أحدهما طويل القامة للغاية ويتمتع بالخبرة وماكر، والآخر خجول ومتيقظ ومثمر. إن الثنائي الغريب يعد جميلا، وربما سيمثل هذا الثنائي نقطة انطلاق لفريق يوفنتوس الإيطالي. بإمكان لوكا توني، المنتقل مؤخرا من جنوا إلى صفوف اليوفي، وأليساندرو ماتري، المقبل من صفوف كالياري، أن يلعبا جنبا إلى جنب، وضمان ذلك ليس تلك الدقائق التي جمعتهما خلال مباراة اليوفي الأخيرة أمام كالياري، والتي انتهت بخسارة الأخير 1/3 فحسب، بل ما جاء أيضا على لسانيهما؛ فقد صرح لوكا توني عقب المباراة، التي شهدت هدفا بتوقيعه، قائلا: «إن ماتري لاعب قوي للغاية، ولقد لاحظته على الفور أثناء التدريبات. من الناحية الخططية نعد ثنائيا متوافقا، لأنه يتسم بالسرعة العالية ويمنح الفريق العمق. سوف نتقاسم أنا وأليساندرو منطقة الجزاء بشكل جيد». كما أثنى ألبرتو أكويلاني، مهاجم الفريق، على هذا الثنائي الجديد قائلا: «لوكا توني بطل وكان ينقصنا ذلك في هذه الفترة. وماتري نجح في تسجيل أهداف حاسمة على الفور. إنهما يمثلان أهمية كبيرة لطريقة لعبنا».
ماتري في المنتخب: ثنائي هجوم يتسم بالطول، أحدهما رائع داخل منطقة الجزاء والآخر أكثر حركة، لقد كان ذلك هو المشروع الخططي لديل نيري، مدرب اليوفي، في بداية الموسم حيث كان يتواجد، على لوحة الشرح، أماوري وياكوينتا، والآن أصبح توني وماتري، حتى وإن كان فينشينزو ياكوينتا في مرحلة التعافي من الإصابة، وربما سيكون متاحا للمشاركة مع الفريق يوم الأحد المقبل أمام الإنتر.
من المؤكد أن ديل نيري لن يكون أمامه الوقت الكافي، خلال هذا الأسبوع، لتجريب هذا الثنائي، لأن ماتري تم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب الإيطالي، الذي سيخوض، اليوم (الأربعاء)، مباراة ودية أمام نظيره الألماني. ولن يتمكن لاعب كالياري السابق من العودة إلى فينوفو، مقر معسكر اليوفي، إلا غد (الخميس)، وعليه، فسوف يشارك في تدريبين فحسب مع الفريق، وبعدها سينزل الفريق إلى الملعب ليواجه الإنتر في اللقاء الذي يعد هو الأهم بالنسبة لجماهير السيدة العجوز.
وقد أكد ماتري عقب مباراة كالياري قائلا: «أتوق شوقا لخوض مباراتنا أمام الإنتر». ويود أليساندرو أن ينعم بنهاية سعيدة لأولى مشاركته مع اليوفي (بعد أن تمكن من افتتاح سجله التهديفي بقميص اليوفي خلال مباراة كالياري، وتم استدعاؤه في الأسبوع ذاته إلى صفوف الآزوري) من خلال تحقيق فريقه الجديد الفوز على أرضه أمام حامل لقب البطولة المحلية في نسختها الأخيرة.
لوكا توني: أما لوكا توني فلا يفكر في المنتخب الإيطالي، ويفضل التركيز على مغامراته في صفوف فريق اليوفي الذي يتمسك اللاعب به كثيرا. الأمر الذي بدا واضحا في احتفال لاعب جنوا السابق بهدفه في مرمى كالياري في المباراة الأخيرة، الأمر الذي حمل أيضا الكثير من المعاني: «الانتقادات أمر طبيعي، ولكن بالنسبة لي لا أهتم بالرد على ذلك إلا بإحراز الأهداف المهمة. لقد أعجبني كثيرا في مباراة كالياري الفائتة رد الفعل السريع، بعد أن دخل في مرمانا هدف التعادل، والآن من الممكن لمباراة الإنتر المقبلة أن تصبح نقطة تحول في الموسم الحالي. لا يزال يتعين علي أن أنضج، غير أني سعيد للغاية بالعودة والمساهمة في تحقيق فوز الفريق في اللقاء الأخير».
يُذكر أن لوكا توني، بشكل عملي، خاض حتى الآن بقميص اليوفي لقاءين فحسب (في بطولة كأس إيطاليا شارك أمام كاتانيا، ولكنه تعرض للإصابة بعد دقائق قليلة من بداية المباراة) وقد تمكن من التسجيل في مباراة كالياري، وخلال مباراة نابولي، أحرز هدفا صحيحا، بيد أن مورغانتي، حكم المباراة، قام بإلغائه. وعليه فإن المعدل التهديفي لتوني يعد جيدا. وقد لعب لوكا دورا قيما أيضا خلال مباراة فريقه الأخيرة، حيث أجبر كانيني، مدافع كالياري، على ارتكاب خطأ ضده، مما تسبب في إلغاء هدف نيني، لاعب كالياري. إن الابتسامة، في الواقع، عادت من جديد إلى ديل نيري بوجود ماتري وتوني بين صفوف الفريق.
