الميلان يستفيق بعد تعادلين على التوالي ويمزق شباك بارما برباعية

أنطونيو كاسانو سجل هدفه الشخصي رقم 100 مع الأندية الإيطالية

TT

سحق فريق الميلان، متصدر دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ضيفه بارما برباعية نظيفة في المباراة التي جمعتهما أول من أمس السبت ضمن افتتاحية الجولة الـ25. افتتح أصحاب الأرض التسجيل في الدقيقة 8 من الشوط الأول عن طريق الهولندي سيدورف، لاعب الميلان، ثم نجح المهاجم أنطونيو كاسانو في مضاعفة النتيجة في الدقيقة 17 من الشوط ذاته، بينما تمكن البديل روبينهو، جناح الميلان، من تسجيل ثنائية في الشوط الثاني من اللقاء خلال 5 دقائق فحسب (في الدقيقتين 16 و21 على التوالي). وبهذه النتيجة احتفظ فريق الميلان بصدارة الدوري برصيد 52 نقطة، بينما تجمد رصيد بارما عند النقطة 26 في المركز الـ15 في انتظار ما ستسفر عنه باقي مباريات هذه الجولة. كان كاسانو اللاعب الأكثر بزوغا خلال اللقاء؛ إذ نجح باقتدار في الفوز بتحديه الخاص مع سبيستيان جيوفينكو، صانع ألعاب فريق بارما، فقد بدا أنطونيو أكثر حضورا خلال المناورات وأكثر حسما. إنها في الواقعة مباراة تستحق النسيان بالنسبة لصانع ألعاب بارما الذي لم يتمكن من التصويب ولو لمرة واحدة على مرمى الميلان. أما كاسانو فقد تعددت تصويباته تجاه مرمى الفريق المنافس؛ ففي الدقيقة 31 من الشوط الأول سدد أنطونيو كرة رائعة على الطائر تحولت إلى ركنية وبعدها بدقيقة واحدة أهدى كاسانو إلى إبراهيموفيتش كرة حاسمة بيد أن الأخير أضاعها، وفي الدقيقة 16 من الشوط الثاني أهدى مهاجم الميلان كرة الهدف الثالث إلى روبينهو وبعدها بـ5 دقائق مرر أنطونيو الكرة إلى البرازيلي روبينهو ليسجل الهدف الرابع للفريق والثاني له. منذ بداية المباراة، في الواقع، وفريق الميلان يسعى لتحقيق الفوز والـ3 نقاط، فقد شهدت الدقيقة الأولى من عمر اللقاء تسديدة قوية حملت توقيع الهولندي سيدورف غير أنها تحولت إلى ضربة ركنية. ثمة أقدام خرافية، حقا، بين صفوف فريق الميلان، فلم يتوانَ كاسانو في الاستفادة من تمريرة رينو غاتوزو وتسجيل هدفه الأول بقميص الميلان في بطولة الدوري المحلي وقد صرح اللاعب عقب انتهاء المباراة قائلا: «أنا على معرفة بغاتوزو منذ 10 سنوات، ولذلك يعتبر هو أكثر من ساعدني للانضمام إلى صفوف الميلان. ولكني قلت له داخل غرفة خلع الملابس: تمريراتك يا غاتوزو لا تقدم السعادة أبدا، بيد أن هذه المرة قدمت الفرحة لا سيما إليَّ».

المقاومة: تمكن كاسانو من إدراك هدفه الشخصي رقم 100 مع الفرق الإيطالية، ولعل هذا الهدف جاء ليختتم به اللاعب أسبوعا رائعا: «إنها بداية جديدة بالنسبة إليَّ.. أود أن أبدا مسيرتي من جديد.. أرغب في الفوز والفوز والفوز». ويتابع أنطونيو: «على مستوى الركض، في الواقع، لست بعامل جيد، لكنهم هنا في الميلان جميعا يركضون كثيرا وقد تعين عليَّ أنا أيضا القيام بذلك». وقد أثنى أيضا ماسيمليانو أليغري، مدرب الميلان، على أداء مهاجم الفريق وصرح عقب اللقاء: «كنت أعتقد أن كاسانو سيقدم أداء أقل خلال المباراة؛ نظرا لأنه شارك أيضا في مباراة المنتخب الإيطالي الأخيرة، وكنت أتوقع أنني سأجعله يلعب ساعة واحدة من المباراة وليس أكثر من ذلك. ولكنه، على العكس، بالإضافة إلى المهارات التي قدمها وتسجيله للهدف كان مضحيا. أنا سعيد للغاية بأنطونيو».

