ديربي إيطاليا يضع منافسة الدوري على صفيح ساخن.. وتفاؤل بعودة ياكوينتا

لوكا توني يبحث عن رقم قياسي بالتسجيل في مرمى الإنتر مع رابع فريق مختلف

TT

بدأ العد التنازلي لديربي إيطاليا يوفنتوس - إنتر ميلان، وهي المباراة التي تنتظرها جماهير الأول بنفاد الصبر، عاقدة آمالها على فريقها للنهوض من الكبوة التي يعاني منها اليوفي منذ فترة طويلة، حيث يقبع الفريق في المركز الثامن في قائمة التصنيفات. ومنذ بداية العام الحالي لم يحصد الفريق سوى سبع نقاط، حيث فاز في مباراتين فقط وتعادل مرة واحدة بينما مني بأربع هزائم قاسية. وفي المقابل يسير الإنتر بخطوات ثابتة في الدوري المحلي تحت قيادة ليوناردو، حيث وصل متوسط أهداف الفريق إلى ثلاثة في المباراة، محققا سبعة انتصارات في المباريات الثماني الأخيرة، بما في ذلك مباراة تشيزينا. ونظرا لما يحمله كلا الفريقين من دوافع معنوية كبيرة، يستعد لاعبو الإنتر واليوفي لخوض المعركة اليوم الأحد بحماس كبير، واضعين نتيجة مباراة الذهاب نصب أعينهم، حيث نجح فريق السيدة العجوز في إنهاء المباراة بالتعادل رغم الأزمة الفنية التي كان يعاني منها آنذاك.

وتسود أجواء من التفاؤل في يوفنتوس نظرا لتعافي عدد كبير من لاعبي الفريق، مما يقدم عددا من البدائل المناسبة لحجم المباراة. ففي الهجوم استعاد اليوفي خدمات فينشنزو ياكوينتا، بينما يحتفظ ماتري بمقعده في التشكيل الأساسي للفريق في الوقت الذي يتنافس فيه توني وديل بييرو على القميص المتبقي في ثلاثية الهجوم. غير أن التوقعات تقول إن القائد سيكون أكثر نفعا للفريق في حال الدفع به أثناء المباراة لما يتمتع به من قدرة على إنعاش الملعب بلمساته السحرية.

على أية حال، سيكون لكل من مهاجمي اليوفي دور مهم في مواجهة الإنتر، خصوصا لوكا توني الذي ستتاح له فرصة تسجيل هدف جديد في الإنتر مع اليوفي بعدما نجح في إنجاز المهمة نفسها مع باليرمو، فيورنتينا وروما من قبل. بدأ تاريخ توني مع الإنتر في 18 سبتمبر (أيلول) 2004 حين سجل هدف التعادل لفريق باليرمو في سان سيرو، ثم سجل ثلاثة أهداف مع فيورنتينا في موسم 2006/2007. وفي الموسم الماضي سجل توني هدف المباراة الوحيد لروما في مواجهة الإنتر الذي حسم اللقاء لصالحه 2/1. من جهته أكد فيليبى ميلو على إيمانه بقدرة فريقه قائلا: «سنخوض مباراة فريدة من نوعها أمام الإنتر. إنه ديربي إيطاليا، ولا شك أن نتيجة المباراة ستنعكس بشدة على الحالة المعنوية لكلا الفريقين، فضلا عن تأثيرها الكبير على موقع الفريقين من قائمة التصنيفات. إننا نرغب في الفوز مهما كان الثمن».

وسيكون الملعب الأولمبي بتورينو مسرحا اليوم للديربي في ختام الجولة الـ25 من بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم.

ديل نيري: إن تاريخ جيجي ديل نيري كمدرب يحتوي على الكثير من الارتقاء والنجاح والقليل من الانحدار ومسارات وعرة ونتائج جيدة وغير متوقعة وبعض الإخفاقات، وفي النهاية وهو في سن الـ60 جاء فريق اليوفي ليكون علامة مميزة في تاريخه وتتويجا لمسيرته أكثر من كونه فرصة بسيطة لمدرب جيد. وسيواجه ديل نيري وفريقه اليوم المدرب الذي يحمل تاريخا مناقضا تماما لتاريخه في عالم التدريب بعد وصوله للقمة على الفور دون المرور بمحطات صعبة أو تدريجية وهو ليوناردو مدرب الإنتر. وسيحاول ديل نيري أمام الإنتر تحقيق الإنجاز الذي من شأنه أن يغير مسار اليوفي هذا الموسم ويرضي طموح جماهيره.

طوال القامة: إن ديل نيري في مؤتمراته الصحافية لا يتحدث عن الحب والصداقة والمشاعر، بل عن العمل والتطبيق والالتزام. وهي مبادئ أساسية سواء في الفرق الصغيرة أو الفرق الكبيرة، لا سيما عندما تكون الفرق الكبيرة تحاول استعادة قوتها وهيبتها. لكن مدرب اليوفي يعرف أن الشخصية وحدها لا تكفي أمام الإنتر الذي يسجل الكثير من الأهداف لكنه يمنح منافسه فرصة السيطرة في بعض الأحيان، ولذلك ينبغي إيجاد الطريق الصحيح لمهاجمته مع تأمين الطريق لمرمى بوفون.

وقد قام ديل نيري خلال مباراة كالياري الأخيرة ببعض التغييرات في خط الدفاع حيث دفع بكيلليني في الجانب الأيسر ودفع بأربعة لاعبين في قلب الدفاع لأن سورينسين الذي لعب في الجانب الأيمن يفضل اللعب في المنتصف. ومن الممكن أن يدفع ديل نيري بنفس هذا التشكيل في مباراة الإنتر مساء اليوم لأن كيلليني يمتلك السرعة والقوة اللازمتين لرقابة مايكون، ولأن اللعب ضد لاعبي الإنتر الذين يجيدون الوثب يحتاج إلى لاعبين من أصحاب القامة الطويلة، وهو ما ينطبق على هذا الرباعي الذي يبلغ متوسط أطوالهم 189 سنتيمترا.

تفاؤل بشأن ماركيزيو: لكن التجديدات التي يضفيها ديل نيري على فريقه لا تقتصر على هذا، فقد تخلى المدرب خلال مباراة كالياري الأخيرة لأول مرة عن طريقة 4/4/2 ليلعب بطريقة 4/3/3، لكن ذلك لا يمنع أن يقوم ديل نيري بتغيير الطريقة مرة أخرى أمام الإنتر. ويبدو أن ماركيزيو بحالة جيدة، وهو ما زاد من التفاؤل داخل الفريق. وقد لا يتمكن ماركيزيو من لعب المباراة بأكملها لكن ديل نيري سيضمه إلى تشكيلة الفريق. ويسمح وجود ماركيزيو للمدرب باللعب مجددا بطريقة 4/3/3 أو العودة لطريقة 4/4/2، بينما سيكون من المرجح في حالة غيابه اللجوء إلى طريقة اللعب التي طبقها ديل نيري في معظم المباريات بنسختيها الهجومية (من خلال الدفع بمارتينيز كجناح أيمن) والدفاعية (من خلال الدفع بسيسوكو).