فينغر متحير من لغز تعادل نيوكاسل مع آرسنال بعد التقدم بأربعة أهداف

النقاد يرون المباراة هي الأروع في الدوري الإنجليزي وستخلد في التاريخ

TT

ربما مشاعر الحزن التي انتابت أرسين فينغر، المدير الفني لفريق آرسنال بعد تعادل فريقه مع منافسه نيوكاسل 4/4، طبيعية لأن رجاله تقدموا في المباراة الكلاسيكية التي أقيمت يوم السبت الماضي بأربعة أهداف قبل أن ينهاروا وتستقبل شباكهم أربعة مماثله في الشوط الثاني، إلا أنه ربما يعود بعد فترة ليقدر هذه المواجهة من ميزات ومناقب هذه المناسبة الاستثنائية.

وعندما ينتهي السباق على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي خلال شهور قليلة من الآن، ربما يتمكن المدير الفني لفريق آرسنال في النهاية من التراجع عن رأيه والتسليم بمدى أهمية هذه المباراة التي تمثل تحفة فنية في بطولة الدوري الممتاز.

مساء السبت لم يكن الوقت المناسب لفينغر الجريح لكي يقدم حكما إيجابيا على مباراة سوف يتم تصنيفها كواحدة من أروع المباريات وأكثرها إثارة في تاريخ الدوري الإنجليزي لكرة القدم. وفي ناد بدا أنه حول الانهيار إلى شكل فني، كان فينغر غير قادر على النظر إلى الجانب المضيء من مباراة مزرية لأن فريقه أظهر نزعته الخاصة لتدمير الذات.

وبعدما رأى فريقه يتحول من فريق رائع إلى فريق بائس ويصبح أول فريق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يتراجع بعدما كان متقدما بنتيجة أربعة أهداف مقابل لا شيء، لم يكن فينغر قادرا على معرفة كيف يمكن أن تمثل هذه المنافسة إعلانا قويا عن قوة مباريات الدوري الإنجليزي.

وقال فينغر: «لم تكن هذه المباراة لتصبح إعلانا عظيما على نطاق دولي لأن الناس الذين يرون ذلك لن يوافقوا على ما حدث».

وشعر فينغر بالخطأ لأنه كان يعتقد (على نحو غير صحيح) بأن الحكم فيل داود كان قد أخطا عندما طرد لاعب وسط آرسنال أبو ديابي لدفعه جوي بارتون بعد ارتكابه لعرقلة قوية ولكنها نظيفة. وأثبتت هذه الحادثة أنها كانت بمثابة نقطة تحول لأن فريقه انهار بطريقة لا تتناسب مع فريق ينافس على اللقب. وشعر فينغر أيضا بحنق شديد إزاء قرارات الحكم داود (الصحيحة) بمنح نيوكاسل ركلتي جزاء مع انهيار وتفكك دفاعه في مواجهة صحوة الفريق المضيف.

وأضاف فينغر بقوله: «ماذا تقول عن فريقي في هذه المباراة؟ إننا لعبنا 12 مباراة منذ بداية شهر يناير (كانون الثاني) واللاعبون لعبوا بشكل رائع جدا، ولكن اللعب بعشرة لاعبين فقط يترك أثرا نفسيا سيئا على الفريق، وأثرا بدنيا أيضا بالتأكيد. في النصف الثاني من اللقاء، كنا غير محظوظين حقا بفعل بعض القرارات. ولكن كيف نتغلب على الأضرار النفسية لهذه المباراة؟ عبر التركيز على المباراة التالية. إنها جزء من عملنا. ويرغب المرء في الأداء بشكل جيد في المباراة التالية. ويساعدنا الوقت على ذلك، كما يساعدنا التركيز على المباراة التالية في تحقيق هذا الأمر».

وتابع فينغر حديثه بقوله: «رغم الحزن فإنه يمكننا أن نحصل على كثير من التشجيع أيضا. فمع وصول النتيجة للتعادل الإيجابي 4/4، كان لاعبو نيوكاسل سعداء ببما حققوه ولم يحاولوا تسجيل المزيد من الأهداف، وإذا كانوا قد فعلوا ذلك لكنا قد تعرضنا لخطر خسارة فادحة».