الجمال: وسعادة أليغري لم تختلف كثيرا عن سعادة غالياني، نائب رئيس الميلان، الذي صرح قائلا: «كاسانو سجل هدفا رائعا». ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لروبينهو الذي قال: «لقد أهدى إليَّ أنطونيو تمريرة حريرية رائعة وأنا سعدت للغاية بتسجيله للهدف». وابتهج أيضا اللاعب السويدي إبراهيموفيتش لهدف كاسانو وظل يعانقه بقوة، معبرا عن فرحته. أما كاسانو ذاته فسبب سعادته لم يقتصر على إحراز الهدف الشخصي رقم 100 فحسب: «لست سعيدا فحسب لأنني أدركت هدفي الشخصي رقم 100 مع الفرق الإيطالية على ملعب سان سيرو، لكن الشيء الأكثر جمالا هو تمريرتي الحاسمة التي أهديتها إلى روبينهو؛ لأن الجميع جاء بعدها ليعانقني، ثم إنني أفضل لعب تمريرتين حاسمتين في مباراة عن تسجيل هدف».

الخفة: ولن ينسى البرازيلي روبينهو أيضا هذه الأمسية، والذي طالما يتعرض للانتقاد من جانب غالياني: «لقد أخطأ روبينهو في كثير من الكرات، لكنه سجل هدفين. التغيير يسير بشكل جيد». وسيتذكر دائما هذه الليلة الهولندي كلارنس سيدورف أيضا الذي شهد آخر خروج له من ملعب سان سيرو الكثير من صافرات الاستهجان ولكنه أول من أمس غادر الملعب وسط تصفيق حار من جماهير الفريق: «لقد صرحت دائما بأنه ليست هناك أي مشكلات لي مع الجماهير بل ثمة حب متبادل». وأردف اللاعب الهولندي: «الفوز في هذه المباراة كان هو أفضل طريقة نستعد بها لمباراة غد الثلاثاء أمام توتنهام». لقد تمكن الميلان من إنهاء المباراة بعد 8 دقائق فحسب وتخلص من شبح التعادل في المباراتين الأخيرتين أمام لاتسيو 0/0 وأمام جنوا 1/1 وسجل رباعية جميلة في شباك بارما. إن مدرب الميلان، في الواقع، لم يبد أي علامات للقلق من قبلُ ولم يبالغ الآن في الاحتفال بهذا الفوز، لكنه يعي جيدا أن هذا الفوز كبير؛ لأنه سيعيد للفريق الروح وسيطلق مؤشرا قويا على رغبة الفريق في مواصلة السير قدما نحو درع البطولة المحلية: «هذا المساء نجح الفريق في تحقيق النتيجة خلال مباراة صعبة وفي لحظة صعبة، فالفريق سيخوض مباراته في بطولة دوري أبطال أوروبا غدا. لقد كان الفوز مهما بالنسبة للفريق الذي قدم أداء جميلا. لكن أمام لاتسيو وجنوا تعادلنا على الرغم من خلق الكثير من الفرص، أما في هذه المباراة فقد لعبنا بشكل جيد حتى 2/0 ثم أهدرنا الكثير من الكرات وتراجعنا في نهاية الشوط الأول، لكن في الشوط الثاني نجحنا في إنهاء المباراة بفضل 3 أو 4 لاعبين غير عاديين في الفريق». لقد نجح الميلان هذه المرة في الأمر الذي أخفق فيه خلال مباراة جنوا، وهو إنهاء المباراة والحفاظ على النتيجة وقد حرص أليغري على تسليط الضوء على هذا المفهوم والتذكير أيضا بأن الميلان لا يزال على قمة الدوري: «كنا نعتلي قمة جدول الدوري ولا نزال هناك. هذا الشيء لا يأتي من قبيل الصدفة.. نحن نمتلك أفضل دفاع وأحسن هجوم ولا يتعين علينا سوى الاستمرار هكذا فحسب».

