يوفنتوس يضع باستوري على رأس أولوياته.. والانتقالات الصيفية فرصته الأخيرة

النادي بين طموحاته العريضة وميزانيته المحدودة.. وآنيللي يلعب دورا محوريا في مسيرته

TT

بعد أن تمت إقالته من الإدارة الفنية في تشيلسي عام 2007، أمضى خوسيه مورينهو فصل الشتاء في تعلم اللغة الإيطالية ودراسة الفرص التي قد تفتح أبوابها أمامه في نهاية الموسم. ولم يكن الإنتر هو الخيار الأول المطروح لدى مورينهو في هذه الأثناء، فالنادي الإيطالي لم يقرر التخلي عن مدربه السابق روبرتو مانشيني إلا بعد التصريحات النارية التي أدلى بها في نهاية المباراة التي خاضها الفريق أمام ليفربول، فقد كلف البرتغالي معاونيه دراسة نادي يوفنتوس نظرا لما يتمتع به هذا النادي من تاريخ وقاعدة جماهيرية كبيرة تسعى إلى الخروج من نفق قضية الفساد الكروي «كالتشيوبولي» بسلام. قد يترك ذكر هذه المعلومات في الوقت الحالي انطباعا غريبا في نفوس الجماهير بعد البصمة الكبيرة التي تركها مورينهو مع الإنتر، بيد أنها ليست موجهة إليهم بل إلى نادي يوفنتوس الذي تقهقر إلى الوراء كثيرا مقارنة بالفرق الأوروبية الكبرى. هكذا، يتضح أن اليوفي لم يدخل بعد إلى مصاف الفرق التي تحرص على الحصول على التوقيعات الهامة قبل غيرها، خصوصا أن مورينهو كان يتمتع بشهرة إعلامية كبيرة آنذاك باعتباره المدير الفني رقم واحد في العالم. ومع تقدم مورينهو في مجال الإدارة الفنية، يظل اليوفي محتفظا ببريقه المميز حتى وإن كان دي نتالي قد رفض الانتقال إليه، مفضلا إنهاء مسيرته الكروية في أودينيزي، أو بورديسو الذي فضل البقاء في روما على الانضمام لصفوف السيدة العجوز وأخيرا بوريللو الذي اختار العاصمة، رافضا الانتقال لتورينو.

مما لا شك فيه أن التأهل لمنافسة دوري أبطال أوروبا هو الحلم الذي يداعب مخيلة يوفنتوس في الوقت الحالي، فاليوفي ليس أقل شأنا من مانشستر سيتي الذي رفض ريكاردو كاكا الانتقال إليه منذ ما يقرب من عامين نظرا لعدم مشاركته في «الشامبيونز ليغ». وعلى الرغم من المرحلة الصعبة التي يشهدها الفريق، فإنه لا يزال إحدى الوجهات التي تتمنى المواهب الشابة الانتقال إليها يوما ما، فاليوفي لا يعرف حدودا للطموح، بل إن الطموح هو الأمل الذي يتشبث به جماهير ولاعبو هذا النادي الذي سيفقد قائده أليساندرو ديل بييرو خلال سنوات قليلة في الوقت الذي تزداد فيه قوة الفرق الأخرى وعلى رأسها برشلونة الذي يزداد اعتمادا على ميسي يوما تلو الآخر، بينما تتسع مملكة كريستيانو رونالدو في ريال مدريد، وكذلك إبراهيموفيتش في الميلان.

ويلعب أندريه آنيللي، الرئيس الحالي للنادي، دورا محوريا في مسيرة يوفنتوس نحو النهضة المرجوة، فهو يعلم مدى الجاذبية الدولية التي يتمتع بها ناديه، كما أنه على دراية كاملة بالإمكانات المتوفرة لديه وتلك التي يفتقر إليها، ولن يدخر آنيللي جهدا في تلبية احتياجات الفريق من خلال سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، حيث سيكون الهدف الأول للرئيس هو بناء حجر الزاوية التي سيرتكز عليها الفريق في المستقبل على غرار الرموز العظيمة التي مرت على اليوفي على مدار تاريخ النادي. ففي الثلاثينات، كان هناك كومبي، ومونتي، وفيراري، أما بونيبرتي، وتشارلز، وسيفوري.. فقد قادوا فريق اليوفي في الخمسينات والستينات ثم تبعهم زوف، وتشيرا، وكاوزيو، وتارديللي، وبيتيغا في السبعينات والثمانينات، ومن بعدهم جاء بلاتيني ثم زيدان، وأخيرا الجيل الحالي وعلى رأسه نيدفيد، وبوفون، وديل بييرو.