وفي سياق متصل، من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة عملية تجديد عقد أليساندرو ديل بييرو، قائد فريق اليوفي لموسم آخر، حيث من المفترض أن يجتمع ديل بييرو وبيبي ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، من أجل الاتفاق على الشكل النهائي للعقد. ولا يزال هناك إمكانية لتقليل راتب اللاعب، إلا أن ما تردد هو أن الاتفاق سيشتمل على مليوني يورو سنويا، فضلا عن المكافآت. إن أليساندرو يستحق، بالفعل، هذا التجديد، خاصة داخل الملعب، فقد أثبت اللاعب أنه مصدر ثقة فنية وبدنية للفريق؛ فقد شارك ديل بييرو حتى الآن مع اليوفي في 34 لقاء خلال الموسم الحالي (ليس هناك لاعب آخر في الفريق مثله) وأحرز ستة أهداف. ومن المؤكد أن الإيقاعات الخاصة السريعة لا تقدم الكثير إلى ديل بييرو، إلا أنه على مستوى الخبرة والمهارة سيمثل أليساندرو أهمية كبيرة لفريق يوفنتوس الشاب في الموسم المقبل حيث سيصبح له دور أساسي كقائد وليس كلاعب فحسب.
ونجح أليساندرو ديل بييرو، خلال مباراة السبت الماضي أمام فريق كالياري في إضافة رقم قياسي جديد إلى سلسلة إنجازاته الشخصية، فقد حل اللاعب، خلال اللقاء، بديلا لمارتينيز في الدقيقة التاسعة من الشوط الثاني، ليصل بذلك إلى المباراة رقم 444 بقميص اليوفي، ويعتلي قمة ترتيب أكثر اللاعبين مشاركة بقميص هذا الفريق، بعد أن تجاوز الرقم الخاص ببونيبيرتي (443 مباراة). لقد شهد اللقاء بوادر صحوة لفريق يوفنتوس بعد التعرض لثلاث هزائم متتالية. لقد جاء الفوز في هذه المباراة عن طريق المهاجمين الجديدين في صفوف الفريق (أليساندرو ماتري ولوكا توني)، بينما لم ينجح كرازيتش ومارتينيز (من ضمن صفقات نادي اليوفي في الصيف الماضي) في التعبير عن نفسيهما بشكل جيد خلال اللقاء.
ولعل الشوط الأول من المباراة شهد تساؤلات بعض جماهير الفريق عن مدى استحقاق اللاعب الأوروغواياني مارتينيز لمبلغ الـ15 مليون يورو الذي أنفقه نادي اليوفي للحصول على خدمات اللاعب. أما الصربي كرازيتش فلم تبدر منه سوى بعض المحاولات الخجولة، ولم يكن أداؤه على المستوى المطلوب، مما دفع ديل نيري، مدرب الفريق إلى استبدال اللاعب الصربي في الدقيقة 19 من الشوط الثاني وحل بدلا منه ميمو سيسوكو.
جدير بالذكر أن فريق يوفنتوس كان قد استهل أمس (الثلاثاء) استعداداته لمباراة الإنتر المقبلة في الدوري المحلي، ومن المحتمل أن لا يشهد هذا اللقاء مشاركة كلاوديو ماركيزو، لاعب اليوفي، الذي خرج من مباراة كالياري مصابا. ومن المفترض أن يخضع اللاعب، خلال الأيام الحالية، إلى الفحوصات الطبية، ولكن ليس هناك كثير من التفاؤل. أما بالنسبة لياكوينتا، مهاجم الفريق، فسيمثل هذا الأسبوع أهمية كبيرة بالنسبة إليه. فقد صرح ديل نيري قائلا: «أتمنى أن يصبح ياكوينتا متاحا للمشاركة يوم الأحد المقبل». ومن المفترض في حال عدم تمكن ماركيزو من اللعب أن يتم الدفع بمارتينيز بدلا منه. عقد كوالياريلا: وفي غضون ذلك، عقب دي لاورينتيس، رئيس نادي نابولي، على ما ذكره ماروتا بشأن ضرورة إعادة النظر في عقد اللاعب كوالياريلا، مهاجم اليوفي المعار من نادي نابولي، على أن يتم دفع قيمة بطاقته من خلال دفعات مالية، ولا سيما بعد تعرض اللاعب إلى الإصابة، وصرح رئيس نادي نابولي بهذا الصدد قائلا: «لن أهدي كوالياريلا إلى اليوفي مقابل 4.5 مليون يورو. ماروتا قام بالتوقيع على عقد، والأمر لا يتطلب سوى الانتظار لمدة شهر حتى يحين وقت التوثيق. إن قيمة بطاقة اللاعب محددة بالفعل من قبل».