غالياني إلى بيرلو: إن الميلان الذي يروق إلى غالياني هو ذلك الفريق الذي يتمتع بنفس الروح، فهناك من يسجل (سيدورف وكاسانو وروبينهو) ومن يقود خط الوسط (فان بوميل) وآخر يقدم الكرات الحاسمة (غاتوزو) حتى وإن لم تكن المباراة قد شهدت أهدافا لإبرا الذي صرح قائلا: «ليس لديَّ أي تأثير على نتائج الفريق، لكننا كنا غير محظوظين أمام لاتسيو وجنوا، بيد أننا هذه الليلة كنا رائعين وقد واصلنا السير وننتظر ما ستسفر عنه باقي المباريات. أود توضيح أمر فحسب، نحن على قمة ترتيب الدوري منذ 13 جولة ونتمنى أن نستمر هكذا حتى النهاية». وقد أهدى غالياني هذا الفوز إلى بيرلو قائلا: «نحن في انتظار عودته من الإصابة مع أمبروزيني، غير أنه يتعين علينا التقدم». وقد أشاد غالياني بصفقات النادي خلال سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة وقال: «لقد قمنا بضم اللاعب فان بوميل لأنني دائما ما رأيته يلعب على أعلى المستويات». ثم انتقل في حديثه إلى بطولة الشامبيونزليغ: «علينا إيجاد بديل لفان بوميل في بطولة دوري أبطال أوروبا، أعتقد أنه من الممكن أن يكون تياغو سيلفا.. على أي حال سنصل إلى مباريات هذه البطولة الأوروبية بأفضل حال حتى وإن كان لدينا الكثير من الإصابات. ينبغي علينا اجتياز هذا الدور؛ فقد تعرضنا خلال البطولتين الأخيرتين للخروج من دور الـ8 ولا يتعين علينا تكرر ذلك هذا الموسم».

انتظار توتنهام: وقد أكد أليغري: «لدي فحسب 4 لاعبين في الوسط: سيدورف وميركيل وفلاميني وغاتوزو، يمكن الدفع بهم في مباراة بطولة دوري أبطال أوروبا، وهناك افتراض أيضا يقتضي بتغيير مركز تياغو سيلفا إلى وسط الملعب».. فالوقت ضيق ومباراة الميلان أمام توتنهام ستكون الثلاثاء وليس لدى الفريق وقت للاستمتاع حتى بهذا الفوز.

على الجانب الآخر، كان غضب بيتور ليوناردي، المنسق العام لفريق بارما، من نتيجة اللقاء هادئا، لكنه في الوقت ذاته واضح: «لقد قدم الفريق أداء دون المستوى جعلنا نتأخر في النتيجة وهذه هي مشكلة فريقنا في الموسم الحالي، التقدم للأمام ثم العودة للخلف. من الوارد أن تخسر أمام الميلان على ملعبه، لكن بهذه الطريقة لا. هل هذه النتيجة ستغير من حجمنا؟ علينا أن نفكر في إنقاذ الفريق من الهبوط والتركيز على حصد النقاط في المباريات المقبلة. من المؤكد على أي حال أننا لم نلعب أمام فريق الميلان بشراسة. إن المشكلة ليست في طريقة اللعب بل في الأداء. لقد حضر لاعبو فريق بارما إلى هنا وهم يفكرون في أنهم سيخوضون المباراة أمام المتصدر. بالنسبة إلى الفريق كان في حاجة إلى أداء مختلف».