جون هنري يشكك في التزام تشيلسي بقواعد اللعب النظيف المالية

رئيس ليفربول يشير إلى أن المفاوضات مع نيوكاسل حول صفقة شراء كارول كانت صعبة للغاية

TT

يعتقد جون دبليو هنري، رئيس نادي ليفربول الإنجليزي، أن أندية كثيرة وأبرزها تشيلسي ربما تخطط للتهرب من قواعد «اللعب النظيف المالية» التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا).

وقد انتقد جون هنري، المالك الأميركي لفريق ليفربول، إدارة فريق تشيلسي بسبب إنفاقها المسرف خلال سوق الانتقالات الشتوية، وتساءل عن التزام نادي رومان أبراموفيتش بقواعد اللعب النظيف المالية التي وضعها اليويفا. وأشار في تصريحات لصحيفة «الجارديان» البريطانية، أمس، إلى أن فريق تشيلسي ربما يخطط للتهرب من هذه القواعد، وطالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالتأكد من تقيد كل الأندية بشكل صارم بقواعد اللعب النظيف المالية. وسوف تدخل قواعد اللعب النظيف المالية، التي تفرض على الأندية أن تكون موازنة الإنفاق متوازية مع ما تحققه من دخل وعدم الاعتماد على الإعانات من الملاك، حيز التنفيذ بداية من الموسم القادم وحتى عام 2014.

وقال هنري «فوجئت قبل 10 أيام بتلقي عرض من تشيلسي لشراء فيرناندو توريس بهذا المبلغ (50 مليون جنيه إسترليني) في نفس الوقت الذي أعلنوا خلاله عن تحقيقهم خسائر كبيرة (71 مليون جنيه إسترليني لموسم 2009/2010). والسؤال المهم الذي يطرح نفسه يدور حول مدى فعالية قواعد اللعب النظيف المالية في المستقبل. وربما تدعم بعض الأندية هذه الفكرة من أجل الحد من إنفاق أندية أخرى، مع تنفيذ أنشطة معدة خصيصا للتهرب من القواعد التي تدعمها هذه الأندية علانية. ويمكننا أن نأمل فقط في أن يمتلك «اليويفا» القدرة والتصميم على تنفيذ ما قاموا باقتراحه».

وقد أصر تشيلسي منذ التوقيع مع فيرناندو توريس وديفيد لويز على التأكيد على أن النادي ينوي بشدة الالتزام بقواعد اللعب النظيف المالية، وأن النفقات التي دفعها في الانتقالات الأخيرة والتي وصلت إلى 71 مليون جنيه إسترليني كانت في إطار التقدم الإجمالي تجاه تقليل النفقات.

وحدد هنري أفكاره بشأن توجه ليفربول منذ أربعة أشهر تقريبا، منذ أن اشترت مجموعته «إنغلاند سبورتس غروب» النادي بعد دفع الديون المستحقة على مالكي النادي السابقين توم هيكس وجورج جيليت، والتي كانت تقدر بمبلغ 200 مليون جنيه إسترليني، عندما قال إنه ملتزم بأن يتصرف النادي في إطار العائدات التي يحققها. وقال هنري «لقد كنا ننفق دائما الأموال التي نحققها بدلا من الإنفاق الذي يحدث عجزا في الميزانية، ولن تكون هذه هي الحالة التي يتصرف بها نادي ليفربول. من المهم بالنسبة لنا أن نحقق قدرا كافيا من العائدات لكي ننجح على المدى الطويل. ونحن لم ولن ننحرف عن هذا الهدف».

وأكد هنري أنه تم اتباع الالتزام بالإدارة المالية السليمة، ولم يتم خرقه، عندما دفع النادي مبلغ 35 مليون جنيه إسترليني لنادي نيوكاسل يونايتد من أجل شراء اللاعب أندي كارول، وهو المبلغ الذي أدهش مراقبي كرة القدم الإنجليزية. وقال هنري إن هذا المبلغ كان منطقيا من الناحية المالية، لأن ليفربول كان يدفع فقط جزءا مما حصل عليه من نادي تشيلسي مقابل بيع توريس، الذي سمحوا له بالرحيل لأنه أصبح غير سعيد تماما كما اتضح خلال الفترة الأخيرة من وجوده في ملعب أنفيلد.

وقال هنري، الذي أوضح أن ليفربول كان يرغب في التعاقد مع كارول، لكي يحل محل توريس «سعر توريس كان يعتمد على المبلغ الذي طلب نيوكاسل الحصول عليه نظير التخلي عن كارول. ومع الـ6 ملايين جنيه إسترليني التي تم الحصول عليها من بيع ريان بابل إلى فريق هوفنهايم الألماني، مول هذا المبلغ بالإضافة إلى 15 مليونا متبقية من صفقة توريس بشكل فعال صفقة تعاقد ليفربول مع لويس سواريز، وهو ما يعني أن النادي اشترى مهاجمين من دون أن ينفق أي شيء تقريبا. وكانت المفاوضات بالنسبة لنا تتركز ببساطة على الفارق في المبالغ التي دفعها تشيلسي والمبلغ الذي دفعناه لفريق نيوكاسل. وكان يمكن أن تكون هذه المبالغ 35 مليون جنيه إسترليني (من تشيلسي بالنسبة لتوريس) و20 مليون جنيه إسترليني (إلى نيوكاسل مقابل شراء كارول)، أو 40 و25 مليون جنيه إسترليني، أو 50 و35 مليون جنيه إسترليني. وكان سعر هاتين الصفقتين يتوقف في النهاية على المبلغ الذي كان فريق نيوكاسل يرغب في الحصول عليه مقابل بيع كارول. وقد صنعوا (نيوكاسل) جحيما من الصفقة. وقد شعرنا بنفس الطريقة».

