذا الوقت يعتمد على ثقافة اللاعب ومدى وعيه لتطبيق المعنى الحقيقي للاحتراف، وهذا يمكن وصفه باللاعب الواعي عندما يعرف واجباته، وهذا يريح اللاعب ماديا وتزداد طموحاته لتحسين أدائه الفني، ولكن تنعكس الصورة تماما عندما يقل وعي اللاعب في عدم الاستفادة من نظام الاحتراف، وبالتالي تتلاشى الطموحات ويهبط المستوى تدريجيا.

* وكيف ترى مستوى فريقك الهلال في منافسات هذا الموسم؟

- المستويات التي يقدمها حتى هذه اللحظة تعتبر جيدة، مقارنة بالنتائج، بدليل أنه يحتل صدارة الترتيب في دوري زين السعودي للمحترفين، وأعتقد أنه قادر على مواصلة تألقه في ظل الإمكانات الفنية والعناصرية ومتابعة الإدارة الهلالية، التي وفرت جميع متطلبات الفريق، خاصة اللاعبين الأجانب الذين كان لهم دور كبير في تفوق الفريق في تحقيق الانتصارات.

* وهل تعتقد أن المكافآت التي تقدم لكم كلاعبين في ذلك الوقت توازي المكافآت التي تقدم للاعبين الحاليين؟

- الوقت الذي لعبنا فيه يختلف تماما عن الوقت الحالي، إذ إنه في السابق لم يكن هناك احتراف، وجميع اللاعبين هواة، وكانت المكافآت عبارة عن ألف ريال للفوز و500 ريال للتعادل، وفي حالة الخسارة كانت هناك مقولة «أمسك الباب»، ولكن للأمانة كانت المكافآت تصرف أولا بأول من دون أي تأخير وتتضاعف المكافأة في حالة الفوز على النصر أو الاتحاد.

* وكيف ترى مستقبل فريق الهلال؟

- بصراحة، على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل سواء في الجانب الإداري أو الجانب المالي على مستوى الفريق الأول فإن هناك مشكلة لا بد أن تتم معالجتها قبل فوات الأوان، وتكمن في عدم التركيز على القاعدة وأقصد هنا الفئات السنية «الناشئين والشباب»، وهذا سيتسبب في مشكلة لمستقبل الفريق، فالوضع الحالي يعتبر جيدا، ولكن إذا أردنا بناء جيل، فلا بد من معالجة الخلل الحاصل في القاعدة، إذ ليس هناك اهتمام، كما كان في السابق، حيث تجد على الأقل ثلاثة لاعبين مميزين في كل موسم يصعدون للفريق الأول، ولكن حاليا لم نشاهد نجما حقيقيا بعد النجم محمد الشلهوب، وأصبح الشارع الرياضي يتحدث عن هذه النقطة، وهذا يؤكد أن هناك أمرا غريبا.

* مواجهة الاتحاد والهلال تعتبر الأقوى.. برأيك من الأقرب لتحقيق الفوز اليوم؟

- أعتقد أن المباراة قوية وصعبة على الفريقين، نظرا لتقارب مستواهما الفني والإمكانات التي توجد في كل فريق، وبالتالي الطموح والرغبة في تحقيق النقاط الثلاث موجودة بالفريقين، ومثل هذه المباريات يمكن القول إن النتائج فيها واردة الفوز لأي فريق أو الخروج بالتعادل، ولكن من يستغل الفرص والتركيز في وسط الملعب سيكون الأقرب للكسب.

* ما الهدف الأبرز الذي تتذكره خلال مشوارك الرياضي؟

- الهدف الذي أتذكره كان ضد الاتحاد وهو عبارة عن قذيفة صاروخية سددتها من منتصف الملعب، وكان الحارس وقتها أحمد سالم، حيث لم يستطع الإمساك بالكرة.

* وما الموقف الذي تتذكره خلال مشوارك الرياضي؟

- أتذكر في إحدى المباريات التي خسرناها كان هناك أحد المشجعين يعاتب زميلي خالد الغانم، رحمه الله، وكان هذا المشجع يرمي بألفاظ صعبة على الغانم، وعندما سمعته جئت من أجل الفزعة له، وعندما قلت للمشجع لو سمحت لا تتكلم عن زميلي، وبإذن الله سنعوض الخسارة في المباريات المقبلة، بادرني بالرد: «أنت في الأول ارفع رأسك في الملعب وبعدين لك أن تتكلم»، وبصراحة هذا الموقف لا يمكن نسيانه أيضا، ومن المواقف الأخرى كانت هناك مشادة بيني وبين المدرب القدير خالد القروني عندما كانت المباراة بين الهلال والرياض وعلى أثرها قام الحكم بطردنا، وبعدها انتقلت لنادي الرياض، ولعبت إلى جانب القروني الذي أصبح من أقرب أصدقائي.

* هل لديك رسالة تريد توجيهها للجماهير الرياضية؟

- أتمنى من جميع الجماهير الرياضية بمختلف ميولها، خاصة فئة الشباب أن يدركوا أهمية الرياضة وأقصد هنا كيفية الابتعاد عن «الحساسيات» التي تثير الشارع الرياضي من دون تحقيق أي فائدة، فعندما أحضر للمباراة يجب أن أبتعد عن التعصب، ويكون تشجيعي معتدلا من خلال احترام قرارات الحكام والابتعاد عن الألفاظ واحترام جماهير الفريق الآخر، وصدقني عندما نصل لهذه المرحلة ستكون رياضتنا بخير، لأنني مؤمن بأن تدهور نتائجنا عائد إلى التعصب.