وكافح حارس مرمى آرسنال فويسيتش تشيزني، 20 عاما، لفهم هذه التجربة. وقال: «لا يمكنني أن أصدق ما حدث، إنه أسوأ إحساس شعرت به في حياتي، ويمكنني أن أعتذر فقط للمشجعين. ولم أجرب من قبل مثل هذه التجربة. وأنا لا أفهم ما حدث خلال هذه المباراة. وفي وجود 10 لاعبين، كان بمقدورنا الحفاظ على نتيجة المباراة، ولكن كانت هناك الكثير من الأشياء التي سارت على نحو خاطئ».

وبينما أعرب فينغر عن حزنه إزاء هذه النتيجة، وضع شيخ تيوتي، لاعب الوسط المدافع بفريق نيوكاسل، الذي وصف هدف التعادل الذي سجله من على بعد مسافة 25 ياردة بأنه «أروع هدف» سجله في حياته، الأمور في نصابها الصحيح. وقال اللاعب العاجي: «هذا لا يحدث في أي دوري آخر - وفي إسبانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا، لا تعود الفرق إلى المباراة بعد تأخرها بأربعة أهداف. هذا هو الشيء العظيم في كرة القدم الإنجليزية. وهذا هو سبب حبي لها. العقلية الإنجليزية لا تستسلم للتراجع ولا الاستسلام، وتؤمن بأن الأمور لا تنتهي على الإطلاق، وأنا أحب ذلك. إنها مباراة مجنونة. ولم أشارك من قبل في أي مباراة مثل هذه، إنني سعيد جدا».

وأضاف تيوتي: «في فترة الاستراحة، كانت الأجواء غاضبة وحزينة جدا داخل غرفة خلع الملابس. وكان المدرب (آلان باردو) غاضبا جدا وكان يصرخ فينا، ويقول: (هذا ليس فريق نيوكاسل يونايتد. وأضاف بأنه يتعين علينا تعديل النتيجة، وأن نرد الدين إلى جماهيرنا الوفية). كان يتعين علينا أن نقدم لهم شيئا، لأنهم يصرفون الكثير من الأموال ويقضون وقتهم في تشجيع الفريق، وكان يجب علينا ألا نخذلهم».

وفي نهاية الأسبوع الذي شهد إصابة مشجعي فريق نيوكاسل بالفزع إزاء صفقة بيع أندي كارول بمبلغ 36 مليون جنيها استرلينيا إلى فريق ليفربول، كان باردو، الذي فهم الآن بشكل كامل القوة الطبيعية لفريقه وبعدما ألهم الصحوة المذهلة، كان يستعد بسرعة لكي يعاين مظاهر حسن الضيافة واحتفاء المدينة به.

وقال باردو: «خرجت إلى المدينة للمرة الأولى بالفعل منذ مجيئي إلى هنا، ولا أعرف ما إذا كان الناس سيرحبون بي أم سيشترون لي مشروبا ويلقونه عليّ. هذا هو نوع الأسبوع الذي عشته. كنت آمل بالتأكيد ألا يلقوا مشروباتهم عليّ. لقد كان أسبوعا شاقا بالنسبة لي كمدرب كرة قدم. ولكن في نهاية الأسبوع، كنت مبتهجا». ورد بارتون على دعاوى فينغر بأنه كان يجب أن يطرد بسبب العرقلة التي أدت إلى طرد ديابي بقوله: «قام ديابي بلعبة سيئة، وتعين علي أن أمضي وأن أحصل على الكرة، لقد دفعني ودفع زميلا آخر». ومن المحتمل أن يتعرض ديابي لعقوبة الإيقاف لمدة أسبوعين من قبل فينغر بسبب هذه الواقعة لأنها ربما تكون قد كلفت فريقه الفوز بالمباراة بأريحية تامة.