تجدر الإشارة إلى أن يوفنتوس كان قد وقع في بعض الأخطاء التي أعاقت مسيرته في السنوات الأخيرة مثل صفقة التعاقد مع البرازيلي دييغو الذي لم يبلُ بلاء حسنا مع الفريق، لينتهي به الأمر إلى الرحيل بعد أقل من عام. غير أن حلم العثور على بطل جديد بعد رحيل ديل بييرو لا يزال قائما، ولا بد من المحاولة خلال الأشهر المقبلة بصرف النظر عن استمرار المدير الفني ديل نيري في الإدارة الفنية في الفريق من عدمها. وذلك لأن المدير الفني لديه الحق في إبداء رأيه في تشكيل الفريق الذي يقوم بتدريبه، ولكن إذا ما قدم إليه النادي نخبة من النجوم المميزين، فلا بد له أن يسعى إلى الاستفادة منهم بشتى الطرق، بل يتعين عليه أن يضع خطة لعب مناسبة لإمكاناتهم ومهاراتهم. وبعد أن قام اليوفي بالتعاقد مع ماتري، أصبح الفريق في حاجة إلى 3 لاعبين جدد: ظهير، ولاعب خط وسط مدافع، وقلب هجوم. وإذا وضعنا في الاعتبار مجموعة اللاعبين الذين انتقلوا إلى اليوفي على سبيل الإعارة ومن المنتظر شراؤهم بشكل نهائي في الصيف المقبل، يتضح أن حجم نفقات اليوفي قد يرتفع من 50 إلى 80 مليون يورو. ومن بين الأسماء المرشحة للانضمام إلى صفوف الفريق في يونيو (حزيران)، يتصدر خافيير باستوري القائمة على الرغم من ارتفاع ثمنه، فضلا عن دخول مانشستر سيتي على الخط. وقد ينجح اليوفي في إنهاء الصفقة لصالحه إذا تقدم بعرض لشراء اللاعب مقابل 40 مليون يورو، بالإضافة إلى التنازل عن بلادينو وجوفينكو.

وهنا، لا بد من الوقوف قليلا على خافيير باستوري، فعلى الرغم من الموهبة الفياضة التي يتمتع بها الأرجنتيني إلا أن صغر سنه (22 عاما) هو العامل الأكثر إيجابية في الصفقة، حيث سيكون لديه الوقت الكافي للتأقلم مع الفريق وبدء حقبة جديدة وناجحة في السنوات المقبلة. وفي حال نجاح اليوفي في التعاقد معه، ستكتفي إدارة النادي بشراء لاعبين غير مكلفين في الجبهات الأخرى مثل بوجان في الهجوم وفان ديل فيل في الدفاع. ويتميز بوجان بخبرته الدولية الكبيرة رغم صغر سنه، كما أنه يبحث عن فرصة للظهور بعيدا عن ميسي، وبيدرو، وفيا.. الذين خطفوا الأضواء في إسبانيا والعالم. وهناك أيضا أفيلاي، الذي لن يكلف اليوفي أكثر من 15 مليون يورو، خصوصا بعد أن أبدى اللاعب استعداده للهجرة. ويعد الهولنديان أفيلاي وفان دير فيل هما الأقرب لليوفي، حيث تتناسب أجورهما مع سقف الرواتب الذي حدده اليوفي. وفي حال تعذر الحصول على خدمات باستوري، يظل أمام اليوفي بديلان آخران هما الفرنسي نصري، ولكنه مكلف للغاية، حيث وصل سعره إلى 35 مليون يورو، والبلجيكي هازارد (20 عاما)، الذي يضع تشيلسي عينه عليه وفقا لما ذكرته صحيفة «إيكيب». من جهة أخرى، تنوعت أسماء اللاعبين المدرجين في قائمة اهتمامات اليوفي، فكان منها من تم رفضه نظرا لتكلفته العالية مثل نيمار (50 مليون يورو)، وسيرجيو أغويرو (من 45 إلى 60 مليون يورو).