وبعدما قال إن كيني دالغليش «قد تجاوز توقعاتنا» كمدير فني جديد للفريق، أوضح هنري أن فريق ليفربول يحتفظ بطموحاته في التأهل للمشاركة في منافسة أوروبية خلال الموسم الحالي، لذا فقد كان الإصرار على التعاقد مع مهاجم بديل، وكان المهاجم المفضل هو كارول، إذا ما رغب توريس في الرحيل. وقال هنري متحدثا عن توريس «لم نكن لنتخلى عن رغبتنا في المشاركة ببطولة دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي من أجل سعادة شخص. كان يتعين أن يتم سد الفراغ في موقع الهجوم، بواسطة شخص يمثل التعاقد معه ضرورة منطقية على المدى الطويل. ومع بقاء نحو 24 ساعة، برزت إمكانية التعاقد مع أندي، الذي كان الشخص رقم 1 على قائمة الصفقات المحتملة لفترة الانتقالات الصيفية». وأوضح هنري كيف يتفق كارول، حتى وإن تم شراؤه بمبلغ 35 مليون جنيه إسترليني، مع فلسفة مجموعة «إنغلاند سبورتس غروب»، التي تستمد فكرتها بشكل شهير من الاستراتيجية التي صاغها بيلي بين، المدير العام لنادي أوكلاند أتليتيكس لكرة القدم. وحسبما ذكر في كتاب «كرة المال» الذي كتبه مايكل لويس، يتم تقييم اللاعبين بواسطة الإحصائيات البيانية للأداء، وليس فقط عبر تقديرات الكشافين لمدى كفاءتهم وجودتهم. لكن هنري قال إن هذا لم يعن أنهم لم يكونوا مستعدين لإنفاق مبالغ كبيرة على اللاعبين المناسبين، مثلما فعلت المجموعة عندما حولت فريق «ريد سوكس» للبيسبول إلى فريق يفوز بالبطولات العالمية مجددا.

وطريقة كتاب «كرة المال» تتعلق بصنع القرار السيئ في البيسبول اعتمادا على دليل سردي (عن مهارات اللاعبين) مقارنة بالأدلة الملموسة والبيانية. وإذا كان فريق «ريد سوكس» فريقا لكرة المال، «تجدر الإشارة إلى أننا حللنا في المركز الثاني على قائمة أعلى النفقات خلال العقد الماضي بين أندية دوري الرابطة الكبرى للبيسبول. وقد نجحنا من خلال ترشيد النفقات وعبر توفير وتنمية مهارات لاعبين شبان» كما يقول هنري.

وذكر هنري أن هذا التوجه سوف يمثل توجه ليفربول القادم، والمكون من شقين لإعادة بناء الفريق، وسوف يتم تمويله فقط من العائدات التي يجنيها الفريق. وأفاد بأنه وزملاءه في مجموعة «فينواي» لن يضخوا المزيد من الأموال من أجل تمويل ودعم الفريق. وقال هنري «ننوي أن يصبح الفريق أكثر شبابا وأكثر عمقا، وأن نلعب كرة قدم إيجابية»؛ مضيفا أن أبرز لاعبين وهما (كارول وسواريز) يصل عمرهما إلى الثانية والعشرين والرابعة والعشرين على التوالي، وأنهما «يمثلان خطوة أولى جيدة على طريق تحقيق هذا التوجه».

وأسهب هنري في الثناء على دالغليش، رغم أنه امتنع عن القول ما إذا كان من الوارد أن يعرض عليه هذه الوظيفة بشكل دائم أم لا. وقال هنري «لم نكن نعرف كيني بشكل جيد قبل قدومه إلى النادي كمدير فني. لكنه تجاوز توقعاتنا على كل الجبهات. وسوف يكون من غير المناسب التعليق بشكل علني على ما سوف يحدث بعد نهاية هذا الموسم». ولم يخف دالغليش نجم ليفربول السابق رغبته في الحصول على منصبه بشكل رسمي، ويبدو أن قرار النادي بمنحه الضوء الأخضر خلال فترة الانتقالات لشراء سواريز وأندي كارول مقابل 56 مليون جنيه إسترليني (80 مليون دولار) دليل على أنه مرشح للاستمرار.

وقال هنري «أعرف أن كيني يريد أن يكون في هذا المنصب منذ فترة طويلة، وبالتالي فإن الأمر رائع بالنسبة إليه والينا أيضا».