لم تمنع الأمطار والطقس السيئ وتأخر الوقت جماهير فريق نابولي من الخروج للاحتفال بفوز فريقها على فريق روما وانفراده بالمركز الثاني في بطولة الدوري والاستمرار في المنافسة على اللقب. وخرجت الجماهير لتحتشد قرب مدخل المركز الرياضي للفريق انتظارا لعودة الحافلة من روما، ووصلت الحافلة في حراسة سيارات الجماهير. ومع وصول الحافلة كان عدد الجماهير قد ازداد بصورة ملحوظة وانفجر الجميع بالهتاف والحماس عند وصول الحافلة إلى المركز الرياضي في كاستيلفولتورنو مما أدى لتوقفها تماما وسط بحر الجماهير التي ملأت المكان.
السعادة: وأخذ اللاعبون يستمتعون بهذه المظاهرة الحاشدة من نوافذ الحافلة، بينما ظلت الجماهير تهتف لهم وتلوح بدرع الدوري المصنوع من الكرتون، بينما طالبت بعض الجماهير الأخرى الفريق بالفوز على فريق فياريال في بطولة الدوري الأوروبي قبل لقاء الميلان بنهاية هذا الشهر. واستغرقت الحافلة أكثر من نصف ساعة حتى تصل إلى مكان وقوفها ولم تنفض الجماهير ويعود الهدوء للمنطقة إلا في ساعة متأخرة من الليل.
لقد كانت 25 مباراة في الدوري هذا الموسم كافية لينتزع كافاني مهاجم الفريق مكانا مميزا في تاريخ النادي. فقد أحرز كافاني بتسجيله لهدف نابولي الأول في مرمى فريق روما من ضربة جزاء الهدف رقم 1000 لفريق نابولي خارج ملعبه. لكن أداء مهاجم الأوروغواي جاء مميزا بغض النظر عن الأرقام والهدفين اللذين أحرزهما. فقد أصبح كافاني هو ملك نابولي الجديد ومعشوق جماهيرها والموهبة التي تمنح مدينة بأكملها الأمل في استعادة أمجاد الماضي والمنافسة على بطولة الدوري. وقد أكدت مباراة روما على عظمة وتفوق هذا اللاعب وعلى خطورته البالغة في آخر 16 مترا من الملعب. فهو لاعب فذ تحسد جميع أندية العالم فريق نابولي عليه.
كافاني هدف الجميع: وتحاول الأندية الأوروبية الكبرى التحرك من أجل معرفة مدى إمكانية فتح مفاوضات مع نادي نابولي من أجل ضم كافاني، لكن رئيس النادي أوريليو دي لاورينتيس كان واضحا ومباشرا في هذا الصدد عندما صرح قائلا: «إن المسألة ليست مطروحة من الأساس، لأن اللاعب ليس للبيع». وبالتالي لن تكفي العروض المغرية لإقناعه بتغيير رأيه، فهو لا يريد حتى أن يحدد سعرا قد يبيع به مهاجمه الفذ. وبالتالي سيتعين على جوزيه مورينهو، الذي طلب من مسؤولي نادي ريال مدريد السعي لضم كافاني، البحث عن مهاجم آخر. لكن ما يجعل ضم كافاني مستحيلا ليس فقط هو إصرار دي لاورينتيس، بل أيضا هناك رغبة كافاني في عدم ترك ناديه، لأنه يعتبر مدينة نابولي مدينته في الوقت الحالي وتساعده الأجواء فيها على التألق وإظهار قدراته بشكل لافت.
أفضل هداف: وهناك رقم قياسي آخر يستطيع كافاني أن يسعى لتحطيمه حتى نهاية الموسم الحالي. فلم يتبق لكافاني سوى هدفين لمعادلة رقم أنطونيو فوياك مهاجم نادي نابولي في ثلاثينات القرن الماضي الذي يحتل صدارة هدافي النادي على مدى تاريخه بـ 22 هدفا. ومن المتوقع أن ينجح كافاني في تحطيم هذا الرقم لا سيما بالنظر إلى استمراريته المذهلة في التهديف خلال الموسم الحالي. ويبلغ متوسط المعدل التهديفي لكافاني (الذي سجل 20 هدفا هذا الموسم حتى الآن) 0.8 هدفا في المباراة الواحدة. ولا يدانيه في هذا المتوسط المرتفع سوى توتو دي ناتالي مهاجم نادي أودينيزي الذي يطارده على لقب الهداف ولا يفصله عن كافاني سوى هدفين.
الآن فياريال: وأظهر كافاني أيضا جزءا كبيرا من قدراته في بطولة الدوري الأوروبي. فقد سجل اللاعب 7 أهداف من 11 هدفا سجلها فريق نابولي في المرحلة التمهيدية للبطولة. ومكنت هذه الأهداف المهمة فريق نابولي من التأهل لدور الـ 32 للبطولة الذي سيلاقي خلاله فريق فياريال مساء الخميس في مباراة الذهاب على ملعب سان باولو بنابولي، بينما يقام لقاء العودة يوم 24 فبراير (شباط) الحالي. وقد أكد كافاني أن «بطولة الدوري الأوروبي ليست بطولة عابرة بالنسبة لنا، بل سنخوضها من أجل الاستمرار فيها حتى النهاية».